الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين اللوحة والقصة : بديع الالوسي نموذجا ً

بديع الالوسي

2023 / 11 / 19
الادب والفن


أجرى الحوار الناقد : كفاح محمد

الكثير من رفاق دربك ، الذين عاشوا معك تجربة الأنصار ، لا يعرفون ماذا حل بك بعد الخروج من كردستان !؟ وكيف نمت وتطورت شخصيتك في الغربة !؟ يطيب لنا في هذا الحوار ان نسلط الضوء على تلك المواجع والمسرات التي شكلت شخصيتك . ونبدأ بالسؤال الأول :

ــ ماذا تحكي لنا عن سنوات طفولتك وشبابك ؟

 ج : هنالك محطات عديدة أثرت في حياتي ، لهذا اعتقد أني لن أفي طفولتي حقها لان الكلمات في أحيان كثيرة عاجزة عن وصف اللون الأصفر او التعبير عن الكآبة او التعريف عن مسيرة إنسان ، ولكن يمكني القول : إني أتيت إلى هذا العالم منتصف عام 1960 ، هذا يقودني للحديث عن طفولتي التي قضيتها مع أخي التوأم و جدتي وأمي في أكواخ طينية في قرية معزولة ، بينما كان أبي يعمل موظفا ً في بغداد ، عشت ُ السنوات الأربعة الأولى في قرية ( الربيضة ) ، التي تبعد نصف ساعة عن مدينة تكريت ، لم نكن حينها ميسوري الحال لكننا كنا نعيش حياة ريفية هانئة ، بعدها جاءت ألانتقاله الأهم الى بغداد ، حيث عشت أحلي أيام طفولتي وشبابي في بيت كبير في منطقة ألأعظميه ، هنالك كان لقائي الأول مع أصدقاء يساريين ، بعد ذلك بسنوات تشكلت بواكير وعي ّ وأحسست ان كل فرد مسؤول عن حياته ، واعتقد من الصعوبة ان نحدد من نكون ،، لأن الحياة هي رحلة البحث عم سنكون.

ــ هل لك ان تعرفنا من هو بديع الالوسي

ج : ببساطة وتواضع ، اني فنان تشكيلي وكاتب قصة قصيرة وذا ميول صوفية ، أؤمن بمقولته ابن عربي ( الحب ديني وإيماني ) ، وعندما اتأمل منجزي الفني أجد اني على تواصل طيب مع الجمهور ، وهذا يثير في نفسي المسؤولية ان انجز ما هو افضل ...

ــ وماذا عن البدايات في مجال الرسم ؟

ج : قبل أن أبدأ محاولاتي المبكرة في الرسم ، كنت اميل واندهش بكل ما هو مرسوم ، و أذكر جيدا ًفي الرابع الابتدائي بدأ ميلي الحقيقي للرسم والخط العربي ،وكانت الرسوم التوضيحية في كتاب العلوم تثير أحساساتي وكنت أجد متعة في أعادة رسمها بأحجام كبيرة ، حيث لقيت تلك المحاولات البريئة استحسان أساتذتي وأصدقائي . أما في مرحلة المتوسطة تعرفت على مجلة المزمار ، كانت تثيرني بتكويناتها البسيطة والأنيقة ، من هنا بدأت دروسي الأولى في التعرف بشكل مباشر بمادة الرسم . كل ذلك كان يحفزني ان أجرب وأشكل ، طيلة تلك الفترة لم أجد مدرسا ًللرسم ينتبه لي ويطور موهبتي ، في الرابع أعدادي شاءت المصادفة ان التقي بالمربي والرسام طالب العلاق ، الذي انتبه إلى موهبتي وحبي للرسم ، وكان مرسم أعدادية الأعظمية حاضنة للكثير من المواهب الواعدة ، منذ تلك الفترة تعرفت على جماليات اللون في اللوحة .
من هم الفنانين الذين تأثرت بهم في تلك المرحلة ؟

في عام 1980 بدأ انشغالي بالمشهد التشكيلي ، ولطالما زرت المعارض الفنية مثل الرواق والفن الحديث والرواد وتعرفت على الفنانين وتجاربهم ، وتأثرت بالعديد من منهم مثل ( ماهود احمد و رافع الناصري ، شاكر حسن ال سعيد ) . وأدركت حينها بشكل جلي من خلال أساليبهم المتنوعة أن هنالك عالم ساحر أسمه الرسم ، وعند دراستي في معهد الفنون التطبيقية أخذ بيدي الأستاذ محمد عارف الذي درسنا الأسس ألأكاديمية للرسم اليدوي أو التخطيط ..

