الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فراشات هوبوغو المضيئة، الرائعة القصصية فى مجابهة تحديات البيئة LES PAPILLONS LMINEX DHOPOGO

عبير سويكت

2023 / 11 / 18
الادب والفن


فراشات هوبوغو المضيئة، الرائعة القصصية فى مجابهة تحديات البيئة
LES PAPILLONS LUMINEUX D HOPOUGOU

عبير المجمر(سويكت)

منظمة السودان الجديد الاوربية
‏LNS(Le New Soudan), بإلإضافة لمنظمة الصحفيين و الكتاب المستقلين
‏ JEI(Journalistes et Écrivains indépendants)
تتقدمان بأحر التهاني و أجمل التبريكات و أطيب الأماني للمهندسة التربوية والتعليمية رئيسة جمعية
iDAMA 4U
أميناتا سيمور على إصدار كتابها القصصي بعنوان "الفراشات المضيئة في هوبوجو"، المكون من أربعين صفحة و تم نشره بواسطة Figuira Editions.
مع خالص تمنياتنا لها بالمزيد من الأعمال القيمة و المميزة لخدمة الإنسانية.
أميناتا سيمور كمهندسة تربوية مُولعة بالتعليم الغير رسمى "التعليم الشعبي" العزيز على نفسها .
بالرغم من ان فى عصرنا هذا حيث التركيز على التعليم الرسمي، بينما التعليم الشعبي يفتقد أحيانًا للتقييم فى عالم الاعتراف فيه بالمقياس الكمى الرقمى اى الاختبارات التى تليها الشهادات …الخ مع العلم ان هذه الأرقام غالبًا لا تعكس الواقع الاجتماعي، و عليه فان التجربة المجتمعية أثبتت الدور الفاعل للتعليم الغير رسمى مثل التعليم الشعبي و كيف انه عزز من فرص التعلم للجميع مدى الحياة، كذلك دوره فى المساهمة فى تحقيق أهداف التنمية المستدامة من خلال تعبئة الموارد البشرية والمادية والمالية الكافية، خاصةً مع التدهور العام للحالة الاقتصادية والاجتماعية و أتساع فجوة عدم المساواة فى جميع المستويات و بما فى ذلك التعليم، فعلى سبيل المثال من أساليب الهندسة التربوية الحداثية الفديوهات و الرسومات المتحركة و غيرها من المحتويات الرقمية مع العلم ان فوائد التقدم التكنولوجي هذه محرومة منها طبقة كبيرة من العالم و محظورة على فئة معينة. فى الوقت الذي فيه التعليم الشعبي فى مقتبل الجميع و فى أغلب الأحيان يكون تطوعي غير ربحي، و يمتاز بأغراض تعليمية منظمة، كما و يأتى داعمًا و مكملًا للمدرسة و الأسرة و لا يلغيها، بل يهدف للاستعداد لاكتساب مهارات الحياة و المواطنة الفاعلة و يكون بطريقة تشاركية موفراً للجميع فرص إمكانية تعليمية متعددة و متنوعة الأشكال. كما و يهدف للتقدم الاجتماعي خارج نظام التعليم التقليدي، من خاصيته يُعرف الفرد بحقوقه و يلزمه بواجباته، كما ‎يضع المُتعلم في حالة معرفة ذاتية أفضل، ويعلمه تحليل نفسه وتقييم قدراته ومهاراته، مع تعويده على اتخاذ المبادرات داخل المجموعة وقياس آثارها. أيضًا
يعزز بناء النهج التطوعي و المشاركة و التعاون.

و الجدير بالذكر ان التعليم الشعبي لعب دورًا فعالًا فى استنارة أفريقيا ‎و جعل الأفراد مستعدين ليكونوا مواطنين مسؤولين، قادرين على المساهمة في تطوير مجتمع ديمقراطي، موحد، تعددي ومنفتح على الثقافات الأخرى. كما يستهدف التعليم الشعبي تنمية إمكانات الطفل إلى الحد الأقصى وإتاحة أقصى فرصة له للمشاركة بشكل كامل ومسؤول في حياة مجتمع حر يسع الجميع بمساواة بلا تمييز حيث يضمن وصول الجميع للثقافة و المعرفة، لذلك يوصف بانه مدرسة عظيمة لترسيخ قيم و مفاهيم المواطنة بلا تمييز .

