الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حديث البيدق/ طوفان الأقصى.. حتى لا ننسى (5)

نورالدين علاك الاسفي

2023 / 11 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


توجد دائما علة أخرى ينبغي أن نبحث عنها.
أرسطو؛ الفيزياء. ترجمة عبد القادر قينيني. أفريقيا الشرق المغرب 1998.ص 24


"نواصل العمل على المستوى الدولي، من اجل إفساح المجال أمام قواتنا للمناورة. و قد أوضحت أن لكل إنسان حر في الدول الحرة واجبا أخلاقيا لدعم إسرائيل.و أنا أتحدث عن بطولة جنودنا و إعادة رهائننا. و رفضنا لوقف إطلاق النار لا يشمل إعادة الرهائن. و أقول للأمريكيين تجندوا لهدفنا المركزي و هو تصفية حماس فهو هدفكم أيضا. أغلبية الشعب الأمريكي تدعمنا. صحيح هنالك أصوات أخرى. , نحن نناضل ضدها. أنا سعيد أن زعماء لبوا الدعوة و زاروا إسرائيل لإبداء الدعم لنا. ,دعمهم مهم لنا. لكن هذا لا يعني انه لا يوجد عدم توافق بين الحين و الآخر. لأنه في بعض هذه الدول توجد أقليات تضغط على الزعماء. و أنا أقول لهم؛ لا تستسلموا للضغط. حربنا هي حربكم، و في هذه الحرب؛ نحن مجبرون على الانتصار."
بنيامين نتياهو - مؤتمر صحفي غي تل أبيب، 12/11/2023.
نسوق هذا التصريح بطوله لا رغبة في ذاته، فقد خبرنا من خرجات رئيس وزراء الإحتلال بنيامين نتنياهو الإعلامية قناعته بتحذير وزراء حكومته، بخصوص اختيار كلماتهم بعناية فيما يتعلق بعملية طوفان الأقصى. لينتهي مسطرا قاعدة"كل كلمة لها معنى عندما يتعلق الأمر بالدبلوماسية، إذا كنت لا تعرف لا تتحدث، يجب أن نكون بالغي الدقة".
المعنى على الكلم محمول؛ و العبارة حمالة أوجه؛ و بالحقيقة تشاكس و تماكس. "ما يخرج بالصوت تابعا لازما لما يقوم في الذهن".(منطق أرسطو. 1980 ج 1/ص 111.
لذا كانت لنا وقفة على الروية تبغي رصد معالم كلام نتنياهو؛ عرضا طالته ؛ و راهنت على ستر عوراته.

