الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ايران دخلت الحرب ، ايران لم تدخل الحرب

صلاح بدرالدين

2023 / 11 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


بحسب الرئيس الأمريكي – بايدن – فان ايران لاتشارك عمليا في الحرب الدائرة بقطاع غزة ، وكما يظهر وبناء على المعلومات المسربة فان الإدارة الامريكية منخرطة في تواصل غير مباشر مع الإيرانيين ، وعبر وسطاء عمانيين ، وعراقيين ، مستخدمة التلويح بخياري ( العصا – الاسطول الحربي الأمريكي في مياه المتوسط زائدا السلاح النووي الإسرائيلي - والجزرة – تسديد مبالغ كبرى من الأموال المجمدة - ) ، لعدم اقدام نظام الولي الفقيه على توجيه صواريخها البعيدة المدى نحو إسرائيل ، والاكتفاء بمشاركة الاذرع الإيرانية بالمنطقة ( لبنان وسوريا والعراق واليمن ) بحسب قواعد الاشتباك المعمولة بها منذ عقود ، وعلى مايبدو فان إدارة – بايدن – واثقة في ظل هذه المعادلة من تحقيق إسرائيل أهدافها حتى لو كانت بتكاليف باهظة .
بلغت حرب إسرائيل – حماس في قطاع غزة يومها الرابع والأربعين ، وهي حسب كل التوقعات لن تتوقف الى حين تحقيق الأهداف التي حددتها الأوساط الاسرائلية الحاكمة وفي المقدمة استعادة الاسرى ، والمختطفين ، والقضاء على القدرات العسكرية ، والإدارية لحركة حماس ، والتي قد تطول الى ثلاثة اشهر بحسب التقديرات العسكرية ، مهما كان ثمن خسائرها من الجنود ، والمعدات ، ومواقف الراي العام والمجتمع الدولي ، ومهما بلغت درجات الدمار وزيادة اعداد ضحايا المدنيين الفلسطنيين من النساء والاطفال وكبار السن التي ارتقت الى مصاف جرائم الحرب ، بتشابه ومن حيث المبدأ مع جريمة مسلحي حماس بحق المدنيين العزل يوم السابع من أكتوبر المنصرم .
ولابد هنا من التذكير مجددا ان المشكلة لم تبدأ منذ اندلاع هذه الحرب ، بل انها قائمة منذ حرمان الشعب الفلسطيني تماما مثل الشعب الكردي من الالتزامات الدولية ، وضمانات حق تقرير المصير ، والاستقلال في جميع الاتفاقيات المبرمة منذ اتفاقية سايكس – بيكو ، مرورا بمؤتمر لوزان ، ومعاهدات السلام ، وحتى الان ، وستستمر المشكلة الفلسطينية الى حين اعتراف المجتمع الدولي ، وهيئة الأمم المتحدة بحق تقرير مصيرالفلسطينيين وإقامة دولتهم المستقلة الى جانب دولة إسرائيل .
جوانب مخفية في خضم الصراع
أولا – بخصوص الموقف الإيراني من الحرب ، هناك من يرى ان نظام طهران لم يشارك في الحرب حتى الان ، ويعتبر ذلك مذمة ونكوصا في تعهدات ( محور المقاومة او الممانعة ) بزعامة طهران ، في حين ان الحقيقة بعكس ذلك تماما للأسباب التالية : ١ – المنظومة العسكرية الأمنية الحاكمة في طهران ومن خلال – الحرس الثوري – والاذرع الأخرى ، تعمل منذ عقود على بناء تشكيلات عسكرية في المنطقة تابعة لها ، وفي خدمة اجندتها ، ولم تبني يوما مؤسسات ( ديموقراطية ! ) او محور يكون فيه سلطة القرار مشتركة ، وهذا ينطبق على مايسمى بمحور المقاومة ( نظام الأسد + حزب الله + الحوثييون + حركتا حماس والجهاد + الحشد الشعبي العراقي مع مجموعة ميليشيات عابرة للقومية ) وذلك باشراف النظام الإيراني ، ٢ – كل طرف في هذا المحور له دور محدد في حدود جغرافية معينة ، وحول قضية معينة ، فدور حزب الله يقتصر على اضعاف الدولة اللبنانية ، وتعميق الصراعات الطائفية ، وإقامة دويلة موازية ، ودعم النظام السوري في محاربة معارضيه ، وتوسيع النفوذ الطائفي ، ودور نظام الأسد هو تصفية المعارضة وتعميق الهوة الطائفية ، ووقف أي تطور في بناء الدولة الوطنية المدنية ، وتسخير الجغرافيا السورية للنفوذ الإيراني الاقتصادي والعسكري ، والمذهبي ، اما دور حركتي حماس والجهاد فهو مواجهة الشرعية الفلسطينية ، ومنظمة التحرير ، وعرقلة