الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غزه .. الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية

محمد رضا عباس

2023 / 11 / 18
حقوق الانسان


من حقك ان تختلف مع توجهات حماس او الحركة الإسلامية الايدولوجية , و لكن ليس من حق احد الغاء موقع مسجد الأقصى و يخرج بنظرية غريبة مفادها انها تقع في يثرب من الجزيرة العربية , ولا من حق احد ان يمنح جميع ارض فلسطين الى الصهاينة بحجة ان الله والقران قد منحها الى ال موسى , ولا من حق احد ان يلغي هوية الشعب الفلسطيني فيخرج بالقول بان شعب فلسطين (لملوم ) من جميع الملل والنحل وانها كانت محط رحال اقوام من جميع اصقاع العالم , ولهذا فانهم لا ينتمون لعشيرة او قبيلة مثل الموجود في العراق وسوريا والأردن والسعودية , واخر( محموق ) جدا لان حركة حماس لم تخبر الدول العربية ولا بقية الحركات الفلسطينية بالهجوم و وقته. بل ذهب اخرون , ان هذا الهجوم ما هو الا مؤامرة قامت بها حماس بالاشتراك مع الإسرائيليين من اجل افراغ غزه من سكانها وضمها الى إسرائيل ويعللون هذ المؤامرة بان من غير الممكن ولا المعقول ان دراجات هوائية تعبر جميع خطوط الدفاع الإسرائيلية حول غزه وهناك الالاف من كاميرات المراقبة والاقمار الصناعية التي تراقب حدود إسرائيل.
لست في معرض الرد على هذه النظريات والاقوال و الافتراءات , ولكني في معرض قول امام الحكمة علي بن ابي طالب وهو يتحدث عن الإنسانية بالقول " الناس صنفان , اما اخ لك في الدين او نظير لك في الخلق " . أي كن رحيما مع الاخرين من أصحاب الحق حتى لو اختلفت هويتهم الدينية معك , فهم اخوانك في الإنسانية . الحق حق والباطل باطل . ساعد اخوك في ساعة محنته , خاصة عندما يكون هذا الأخ عنده حق في يد معتدي جبار لا توجد في قلبه الرحمة , مثل تعامل الصهاينة مع أبناء غزه والتي وافقت جميع الوكالات الدولية على انه يقوم بعمليات إبادة جماعية ضد أبناء المدينة.
ان الوقوف حتى على الحياد في مثل هذه الظروف هي مدانة , لان الحياد في مثل هذه الأحوال يعد انتصارا للظالم ضد المظلوم . أتذكر في الأيام الأولى من التغيير في العراق خرجت " مقاومة " هجينة لم ترحم البشر ولا الشجر باسم " التحرير". لقد استباحة هذه " المقاومة" دماء الصغير والكبير , المرأة والرجل, رجل الدين و غير المتدين , الاكاديمي وغير المتعلم . وانتهكت حرمت الأيام والأماكن المقدسة , فكانت تقتل المواطنين العراقيين عن طريق السيارات المفخخة والاحزمة الناسفة في أيام شهر رمضان وايام عاشوراء , وتقتلهم في الاعظمية والكاظمية وكربلاء وسامراء.
كان الشعب العراقي ينتظر العون من اشقاءه العرب في محنته , واذا يفاجئ ببيانات تؤيد ما يقوم به " المجاهدون " من اعمال إجرامية , من افراد وجماعات دينية معروفة , ومقالات من كتاب كنا نحترمهم من فلسطين وغير فلسطين.
العراق نهض من كبوته وتعرف العالم على الحقيقة , ولكن الجراحات ما زالت تنزف , ومع كل هذا فان العراقيون لم ينسوا الحق الفلسطيني , لانهم مع قول القائل " لا يعرف الحق بالرجال وانما يعرف الرجال بالحق".
لقد نهض العراقيون لنصرة إخوانهم الفلسطينيون لان هناك أطفال قتلوا , اكثر من 2000 طفل , وهناك نساء اكثر من 4000 قد قتلوا , وهناك مدنيون ربما لا يحبون حماس وانما قتلوا بفعل الغارات الجوية الوحشية ضد أبناء غزة . لقد حركت العراقيون غيرتهم العربية وهم يسمعون كلام وزير الدفاع الصهيوني وهو يصف أبناء غزه " بالكلاب البشرية" , ويطالب بمنع عن أهلها توصيل الماء والكهرباء والدواء والغذاء لهم , و وزير التراث الصهيوني وهو يطالب بضرب غزة " بقنبلة نووية", ومنشورات ترمى على السكان من طائرات إسرائيلية تطالبهم بمغادرة القطاع , حتى وصلت الوقاحة الإسرائيلية المطالبة بترحيل سكان غزه الى جزيرة سيناء وضم القطاع الى الدولة العبرية.
انها الوقاحة والاستهتار بالأعراف الدولية و السكوت المحير و المريب من الغرب , والذي بجملته , يأخذنا الى سياسات عهد الامبراطوريات التوسعية. إسرائيل ما زالت تطالب بحدودها " التاريخية" من النيل الى الفرات ولا من احد يعارضها . ونقول لخصوم حماس والحركة الإسلامية في غزه , مرة أخرى , من حقك ان ترفض توجهاتها , ولكن لا يوجد لحد الان ضمان ان لا تتحرك إسرائيل , مع السكوت العالمي المريب على سياستها, نحو الغرب او الشرق و بأسباب من الممكن اختراعها في مطابخ السياسة , الديمقراطية, الحرية , حقوق الانسان, وحق تقرير المصير, وهناك سوف يستفرد هذا الكيان بخصمه الواحد بعد الاخر مثل ما استفرد بقطاع غزه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - نحترم رايك ولكن......
سهيل منصور السائح ( 2023 / 11 / 19 - 04:46 )
هذا ما قاله الامام علي عليه السلام.( من استبد برايه هلك ومن شاور الرجل شاركها في عقولها) ولنا ان نسال هل ما قامت به حماس من اعمال كانت مدروسة وباتفاق فلسطيني كامل ام انه قرار فردي وهي تعلم علم اليقين انه ليس هناك تكافؤ في القوة بين الطرفين من ناحية ومن ناحية اخرى وقوف دول كبرى بجانب عدوها. اخي الكريم انه من المؤسف والموجع ان نرى هذه الابادة الجماعية لسكان غزة المستضعفين امام انظار العالم نتيجة خطا بعض منظماتها وما هم الا ضحية لا غير.المجد والخلود للشهداء المظلومين من خطا حماس ومن غطرسة الكيان الصهيوني.الدفاع عن الحقوق مطلوب ومقدس ولكن يجب تقييم النتآئج وليس التهور.

اخر الافلام

.. طلاب جامعة كولومبيا.. سجل حافل بالنضال من أجل حقوق الإنسان


.. فلسطيني يصنع المنظفات يدويا لتلبية احتياجات سكان رفح والنازح




.. ??مراسلة الجزيرة: آلاف الإسرائيليين يتظاهرون أمام وزارة الدف


.. -لتضامنهم مع غزة-.. كتابة عبارات شكر لطلاب الجامعات الأميركي




.. برنامج الأغذية العالمي: الشاحنات التي تدخل غزة ليست كافية