الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ابواق اسرائيلية ... بلسان عربي

حسن احمد عبدالله

2023 / 11 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


حين تطالع ردود الفعل العربية على العدوان الوحشي الاسرائيلي على قطاع غزة والضفة الغربية، والابادة الجماعية الممنهجة، تصاب بالغثيان من تلك الخفة واللغة المبتذلة المستخدمة، اكان في البيانات الرسمية او مقالات بعض الادعياء، وكأن كل هؤلاء تخلوا عن انسانيتهم، او هم ينافقون الاخر – العدو، من اجل قبولهم في معسكره.
منذ وجدت قضية فلسطين، وجدت الانتهازية السياسية العربية، وكانت سوقا للبيع والشراء، ولهذا لم يحصل العرب طوال القرن الماضي على اي حقوق، انما كانوا يشحذون فتات ما تلقيه لهم الدول الغربية الاستعمارية، وهم الى اليوم على هذه الشاكلة.
مناسبة هذا الكلام هو ما درج عليه بعض الشخصيات من تسويق لفكرة خيالية، وهي المساواة في الحقوق بين المغتصب والمغتصبة، بل تحميل الضحية المسؤولية الكاملة في عملية تبرير لا تركب على قوس قزح، وهذه ممارسة عملت على تسويق الجلاد كضحية، لهذا حفلت وسائل الاعلام بالكثير من الكلام عن معاقبة المقاومة الفلسطينية لانها هي من اقدمت على الرد على افعال المجرمين.
نفهم ان الاوروبي، العربي والشرقي، يحاول التكفير عن ذنبه عما ارتكب ضد اليهود في القارة العجوز، ولهذا يحاول ان يمنح اسرائيل كل ما يمكنها من الاستمرار باحتلال فلسطين، لكن لم يسأل احد من العرب المأخوذين بالغرب الى حد التماهي: لماذا يجب على الفلسطيني دفع الثمن، وما ذنبه اذا كان الاوروبي ارتكب تلك الافعال، ولماذا على العربي ان يدفع الثمن ايضا؟ اليست الدول الاوروبية هي من عاقبت مواطنيها من اليهود، وهي من دمغتهم بوصمة تدل على دونيتهم؟
حين كتب بن غورويون في مذكراته في العام 1947 "يجب علينا ان نزعزع الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في كل من لبنان ومصر والعراق وسورية، وان نجعل شرق الاردن ساحة قتال خلفية لنا بعد اقامة الدولة"، لم يكن ينتقم من الاوروبيين الذين كانوا السبب بمعاناة اليهود، انما كان يهدف الى جعل المنطقة تلتهب طوال عقود، كي تفرغ العرب لانفسهم، ولا يشكلون قوة ضد الدولة الوليدة.
الخطط الاسرائيلية لا تتقادم، وهي تسير في طريقها مهما كانت العقبات، لكن عندما تواجه بمقاومة ما، وعلى كل المستويات تصبح كلفتها اكثر، ولهذا فان الجنون الاسرائيلي ردا على عملية "طوفان الاقصى" بسبب فضح ضعف الكيان، وتهافت فلسفته، لكن في المقابل يجد اليوم من يروج بضاعته، ليس في الغرب، انما في العالم العربي، الذي ابتلي بمجموعة ممن يطلقون على انفسهم "نخبة مثقفة"، لكن اتضح انها مجرد ديكور ضخم في الاعلام من اجل اهداف معينة، كانت تظهر عند كل منعطف.
لا شك ان هذه "النخبة" اليوم تعاني من ازمة كبيرة، فما بنت عليه نظرياتها عن امكانية التعايش بين دولتين على مساحة فلسطين، والدعوة الى السلام القائم على الاستسلام لعدو صورته تلك "النخبة" انه البعبع، اتضح انه مجرد نمر من ورق، لهذا تقاتل تلك النخبة اليوم، اقله بالاعلام والبيانات الرسمية، المقاومة الفلسطينية، وتجرمها، فيما لاينظر هؤلاء الى الاطفال والنساء والابرياء الذين يموتون يوميا بالمئات، لانهم عميان بصيرة، او لان من استأجرهم طلب منهم تأدية هذا الدور للدفاع عن الابادة الجماعية.
صحافي وكتاب لبناني








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الولايات المتحدة تعزز قواتها البحرية لمواجهة الأخطار المحدقة


.. قوات الاحتلال تدمر منشآت مدنية في عين أيوب قرب راس كركر غرب




.. جون كيربي: نعمل حاليا على مراجعة رد حماس على الصفقة ونناقشه


.. اعتصام لطلبة جامعة كامبريدج في بريطانيا للمطالبة بإنهاء تعام




.. بدء التوغل البري الإسرائيلي في رفح