الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التقدم الالي والتخلف النمطي المجتمعي/6

عبدالامير الركابي

2023 / 11 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


لايمكن مع الوقوع على الخارطة النمطية وتوزعاتها، ومايفترض بناء عليه من وجهة فعاليتها، القبول بما هو متداول وشائع عما يعرف ب "الحضارية"، او مسارات المجتمعية التاريخيه المتداوله، تلك التي تسنى للغرب في العصر الحديث تكريسها، سواء من حيث المبتدأ، او المنطوى والدلالات، قياسا الى التاريخ المجتمعي بما هو حالة لاارضوية سائرة على المدى البعيد للتحقق، بينما تسود جملة من التصورات "الحضاروية"، عديمه التعيين للاغراض والمستهدفات. لتظل المجتمعية خاضعة للقصورية الادراكيه، وخارج الطاقة العقلية البشرية، الامر الذي يحل على الحياة البشرية نقصا، لايمكن معه اعتبار الحياة مكتمله في الوقت الذي تتطلب بالجهد، مزيدا من الكمال هي بذاتها، بقدر ماهي ناقصة ابتداء، جهد لابد منه، كضرورة لاجل نضجها وتكامل كينونتها، ذهابا الى مابعدها.
تبدا المجتمعية بالتبلور ابتداء في الشرق المتوسطي، وفي عالم الانهار منه،( النهرين/ والنهر الواحد)، مع الاحتشاد النمطي الازدواجي، اللاارضوي، الارضوي الرافديني ، واحادي الدولة النهري النيلي، ثم احادية اللادولة الاحترابية الجزيرية، مع النوع مادون، اوغير القابل للتشكل كيانيا، وهو مجال او منطقة التعبيرية اللاارضوية الابتداء، غير القابلة للتحقق في ساعتها، والموكولة كينونة لاجمالي التفاعلية المجتمعية كشرط للتحقق، يمكن خلافا لكل المتعارف عليه، ان نعتبر الطور الراهن من الوجود الحي، عتبة تمهيدية مفضية الى الحياة الفعلية، وفي التعيينات المساعدة على الاستدلال، يمكن القول بان الكائن البشري يمر بطورين ملازمين للحالة المجتمعية، الاول " نطقي لساني" والثاني المقصود، والذي هو الهدف المطلوب بلوغه، هو "النطقية العقلية".
فالكائن البشري يعي وجوده ابتداء بمامتوفر له من طاقة عقلية ابتدائية، بناء لاشتراطات وحدود مامتاح له كقدرات بشرية وعمرية، وحاجات وسبل تلبيتها، مع الطبيعة والافاق، فيقوم بتنظيم حياته بناء على ماسلف، بحثا عن مايجده افضل السبل لممارسة الوجود، في وقت يكون عمل العقل بما هو، مركزا في المساعدة على تنظيم الحاجاتيه، بحسب الممكنات والطاقات الجسدية المتاحة، بينما تلعب النطقية اللسانية دورا اساسا في تكريس منظومة التفاعلية البشرية ومساراتها، وتاسيساتها الانتاجية والتنظيميه السلطوية، وغيرها من اوجه التجلي المجتمعي، كمثل الملكية والموقع، بما يتطابق مع المحركات والممكنات المتاحة، وفي كل هذا تكون الحاجاتيه الجسدية، والاشتراطات الانتاجية، هي المحرك الفعال، بينما يتعذر حضور العقل، بالدرجة الاولى خارج الاشتراطات المذكورة الارضوية الحاجاتيه واحكامها، اي اشتراطات تعذر الاحاطة باجمالي مسالة الوجود ومنطوياته الابعد، ومايتيحه من اشكال فعل.
ومانشير اليه هو العتبة الاخيرة من متبقايت الحيوانيه المطلة على مابعدها وعلى الهدف من الوجدود وحال الترقي الاخذه بالكائن الحي قبل الحيوانيه، ثم الحيوانيه، وصولا الى ( العقل / جسدية) الحالية، حيث الغلبة الجسدية واحكامها وشروطها، وخضوع العقل لمقتضاها، قبل وعي وادراك المبتغى والمقصد الوجودي الاعلى، "الانساني" مابعد "الانسايواني" الازدواجي الحالي.