"نواصل العمل على المستوى الدولي"
مفاد الانطباع من القراءة الأولى؛ يشي أن كلام رئيس وزراء حكومة الكيان بنيامين نتياهو في مؤتمره الصحفي يوحي بأن التعاون جار من موقع مركزية لا تفارق المستمع /القارئ من غير أن تحيل على جهة بخصوص؛ إلا ما كان يسوق له باحتفاء؛ هو مغيب بوجه إلى حين؛ يرى فاعليته في التأثير على مجرى؛ أو تعاكس مأمولا؛ و لم لا تنشد موقعا متقدما. من شأنها كليا أن تستشرف حصيلة تخارج التوقع؛ و تتغيى التحقق.
"من أجل إفساح المجال أمام قواتنا للمناورة".
غاية محمولة على علة برجاء؛ يموه بغية؛ و لإفساح المجال ينشد. أي خلق فسحة تتخذ موضعا متقدما أمام القوات الصهيونية. و قد حسمت أمرها في البحث بجلي العبارة عن تفعيل مناورة.
و حاصل المناورة الحربية ككل موقوف على عناصر تشظيها: من وتيرة تحايث المراقبة و التوجيه و التقرير و التفعيل. بعدها تأتي؛ نقطة الاتصال: مركز الجهد، أو ضرب العدو في المكان و الوقت المناسبين. حيث نقطة حيوية ودفاع ضعيف في آن معا. تليها المفاجأة: على الخداع تقوم. ثم الأسلحة المتنوعة والمناسبة. فالمرونة: حيث العسكري المرن يجب أن يكون شاملا وذاتيا ولديه مقدرات زائدة عن حاجته.
أما عصب المناورة ففي لامركزية القيادة: حيث اتحاد قرارات سريعة؛ تتفاعل مع الأوضاع المتغيرة لتبقى الاتصالات قائمة. والمستويات الدنيا في الجيش عموما يجب أن تفهم القصد.
"و قد أوضحت أن لكل إنسان حر في الدول الحرة واجبا أخلاقيا لدعم إسرائيل".
هل في الأمر لبس؟ في مسيس الحاجة إلى بيان. أم أن التوضيح من أوجه بات عند من ينشد الإبانة غير ظاهرة بجلاء؛لن تحسم فيما خبره من أمر الإيضاح؛ لذا يراهن على التذكير بتوضيح جديد يجب ما سبق؛ و أن ما أثير في أمره غدا لا يحصل جديدا بالصدد؛ فالرغبة في توكيد التوضيح الصحيح حادت عما استجد في ساحته.
أما حاصل أن لكل إنسان حر في الدول الحرة واجبا أخلاقيا. فهو مدعاة للريب بحمله على الوجهة التي هي مثار الواجب الأخلاقي. عن ذات ألفته من واقع؛ تمتع بحرية إقناعها بما يلزمها إزاء واجب أخلاقي، تتبناه ذاتها الحرة المحايثة لحرية واقع بالضرورة. من يدرج على سطحه خليق بتبني التزام أخلاقي مشروط على وجه؛ ينفي توكيد أحقيته في تبني ما يراه خليقا بشرط الواجب الأخلاقي؛ أم أنه في اللحظة الغفل من رقابة الفاعل المجتمعي المحتكر لسلطة القرار الواهن؛ يبدع في مصادرة الحق في الواجب كما يراه حقيقا بالدفاع عن الواجب الأخلاقي بعيدا عن ثمن مدفوع سلفا، بمساومة تزايد في مناصرته أو مناهضته وفق مستجدات قوى مجتمعية ضاغطة.
و هو ما يراه تنياهو إقرارا من جهته أن يكون الواجب ملزما بدعم؛ بات قانونا يوجه دفة المناصرة على درب؛ بغاية واحدة و وحيدة، دعم إسرائيل بالحصر و ليس غير. و على العالم "الحر" أن ينتصر لمركزيته و يصون الدعم بكامل قدرته. فمن يشارك قيم المركز؛ و إن بدت على غير مقاس خليق بالدعم. فالحال مع إسرائيل يحرضه على عدم تركها في قبضة عالم "غير حر" ؛ قد ينفي عنها الحق في مظلومية؛ تموه حقيقة عارية من الصدقية؛ غير حقيقة بنصرتها أخلاقيا. و هنا المغالطة القصيرة النظر. حيث العوالم تنشد قيمها؛ و تدفع بالمشكوك فيها. أما المركز فيرمي تأبيدها. في مكابرة؛ تبقي على صلاحيتها؛برغم استنفدها بوابل الحديد و النار.
