الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حينما يستولد الموقف من ( كرشة ) ساق واقع غزه

ليث الجادر

2023 / 11 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


الكثير منا يتذكر تلك الاجابات التي كان يجيب بها والديهم على السؤال الطفولي الذي يستفهم عن الكيفيه التي جئنا بها الى هذا العالم ...فمره كان الرد بانهما وجدوا احدنا وكان عصفورا صغيرا وقع من شجره ..او انهما وجداه كدميه صغيره في احد زوايا خزانة الثياب ..وفي اخرى وحينما لايسعف الخيال عقل احد الوالدين يجيب بانه كان قد نما كسمنه في بطن امه .. كنا نعود لنسال عن الكيفيه التي خرجنا بها من بطنا امنا..! حينها كان الرد اما بلا مبالاة او النهر او ان يقول بانه تم اخراجنا بشق البطن او شق كرشة ساق الام ..طيله الشهر الفائت وفي مجرى متابعتي لاحداث غزه في وسائل الاعلام المخالف لاسرائيل او الذي يصطنع هذا الخلاف ..مافتئت استحضار حالة تلك الاجابات الابويه !! هذا لان الجهد الاعلامي الذي فرض علينا متابعته ياخذ دور الاب او الام اللذيان لايريدان من ان يقولا اننا خلقنا نتيجة ممارستهما الجنس واننا جئنا الى هذه الدنيا بعد ان خرجنا من رحم الام عبر فتحة جهازها التناسلي .. واذا وحسب الاجابات الابويه كنا قد استولدنا بشق بطون امهاتنا فان هذا قد يجد مايبرر مصداقيته بحقيقة وجود حالات الولاده القيصريه ..لكن ان نكون قد خرجنا من كرشة ساق الام فهذا ما لا يمكن وصفه الا بكذب مخرب للعقليه ..المخالفون لاسرائيل بشتى مستوياتهم وباختلاف مسببات خصومتهم ,انما انما يصوغون تناقلات واقع الحرب في غزه على منوال ( الولاده من كرشة الساق ) ..لايمكن لاحد من ان يقول بان واقع الحرب الدائره في غزه اليوم يفرز امكانات ملائمه لشروط الحياة الانسانيه .. لكن مجافاة الحقيقه يمكن ان تتم حينما يكون نقل الحدث مبتسرا بحيث يصب في خانة جانب واحد ! اخفاء او التغاضي عن مجريات دون غيرها انما هو ليس نقل ناقص بقدر من انه مغرض ويساهم في انتاج مواقف غير واقعيه ! بينما القضيه الفلسطينيه تمر بمنعطف مصيري وهي بحاجه الى صياغة قرار يتشابك مع تفاصيل الواقع باكثر قدر من الموضوعيه ..وبالمقابل فان مشروع اسرائيل الكبرى الذي يتبناه اليمين المتطرف يواجه خطرا محدق يهدد بتلاشيه ..هذا اليمين الذي كان قد عول كل امانيه على استهتارات حماس ومنها –طوفان الاقصى – في ادامة مبررات ايدلوجيته , انما يقف الان حابسا انفاسه امام احتماليه المشهد الاخير من سيناريو الحرب الذي ينتهي بولادة حقيقيه لدولة فلسطين او وعلى الاقل عوده سلطه جبهة التحرير لقطاع الغزه .. الموقف الدولي اليوم وفي صدارته الولايات المتحده تدفع بهذا المشهد بعد ان تأكد لها وجود وشائج قويه بين حلم اليمين الاسرائيلي وبين استهتارات اليمين الفلسطيني الرجعي الذي تتزعمه حركة حماس , هذا ان لم تكن حماس صنيعة ايحائيه لاسرائيل .. ان هذه الاخيره وحركة حماس , كلاهما اليوم يتقاسمان دور الجريمه بحق المدنيين العزل مع وجود فارق بسيط في ان حماس تستهدف المدنيين الاسرائيلين بشكل علني واستخفاف بينما قتل اسرائيل للمدنيين الفلسطينيي له مايمكن دفع صفة الاستهداف عنه ووصفه براغماتيا.وواحد من ممكنات وصفه هذا ,هو تقصد حركة حماس باهمال شرط حاسمه من شانها الفرز بين مقاتليها وبين المدنيين الفلسطينين , لمن يريد ان ينظر الى الامور بعين صادقة الرؤيا فانه وبكل بساطه يمكنه من ان يشخص غاية حماس في محاولتها الخلط بين مقاتليها والمدنيين ’ مقاطع الفديوهات التي يبثها الاعلام العسكري لحركة حماس يظهر بوضح وجلاء كيف ان مقاتليها اثناء تصديهم للجيش الاسرائيلي انما يرتدون الزي المدني وان جميع نقاط انطلاقهم انما تتستر من انفاق تمتد تحت مناطق مقصوفه !! حماس هنا تنتهك مبادئ وقواعد عامه لسيطره على عمليات القتال والتي يراد منها حصر المواجه بين القوى المسلحه بالقدر الممكن .. ان عدم ارتداء مقاتلي حماس لزي يميزهم عن المدنين انما هو في التحليل الاخير يمثل استنتاجا قاطع يدلل على مقصد حماس من التستر وراء المدنيين , وهذا يجرنا للتوقف عند ما اشيع عن استهداف بعض موجات النازحيين من قبل الجيش الاسرائيلي , وفي الوقت الذي توحد فوق الارض امكانيات دمج الرصد بين مقاتليها والمدنيين , فانها تفصل وبصوره علنيه بين سكان غزه وبين مقاتليها .. بين ارض غزه وبين ماتحت ارض غزه .. احد اعضاء المكتب السياسي لحماس وبصدد محاججته لادعاء المتعلق برفضها ادخال الوقود الى غزه , في تخوفها من وصوله الى مقاتلي حماس يقول نصا ( هذا الادعاء لايستند الى مجريات الواقع واسرائيل , تعرف جيدا بان لدى حماس خزين خاص بها )؟! كيف يمكن ان تكون اكثر من هذه الوقاحه ؟ العالم في تلك الايام كان يبذل جهود مضنيه لادخال الوقود كي ينقذ المستشفيات والمنشات المدنيه من التوقف , بينما هذا الارهابي المتوحش وبكل صلافه يصرح بالفصل بين حاجات منظمته الاجراميه وبين حاجات السكان المدنيين العزل ..ثم وبصدد حاله مشابه وفي مجرى الحدث الذي رفض فيه الحمساوي مدير مشفى الشفاء من استلام 300 لتر وقود كمنحه من الجيش الاسرائيلي , بثت فضائية الجزيره – الحمساويه الاكثر تزمة من الحمساويين – تصريحه بهذا الشأن جاء فيه انه من غير الصحيح بأن المسؤول عن رفض هذه المنحه هو حركه حماس وانها لم تصدر من جهتها اية اوامر بالرفض , وان حقيقة الامر تتعلق بكون هذه الكميه من الوقود انما لاتكفي لتوليد الكهرباء للمشفى الا لمدة نصف ساعه وهذا لايشجع على تحمل مسؤولية المخاطره في كيفية نقل الوقود التي حدد مكانها الجيش الاسرائيلي خارج مبنى المشفى , وذكر بان المشفى يستهلك 12 الف لتر من الوقود يوميا ’ لهذا قال هذه المنحه انما هي كافيه لتوليد الكهرباء لمدة نصف ساعه فقط , ...شاعت هذه الاجابه وتلاقفتها جميع وسائل الاعلام .. وحينها قال الجميع باحمرهم واصفرهم , نعم الامر لايستحق المخاطره المحتمله ! نجح مدير المشفى الحمساوي بتمرير كذبته وبمراوغه وسخه .. هذا لان تصريحه كان فيه كذب وصح ..والاهم كان تبريره لم يوضع على طاولة تشريح العقل ! اما الحقيقه فان ادعائه بان المشفى يستهلك 12 الف لتر يوميا لتوليد الطاقه فهذا ما يمكن المصادقه عليه , لكن ان تكون ال300 لتر هي كافيه لتوليد الكهرباء لمده نصف ساعه فقط , فهذا التفاف على الحقيقه وهو الخداع الوقح بعينه ! كيف؟؟ هل أتي انا بمنطق رياضيات جديد ؟ فانا اصدق بان المشفى يستهلك 12 الف لتر لتوليد الكهرباء على مدى 24 ساعه ولكني اصف عمليته الحسابيه الواضحه والبسيطه والتي تستنتج ان 300 لتر تكفي فقط نصف ساعه بالخداع والكذب ؟.. بلى انه يخادع بسفاله لان ماذكره من احتياج المشفى لكم الوقود لم يكن من الصحيح ذكره وليس من الصحيح احتساب ما تنتجه ال300 لتر من الكهرباء , لان 12 الف لتر كانت تكفي لانارة وتزويد مباني المشفى الموزعه على مساحه تزيد على 1200 م , بينما كان منحة الجيش الاسرائيلي موجه ومخصصه لانقاذ غرفة العنايه المركزه وحاضنات الاطفال الخدج .. وهذه الكميه من الوقود كانت تكفي لتزويد القسمين بالكهرباء بما لا يقل عن يومين .. أفليس هذا بمنهج اجرامي سافل ؟ وعلى مثل هذه المروغات المنحطه يتأسس خطاب ونهج حماس وكل من يناصرها.. هؤلاء جميعا بمنابرهم الاعلاميه وخطاباتهم السياسيه انما منكبين بوقاحه على استيلاد واقع غره تماما مثلما القائل بولادتنا من كرشة ساق الام..كما ان الانحياز الى جانب حماس لايخدم في النهايه الا مشروع اليمين الاسرائيلي ..هذا اليمين الذي اعلن في اليوم الاول من الحرب هددفه بالقضاء على قوة حماس انما يعني هذا تحديدا وحصرا في قطاع غزه ولكن ومع تداعيات مجرى الاحداث ومع تطور التداخلات الدوليه وعلاقاتها المتشابكه التي هي فوق ارادة اسرائيل والتي من الممكن جدا ان تجعل مصير حرب غزه مرتبطا بصوره او اخرى بالحرب الاكرانيه- الروسيه وبمصير الهجوم المضاد الاوكراني .. فليس مستبعدا والحال هذه من ان يسعى اليمين الاسرائيلي وبالطريقه والنهج الايحائي ان ينزل روح العنقاء في جسد حركة حماس فتنبعث في مكان ما بعد ان يكتمل جحيم اسرائيل في غزه ..ومثلما سبق وان ذكرت في مقال سابق بان اسرائيل كان لها هدف مدروس بعنايه حينما شددت تحميل مسؤولية – طوفان الاقصى – على قادة حماس في غزه وقلت بان هذا يشبه رسالة تطمين لقيادة حماس العليا..
وللكلام بقيه








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السودان: أين الضغط من أجل وقف الحرب ؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. مؤثرة موضة تعرض الجانب الغريب لأكبر حدث للأزياء في دبي




.. علي بن تميم يوضح لشبكتنا الدور الذي يمكن للذكاء الاصطناعي أن


.. بوتين يعزز أسطوله النووي.. أم الغواصات وطوربيد_القيامة في ال




.. حمّى الاحتجاجات الطلابية هل أنزلت أميركا عن عرش الحريات والد