الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حماس كاميكاز الثورة*

محمد علي مقلد
(Mokaled Mohamad Ali)

2023 / 11 / 22
مواضيع وابحاث سياسية



لمنظمة حماس الفضل في هذا الفيض من التضامن العالمي الذي أُغدق على القضية الفلسطينية على الصعيدين الشعبي والحكومي، لأن العملية البطولية نفضت الغبار عن قضية كادت أن تصبح طي النسيان. حصتها من هذا التضامن كادت أن تكون صفراً. فهل هذا من عدل التاريخ أم من ظلم الرأي العام؟
حماس ومؤيدوها يقرأون التاريخ بغير هذه العين. هم يرون في ما حصل هزيمة لجيش لم يهزم أمام الجيوش العربية مجتمعة. أذله أبطالها حين اجتاحوا غلافاً كرتونياً من بشر تجمعهم عنصرية دينية وأساطير ومصالح البلدان الاستعمارية.
عين حماس الجهادية "لم تعد ترى في الموت ثمناً ممكناً أو محتملاً، بل الوسيلة الحتمية للهدف المنشود، لا بل الهدف بذاته" بحسب تعبير سمير قصير في كتابه "شقاء العرب"(دار النهار)، أو بحسب طقوس التبريك التي يقيمها حزب الله للشهداء، أو بحسب تفسيرهم النصوص الإيمانية التي تحسب أن الجنة هي جزاء من يقتلون " في سبيل الله" لا من أجل الوطن، ولا يحسبون أمواتاً "بل أحياء عند ربهم يرزقون"
العين السياسية الحزبية لها رأي آخر. مقياس النصر والهزيمة عندها هو الإمساك بالسلطة. ما دامت سلطة الحزب وقيادته بخير فالنصر محتم. بهذا المقياس انتصر النظام السوري في حرب تشرين واحتفل ويحتفل غداة كل هزيمة، حتى لو كان ثمن ذلك التخلي عن القنيطرة والجولان وعن أكثر من نصف الشعب السوري بتشريده في أربع أصقاع الأرض. فهل هذا ما تريد أن تفعله حماس بالشعب الفلسطيني في غزة؟
طبعاً لا. هي لم تقصد ذلك، لكن ما يحصل يدمي القلوب. عشرات آلاف القتلى. هذا ليس رقماً. إنهم أحياء يرزقون على هذه الأرض لا في وعود السماء. هل إذا قتل طفل يكون موته في سبيل الله؟ لا وقت للعودة إلى السؤال الفلسفي عن مصير الإخوة الثلاثة. ولا يمكن أن نعزز انتصاراتنا بزيادة أعداد الشهداء. هذه كانت ثقافة الموت في مراحل التبشير الديني. أما حرية الشعوب، وحرية الاعتقاد، وحرية الالتزام الحزبي والتحرر من الاستعمار فمقاييسها مختلفة.
لكل حرب نهاية. حرب داحس والغبراء، حرب السبع سنوات، حرب الثلاثين سنة والحربان العالميتان كلها انتهت، وحين تنتهي يصبح إحصاء الخسائر فيها من التاريخ. الرابح الوحيد هو الممسك بالسلطة. هو الذي يشرف على دفن الموتى ويحصي الغلال ويوزع الأرباح على القادة الأحياء. فماذا عن حرب غزة؟ من هي الجهة التي ستترجم انتصار القضية، ومن هي السلطات التي ستتولى إدارة الهزائم، هزيمة نتنياهو والسلطة الفلسطينية وحماس معاً؟
أخطأت حماس في اختيار اللحظة. توهمت دعماً سيأتيها بغير حساب، من رام الله وعمان وبيروت وطهران ومن كل العواصم وأن نهاية إسرائيل اقتربت ونهايات "جاهلية القرن العشرين" وعصور الكفر والزندقة والكوارث الإنسانية، فأصابها الخذلان. أخطأت لأنها لم تميز بين الحلم والوهم، بين الممكن والمتخيل. أخطأت لأنها انطلقت من مغامرة العقل الأصولي، وكل أصولية تعصب وتطرف.
السلطة الإسرائيلية انحدرت إلى مزيد من التطرف وقادت حملة إرهابية على التسويات، حتى على حل الدولتين. هي لا تحسن القراءة إلا في كتب العنصرية وفي الوصايا التلمودية. السلطة الفلسطينية جسدت التطرف بالمقلوب، أي الانكفاء حتى التخلي، حتى إطفاء جذوة القضية.
من الظلم ألا يخرج تنظيم حماس من هذه المعركة بنصر مؤكد. لكن سعيه إلى النصر يتنافى مع بحثه عن السلطة. هو يستحق النصر إن ارتضى أن يتخلى عن السلطة وأن يكون استشهادي الثورة وكاميكاز القضية؟
*الكاميكاز "رياح الآلهة والهجمات الانتحارية" اليابانية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اهذه هي الشيوعية
منير كريم ( 2023 / 11 / 22 - 13:36 )
الاستاذ المحترم محمد علي مقلد
هل انتهت بك الشيوعية الى هذا المستوى
تمجد منظمة ارهابية دينية رجعية تستعبد الناس وترمي بهم الى المهالك
انا جادلت قبل عشرات السنين وقبل سقوط الاتحاد السوفيتي بان الشيوعية حركة رجعية وان تغلفت بشعارات زائفة خادعة
والامر يتجلى الان بوضوح
شكرا