بهذا تكون النمطية المجتمعية الخافية وخارطتها، بمقابل الاحادوية المجتمعية، هي موضع مقاربة ادراك الاليات الفعلية الناظمة للظاهرة المجتمعية، في حين يكون وعيها وادراك حقيقتها محطة فاصلة وانتقالية كبرى، مابين النطقية اللسانية المتلازمة مع الاحادية والقول بواحدية المجتمعات، والنطقية العقلية، شرط ادراك اسس ومنطويات العملية المجتمعية ومستهدفاتهتا، والى اين متجهه، بمعنى وقوع الافتراق النوعي، بين الطور البشري المحكوم لاثار وقوة حضور الحيوانيه في تكوينه، ومايعقبها من حالة تخلص لازم، وهو جزء اساس من اجزاء مستهدفات الاليات المجتمعية اصلا، من وطاة الحيوانيه وغلبتها ابان الطور الانتقالي "الانسايواني"، مابين "الحيوان" و "الانسان".
ليست الظاهرة المجتمعية ولن تكون اطلاقا، هي ذاتها او مقاربة من اي جانب من جوانب وجودها واليات حركتها بتلك الاحادوية الانسايوانيه، ويشمل هذا بالطبع اجمالي مشروع الوجود ووجهته والمطلوب لاجل التناغم معه، ولابد لهذه الجهه من ان ننتبه، الا ان التاريخ الاول الاسبق من مسار المجتمعية قبل وعيها عقلا واحاطة شاملة، لم تكن من حيث وجودها وحركته، وتفاعلاتها قد مرت من دون نتيجه او هدف ومقصد، مصمم برغم عدم ادراك منطوياته في حينه، فالانتقالية الى الاشتراطات التحولية المادية، ابتداء من انبثاق الالة، ليس بالامر العارض اذا مانظر اليه من زاوية التفاعلية التحولية الفعليه الاشمل، لا وفقا لما غالب وحاضر، وماقد كرسه الغرب اليوم من مفاهيم نطقية لسانيه عن الظاهرة الانقلابيه الاساسية، المقاربة من حيث المعطيات المستجدة للبدئية التاسيسية الاولى من حيث الاهمية والاحتمالية.
وتكرر مفاهيم "الحضاروية" و "التقدم"، ذات المنطلقات الاحادوية اللسانية اليوم، من دون ممكنات مقاربة حقيقة الاله ومنطواها، والى اين هي سائرة ضمن التفاعلية المجتمعية، وصولا الى انبثاق وسيلة الانتاج "العقلية"، اي "التكتنولوجيا العليا"، الضرورة المنتظرة اللازمة شرطا للانقلاب التحولي اللاارضوي ماديا، وهو ماظل يؤجل التحقق على هذا الصعيد تحوليا، ناهيك عن الادراكية المقصودة الغائبة، وغلبة القصورية الحيوانيه، وهو ماينتظر ان يتم عبوره من هنا فصاعدا، بالتوافق المادي الضروري، مع ما هو واجب كينونة ومسارا، لظاهرة تجد اليوم محطتها التي هي مهياة بالاصل لبلوغها، وظلت منتظمة داخل قانون كوني تحولي تفاعلي، ذاهب بها الى ماصارت على اعتابه بعد اليوم.
عنوان المجتمعية الاولى الانسايوانيه ( الانتاج + التجمع)، وهو ماصار اليوم من قبيل الماضي، بينما تبدا بالحلول، مرحلة انتهاء الانتاجية، بالقضاء على الحاجاتيه البيولوجيه، وانهاء استبداد الموت الجسدي، كجزء من هيمنه الجسدية واساسيات حضورها في الطور المنقضي، ذهابا الى تنامي حضور "العقل"، وتراجع الجسد المطرد، وصولا للانفصال بين الاثنين، واستقلال العقل، وتحرره من وطاة حامله الضرورة المؤقته.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رغم المعارضة والانتقادات.. لأول مرة لندن ترحّل طالب لجوء إلى


.. مفاوضات اللحظات الأخيرة بين إسرائيل وحماس.. الضغوط تتزايد عل




.. استقبال لاجئي قطاع غزة في أميركا.. من هم المستفيدون؟


.. أميركا.. الجامعات تبدأ التفاوض مع المحتجين المؤيدين للفلسطين




.. هيرتسي هاليفي: قواتنا تجهز لهجوم في الجبهة الشمالية