الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في حاجة المقاومة الفلسطينية لرواية إعلامية بديلة ليوم 7 أكتوبر

حاتم الجوهرى
(Hatem Elgoharey)

2023 / 11 / 21
القضية الفلسطينية


مع دخول العمليات العسكرية في قطاع غزة الفلسطيني المحتل مدة شهر ونصف الآن، واستمرار سياسة المذابح التي يقوم بها جيش الاحتلال تجاه المستشفيات وتجمعات السكان المدنيين العزل ومرافق القطاع، وعجز المجتمع الدولي عن اتخاذ موقف موحد بقرار ملزم لدولة الاحتلال لوقف جرائم الحرب تجاه المواطنيين الفلسطينيين، يتبادر السؤال البديهي للذهن ما الذي يتطلبه الأمر لدفع العالم لإجبار دولة الاحتلال عن التراجع عدوانها، ورفع مظلة الحماية الأمريكية/ الغربية عنها؟

والحقيقة أن الإجابة أوضح ما يكون؛ فالبروباجندا الأمريكية والغربية تقدم رواية شديدة العدوانية والتشوه لما قامت به المقاومة الفلسطينية في يوم 7 أكتوبر الماضي في عملية طوفان الأقصى، وتقدمه بوصفه عملية إرهابية عنصرية استمرارا لممارسات "معاداة السامية" الذي قامت به دول أوربا تجاه يهود أوربا وأقلياتهم هناك، خاصة ما عُرف بالهولوكست أو المحرقة في العهد النازي من جانب ألمانيا/ هتلر.

ويبررون ما يحدث بحجة حق دولة الاحتلال "إسرائيل" في "الدفاع عن نفسها"، حتى تنزع عن حركة المقاومة الإسلامية "حماس" قدرتها على تكرار العملية العسكرية! وللنظر جميعا التصريح الذي أدلى به جو بايدن الرئيس الأمريكي مؤخرا حين قال أن روسيا وحماس تحاربان دولتين ديمقراطيتين صديقيتين ويجب التصدي لهما!

إذن الحائط الصلب الذي يستند عليه جيش الاحتلال في استمرار جرائم الحرب بحق أهل غزة، هي رواية الفلسطيني السفاح قاتل الأطفال والعزل في يوم 7 أكتوبر في مستوطنات محيط غزة! ومن أجل وقف هذه العمليات الانتقامية العمياء يجب كسر ذلك الحائط الصلب الذي يختبأ خلفه، وتقديم رواية فلسطينية بديلة وعاجلة لما حدث يوم 7 أكتوبر..
خاصة في ظل ما تداوله إعلام دولة الاحتلال نفسه وتحقيقاته، فيما يخص أن المقاومة الفلسطينية لم تكن تعرف بوجود الحفلة الضخمة يوم تنفيذ العملية العسكرية، وأن طائرة تابعة لجيش الاحتلال قصفت المدنيين، وكذلك ما تردد عن تفعيل بروتوكول هانيبال الذي ينص على عدم وقوع أسرى في يد العدو وأن الجندي المقتول خير من الجندي الأسير، وتسليط الضوء على كل التجاوزات التي قام بها جيش الاحتلال بنفسه وأودت بحياة جنوده أو مستوطنيه، وكذلك الإشارة إلى إرهاب المستوطنين في الضفة الذي يتم في سياق الإحداث تجاه الفلسطينيين.

الهدف من هذه الرواية الفلسطينية البديلة لما حدث في يوم 7 اكتوبر الماضي، هو أن نعطي العالم "الجانب الآخر من القصة" (The other side of the story)، الذي هو واحد من أبجديات الثقافة الديمقراطية التي ينادي بها الإعلام الغربي ويعمل من خلالها، بما يكسر الشحن الجماهيري الذي تستخدمه إدارة بايدن (ومعه فرنسا وألمانيا وبريطانيا) لدعم جرائم الحرب وقصف المدنيين الفلسطينيين العزل، ورفعا للحرج عن جميع الأطرف وبسبب حالة التناقضات الراهنة عربيا وإسلاميا، يفضل أن تصدر هذه الرواية عن الفلسطينيين أنفسهم، وأن يتم ترجمتها لكافة لغات العالم الرئيسية وتداولها بعد ذلك.

