الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدلالة التصويرية في رواية حسن اللاوعي للكاتب إسماعيل رمضان

علاء عدنان عاشور
محامي وكاتب وباحث في السياسة والأدب والفلسفة والإقتصاد والقانون .

(Alaa Adnan Ashour)

2023 / 11 / 19
الادب والفن


الدلالة التصويرية في رواية أو نصوص كتاب حسن اللاوعي للكاتب إسماعيل رمضان


رواية حسن اللاوعي تقدم لنا نموذجاً إبداعياً في وصف الواقع وتحليله ونقده بأسلوب فني تصويري مبتكر ومعبر عن شخصية الراوي إسماعيل رمضان في تناوله لشخصية حسن اللاوي الأسطورية وعن قصة كفاح الكاتب نفسه ( إسماعيل رمضان ) ، حيث أن الراوي لم يكن محايداً أو سلبياً ، بل كان إيجابياً وعملياً في مجابهة الواقع السوداوي للقضية الفلسطينية .
وأعتقد أننا بصدد رواية مقسمة إلى فصول أو مجموعة قصص قصيرة تتحدث عن كفاح ونضال الأسرى في سجون الإحتلال وفي مقدمتهم حسن اللاوي الذي يمثل نموذج الشخصية الفلسطينية المناضلة في سجون الإحتلال ، والتي تحظى بمكانة خاصة في العقل الجمعي للشعب الفلسطيني ،
وكذلك شخصية الراوي والكاتب نفسه المتمثل في شخصية الأسير إسماعيل رمضان ولا ننسى المناضلين محمود فنون والأسير الشهيد نادر العفوري وأحمد سعدات وغيرهم من الأسرى الصامدين في وجه زنازين الإحتلال ، الذين يعبرون عن معاناة الشعب الفلسطيني التاريخية من هذا الإحتلال الغاشم ، ويسطرون أروع الملاحم البطولية في وجه هذا العدو وسجانيه .
فلقد وصف الكاتب الأهوال الشديدة التي يلاقيها الأسرى في سجون الإحتلال ، وقد عبر عن ذلك بلغة عاطفية ولكن من غير إنفعال ، بل بإنضباط وحكمة في سرد الأحداث كما هي وبدون تجريد .
وقد إستمتعت باللغة الشعرية والسيميائية التي أعطت لهذا الكتاب عذوبة ولحن نقيين يدخلان القلب بخفة مدهشة وأنيقة .
وبالتناوب فإننا نجد في هذا الكتاب جملة من الإنتقادات للواقع السياسي الذي نعيشه ، وكيف أن التضحيات التي قدمت ذهبت أدراج الرياح من دون إنجاز حقيقي يحقق تطلعات الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة .
وإن شخصية حسن اللاوي التي قدمها الكاتب هي معبرة عن حالة المناضل الذي أفنى عمره بالنضال والمقاومة ، ليجد نفسه بعد ذلك مهمشاً لا مكان له في حركة التاريخ والواقع الذي أعيد تشكيله بما يلائم مصلحة طبقة متسلطة ومفروضة على الشعب الفلسطيني تعيش حالة الرفاه المادي على حساب غالبية الشعب الفلسطيني .
وأيضاً إن شخصية إسماعيل رمضان هي مرآة لحياة العديد من الثوريين التقدميين الذين مازالوا يعيشون عالمهم الخاص لا بل خيالهم المحض في مدينة أفلاطون الفاضلة ، ولكن أثبت التاريخ أن اليوطوبيا التي كان يُنظر لها لم تكن سوى سراب أمل ووهم لهذا الرفيق التقدمي الإشتراكي الذي عاش من أجل فكرة لم تنضج بعد .
وبالتناوب أيضاً : إن عنوان الكتاب ( حسن اللاوعي ) يعبر عن شخصية المناضل الفلسطيني الذي يحاول الإحتلال كي وعيه لكنه يفشل أمام صمود ورسوخ المبادئ الراسخة في اللاوعي والعقل الباطن الجمعي الفلسطيني التي تؤكد على قيم الحرية والمقاومة من أجل الإستقلال ونيل الحقوق الوطنية والمشروعة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وفاة زوجة الفنان أحمد عدوية


.. طارق الشناوي يحسم جدل عن أم كلثوم.. بشهادة عمه مأمون الشناوي




.. إزاي عبد الوهاب قدر يقنع أم كلثوم تغني بالطريقة اللي بتظهر ب


.. طارق الشناوي بيحكي أول أغنية تقولها أم كلثوم كلمات مش غنا ?




.. قصة غريبة عن أغنية أنساك لأم كلثوم.. لحنها محمد فوزي ولا بلي