عملية السلام ، ورفض حل القضية الفلسطينية من خلال الحوار والحلول السلمية ، اما الحشد الشعبي فدوره معروف بتعميق تبعية العراق لإيران ، واثارة الخلافات مع إقليم كردستان ، والاعتداء على قوى التحالف وقت اللزوم ، ودعم النظام السوري ، وهكذا الحال مع الميليشيات الأخرى ، ومن الملاحظ ان أدوار جميع الأطراف تتشارك في ضرب مؤسسات الدولة المدنية ، ومواجهة إرادة التغيير الديموقراطي ، واثارة الفوضى ، والنعرات المذهبية والعنصرية ، ٣ – ايران تشارك في الحرب عمليا ليس من اجل نصرة حماس او كسر التوازن العسكري ، اوحل القضية الفلسطينية : فهي من مدت حماس والجهاد بالمال والسلاح ، ودربت مقاتليهما منذ عقود وحتى الان ، وتمدهما الان بالتوجيهات ، والمعلومات الاستخباراتية ، وهي من امرتهما باشعال الحرب ، اما ان ايران لاتشارك بجنودها صحيح ففي المرحلة الراهنة ، وامام تطور التقنيات الحربية ، وظهور الطائرات المسيرة - الدرون -، والصواريخ ، لاحاجة الى القتال البري او عبور المشاة نحو إسرائيل ، بل هناك وسائل أخرى اكثر تاثيرا ، من جهة أخرى فان اذرع ايران وتوابعها في ( الممانعة ) مثل حزب الله اصبح طرفا بالحرب منذ اليوم الثاني ، وحتى الان وجهت اكثر من الف صاروخ نحو إسرائيل إضافة الى الصواريخ الحوثية ، ويتم ذلك باوامر من طهران مباشرة ، كل ذلك يتم بشكل مدروس وفي خدمة الاجندات الإيرانية ، والحفاظ على مصالح ايران الاستراتيجية ، وحل الإشكاليات مع الغرب .
الموقف العربي الرسمي
دعكم من البيانات الإعلامية فان موقف النظام العربي الرسمي مدان منذ ان ظهرت القضية الفلسطينية ، فلو قدم هذا النظام الدعم والاسناد للشعب الفلسطيني لكان هناك دولة فلسطينية مستقلة ، ولو وقف هذا النظام مع منظمة التحرير الفلسطينية والمؤسسات المنبثقة عنها لحل السلام عبر الحوار ، لقد خذل هذا النظام فلسطين منذ عقود ، لااقصد نظام الدكتاتور حافظ الأسد فقط الذي حارب منظمة التحرير ، وعمل على شقها ، ولكن جميع الأنظمة بدون استثناء ، فالازدواجية المفضوحة لهذا النظام بادية للعيان : عدم دعم الشرعية ، وتواطؤ مع حماس عند الحاجة ، والتمني سرا بزوال حماس والجهاد وكل الشعب الفلسطيني ، انظروا بعد أربعة وأربعين يوما ، وبعد هذا الدمار ، والمذابح ، وبعد سيطرة إسرائيل على اكثر من نصف قطاع غزة ، يتوجه وفد النظام العربي الرسمي الى عواصم الدول الأعضاء في مجلس الامن وليس معلوما مايحمله من موقف سوى الإعلان عن رفض انتقال الفلسطينيين الى مصر والأردن ؟! .
قرات البارحة مقالة لواحد من منظري النظام العربي الرسمي وهو د عزمي بشارة ، يكتب فيها : ( ان حماس مازالت قوية ولم تستخدم الا عشرة بالمائة من قواها ؟؟!! ) من الواضح ان هذا الاستنتاج مشكوك فيه ، ولكن أتساءل هل يريد – المفكر – اشعار إسرائيل بان تأخذ احتياطاتها ، وتضاعف من جرائمها حتى تنال من حماس ؟ .
صدق أبو عمار
في هذه الأيام أتذكر الرئيس الراحل الصديق ياسر عرفات الذي ابلغني في اخر زيارة له في – غزة – وعندما ودعته للعودة الى – أربيل - : ( تحذروا من جماعات الإسلام السياسي ، فان إسرائيل تدعم حركة حماس لمواجهتي والانقلاب على الشرعية ، وضرب حركة فتح ، وابلغ الأخ الرئيس مسعود بارزاني ان الإسلام السياسي من اخطر الافات التي تواجه شعوبنا ) .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما الذي يخشاه الاتحاد الأوروبي من توجهات ترامب بشأن أوكرانيا


.. نتانياهو يبحث مع ترامب -التهديد الإيراني- خلال اتصال هاتفي ل




.. عودة -تاريخية- لترامب إلى البيت الأبيض.. ماذا يحمل في حقيبته


.. أبواب السلام أم استمرار الصراعات.. ماذا يحمل ترامب للمنطقة؟




.. ضمت مؤيدين لفلسطين.. مظاهرة في شيكاغو رفضا لانتخاب ترمب رئيس