"و أنا أتحدث عن بطولة جنودنا و إعادة رهائننا".
أنا /نتنياهو أحدثكم؛ لما ألقي فيكم كلمة فأنا زعيمكم؛ الذي تشربتم صوته إلى الثمالة بين أغلبية خندقته في الديكتاتورية، و يمين متطرف يسند ترهات صهيونية؛ ما عتم أن شق صف الوحدة الموبوءة للكيان. أما بطولات جند اسرائيل؛ و بشهادة سردية وكالات الإعلام الحرة؛ فقد اهتزت صورتها لدى كيان لطالما تبجح أنه جيش قاهر. أما و الحرب سجال فلا ذكر للرهائن أو بالأحرى الأسرى؛ المسعى خاب و الدبابات الميركافا تتساقط بمن حشر فيها.
"و رفضنا لوقف إطلاق النار لا يشمل إعادة الرهائن".
نحن نرفض وقفا لإطلاق النار على المدنيين./ و أنتم تعلمون من نحن . إسرائيل و من والاها. و الغاية اجتثاث الشعب الفلسطيني. و إن كان من بينهم رعايا اسرائيل. و تلك هي الحكاية التي لا يستسغها منه من بقي في رأسه ذرة من عقل رشيد. فقد غدا مجرورا وراء عنجهية قائد مهزوم. كل يوم يتلقى أخبار الجبهة المندحرة على فوهات الخنادق.
"و أقول للأمريكيين تجندوا لهدفنا المركزي و هو تصفية حماس فهو هدفكم أيضا".
و على الأمريكيين أن يسمعوا قولي دوما و يعوا بياني لزوما. ابقوا على دعمكم اللامشروط. فقد بيتنا النية معا عل تصفية حماس. هذه ليست رغبتنا فقد بات جليا للجميع أنها رغبتكم الشديدة أنتم كذلك. و لا مندوحة في أن تبقوا أوفياء لتعهدكم. و لا تتركوا العقد ينفرط في أيديكم فتذهب ريحنا. فأنتم تعلمون أننا أداتكم المتقدمة في الشرق الأوسط لصون مصالحكم.
"أغلبية الشعب الأمريكي تدعمنا."
بإقرار ينتصر لما يريد تصوره و هو واع بنقيضه. جاءت عبارته تقدم الغالبية على النصرة. و بالخلف يتمنى أن تكون الأغلبية حاصل ما يريد أن يراه. لكن المسيرات المناهضة للكيان و المناصرة لفلسطين خيبت ظنه.
"صحيح هنالك أصوات أخرى".
و يتدارك بحسرة حتى لا يعاند ما بات واضحا للجميع؛ و يكاد يعاتبه على هذا لمنحى الذي غدا لا يتشكك فيه القاصي قبل الداني. وهو ما جعله يتجرع حقيقته على مضض. و يصادر مغالطته بمقتضى أن هذه الأغلبية؛ و على فرض صحة موقفها. فهناك أصوات أخرى لا تدعم طرحه، و إن أقر بصدق صوتها الوازن.
," نحن نناضل ضدها".
و انظره هنا و قد انفلت عناد مكابرته من عقاله. مما جعله يصادر بغير موجب من وازع صوت الحق. فمطلبه الآني موقوف على نضاله المستميت في إقبار الأصوات الحرة. دليل آخر من نحو أن تكون حرا و تدلي بصوت حر و تنصر واجبا أخلاقيا لكن في حدود ما هو مرسوم لك. فالكيان الغاصب دائما على صواب و من يرى غير ذلك فقد يشارك في مظلومية إسرائيل التي لا ترتفع.
"أنا سعيد أن زعماء لبوا الدعوة و زاروا إسرائيل لإبداء الدعم لنا. دعمهم مهم لنا. لكن هذا لا يعني انه لا يوجد عدم توافق بين الحين و الآخر".
حاصل شعور نتياهو بالسعادة؛ معلق على وهم إلى حين؛ فقد بات معزولا من داخل الكيان و من معركته الخائبة. و كل زيارة من الزعماء الغرب؛ سعى إليها حثيثا و جرى في طلبها. و لم تكن منم عن طواعية لدعمه في خيبته.و هو ما يراه مهما له. و لما توقفوا عن زيارته تحت وقع الصواريخ؛ سارع إلى تبكيت خذلانه.
