الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


امرأة تعلمنا أن نكون على قيد الحياة

كرم نعمة
كاتب عراقي مقيم في لندن

(Karam Nama)

2023 / 11 / 20
الادب والفن


ليست الكاتبة البريطانية كاثرين ماي التي نشرت كتاب المذكرات الأكثر مبيعا "الشتاء: الراحة عند التراجع في الأوقات الصعبة" وحدها من شعرت في يوم ما بأن العالم برمته لم يكن مثيرا للاهتمام بالنسبة إليها، ثمة الملايين من الناس مثلها يشعرون بأن حياتهم فارغة وإن كانت حافلة!
ولأن كاثرين كانت تصنع الأمل لنفسها، ذلك ما كتبته في مذكراتها التي جعلت من الأوقات الصعبة مساحة مثيرة للاسترخاء، أعادت اكتشاف ما يجعلها على قيد الحياة مرة أخرى ووجدت الأشياء البسيطة والصغيرة المحيطة بها، كأي إنسان آخر، تشع مسرة.
لذلك وضعت لنا هذه الكاتبة ما يجعل كل امرئ ينتابه هذه الشعور المتأسي، يدرك أنه قادر على الحصول على شعور مختلف يجعله فعلا على قيد الحياة!
تلك الفكرة البسيطة والعميقة معًا، دافعت عنها في كتابها الجديد "السحر: إعادة إيقاظ العجائب". فقد أوضحت العروض التي لا زالت متصاعدة عنه وملاحظات القراء ما يجعله كتابًا ساحرا، أو كما أسمته إحدى القارئات بأفضل بلسم لعصرنا، بينما عبّرت أخرى عن أنها لم تتخيل رفيقًا أكثر كرما من هذا الكتاب. وكتب قارئ آخر أن هذا الكتاب ما تحتاجه الروح اليوم.
جعلت كاثرين من يقرأ كتابها في حالة تصالح ساحرة مع نفسه ومع العالم المحيط عندما يعيد اكتشاف أن الأشياء البسيطة المحيطة به تبعث على السعادة.
حيال سؤال: هل حقا ما كتبتيه يعيد الراحة لكل الناس؟ قالت: نحتاج قبل ذلك إلى إيجاد التواضع الذي يجعلنا منفتحين على التجارب، ونسمح لأنفسنا بتعلم شيء ما، معترفة بأن هذا “قول أسهل من فعله”. لكنها تنصحنا بالسماح لأنفسنا بتجاوز الأفكار التي لا تتردّد الثقافة السائدة في تصنيفها غير مجدية أو مضيعة للوقت، أو عادة ما يجد الإنسان لنفسه ذريعة لعدم القيام بها.
تطالبنا هذه السيدة، التي صار لابتسامتها ثمن مثل صورها على السواحل ومحاضراتها على الجمهور الباحث عن الراحة، بأن ندفع أنفسنا بالتواصل مع شيء من الدهشة حتى في الأمور البسيطة كاحتساء القهوة مثلا، يجب أن نقبل على ارتشاف البن الداكن بحماسة ونستسلم للسحر الكامن فيه. بالطبع لا تدفعنا كاثرين إلى إرغام أنفسنا على تلك الأمور بقدر الاستمرار في البحث عن الأشياء التي تجعلنا نبدي الإعجاب الصادق بها فـ”ما تجده ممتعًا قد يكون بسيطًا للغاية".
تقترح على المرء أن يسأل نفسه: ما الذي يهدئك؟ قد يجد الإجابة في تأمل السماء والاستمتاع بمشاهدة تغير الغيوم. خذ مثلا لفحة الهواء البارد على بشرة من يغادر بيته صباحًا من أجل نزهة قريبة؛ إنها مصدر لراحة في متناول الجميع وعلينا أن نعيد اكتشافها، بدلا من وضعها في خانة مضيعة الوقت.
مثل هذه اللحظة السعيدة قد تكون عند البعض في العبادة وطقوسها، أو حتى في التحديق بالقمر.
تقول ماي: القمر جميل للغاية، وعندما تنظر إليه لا يسعك إلا أن تلاحظ النجوم والكواكب الموجودة في سماء الليل، إنها فرصة متاحة لكل الناس، وعلينا استثمارها من أجل سعادة يتم إهمالها على الأغلب.
لا تنصحنا كاثرين ماي بالتفكير إذا كان مصدرًا للقلق، وتقترح علينا استبداله بالتأمل، على ألا يكون ذلك قبل النوم أو بعد تناول الطعام.
بالنسبة إلى هذه الكاتبة لا يتعلق التفكير بتصفية الذهن، بل بالقيام بهذا النوع من العمل البطيء لمعالجة كل تلك الأشياء التي تسبب التشويش في الجزء الخلفي من الدماغ.
في النهاية لا تدفع كاثرين ماي بالسعي إلى المتعة الساذجة، وإنما أن يخصص الإنسان قيمة للأشياء التي تعتبر عملية وفعّالة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب


.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع




.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة


.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟




.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا