الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حرب النكبة 2

خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)

2023 / 11 / 20
القضية الفلسطينية


يحكى ان الزعيم الصهيوني ، رئيس الوزراء في إسرائيل إ سحق رابين كان يتمنى أن يستيقظ ذات صباح ليرى أن قطاع غزة قد أختفى من على وجه اليابسة ، بعد أن ابتلعه البحر . أعتقد أن مرد ذلك يرجع في أغلب الظن إلى انتفاضة الحجارة في الضفة الغربية و قطاع غزة في الفترة 1987 ـ 1991، التي أرّقته مثلما أرّقت من و جهة نظرنا ، غيره من حكام إسرائيل و بعض حكام دول العرب ، و لا شك في أنها كانت محفِزة أساس على المباحثات التي أسفرت عن اتفاقية أوسلو في سنة 1993 ، التي رمت بها السلطات الإسرائيلية فيما بعد عرض الحائط ، حيث نزعت في سنتي 2004 ـ 2005 الهوية الفلسطينية عن قطاع غزة ، تحت حكومة الجنرال شارون (2004ـ2006 )، و اعتبر آنذاك كيانا قائما بذاته ، معادٍ لإسرائيل ، و فرض عليه الحصار ، فلم يبق أمام أهله سوى بوابة رفح التي وضعت تحت رقابة دولية و مصرية وإسرائيلية .
من المعروف في هذا الصدد أن سكان القطاع هم في غالبيتهم الساحقة ، لاجئون نزحوا من بلداتهم و قراهم في جنوب فلسطين تحت ضغط العصابات الصهيونية المسلحة في سياق سيرورة إقامة دولة إسرائيل في 1947 ـ 1948 ، ينبني عليه أن قطاع غزة الذي تبلغ مساحته 360 كلم² ، تحول في الواقع إلى مخيم للاجئين ، يأوي إليه 2.3 ملون نسمة ، تحت قانون بحاكي بعض الشيء قانون الغيتو الذي فرضته ألمانيا النازية على معسكرات تجميع اليهود الأوروبيين ، حيث بسطت سيطرتها ، بناء على قرار بالتخلص منهم كما نعلم ،بأية و سيلة متاحة .
نذكر في هذا السياق ما كتبه المؤرخ الصهيوني B . Morris " سياسة الترحيل موجودة في صميم الصهيونية " ، يؤكد ذلك المؤرخ البريطاني E . Hobsbawn " بنى المستوطنون الإسرائيليون دولة على مساحة أكبر من تلك التي حددها قرار الأمم المتحدة و طردوا 700 ألف فلسطيني و هو عدد يفوق عدد اليهود الذين كانوا في فلسطين في سنة 1948" . الخطيئة الأصلية للدولة الإسرائيلية هي ارتكازها على التطهير العرقي ، تجسد ذلك في و قوع أربعين مجزرة "Ilan Pappé . يحسن التذكير أيضا بأن الإسرائيليين جرّفوا حوالى خمسمائة قرية أو بلدة فلسطينية حتى لا يعود أهلها إليها .
تأخذنا الذكريات هنا إلى حروب المخيمات ، المقصود هنا مخيمات اللاجئين الفلسطينيين ، في البلدان المجاورة الأردن ، لبنان ، سورية ، العراق ، التي بدأت تتفجر على التوالي ، بعد حرب حزيران 1967 حيث هزمت نظم الحكم في هذه الأقطار ، شر هزيمة ، و لكنها رفضت أن تتحمل مسؤولية فشلها ، و أصرت على إبقاء مقاليد السلطة في أيديها . نقتصر هنا ، فهذا موضوع ذو تفاصيل عديدة ، فنقول أن ذلك أجبر الحكام الخائبين ، من وجهة نظرنا ، لاسترضاء الولايات المتحدة الأميركية و الاحتماء بها ، بتقديم تنازلات لإسرائيل بواسطتها .
كانت الغاية من حروب المخيمات في البلدان المشار إليها ،حيث كان آخرها مخيم اليرموك في دمشق في سياق " الثورة السورية " ، هي ببساطة محوها ، أي تشتيت الفلسطينيين الناجين من قصف الطائرات الإسرائيلية ، و مدافع نظم الحكم العربية وهجمات ميليشيات و منظمات الحروب الداخلية ، في جميع أصقاع المعمورة .
نصل الآن إلى الحروب على قطاع غزة ، و هي في تقديرنا ، حلقة من حلقات حروب المخيمات ، هذا بصرف النطر عن الظروف التي أدت إلى اشتعالها ، فلا شك في أنها تجري بحسب خطة إسرائيلية موضوعة مسبقا ، و متواصلة مع الحرب غير المعلنة في الضفة الغربية في أطار " تهويد الضفة الغربية " و إخلاء الفلسطينيين منها . فما يجري إذن في القطاع هو محاولة لطرد سكانه إلى سيناء ، و لتجريف الأبنية و البنى التحية لجعلها غير صالحة للسكن . و أغلب الظن أن هذا جزء من خطة مماثلة معدة للضفة الغربية و قيد التنفيذ .
يحسن التذكير في نهاية هذا الفصل بان المادة 13 للإعلان العالمي لحقوق الإنسان ( 10.12.1948 ) تنص على أنه "لا يجوز أن يحرم أحدٌ ،كيفيا من العودة إلى بلاده " , و بالمادة 2 من القرار 194 للأمم المتحدة : " يجب أن يكون متاحا للاجئين الراغبين بالعودة إلى منازلهم في أقرب وقت ممكن .,, و تغريم الحكومات و السلطات دفع تعويضات عن أملاك الذين لا يريدون العودة ، و عن كل ملكية ضاعت أو تضررت ، تطبيقا للقانون الدولي ، كونها مسؤولة عن ذلك "








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحفظ عربي على تصورات واشنطن بشأن قطاع غزة| #غرفة_الأخبار


.. الهجوم الإسرائيلي في 19 أبريل أظهر ضعف الدفاعات الجوية الإير




.. الصين... حماس وفتح -احرزتا تقدما مشجعا- في محادثات بكين| #غر


.. حزب الله: استهدفنا مبنيين يتحصن فيهما جنود الاحتلال في مستوط




.. مصطفى البرغوثي: نتنياهو يتلاعب ويريد أن يطيل أمد الحرب