الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الديمقراطيات الغربية: كذبة تأريخيةكبرى

مزهر جبر الساعدي

2023 / 11 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


(الديمقراطيات الغربية: كذبة تاريخية كبرى)
تستمر المجازر الاسرائيلية لليوم الثالث والاربعين، وهي وبكل تأكيد لم يشهد مثيلا لها في كل تاريخ الصراع العربي الاسرائيلي، كما لم يكن اي مكان من امكنة الصراع او الحرب في العالم ، في القرن الحالي، مثيلا لهذه المجازر. ترتفع الاصوات المنددة لهذه المجازر في كل بقاع المعمورة، بما فيها امريكا ودول الاتحاد الاوروبي؛ من خلال المظاهرات والتنديدات لهذا المحارق، بالتصريحات والمواقف في كل العالم تقريبا الا القليل والقليل جدا، التي تؤيد هذا الاجرام؛ لكن اي منها لم يقد او يدفع امريكا والغرب بالضغط على دولة الاحتلال الاسرائيلي؛ بإيقاف هذه المذابح. السؤال الكبير هنا: لماذا لم يكن لكل هذه التظاهرات والمواقف المنددة بهذه المذابح التي تجري في كل ساعة ودقيقة على ارض غزة، الأنسان والأرض؟ والسؤال الأخر هل دولة الاحتلال الاسرائيلي، دولة ديمقراطية؟ وهل الديمقراطيات الامريكية والغربية، ديمقراطيات حقيقية؛ تحترم الرأي العام في بلدانها؟ وهل الديمقراطيات في امريكا وفي الغرب؛ تحترم حقا حقوق الأنسان كما تدعي في كل لحظة وحين مناسبين، أو غير مناسبين؟ وهل مجلس الامن الدولي، منصة لحفظ حقوق الشعوب، ارضا وشعبا؟ وهل الانظمة العربية في الأوطان العربية؛ تدافع حقا عن حق شعوبها في الحياة الحرة والكريمة، وعن سيادة اوطانها، وقرارها السياسي المستقل؟ وهل دول الجوار الاسلامي؛ تدافع حقا عن الشعوب الاسلامية، وعن سيادة اوطانها؛ بالدعم والمشاركة بمختلف الطريق، وليس بالضرورة الدخول في ميدان المعارك، بل بطرق اخرى غير مباشرة؟ حقيقة المواقف لكل ما تقدم يختلف كليا او جزئيا عن الذي يتم الاعلان عنه.. كما التالي وباختصار:
اولا: امريكا ودول الغرب؛ ليست دول ديمقراطية، او انها تضع الديمقراطية على رفوف الاهمال، عندما تتعارض هذه الديمقراطية مع مصالحها وخططها في اي من امكنة الصراع او الحرب في كل بقاع المعمورة، بل تقوم بتحجيم اصوات شعوبها، المنددة بمواقف حكوماتها، او بالضد من مواقف حكوماتها، وفرض طوقا من العزلة عليها؛ كما هو حاصل في تحجيم مواقف الشعوب في امريكا ودول الغرب؛ التي ترفض وتندد بالمذابح الاسرائيلية في غزة. ان من يتحكم بمواقف الحكومات او الادارات سواء في امريكا او في دول الغرب؛ هي مصالح هذه الدول وليس المصالح المشروعة للدول التي تتعرض ارضها وشعوبها الى الابادة التي تكاد تكون؛ كلية لا تبقي ولا تذر؛ لفرض وقائع جديدة تخدم مصالح امريكا والغرب. كما هو حاصل في المواقف الأمريكية والغربية، الداعمة، بل المشاركة مع دولة الاحتلال الاسرائيلي، بالسلاح الفتاك، وبالغطاء الدولي، وبالتغطية الاعلامية؛ في جريمة المذبحة التي تستمر اسرائيل فيها، في غزة، منذ ثلاثة واربعين يوما حتى هذه اللحظة.
