الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سيرة ناريسا

بهاء الدين الصالحي

2023 / 11 / 19
الادب والفن


قراءة في رواية ناريسا ( ملحمة عشق ودماء )
للروائية ميرفت البلتاجي
مع قراءة الرواية الواقعة في ٢٩٦ صفحة نجد اننا بصدد عدة اشكاليات:
١توافق الشكل البنائي للرواية مع مسرحية حلم ليلة صيف حيث خدعة اوبرون ملك الجان بأمره للخادم باك بإحضار رحيق الزهور بحيث اذا وضعه في عين أحدهم خلال نومه فأنه يقع في حب أول من يراه حين يستيقظ ،ولكن باك أخطأ بوضعه في عين ليساندرا ليقع في حب هيلينا ويهجر هرميا، وهنا تبدأ المشكلة .
وهو ما توافق هنا حول لعبة صندوق السحب الذي يحدد تبادل العرائس مابين البدارية والحمامية وهنا دور نجلا وهنا وهما طفلتان ممثلتان للعائلتان وهو ما اوردته القاصة في الفصل الأول بشكل مبهم ثم تعرضت له مرتين خلال أحداث سير الرواية وهو ماتوافق مع فكرة التداخل مابين عالم النبوءة وعالم الحقيقة لتخرج بذلك الخاصة بالحدث مع ذكاء القاصة في استخدام البيئة الخاصة بالصعيد حيث توافرت بنية الاستقطاب الاجتماعي والتاريخي مابين العائلات عبر الثأر وتاريخ الصراع ،وذلك ما يوافق البيئة الايطالية التي اثرت عقل ووجدان شكسبير فانتج من خلالها روميو وجولييت وغيرها ،وهنا المشترك الخالد مع بيئات البحر المتوسط والتي تمثل مصر أبرز حلقاتها بصفتها مصب رئيسي لحضارات العالم ؛ ولكن ذكاء القاصة في ادراك الفارق الزمني من خلال شخصيتين ههما نجلا وهنا ، ولكن استخدام هاتين الشخصيتين علي سبيل الخدمة المؤقتة لحبكة الرواية دون تأصيل لهاتين الشخصيتين من خلال شرح او تبيان الدوافع الإنسانية والتي أدت بهم لحبك تلك اللعبة التي تفوق قدراتهم العقلية في ذلك العمر الغضب، علي الاقل محاورات تعكس خوفهم علي صداقتهم مع تجذر جو العداء مابين الاسرتين.
٢ العلاقة الغير متوازنة مابين عالم الشرق ممثلا في سيف وحمدون وجاسر وعالم الغرب ممثلا في زينة وامها وضياء ورافع في نسخته الأوربية وتوابعهم الثقافية ممثلة في رضوان ،حيث تمثل فرنسا القوة الناعمة القادرة علي ترويض عنف الصعيد المغرق في جموده حيث اللغة الخاصة به ،علما بان نمط الصراع هذا محور رئيسي لجزء من إبداعات الكبار ،بدءا من قنديل ام هاشم وموسم الهجرة للشمال ونيويورك ٨٠ وكذلك الحي اللاتيني لسهيل إدريس ،ولكن ذكاء يحي حقي انه استدعي ذلك الصراع كجزء من تضاعيف وتداخلات البيئة حيث أعاد إنتاج دور الدين وكذلك علاقته بالعلم وبالتالي جاء الصراع بين افكار داخل بيئة واحدة بحكم الوضعية الاجتماعية للدكتور القادم من أوربا وطريقة تعاطيه مع بركة السيدة زينب ، ولعل نقاط تماس ما ورد في الرواية مع تلك المنظومة التي وردت عند يحي حقي مع فارق :
ضعف شخصية رضوان تجاه فاليريا حيث لم تبرز القاصة ماهي ملامح شخصيته ورصيده التعليمي ووظيفته الاجتماعية والتي اهلت له الزواج من باريسية ،وهنا تكون الحكايات التي يحيكها رضوان لابنته او امها حول الاعيب من مسرحيات الفودفيل الباريسية كي تكون مبررا لسلوك هنا ونجلا وكذلك يمكن تحديد الإطار الزمني للأحداث وهو البعد الغائب في الرواية.
ولكن تركيز القاصة علي شخصية علي شخصية زينة أدي لإهمال بناء شخصيات مثل رافع في نسخته الأوربية لإبراز مكافئ موضوعي لفكرة الصراع الفكري لدي الشخصيات ذات البيئة الصعيدية المغرقة في المحلية وهي أبعاد كانت جديرة بإضافة عناصر اكثر جذبا للقارئ ليس علي سبيل فكرة الصراع في بعده الزماني والمكاني ولكن علي مستوي الأفكار.
ولكن البعد الرئيسي عبر الرواية يدور حول دور المرأة من خلال ادراكها لذاتها وتقديرها لدورها في إدارة الواقع المحيط ، حيث تقوم زينة والتي تمثل امها وإعادة دورها التاريخي في تطويع رضوان لتصبح المقابلة رضوان / فاليريا، زينة / رافع ، والوجه الاخر للمعادلة رشاد / فريدة ، ضياء / فريدة .
حيث تميل الكفة لصالح الغرب من خلال قدرة ضياء علي انتشال فريدة من بؤس اهمالها من قبل خالها الرحيمي وصدمتها في حمدون ذلك المجرم القابع في الجبل وكذلك سلبية رشاد ذلك العنين والمخذول في ذاته .
هنا سيادة نمط الرجل الغربي القادر علي الفعل مع إظهار الرجل الشرقي المنبهر باصدارات الغرب ممثلا في فاليريا بالنسبة لرضوان ، ولكننا مع زينة نجد انبهار جاسر نابع من وأد بديل للحرية المفتقدة في واقع مغلق بعداوته ،ورافع بحكم الجذر الأوروبي المشترك .
٣ تركيز القاصة علي فكرة المقارنة اللغوية بما يرهق القارئ ،وهنا الخلاف الرئيسي مابين جزء من ذلك الجيل الذي يكتب العامية ،ليكون السؤال المهم : ماهي ملامح البيئة المحلية والبيئة الوطنية في اللغة ،بمعني هل اللغة العامية في مصر ذات إيقاع واحد ، وهل بيئة الصعيد الحالية بنفس درجة الانغلاق اللغوي ؟ ومبرر السؤال ان القاصة لم تحدد فترة زمنية وجاءت بالأحداث علي مستوي إطلاق الزمن .
وكذلك لغة فاليريا حيث يثور السؤال ان فاليريا قد استمرت عشرين عاما في الصعيد الا يستحق ذلك أن تبدو بعض الكلمات سليمة في جملها الا أن يتم استخدام تلك اللهجة علي سبيل التدليل والإثارة والأسر لرضوان ،ربما التأثير الدرامي المقصود من القاصة باستخدام نمط لغوي معين كنوع من الحصول علي انتباه القارئ المستمر .
والمعضلة هنا أن اللغة مجرد وسيلة للتعبير عن الأفكار وليست هدفا في حد ذاتها ،ولكننا هنا بالإغراق في محلية اللغة يضيع تركيز القارئ في تتبع تفاصيل ما وراء الأحداث، وإلا فنحن بحاجة لبعض الاحالات اللغوية لشرح المصطلحات العامية الواردة بالنص .
ومن هنا نحن بحاجة للغة المصرية الحديثة التي جمعت مابين العائلات اللغوية التي عبرت مصر عبر تاريخها وترسخت مع بعض الجماعات الاثنية التي بقيت بمصر او تكونت عبر علاقات النسب .
وفي هذه الحالة هل تعتبر لغة الرواية لغة كريولية اي متولدة من عدة لغات وغدت لغة لشريحة مجتمعية في واقع معين وصارت لغة للأجيال التالية علي مرحلة التلاقح اللغوي تلك ؟ مثل اللغة النوبية، ولكننا نجزم ان الطبيعة المنبسطة للسهل النيلي منعت فكرة الجزر اللغوية .
٤ الرواية حبلي بعدد من الخطوط الدرامية مما أدي لهيولية الخط الفكري المفترض للرواية ،علما بإمكانية التعدد داخل تراجيديا الخطأ ،ولكن التركيز علي الخط الدرامي الوحيد في الرواية وهي زينة ،ربما كان حرص القاصة علي تسويق الرواية سينمائيا أدي لفكرة الحوار بلهجة لها جاذبيتها في الواقع الدرامي ، مع انطباق العنوان علي الأحداث من خلال تفسير اسم ناريسا ذلك اللقب الذي أطلقه رافع علي زينه وهي النار المتقدة.
نحن بصدد روائية تمتلك غزارة وتجيد الحبكة الدرامية وربما تأرجحها في قرارها الإبداعي مابين السيناريو والرواية وهو امر مرهون بمراس لانماط في التجربة الابداعية قادمة خاصة مع امتلاكها لأدوات العمل الإبداعي.


