الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المجازر الصهيونية في غزة: نوايا خبيثة في الاهداف

مزهر جبر الساعدي

2023 / 11 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


(المجازر الصهيونية في غزة: نوايا خبيثة في الاطماع والاهداف)
على الرغم من ان هناك رفض شعبي بالملايين للمجزرة التي ترتكبها دولة الاحتلال الاسرائيلي على مدار ما يقارب حتى اللحظة الشهر والنصف، إنما هذه الابادة تستمر على وتيرة اكثر فتكا واتسعا، على الرغم من هذا الرفض لها وبالملايين، الذي تعكسه التظاهرات في اغلب دول العالم، سواء في امريكا او في اوروبا. هذا يعني وفي اهم ما يعني؛ ان الرأي العام، في الدول الداعمة والمشاركة بالسلاح الفتاك لها في هذه الجريمة البشعة، او بالغطاء الدولي، او بالتغطية الاعلامية، امريكا والبعض من دول الاتحاد الاوربي؛ لا مكان له في سياسة هذه الدول؛ حين تتعارض هذه الاصوات المدوية بالإدانة والرفض لهذه المذبحة، مع استراتيجية الكيان الصهيوني، والتي هي جزء مهم من الاستراتيجية الكونية الامبريالية المتوحشة. محرقة دولة الاحتلال الاسرائيلي تدور في شمال غزة، بزخمتها المركزية، مما دفع سكان شمال غزة بالنزوح الى الجنوب، هذا ترافق مع دعوة اسرائيل لهم بالتوجه الى الجنوب. بالتالي سوف يزداد او يكتظ الجنوب بالنازحين، وهم ربما اكثر من مليون في مساحة اقل من نصف مساحة القطاع الذي هو اصلا مكتظ بالناس. حسب التسريبات سواء من الصحافة الامريكية او العبرية او غيرهما؛ ان هناك خطط على افتراض ان اسرائيل سوف تنجح في ما هي قد خططت له، في النوايا والاهداف الى تحقيقها، من خلال المجازر التي ارتكبتها ولاتزال حتى الساعة ترتكبها؛ منها تسليم أدارة القطاع الى السلطة الفلسطينية وهذا هو رأي الادارة الامريكية مع اشراف من قبل دولة ثالثة، وهي السعودية، وابعاد مصر عن هذه المهمة، مع اعمار غزة بشكل مستدام، حسب تصريح وزير خارجية امريكا، وهناك نوايا اخرى غير هذه، وجميعها تقع في ذات الخانة مع بعض الاختلاف وهو اختلاف ليس جوهريا. في قلب وصلب هذه الاهداف في عملية التهجير، بل هو هدف الاهداف؛ هو قناة بن غوريون المصممة لإخراج قناة السويس من اهميتها للتجارة الدولية. اذا ما تمعنا جيدا، فحصا وتدقيقا؛ في الذي يقف وراء هذه التسريبات، فهي الغرض منها هو قياس رد الفعل عربيا وفلسطينيا وربما حتى اقليميا ودوليا؛ قبولا او رفضا. الانظمة العربية لم ترد لا رفضا ولا قبولا، وكذلك القوى الإقليمية المؤثرة في المشهد الفلسطيني والعربي، ايران وتركيا، وايضا القوى الدولية العظمى والكبرى، الصين وروسيا. عليه فان هناك نوايا خبيثة جدا، في الذي يخص القضية الفلسطينية، وليس قضية غزة التي تتعرض حتى الساعة الى الذبح الممنهج على يد جيش دولة الاحتلال الاسرائيلي العنصري، والمدجج بكل اسلحة الفتك والدمار الشامل الأمريكية والغربية، للأرض والأنسان والزرع والضرع؛ على افتراض جدلا؛ ان دولة الاحتلال الاسرائيلي، تمكنت من بسط سيطرتها على غزة.( وهي لا ولم ولن تستطع) إنما من السابق لوقته؛ معرفة على وجه الدقة واليقين؛ المحطات الختامية لهذه النوايا الخبيثة جدا جدا، وما اقصده هو تهجير سكان غزة من ارضهم، وليس الهدف من وراء التهجير والذي اوردته في اعلى هذه السطور. لكن من الممكن تلمسها من مجريات الاوضاع وسلم تطورها الذي يقود الى المنبسط المفتوح على سقوفها؛ التي فيها، يبصر الفاحص؛ من انها، عملية تهجير ناعمة وليس التهجير القسري. ان حصر اكثر من مليوني ونصف المليون في مساحة لا تتجاوز نصف مساحة غزة، مع افتقار هذه المساحة الى ارض صالحة للزراعة والصناعة والعمل، مع فتح ابواب العمل والسكن الأمن عبر الحدود، وبكل