ــ بدأت رساما ًولكنك تخصصت في التصميم ، ما دوافع ذلك ؟
ج : هذا السؤال يعود بي لفترة الشباب حيث الحماس والمثابرة على كل الأصعدة ، إلا أنني كنت حينها من الرافضين للانتماء إلى حزب البعث ، وذلك لميولي اليسارية ، هذا هو السبب الرئيسي لعدم دخولي الى أكأديمية الفنون الجميلة ،التي كان القبول فيها حصرا ً على ألطلبه المنتمين لحزب البعث فقط ، وهذا هو السبب الحقيقي لالتحاقي بمعهد الفنون ألتطبيقية فرع التصميم .

ــ وماذا عن تجربك الفنية في باريس ؟

ج : حين وصلت باريس عام 1989 سنحت لي الفرصة ان اشتغل بمضمار ( تصميم الأقمشة ) لمدة خمسة عشر سنة ، و بيعت لوحاتي التصميمية في دول عديدة منها أوربا وأمريكا وشرق أسيا وحتى في أفريقيا .
وحال توقفي عن العمل في التصميم عام 2005 ، كرست جل وقتي للرسم و البحث عن رؤيتي التشكيلية الخاصة بي ، حيث أتاحت لي هذه الفرصة ان أساهم بمعارض جماعية وشخصية عديدة واني لسعيد بما أنجرته واسعي إلى تطويره .

ــ عرفناك فنانا ً تشكيليا ً ُ ، ما الذي دفعك لخوض غمار الكتابة ؟ )
ج : في الحقيقة ان الأزمات التي مررت بها وعشت تفاصيلها هي التي دفعتني ان أخوض غمار الكتابة ، وقبل ان اكون كاتبا ً يمكنني ان اعتبر نفسي قارئا ً جيدا ً، لذا هاجس الكتابة يراودني ويلح علي ، وقد أثمرت أولى محاولاتي في الكتابة بنص طويل أشبه برواية تسجيلية حين كان عمري لا يتجاوز22 عاما ً . وما أن اندلعت الحرب حتى قلبت كل الموازين والأحلام ، وهكذا قررت الالتحاق بحركة الأنصار في كردستان ، وكانت بحق تجربة هائلة على الصعيد النضالي والإنساني ، مع ذلك الظروف لم تكن ا مهيئة للابداع ، حيث تلكأت قراءتي وكذلك نشاطي التشكيلي بسبب قلة الكتب و الافتقار إلى مواد الرسم ، لكني وبالرغم من ذلك أقمت أول معرض شخصي في كردستان ، وكان بعنوان ( الحرب الملعونة ) ، وهو عبارة عن تخطيطات بالأسود والأبيض وتم عرضها في الفوج الثالث وكذلك في مقر قاطع بهدنان .. كما ساهمت في تصميم عدد من المجلات الأنصارية ونشرت بعض القصص القصيرة والخواطر النثرية فيها .

ــ متى بدأت كتابة القصة ، وهل لديك قصص مكتوبة عن تجربة كردستان ؟

ج : أعتقد أنه إذا لم يكن هناك واقع مأساوي ملتبس فلن يكون هناك فن حقيقي . اما بخصوص تجربتي القصصية ، فكان أول لقاء حقيقي لي مع الجمهور عام 2007 ، وكانت عبارة عن قصة قصيرة بعنوان ( بلا تردد )، عرضتها على صديقي القاص فرج ياسين وأبدى أعجابه بها ، مما شجعني على مواصلة الرحلة ، حيث كتبت وأصدرت منذ ذلك الوقت خمس مجاميع قصصية ، بعض تلك القصص القصيرة تناولت تجربة كردستان مثل قصة : ( لينافا أرملة الرب ، لقمة خبز ، الطلقة الغادرة ، الأرواح المرئية … الخ ) وكل هذه القصص القصيرة وغيرها منشورة على صفحتي في موقع الحوار المتمدن .. وما زلت إلى اليوم أتابع هذا الواقع وأتمثله في داخلي محاولا ً عكسه وتحويله إلى أعمال فنية ، أجد فيها متعتي الروحية ، آملا ً ان يتفاعل معها المتلقي ويمسك برؤها الجمالية لتجعله شريكا ً في العملية الابداعية ، كون هذه النصوص القصصية لا تحتمل قراءة واحدة ، بل العديد من القراءات والتأويلات . .

ــ كلمة أخيرة تود ان تقولها ؟
ج : يمكني القول : على القاري ء ان يكون صبورا ًومتمعنا ً فيما يقرأ ، وكذلك على المبدع ان يكون وفيا ً لرؤاه …








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بحضور شيوخ الأزهر والفنانين.. احتفال الكنيسة الإنجيليّة بعيد


.. مهندس الكلمة.. محطات في حياة الأمير الشاعر الراحل بدر بن عبد




.. كيف نجح الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحسن طوال نصف قرن في تخليد


.. عمرو يوسف: أحمد فهمي قدم شخصيته بشكل مميز واتمني يشارك في ا




.. رحيل -مهندس الكلمة-.. الشاعر السعودي الأمير بدر بن عبد المحس