سيرة ناريسا
قراءة في رواية ناريسا ( ملحمة عشق ودماء )
للروائية ميرفت البلتاجي
مع قراءة الرواية الواقعة في ٢٩٦ صفحة نجد اننا بصدد عدة اشكاليات:
١توافق الشكل البنائي للرواية مع مسرحية حلم ليلة صيف حيث خدعة اوبرون ملك الجان بأمره للخادم باك بإحضار رحيق الزهور بحيث اذا وضعه في عين أحدهم خلال نومه فأنه يقع في حب أول من يراه حين يستيقظ ،ولكن باك أخطأ بوضعه في عين ليساندرا ليقع في حب هيلينا ويهجر هرميا، وهنا تبدأ المشكلة .
وهو ما توافق هنا حول لعبة صندوق السحب الذي يحدد تبادل العرائس مابين البدارية والحمامية وهنا دور نجلا وهنا وهما طفلتان ممثلتان للعائلتان وهو ما اوردته القاصة في الفصل الأول بشكل مبهم ثم تعرضت له مرتين خلال أحداث سير الرواية وهو ماتوافق مع فكرة التداخل مابين عالم النبوءة وعالم الحقيقة لتخرج بذلك التراجيديا الخاصة بالحدث مع ذكاء القاصة في استخدام البيئة الخاصة بالصعيد حيث توافرت بنية الاستقطاب الاجتماعي والتاريخي مابين العائلات عبر الثأر وتاريخ الصراع ،وذلك ما يوافق البيئة الايطالية التي اثرت عقل ووجدان شكسبير فانتج من خلالها روميو وجولييت وغيرها ،وهنا المشترك الخالد مع بيئات البحر المتوسط والتي تمثل مصر أبرز حلقاتها بصفتها مصب رئيسي لحضارات العالم ؛ ولكن ذكاء القاصة في ادراك الفارق الزمني من خلال شخصيتين ههما نجلا وهنا ، ولكن استخدام هاتين الشخصيتين علي سبيل الخدمة المؤقتة لحبكة الرواية دون تأصيل لهاتين الشخصيتين من خلال شرح او تبيان الدوافع الإنسانية والتي أدت بهم لحبك تلك اللعبة التي تفوق قدراتهم العقلية في ذلك العمر الغضب، علي الاقل محاورات تعكس خوفهم علي صداقتهم مع تجذر جو العداء مابين الاسرتين.
٢ العلاقة الغير متوازنة مابين عالم الشرق ممثلا في سيف وحمدون وجاسر وعالم الغرب ممثلا في زينة وامها وضياء ورافع في نسخته الأوربية وتوابعهم الثقافية ممثلة في رضوان ،حيث تمثل فرنسا القوة الناعمة القادرة علي ترويض عنف الصعيد المغرق في جموده حيث اللغة الخاصة به ،علما بان نمط الصراع هذا محور رئيسي لجزء من إبداعات الكبار ،بدءا من قنديل ام هاشم وموسم الهجرة للشمال ونيويورك ٨٠ وكذلك الحي اللاتيني لسهيل إدريس ،ولكن ذكاء يحي حقي انه استدعي ذلك الصراع كجزء من تضاعيف وتداخلات البيئة حيث أعاد إنتاج دور الدين وكذلك علاقته بالعلم وبالتالي جاء الصراع بين افكار داخل بيئة واحدة بحكم الوضعية الاجتماعية للدكتور القادم من أوربا وطريقة تعاطيه مع بركة السيدة زينب ، ولعل نقاط تماس ما ورد في الرواية مع تلك المنظومة التي وردت عند يحي حقي مع فارق :
ضعف شخصية رضوان تجاه فاليريا حيث لم تبرز القاصة ماهي ملامح شخصيته ورصيده التعليمي ووظيفته الاجتماعية والتي اهلت له الزواج من باريسية ،وهنا تكون الحكايات التي يحيكها رضوان لابنته او امها حول الاعيب من مسرحيات الفودفيل الباريسية كي تكون مبررا لسلوك هنا ونجلا وكذلك يمكن تحديد الإطار الزمني للأحداث وهو البعد الغائب في الرواية.
ولكن تركيز القاصة علي شخصية علي شخصية زينة أدي لإهمال بناء شخصيات مثل رافع في نسخته الأوربية لإبراز مكافئ موضوعي لفكرة الصراع الفكري لدي الشخصيات ذات البيئة الصعيدية المغرقة في المحلية وهي أبعاد كانت جديرة بإضافة عناصر اكثر جذبا للقارئ ليس علي سبيل فكرة الصراع في بعده الزماني والمكاني ولكن علي مستوي الأفكار.