الراوية أميناتا سيمور بأعتبارها مهندسة تربوية إختارت الأسلوب القصصي، محاولةً منها للمساهمة فى تحسين
جودة التعليم و التدريس عبر ابتداع و ابتكار وسائل تربوية، و تنويع و تطوير محتويات تعليمية تجعل من المحتوى أكثر فاعلية. فالبنسبة لها القصة القصيرة المروية هى نعم للترفيه و لكن لأهداف و أغراض أخرى و وظائف تربوية منها الإلهام و الحث على التأمل و أيضا الإرشاد و تسليط الضوء على قضايا مهمة مثل علاقة الانسان بالبيئة و الطبيعة اعتمادًا على محتوى القصة المروية التربوي لمخاطبة قضايا البيئة بطريقة مبسطة و سهلة الفهم.

كمهندسة تربوية تسعى أميناتا لتقديم قيمة تعليمية مضافة و أساليب إبداعية تقدمية مضمونا و محتوى لتضمن جاذبية المحتوى وفعاليته واستدامته بمرور الوقت على ان يكون مواءماً و أحتياجات الأطفال للمعرفة مع مراعاة الظروف من حولهم و متطلبات البيئة التعليمية و الانسانية و عوامل اخرى تأخذها فى عين الاعتبار.

كتاب "الفراشات المضيئة في هوبوجو" هذا الكتاب القصصي الذى يحمل فى طياته وصف خيالى من أعماق فنانة مبدعة محبة للبيئة تسرده لنا بلمستها التربوية الإبداعية تحملنا معها فى بساطها السحري الجوال نحو كوكب مكسي بلون السندس الأخضر لحماية كوكبنا و حفظ التوازن البيئي. تسرد لنا بأسلوب شيق و ممتع كيف يعيش أطفال المدارس في هوبوغو، مدينة الأمل،
حيث تقودنا معطيات الحكاية لتتبع تلميذين يصبحان صديقين، تقود مغامراتهما سكان هوبوغو، إلى إدراك أن الأرض (الممثلة بالحديقة المنسية) تموت بسبب النفايات البلاستيكية. حيث توضح القصة ان الكبار، تمامًا مثل الشباب الذين ورثوا هذه الأرض، يدركون عواقب أفعالهم على البيئة، مما يدفعهم فى نهاية الآمر إلى التصرف.

فى ذات السياق تكشف لنا راوية القصة أميناتا عن تجربة تعليمية عبقرية مع شجرة الباوباب او التبلدى او القنقليز حيث لها تسميات عدة نسبةً لانتشارها فى مناطق مختلفة من العالم و منها مناطق الساحل التى تنحدر منها كاتبة القصة من جمهورية مالي عروس أفريقيا، و مع ان الشجرة بطيئة النمو إلا انه يمكنها أن تعيش حتى 2000 عام وتزهر أحياناً بعد عدة عقود
تسمى الشجرة السحريه او شجرة الحياة.

و بعيدا عن محتوى القصة فان شجرة الباوباب يُشار الى ان لها رمزية تلعب دور حارس التاريخ والتراث الثقافي. وطوال فترات الجفاف والفيضانات والصراعات، يُقال أنها تشهد على قوة الروح الإنسانية وقدرتها على الصمود في
مواجهة الشدائد وتأثيرات الزمن .

فى ذات الصدد يُشار كذلك الى انه فى منطقة الساحل هناك اعتقادات انه أرواح الأجداد تعيش في جذع هذه الأشجار العملاقة، ويُقال انه في القرى، يتم تقديم القرابين لأشجار الباوباب - اللبن الرائب أو جوز الكولا - لإرضاء أرواح الأجداد، وتستدعيها النساء العاقرات.