حينها، وفقط حينها ستستطيع دعاوي وقف جرائم الحرب التي تنادي بها الدول العربية والإسلامية والعديد من دول العالم، أن تجد الآذان المصغية، للننتقل للمرحلة التالية من المواجهة بين جيش الاحتلال والمقاومة الفلسطينية، ووضع مستقبل الدولة الفلسطينية السياسي على الطاولة، ووقف النفوذ الصهيوني في نسخته الإبراهيمية من التمدد، وتفكيك رواية أمريكا والغرب بأن "إسرائيل" هي قلعة الديمقراطية في الشرق، والمندوب السامي للمسألة الأوربية ووهم التفوق العنصري الحضارة المطلقة.

وكذلك ليكون نقطة بداية لاستعادة مشروع عربي طموح؛ تتوافق عليه كل من المراكز التاريخية القديمة والدول الصاعدة الجديدة، مع اكتساب المراكز القديمة لمهارات إدارة التناقضات والخروج من عنق الزجاجة ومرحلة ما بعد الثورات العربية وتبعاتها وتوظيف اليمين واليسار، ومد الجسور بعيدا عن الاستقطابات السياسية مع القاعدة الشعبية ودفاعها عن مستودع هويتها، لكن الأولوية الآن لتقديم الرواية الفلسطينية ووقف نزيف الدم العربي الطاهر، الذي يسيل على يد جيش الاحتلال ربيب الحضارة الغربية ووهم المسألة الأوربية عن المركزية والحضارة المطلقة والسوبرمان.

ومن أجل تقديم هذه الرواية هناك عدة محددات تفرضها تناقضات اللحظة التاريخية وإرثها السياسي، وهي كالتالي:
- يفضل أن تصدر الرواية المصورة البديلة لما حدث يوم 7 اكتوبر عن الفلسطينيين أنفسهم.. وليس عن دولة عربية أو إسلامية.
- يفضل أن تصدر الرواية المصورة عن المقاومة الفلسطينية سواء في حماس أو فصائل المقاومة مجتمعة.
- ربما يكون أفضل الحلول المتاحة هو أن يقوم الجناح السياسي لحماس ومكتبهم الإعلامي بإنتاج الرواية المصورة.
- تجمع هذه الرواية المصورة كل ما صدر عن دولة الاحتلال بما ينفي روايتهم الأولى تماما.
- تمد الدول العربية كافة المقاومة الفلسطينية بكل ما لديها من مواد إعلامية تدعم الرواية المصورة البديلة.
- عند صدور الرواية المصورة البديلة يتم ترجمتها لمعظم اللغات الرئيسية في العالم.
- تقوم الدول العربية بتوزيع الرواية المصورة الفلسطينية البديلة تحت شعار "حق التعرف على الجانب الآخر من القصة"، في حملة واسعة النطاق، وباستخدام شعار يغازل خطاب الديمقراطية السائد في الغرب.

يعد البديل السياسي لأن تقدم المقاومة الفلسطينية بنفسها الرواية المصورة البديلة هو أفضل الحلول في ظل التناقضات الراهنة وإرثها، هذا إن أردنا أن نملك السلاح الممكن له أن ينهي هذه المرحلة الأليمة من المواجهة بين جيش الاحتلال وبين المقاومة الفلسطينية الباسلة والأسطورية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن أمام خيارات صعبة في التعامل مع احتجاجات الجامعات


.. مظاهرة واعتصام بجامعة مانشستر للمطالبة بوقف الحرب على غزة وو




.. ما أهمية الصور التي حصلت عليها الجزيرة لمسيرة إسرائيلية أسقط


.. فيضانات وانهيارات أرضية في البرازيل تودي بحياة 36 شخصا




.. الاحتجاجات الطلابية على حرب غزة تمتد إلى جامعة لوزان بسويسرا