الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاقتصاد اليابس والرئيس المنشار

عماد عبد اللطيف سالم

2023 / 11 / 20
الادارة و الاقتصاد


فاز المرشح الاقتصادي- الليبرالي- المتطرِّف (خافيير ميلي)، الذي يصف نفسه بـ "الرأسمالي الفوضوي" في الانتخابات الرئاسية في الأرجنتين يوم الأحد 19-11-2023.
وقال (ميلي) في خطاب النصر الذي ألقاه مساء الأحد: "اليوم تبدأ نهاية الانحطاط" وتنطلق "إعادة إعمار الأرجنتين".
وتابع.. "انتهى النموذج الطبقي الفقير، واليوم نتبنى نموذج الحرية كي نصبح مجددا قوة عالمية. اليوم تنتهي طريقة مورِسَت بها السياسة، وتبدأ طريقة أخرى"، وأضاف: "نحن نواجه مشاكل هائلة.. التضخم والركود ونقص الوظائف الحقيقية وانعدام الأمن والفقر والبؤس. هذه مشاكل لن تحل إلا إذا تبنينا أفكار الحرية مرة أخرى".
وحذر ميلي الذي يدعو منذ عامين إلى "العلاج بالصدمة" لاقتصاد أنهكهُ تضخم مزمن يبلغ حاليا 143% على مدى عام واحد، قائلا :"لا يوجد مجال للتدرج ولا مجال للفتور أو لأنصاف الحلول".
تتعدد التسميات التي تطلقها وسائل الإعلام المحلية والأجنبية على (خافيير ميلي)، الذي يتزعم حزب «الحرية تتقدّم»، بين «شعبوي» و«يميني متطرف» و«متهوِّر»، و«فلتة شوط».
وتعهد (ميلي) بالتخلص من "الطبقة الطفيلية" و"تقليم" أذرع "الدولة العميقة" في الارجنتين، و"دولرة" الاقتصاد.
تضمنّ برنامج (ميلي) الانتخابي تدابير واقتراحات وآراء(وُصِف بعضها بالغريب)، ومنها:
-إلغاء البنك المركزي، والتعامل بالدولار الأميركي بدل العملة الوطنية"البيزو".. لأنّ الطبقة الحاكمة الطفيلية في الارجنتين-على حدّ زعمه- تقوم بطبع كميات هائلة منها لتمويل الإنفاق العام «بلا حساب»، وتوزِّع المنافع على أنصارها وشركائها و"ممولّيها" من رجال الأعمال.
- دعواته المتكررة للمواطنين للتخلّص من مدخراتهم بالعملة الوطنية «البيزو»، بحجة أنها أصبحت «عديمة القيمة»، وتجاوزت للمرة الأولى منذ سنوات عتبة الألف بيزو مقابل الدولار الأميركي الواحد.
- إلغاء عدد من الوزارات كالصحة والتربية والعلوم والعمل لعدم جدواها، وخفض الإنفاق العام حتّى دون المستوى الذي يطالب به صندوق النقد الدولي، واستحداث نظام "القسائم" واستخدامه بهدف تقديم الخدمات الصحية والاجتماعية للطبقتين الفقيرة والمتوسطة.
- عندما سُئِل يوماً من باب الدعابة: أيهما يفضِّل.. الدولة أو المافيا؟ أجاب من دون تردد: المافيا.. لأن لها قواعدها، وهي تطبّق هذه القواعد، على عكس"دولة الفوضى" القائمة حاليّاً في الأرجنتين.
- (ميلي) يحب الكلاب كثيرا ويعتبرهم بمثابة الأصدقاء والأبناء.
- يوصف (ميلي) بـ "الرئيس المنشار"، لأنّهُ يعتبر المنشار رمزا لكيفية وضع حد لـ "الطبقة السياسية" التي تطورت في السنوات الأخيرة في الأرجنتين، وأداة فاعلة للتعامل مع أجهزة الدولة المتعثرة، ووسيلة حاسمة لخفض الإنفاق الحكومي ومحاربة التضخم.
- ومن تصرفاته الغربية كذلك، انتقاده للبابا فرنسيس (وهو أرجنتيني ويحظى باحترام كبير في البلاد)، حيث وصفه بأنه "ممثل لكلِّ ما هو أكثر ضرراً على هذه الأرض"، ودعا أحد المقربين من (ميلي) إلى قطع العلاقات مع الفاتيكان.
- يعتزم (ميلي) التركيز على توثيق علاقات الأرجنتين مع الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاءها الكبار، وقطع العلاقات مع الشركاء التجاريين الرئيسيين للأرجنتين - الصين والبرازيل- وعدم التعاون مع روسيا، وعدم المشاركة في مجموعة بريكس، وعدم التعامل مع الاشتراكيين والشيوعيين .
أُقسِمُ، ولن أحنُثَ بالقَسَم (أنا الذي لم أذهب إلى مراكز الاقتراع يوماً، لأنتخِب أحداً من هذه "الكائنات"– الديموقراطية - "الفضائية"- العجيبة التي هبطت على أرض العراق).. بأنّ (خافيير ميلي) هذا، لو كان مُرشّحاً للرئاسة "المُطلقة الصلاحيات" في بلدي.. لقمتُ بانتخابِه دون تردّد، وعلى الفور.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أردوغان ونتنياهو .. صدام سياسي واقتصادي | #التاسعة


.. تركيا وإسرائيل.. مقاطعة اقتصادية أم أهداف سياسية؟




.. سعر الذهب عيار 21 يسجل 3080 جنيها للجرام


.. الجزائر في المرتبة الثالثة اقتصاديا بأفريقيا.. هل التصنيف يع




.. ما تداعيات قرار وزارة التجارة التركية إيقاف جميع الصادرات وا