و حتى نواصل فى عمق الموضوع فان مغزى القصة على لسان الكاتبة أميناتا بأعتبارها مهندسة تعليمية هو ان تقدم للقراء لحظة هروب وتأمل. و فى ذات السياق ان تقدم للمجتمع التعليمي بكل تنوعه موردًا لمعالجة القضايا البيئية بطريقة مفهومة. وأخيرا، باعتبارها مواطنة في هذا العالم، يسعدها أن تشارك في أنشطة "الطائر الطنان" الرامية إلى تعزيز سبل العيش التي تحترم البشر والطبيعة.
و فكرتها هذه تتوافق علميًا و أختيار رمزية شجرة الباوباب التى تلعب دورًا بيئيًا هامًا حيث أنها تمتاز بخصائصها المضادة للأكسدة، كما أنها تساعد في الحفاظ على رطوبة التربة، وتعزيز إعادة تدوير المغذيات، ومنع تآكل التربة، كما تعد مصدراً مهماً للغذاء والماء والمأوى لمختلف الطيور والزواحف والحشرات، حيث تتميز شجرة الباوباب بإنتاج ثمار مغذية حتى في أكثر السنوات جفافاً.
كما يشير المختصين إلى أنّ لكل نوع من شجرة الباوباب أهميةً مختلفةً في النظام البيئي؛ ففي إفريقيا، تلتهم القرود ثمار شجرة القنقليز وقرون البذور، فيما تضع بعض أنواع الطيور أعشاشها في أغصان الشجرة الضخمة، وتتغذى الفيلة والحيوانات البرية الأخرى على لحاء الباوباب الإسفنجي أحياناً، والذي يوفر الرطوبة عند ندرة المياه. و توفير الرطوبة هو نتاج لخصوصية الباوباب و قدرتها على امتصاص وتخزين الحد الأقصى من الماء خلال موسم الأمطار، وذلك بفضل نسيجها الليفي، لتكون قادرة على البقاء على قيد الحياة خلال موسم الجفاف: وبالتالي يمكنها تخزين ما يصل إلى 120 إلى 140.000 لتر من الماء.
من جانب اخر، يسرد الخبراء ان فى أنحاء إفريقيا يأكلون أجزاء من شجرة ‎الباوباب بما في ذلك الجذور والبراعم الصغيرة، كما يغلي الناس الأوراق ويأكلونها، ويتناولون الزهور أيضاً، أمّا لب الثمار، فيُمزج مع الماء، مما يجعله مشروباً منعشاً، فيما يتناول الناس البذور المحمصة كوجبة خفيفة، أو يستخدمونها لتحضير مشروب يشبه القهوة، ومن ناحية أخرى، فإنّ اللحاء الليفي للشجرة يُستخدم لصنع الحصير والحبال والسلال والورق والقماش والشباك وخيوط الصيد، فيما يُستخدم خشبها للوقود والأخشاب.

ختامًا، كاتبة القصة القصيرة "فراشات هوبوغو المضيئة" أميناتا ركزت على تسليط الضوء على أهم تحديات البيئة متحدثةً عن موت الأرض بسبب النفايات البلاستيكية، نتاج لأفعال و ممارسات البشر الكبار قبل الصغار. و بناءًا على تقارير البيئة يتضح أن فى عام 2019 ولد البلاستيك 1.8 مليار طن من انبعاثات الغازات الدفيئة او 3.4٪ من الانبعاثات العالمية. حيث يعتبر البلاستيك مساهمًا أيضًا في أزمة المناخ. و يعد إنتاج البلاستيك أحد أكثر عمليات التصنيع استهلاكًا للطاقة فى هذا الكوكب. و التلوث البلاستيكي يشغل المهتمين بشأن البيئة نسبةً لأثاره الخطيرة على الصحة و البيئة. فالمواد البلاستيكية المصنعة فى التعبئة و التغليف هى أكبر منتج للنفايات البلاستيكية فعلى عكس المواد الأخرى البلاستيك غير قابل للتحلل و يتراكم فى البيئة بشكل خطير لانه يستغرق مئات السنين حتى يصبح قابل للتحلل و بالتالي هذا النوع من التلوث البلاستيكي يؤدى إلى اختناق الأنواع البحرية يقلل من التنوع البيولوجي للمحيطات ، ويؤثر سلبًا على التربة ويسمم المياه الجوفية، كما ان له  آثار صحية خطيرة .
لذلك فى عام 2022، اعتمدت الدول الأعضاء في الأمم المتحدة  قرارًا لإنهاء التلوث البلاستيكي.

و عليه تدعو كاتبة القصة الى تعزيز سبل العيش التي تحترم البشر والطبيعة على حد تعبيرها.