ولكن البعد الرئيسي عبر الرواية يدور حول دور المرأة من خلال ادراكها لذاتها وتقديرها لدورها في إدارة الواقع المحيط ، حيث تقوم زينة والتي تمثل امها وإعادة دورها التاريخي في تطويع رضوان لتصبح المقابلة رضوان / فاليريا، زينة / رافع ، والوجه الاخر للمعادلة رشاد / فريدة ، ضياء / فريدة .
حيث تميل الكفة لصالح الغرب من خلال قدرة ضياء علي انتشال فريدة من بؤس اهمالها من قبل خالها الرحيمي وصدمتها في حمدون ذلك المجرم القابع في الجبل وكذلك سلبية رشاد ذلك العنين والمخذول في ذاته .
هنا سيادة نمط الرجل الغربي القادر علي الفعل مع إظهار الرجل الشرقي المنبهر باصدارات الغرب ممثلا في فاليريا بالنسبة لرضوان ، ولكننا مع زينة نجد انبهار جاسر نابع من وأد بديل للحرية المفتقدة في واقع مغلق بعداوته ،ورافع بحكم الجذر الأوروبي المشترك .
٣ تركيز القاصة علي فكرة المقارنة اللغوية بما يرهق القارئ ،وهنا الخلاف الرئيسي مابين جزء من ذلك الجيل الذي يكتب العامية ،ليكون السؤال المهم : ماهي ملامح البيئة المحلية والبيئة الوطنية في اللغة ،بمعني هل اللغة العامية في مصر ذات إيقاع واحد ، وهل بيئة الصعيد الحالية بنفس درجة الانغلاق اللغوي ؟ ومبرر السؤال ان القاصة لم تحدد فترة زمنية وجاءت بالأحداث علي مستوي إطلاق الزمن .
وكذلك لغة فاليريا حيث يثور السؤال ان فاليريا قد استمرت عشرين عاما في الصعيد الا يستحق ذلك أن تبدو بعض الكلمات سليمة في جملها الا أن يتم استخدام تلك اللهجة علي سبيل التدليل والإثارة والأسر لرضوان ،ربما التأثير الدرامي المقصود من القاصة باستخدام نمط لغوي معين كنوع من الحصول علي انتباه القارئ المستمر .
والمعضلة هنا أن اللغة مجرد وسيلة للتعبير عن الأفكار وليست هدفا في حد ذاتها ،ولكننا هنا بالإغراق في محلية اللغة يضيع تركيز القارئ في تتبع تفاصيل ما وراء الأحداث، وإلا فنحن بحاجة لبعض الاحالات اللغوية لشرح المصطلحات العامية الواردة بالنص .
ومن هنا نحن بحاجة للغة المصرية الحديثة التي جمعت مابين العائلات اللغوية التي عبرت مصر عبر تاريخها وترسخت مع بعض الجماعات الاثنية التي بقيت بمصر او تكونت عبر علاقات النسب .
وفي هذه الحالة هل تعتبر لغة الرواية لغة كريولية اي متولدة من عدة لغات وغدت لغة لشريحة مجتمعية في واقع معين وصارت لغة للأجيال التالية علي مرحلة التلاقح اللغوي تلك ؟ مثل اللغة النوبية، ولكننا نجزم ان الطبيعة المنبسطة للسهل النيلي منعت فكرة الجزر اللغوية .
٤ الرواية حبلي بعدد من الخطوط الدرامية مما أدي لهيولية الخط الفكري المفترض للرواية ،علما بإمكانية التعدد داخل تراجيديا الخطأ ،ولكن التركيز علي الخط الدرامي الوحيد في الرواية وهي زينة ،ربما كان حرص القاصة علي تسويق الرواية سينمائيا أدي لفكرة الحوار بلهجة لها جاذبيتها في الواقع الدرامي ، مع انطباق العنوان علي الأحداث من خلال تفسير اسم ناريسا ذلك اللقب الذي أطلقه رافع علي زينه وهي النار المتقدة.
نحن بصدد روائية تمتلك غزارة وتجيد الحبكة الدرامية وربما تأرجحها في قرارها الإبداعي مابين السيناريو والرواية وهو امر مرهون بمراس لانماط في التجربة الابداعية قادمة خاصة مع امتلاكها لأدوات العمل الإبداعي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال


.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي




.. ميتا أشوفك أشوفك ياقلبي مبسوط?? انبسطوا مع فرقة فلكلوريتا