الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المنزل السوري وفكرة البيتون-الباطون المسلح

نبيل علي صالح

2023 / 11 / 18
الادارة و الاقتصاد


يمكن القول (نسبياً طبعاً) بأنّ سوريا واحدة من أكثر الدول في العالم كله، استهلاكاً للأسمنت والحديد (والمجبول الاسمنتي الباطوني).. ويمكن القول أيضاً بأنه قد أُهدرتْ على بناء المنازل الاسمنيتة المسلحة -خاصة القواعد منها- الكثير الكثير من الأموال في غير محلها..
.
وقد يعود السبب إلى معنى فكرة العيش والحياة أو فكرة البيت عند السوري كفكرة جوهرية بنيوية، أو ربما هو شعور الفرد عندنا أن البيت المسلح هو استقرار ورسوخ على الأرض دائماً وأبداً، رغم ما تحظى عنده فكرة الموت من أهمية استثنائية بتعابيرها وتجلياتها الدينية المتنوعة.. فترى الفرد السوري يصرف ثلث مخصصات بناء المنزل أو أكثر على بناء قواعد راسخة وقوية وبيتونية مسلحة، مع ان هذا الصرف والإنفاق المالي المكلف للغاية، ربما لا معنى له حتى لناحية الصلابة والرسوخ والثبات، بل هو هدر مادي كبير يمكن أن يستخدمه في أي شكل تطويري آخر لحياته وعيشه الأرضي..
.
مع الملاحظة أنه -في كثير من دول العالم خاصة المتقدم منه ورغم ظروف المناخ الصعبة- يسكن الناس في بيوت خشبية قوية ذات أشكال قرميدية جميلة، أو ضمن بيوت مصنوعة من مواد معدنية أو مختلطة تحقق لهم معنى السكن الجميل والعيش الآمن والمستقر غير المكلف..
..
الرسوخ على الأرض ليس معناه أن تبني منزلاً باطونياً (من البيتون المسلح) إلى أبد الابدين، معناه أولاً أن تشعر بالاستقرار والأمان النفسي الجواني، ثم يأتي الباقي لوحده، خاصة في ظل تحقق وإنجاز موضوعة التنمية كفكرة لتنمية الفرد وقدراته وطاقاته ونيله لحقوقه المادية والمعنوية..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أردوغان ونتنياهو .. صدام سياسي واقتصادي | #التاسعة


.. تركيا وإسرائيل.. مقاطعة اقتصادية أم أهداف سياسية؟




.. سعر الذهب عيار 21 يسجل 3080 جنيها للجرام


.. الجزائر في المرتبة الثالثة اقتصاديا بأفريقيا.. هل التصنيف يع




.. ما تداعيات قرار وزارة التجارة التركية إيقاف جميع الصادرات وا