ثانيا: ان دولة الاحتلال الاسرائيلي، ليست دولة ديمقراطية، كما تدعي، او كما تروج امريكا والغرب لها؛ من انها واحة للديمقراطية في الشرق الاوسط، بل هي كيان صهيوني امبريالي مصطنع؛ تخدم مصالح امريكا والغرب في المنطقة العربية وحتى في جوارها الاسلامي. الكيان الاسرائيلي يرتبط بواشج متينة؛ من التخادم المصالحي المتبادل بينها وبين امريكا والغرب. دولة الاحتلال الاسرائيلي وفي داخلها؛ هناك على الرغم من التحجيم، من يرفض هذه المذبحة ليس من اجل الفلسطينيين، أو من اجل العدالة والقانون والحق، بل انها كما يقرأون؛ تضر على الامد البعيد بمصالح اسرائيل كوجود.. بمعنى أخر؛ ان هذا الرفض هو في النهاية من اجل اسرائيل. هؤلاء موجودون حتى في داخل الحكومة الاسرائيلية، وفي المعارضة من اليسار واليسار الوسط.. لكن نتنياهو لم يعر لهذه الأصوات اي اهمية؛ ويواصل باضطراد جريمته. ان هذه الجريمة سوف، في نهاية مشواره الدموي هذا؛ تقضي تماما عليه سياسيا..
ثالثا: مجلس الامن الدولي، لم يكن وجوده، او من مهاهم وجوده؛ هو لحفظ الامن والسلام الدوليين، كما هو موجود في دوافع وجوده ومحددات هذه الدوافع، بل ان وجوده، هو لحفظ مصالح الدول الكبرى، الاعضاء الدائمين فيه، والمتحكمون في جميع قراراته؛ رفضا او اصدارا، حسب مصالح هذه الدول الكبرى ومصالح الدول التي تشكل ميدان لنفوذها ومصالحها. مجلس الامن الدولي عجز عجزا تماما؛ في ايقاف المذبحة الاسرائيلية في غزة.. بسبب وقوف امريكا والغرب؛ حاجزا او مانعا لأي قرار دولي ملزم يصدر من مجلس الأمن الدولي، بإجبار دولة الاحتلال الاسرائيلي في ايقاف هذه المحرقة.
رابعا: الأنظمة العربية لم تقم حتى هذه اللحظة بما هو مطلوب منها القيام به؛ لإيقاف هذه المحارق. لم تقم سوى بالتصريحات المنددة وبالخطب فقط، حتى مخرجات القمة العربية الاسلامية؛ حتى اللحظة لم تحَول ما اتفقوا عليه في القمة الى لجان عمل تباشر على الفور مهامها؛ وهي كسر الحصار على غزة، وايقاف دائم لهذه المجازر الاسرائيلية. ان الدول العربية بالذات تمتلك اوراق ضغط، لو استخدمتها ولو جزئيا؛ سوف تقود أو تجبر، امريكا ودول الاتحاد الاوروبي بالضغط القوي والمنتج والفعال في ايقاف هذه المحارق، إنما الأنظمة العربية الى الآن لم تقم او لم تستخدم اي من اوراق الضغط الفعالة والتي تمتلكها.. فقط التصريحات والخطب والاقوال التي لا تنفع المقاومون في غزة وفي كل ارض فلسطين. حتى امريكا هي ايضا وفي محاولة منها؛ للالتفاف على الواقع اي واقع مشاركتها الفعلية في هذه المذبحة؛ تحاول ان تنأى بنفسها عن بعض الجرائم الاسرائيلية في غزة وبالذات ما تقوم به دولة الاحتلال الاسرائيلي في اقتحام المستشفيات، مستشفى الشفاء مثلا. امريكا على لسان مسؤولوها؛ ان اسرائيل لم تأخذ رأيها او تبلغها بعملياتها الاجرامية في المستشفيات. امريكا تريد من خلال هذه التصريحات ان تبتعد قليلا وقليلا جدا عن هذه الجرائم الاسرائيلية. الحديث يجري في الأيام الأخيرة من ان هناك خلاف بين الإدارة الامريكية وحكومة الحرب العنصرية الاجرامية في غزة؛ الغاية منه؛ هو تبيض وجه امريكا الكالح والاسود..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيديو: هل تستطيع أوروبا تجهيز نفسها بدرع مضاد للصواريخ؟ • فر


.. قتيلان برصاص الجيش الإسرائيلي قرب جنين في الضفة الغربية




.. روسيا.. السلطات تحتجز موظفا في وزارة الدفاع في قضية رشوة| #ا


.. محمد هلسة: نتنياهو يطيل الحرب لمحاولة التملص من الأطواق التي




.. وصول 3 مصابين لمستشفى غزة الأوروبي إثر انفجار ذخائر من مخلفا