الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نصيحة

عماد الطيب
كاتب

2023 / 11 / 19
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية


من الامور العجيبة في علاقتي معها كان يسقط كل يوم منها شيئا حتى تلاشت في يوم من الايام وانتهت ولم يبق لها اثر .. حتى الذكريات لفها ضباب النسيان .. العلاقة الصحيحة تتجه نحو بناء صرح عال وكبيرمن المحبة والثقة والاحترام وغيرها . يحرص الاثنان ان يضيفا شيئا له كل يوم لغرض ادامة العلاقة وتقوية اسسها وتماسكها بقوة .. يقولون .. قبل ان ترسم احلامك على جدار شخص معين .. تأكد من صلابة هذا الجدار قبل ان يسقط عليك .. انت تراني من خلال عيوبي .. نعم انا بشر ولدي عيوب كما انت لديك عيوب .. فأنا لا أحتاج إلى علاقة أبذل فيها جهدي حتى أصل للكمال بعينيك، أحتاج إلى علاقة تراني فيها بالكمال وأنا ممتلئ بالعيوب .. هكذا تكون الانسيابية في العلاقات .. انظري دائما للوجه المشرق من القمر بين الناس كي يرونك كما تراهم بنفس النظرة والشعور .. لاتركني الى التفاصيل الصغيرة لكي تكتشف عيوب الاخرين ولكن لاتدرين انك بهكذا طريقة تكشفين لهم عن عطب او خلل اصاب شخصيتك .. فبائع العطر تفوح منه كل العطور الجميلة .. وبائع الفحم لاترى منه سوى لون الفحم الاسود على ملابسه .. الحياة اقصر مما تتصوريها ونحن نقضيها بالخلافات والحسابات .. ليكن مرورنا العابر في محطات الحياة ان نزرع وردة في نفوس من نلتقي بهم في تلك المحطات وسوف تصبح النتيجة لصالحك دوما بعيدا عن ارهاصات البعض .. ابدأي بمصالحة نفسك اولا واملأيها بالسلام والمحبة وستجدين ان ايامك كلها سلام وهدنة دائمة مع معارك الحياة التي ترهق نفوسنا .. حين يمنحك شخصا حبا فهذا اكبر جائزة وامتياز انه اختارك من بين البشر واعترافا صريحا بشخصيتك المميزة لديه .. فلا تحاولي ان تخسريه فهو بمثابة تؤام روحك الذي انجذب اليك دون الاخرين . نحن نسعى بجهود كبيرة كي يحبنا الناس ولكن المحب يقدم لك الحب على طبق من ذهب دون سعي وتكلفة .. هؤلاء لايتكررون في حياتنا .. فلاتخسريهم .. فالكل يدعي المحبة مجاملة سواء من اجل مصلحة او جراء قربه منك في العمل وفق ضوابط محسوبة لكي تسير الايام معه دون مطبات .. ولكن المحب لايريد منك اي شيء سوى انه احبك ووضعك في خانة عليا من قلبه ومشاعره .. المحب مستعد للتضحية ولكن الاخرين حين تصل التضحية حتى لو بشيء بسيط لاجلك يتراجعون فتنكشف الحقائق .. انظري لقلوب الناس وليس لكلامهم .. فالكلام سلعة رخيصة يتداولها الناس فيما بينهم بالمقايضة .. خالية من المشاعر الحقيقية .. ولكن حين يتحدث المحب فهو يتكلم من قلبه وليس من لسانه . كوني على فراسة بالنفوس فلاتسبقك انفعالاتك في الحكم .. يقولون في عالم الكتابة لاتكتب كلمة تحمل تأويلات متعددة ومتناقضة وتفسر حسب موقعها من الجملة .. تبنيها قاعدة .. لايتوقف الكلام على تأويل واحد قد يتلائم مع تطلعاتك تجاه الشخص .. ولكن ليس هو المقصود .. توقفي عند موقع الكلمة من الجملة والجملة من العبارة والعبارة من الفقرة وهكذا ... حتى تصلي الى الحقيقة الغامضة التي كنت غافلة عنها بسبب انفعالك .. اقرأي بعقلك وقلبك وليست بأعصابك .. قد تخسرين مواقف وجولات في الحديث .. وكونك متعلمة فغلطة الشاطر بالف .. بكلامي هنا ليس هو في مدار التبريرات عن ما سبق ولكنها نصيحة لك من عجوز على وشك الموت . يقول جبران خليل جبران " ستدرك أن نصف حزنك لم يكن إلا بفعل تحليلك العميق وتأملك الدقيق,بينما الأمر لم يكن يتطلب إلا أن تتخطى الأمر دون تفكير !!!" هكذا بكل بساطة . اقول ان البقاء معي امر صعب . لاني اعطي اشياء حقيقية لاتغادرك حتى لو غادرتي عني . امنحي الاخرين دوما فرصة ثانية .. كلنا خطاؤون في حق الاخرين وفي حق انفسنا .. لاننا تتحكم فينا المشاعر والصورة المسبقة .. قد يساء لك من قبل فرد معين في الحياة اساءة سواء كانت مقصودة او غير مقصودة .. هنا يلعب عقلك الباطن دوره في معاملتك معه على نحو سلبي حتى لو صدر منه فعل طيب يفسره عقلك ان هذا الفعل قد يحمل مضمونا مخالفا لك ويبدأ عقلك يفتش عن جزئية حتى لو صغيرة من فعله او حديثه ليعزز شكوك .. لتبدأ عملية الفرز والتخمين وهكذا دواليك .. لتصلي الى ( الحقيقة ) التي يريدها عقلك الباطن وليس الحقيقة المجردة . انها نصحية .. وانا لست بواعظ ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انتخابات رئاسية في تشاد بعد 3 سنوات من استيلاء الجيش على الس


.. الرئيس الصيني في زيارة دولة إلى فرنسا والملف الأوكراني والتج




.. بلحظات.. إعصار يمحو مبنى شركة في نبراسكا


.. هل بات اجتياح مدينة رفح قريبا؟




.. قوات الاحتلال تقتحم مخيم طولكرم بعدد من الآليات العسكرية