حرية،؛ هي عملية تهجير من دون استخدام عصا التهجير. ان الحديث الذي نشط في الفترة الأخيرة، في التوازي والتزامن مع استمرار المحارق الصهيونية لغزة، الارض والأنسان؛ حول حل الدولتين والأعمار وما إليهما، ما هو الا لعبة كبيرة في استثمار الزمن لتحقيق الخواتم المفترضة في اعلاه. الكيان الصهيوني المحتل للأرض الفلسطينية، ليس لدولته حتى الآن حدود معروفة، بما يتعارض مع كونها دولة عضو في الهيئة الاممية، والتي يفترض بها ان تكون لها حدود معروفة؛ يمكن لها الدفاع عنها، قانونيا، اي حسب القانون الدولي؛ حين تتعرض للاعتداء من قبل الجوار. بينما دولة الاحتلال الاسرائيلي ليس لها حدود، كما هو معروف لجميع الدول الاعضاء في الامم المتحدة. ان رفض اسرائيل كل هذا الزمن، الذي مضى عليها؛ ان ترسم لها حدودها، وهي الى الآن، ليس لها حدود، لم يكن بلا اسباب، بل ان لها اسبابها، التي تتركز حول اطماعها في بقية او ما تبقى من ارض فلسطين، خارج حدودها التي جاء بها او اعطائها قرار التقسيم الاممي، الذي يفترض بالأمم المتحدة ومجلس الامن؛ اجبارها على ترسيم حدودها، طبقا لقرار التقسيم، وبالذات بعد اتفاقات اوسلو، وكامب ديفد، ووادي عربة، وعمليات التطبيع المجاني والمخزي في الفترة الأخيرة، والذي يفتقر الى اقل تبرير من التبريرات المنطقية، للبعض من الدول العربية التي ليس لها تماس جغرافي مع دولة الاحتلال الاسرائيلي؛ التي رفعت حجة اسرائيل من انها محاطة بالأعداء. اذا اريد لأي مفاوضات مقبلة ان تنجح او ان ينصاع لمخرجاتها الكيان الصهيوني؛ يجب ان يفرض عليه، قبل اي مفاوضات؛ ان تحدد حدود دولتها. ان العقبة الكأداء امام الكيان الصهيوني الاستيطاني الاحتلالي في تحويل اطماعه على ارض الواقع؛ هو قلة سكانه، وهو ايضا؛ انعدام قدرة هذه الكتلة البشرية على النمو الديمغرافي. إنما الاهم من هذه العقبة؛ هو تمسك الفلسطينيون بارضهم التاريخية، اضافة الى ان النمو الديموغرافي الفلسطيني اكثر من نمو سكان دولة الاحتلال الاسرائيلي، بما لا يقل عن اربعة مرات ان لم يكن اكثر، اضافة وهذه هي الاهم؛ المقاومة الفلسطينية البطولية والشجاعة؛ لمشاريع اسرائيل الاحتلالية الاستيطانية. وزير المالية الصهيوني العنصري؛ صرح مؤخرا وهو تصريح يحمل الكثير من القبح والغطرسة؛ ان سكان غزة من الممكن ان يرحلوا الى اي دولة تقبل بهم. ان الاسرائيليين نسوا او تنسوا؛ ان اعمالهم الاجرامية في كل تاريخ (دولتهم)، لم يوفر لهم الأمن، ولم يرفع عن كاهلهم؛ القلق الوجودي الذي قض ولايزال يقض مضاجعهم؛ هو ان من يستشهد من المقاومة الفلسطينية؛ سوف يحل محله بعد حين من الزمن؛ اربعة مقاومون او اكثر. كما انه ومن الجانب الثاني؛ ان اعمال الاجرام بحق الفلسطينيين؛ سوف تحفر هذه الجرائم عميقا في وجدانهم ونفوسهم وعقولهم؛ بما يشكل تراكمها قوة وزخم كبير في النضال والكفاح والجهاد، من اجل التخلص من هذا الاحتلال وجرائمه. كما ان قضية الشعب الفلسطيني بقدر ماهي قضية هذا الشعب المجاهد والمناضل، شعب الجبارين؛ هي ايضا قضية كل الاوطان العربية وشعوبها العربية بصرف النظر عن انظمة الحكم فيها؛ لأن هناك علاقة عضوية لانفصام فيها بين قضايا الشعوب العربية واوطانهم وبين قضية الشعب الفلسطيني وقضية الشعوب العربية واوطانهم..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اجتهاد الألمان في العمل.. حقيقة أم صورة نمطية؟ | يوروماكس


.. كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير




.. ما معنى الانتقال الطاقي العادل وكيف تختلف فرص الدول العربية


.. إسرائيل .. استمرار سياسة الاغتيالات في لبنان




.. تفاؤل أميركي بـ-زخم جديد- في مفاوضات غزة.. و-حماس- تدرس رد ت