أميناتا سيمور تبدع و تتفنن بحسها التربوي العالى فى أخذنا فى جولات فى قلب الممارسات التربوية عن طريق الأساليب التأملية الخيالية عبر كتابها الذى يحثنا على إعادة الإتصال بالطبيعة، كيف لا و هى المهندسة التربوية العاشقة للطبيعة، و لكنها فى محور كتابها هذا تكشف عن نوع اخر من التواصل بعيدًا عن الهيمنة الحاسوبية و الرقمية، انه إتصالاً فى الهواء الطلق عبر الخيال حيث تتحرر النفس من الشاشات و الهواتف الذكية و اجهزة الكمبيوتر و شبكات التواصل الاجتماعية ، تقدم لنا لحظة هروب وتأمل، الانفصال عن الطبيعة ثم العثور عليها مرة اخرى و إعادة الاتصال بها، للاستمتاع بلحظة اللقاء بالكنز المفقود مستخدمين حواسنا التأملية و التفكيرية الخيالية لفهم كوكبنا و أكتساب ثقافة بيئية، كما تحثنا الكاتبة على التفكير النقدي فى قالب أدبي فيما آلت إليه هذه الأرض (الممثلة بالحديقة المنسية) التى تموت بسبب النفايات البلاستيكية و افعال و ممارسة الفرد و الجماعة و العبرة من ذلك حتى نكون وأعين بأضرار الأفعال و الممارسات الفردية و الجماعيه على نظامنا البيئي و تأثيرها على مصيرنا الجماعى، و بالتالي ما سيترتب على ذلك من خياراتنا و التزاماتنا فيما بعد لمراعاة هشاشة عالمنا، و هذه الأشياء مجتمعة تعتمد على قوة الجماعة و العمل الجماعي.

من جانب اخر تركز المربية الهندسية أميناتا على أهمية تعزيز سبل العيش التي تحترم البشر والطبيعة. بناءًا على نظرتها فى التعليم البيئي التى نستنتجها من خلال قراءة أفكار الكاتبة الرامية لتعزيز عيش حياة محترمة مع الطبيعة. مبينةً لنا من خلال التجربة النقدية للذات التى عاشها الكبار وكذلك الصغار الذين ورثوا الأرض بعد ان أدرك الجميع عواقب أفعالهم على البيئة، مما دفعهم إلى التصرف. تأكيدًا من الراوية على ان احترام البيئة يودى الى حمايتها و استخدام مواردها و الاستفادة منها بطريقة متزنة دون الاضرار بها و حماية الطبيعة بشتى الطرق بما فيها الآن "الطرق القانونية". لآجل العيش فى وئام مع البيئة من اجل التنمية البشرية المستدامة للأجيال القادمة يتوجب علينا إدارة تاثيرنا على البيئة و عدم تدمير الطبيعة. و حتى نصبح جميعًا فاعلين فى حماية البيئة و ضمان عالم أفضل للأجيال المقبلة.

ختامًا، لا يسعنا إلا ان نعبر فى كلمات بسيطة عن شكرنا على هذه الرائعة الأدبية للمهندسة التربوية أميناتا متمثلة فى تقديم نهجًا تربويًا يعكس براعة و عبقرية مدرسة التعليم الشعبي و يهدينا فى أجمل لوحة فنية مشروع تحول إجتماعي لحماية البيئة.

و حتى لا نضيع على القراء الكرام فرصة الاستمتاع بقراءة هذا المحتوى الممتع الذي يحمل فى طياته الكثير المثير فالخبر السار ان هذا الكتاب أصبح متاحًا الآن تحت عنوان :
‏ "Les papillons lumineux d’Hopougou »
للكتابة: ‏Aminata SEYMOUR

أخيرا و ليس أخرًا ، شكرًا الكاتبة القصصية المبدعة Aminata SEYMOUR أميناتا سيمور على هذا العطاء الإنساني
‏ "LES PAPILLONS LUMINEUX D HOPOUGOU" لإنارة أجيال اليوم و ضمانًا لمستقبل أجيال الغد.
و الشكر موصول للمنظمة الفاعلة مجتمعيًا و مدنيًا
‏. Association iDAMA 4U



منظمة السودان الجديد الاوربية
‏LNS(Le New Soudan), بإلإضافة لمنظمة الصحفيين و الكتاب المستقلين
‏ JEI(Journalistes et Écrivains indépendants)
Paris/ France
17/11/2023








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال


.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي




.. ميتا أشوفك أشوفك ياقلبي مبسوط?? انبسطوا مع فرقة فلكلوريتا