فحاله من الرجة لم يستوعب بعد مآلالتها. لكنه يستدرك بحسرة بمقتضاها يدرك أن في هذا الزعم المطلوب هامش مناورة. لعدم التوافق فيما يراه واجبا ملزما؛ و ما يراه الغرب حدودا قاهرة تحد من نزعه؛ ستوقف و لا غرو اندفاعه في دعم إسرائيل اللامحدود .و الحال حشر هادر من مواطني الغرب يخرج إلى الشارع ناصرا غزة العزة.
"لأنه في بعض هذه الدول توجد أقليات تضغط على الزعماء. و أنا أقول لهم؛ لا تستسلموا للضغط".
أيها الغرب المكبل بأسطورة مظلوميتنا و راعينا بلا قيد و لا شرط. أصوات القلة لا تعتمدوها دليلا لتراجعوا دعمكم لنا. و من ضغطها تهنوا و تستكينوا. قولي فصل. لا تستسلموا للضغط. اقهروا ؛ صادروا كل صوت؛ دوسوا على مبادئ غرب؛ ديمقراطيته مشوهة و إنسانيته سلخ جلدها. و الآن فلنأتوا على تلك البقية الباقية. عالجوها بمساحيق حقوق الإنسان، فالوقت في غير صالح للانتصار لها. إسرائيل أولى بالدعم و الإسناد حتى لا يضيع منا انتصرنا له قرونا من الثقافة اليهومسيحية.
"حربنا هي حربكم، و في هذه الحرب؛ نحن مجبرون على الانتصار".
نحن/ الصهاينة نحارب... و انتم الغرب تحاربون... و لن يعزب عن بال أحدنا من هو المستهدف بالحرب. فقد وسموه قبلا "بالحيوانات البشرية". قالها وزير دفاع الاحتلال الإسرائيلي، يوآف غالانت، إنّ "إسرائيل تحارب حيوانات بشرية؛ وتتصرّف وفقًا لذلك". التعبير الساقط الذي استخدمه الوزير المصفوع مؤخرًا أكبر صفعة في تاريخ كيانه المزعومِ، لم يكن وليدَ لحظته، وإنّما هو امتدادٌ لحقيقة تاريخية من المذلّة التي ذاقها الصهاينة في الأصقاع التي أتوا منها.
و المحصلة حربنا حربكم. فالشاهد. حرب شعواء على البشر و الحجر .إبادة جماعية و تطهير عرقي "فإسرائيل ارتكبت جرائما؛ و لم تمارس حربا.. هي قتلت و لم تقاتل. (العميد أمين حطيط).
ظاهر أن النتيجة بعيدة عن المقدمة في الذكر. و كلما كانت أبعد في الذكر كانت المصادرة على المطلوب أخفى و أقرب إلى القبول. لذا تلقى رواجا أكثر بين صفوف المخاطبين المغفلين.
أما واقع الحال؛ فلما أنهى نتياهو كلمته بالمؤتمر الصحفي بتل أبيب تصافح وزير الدفاع الإسرائيلي ؛يوآف غالانت، وعضو مجلس الحرب ؛بيني غانتس؛ وتجاهلا رئيس الوزراء الإسرائيلي.
علقت وسائل إعلام إسرائيلية على هذا المشهد بالقول: "اثنان ضد واحد، هذا هو محور الحرب".
الظاهر أنهم زادوا جرعة في خداع العالم. فأضاعوا و إلى الأبد ما فضل من بريق أساطيرهم المؤسسة.
و من قصفوا عقولهم زمنا؛ و جعلوهم رهن مظلوميتهم يكتوون؛ أضحوا ظاهرين على الحق.
و بات جليا أن الصهاينة كل يوم من طوفان الاقصى هم في شأن؛ لا يخدعون حقيقة إلا أنفسهم وما يشعرون.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصدر أمني: ضربة إسرائيلية أصابت مبنى تديره قوات الأمن السوري


.. طائفة -الحريديم- تغلق طريقًا احتجاجًا على قانون التجنيد قرب




.. في اليوم العالمي لحرية الصحافة.. صحفيون من غزة يتحدثون عن تج


.. جائزة -حرية الصحافة- لجميع الفلسطينيين في غزة




.. الجيش الإسرائيلي.. سلسلة تعيينات جديدة على مستوى القيادة