2 - على من تضحك يا هذا !!!
حميد فكري ( 2023 / 11 / 23 - 01:20 )
السيد محمد علي
التعليق 1 يتهمك (تمجد منظمة ارهابية دينية رجعية تستعبد الناس وترمي بهم الى المهالك ) مع أنك كتبت (أخطأت حماس في اختيار اللحظة. توهمت دعماً سيأتيها بغير حساب، من رام الله وعمان وبيروت وطهران ومن كل العواصم وأن نهاية إسرائيل اقتربت ونهايات -جاهلية القرن العشرين- وعصور الكفر والزندقة والكوارث الإنسانية، فأصابها الخذلان. أخطأت لأنها لم تميز بين الحلم والوهم، بين الممكن والمتخيل. أخطأت لأنها انطلقت من مغامرة العقل الأصولي، وكل أصولية تعصب وتطرف.)
،يتهمك بالرجعية وهو القائل في القضية الفلسطينية إنها شعار قديم مضحك سقط من زمان.
.https://m.ahewar.org/s.asp?aid=795638&r=0&cid=0&u=&i=13523&q=
- متى يدركوا ان شعارات الامس سقطت ؟
منير كريم ( 2023 / 6 / 15 - 21:16 )
تحية للدكتور لبيب والدكتور صادق
متى يدرك هؤلاء ان الشعارات القديمة
العداء للامبريالية والاشتراكية الماركسية والوحدة العربية والقضية الفلسطينية
قد سقطت جميعها واصبحت مضحكة
الناس الان تريد العلمانية والحرية وحقوق الانسان وتحقيق النمو الاقتصادي والاندماج اللامشروط بالحضارة العالمية
وهذا مايجب ان يعبر عنه المثقفون الليبر


3 - اضافة
منير كريم ( 2023 / 11 / 23 - 08:19 )
الاستاذ محمد علي مقلد
عندما قامت الثورة المضادة للخميني في ايران ساند حزب تودة الشيوعي الايراني هذه الثورة المضادة وما تمخض عنها من نظام رجعي عنصري ثيوقراطي
وقد ايدت الاحزاب الشيوعية في المنطقة تلك الحركة المشؤومة
نظام الخميني استعبد شعبه ويقتل الناس لاتفه الاسباب وقبل ذلك قضى على الحركات الشيوعية في ايران وارتكب ما يعرف بمجازر السجون ضد اليسار الاسلامي منظمة مجاهدين
كيف لكم ان تؤيدوا هكذا نظام وتساندوا خلفائه حزب الله وحماس الارهابيين
لانهم يرفعون شعار القضية الفلسطينية , لاتوجد قضية فلسطينية فمنذ عام 48 حلت وبقت القيادة الفلسطينية تتاجر بالام الفلسطينيين وهي لا تريد اي حل
اعتقد صاحب المقال لايحتاج الى متطفل للدفاع عما يكتب
شكرا للاستاذ الكاتب


4 - ذباب نتنياهو يواصل التراقص على الابادات الجماعية
حسين علوان حسين ( 2023 / 11 / 23 - 09:16 )
الاستاذ الفاضل حميد زكري المحترم
قطيع الذباب النتنياهوي الداعشي الشمولي: النازي حانه المخموره ومانة الفاشية الاميه البوزمهانه ومنيرة الحقيرة والمتابعة اللكيعة يحاول عبثاً تصوير أن ابادة سبعة آلاف طفل في محارق غزة هو التطبيق العبقري لحرية الفاشية الامبريالية في الاباداة الجماعية؛ وأن قذف أهل غزة العزل بثلاث قنابل نووية طوال ستة اسابيع هو التطبيق للاندماج اللامشروط بالحضارة الداعشية الشمولية الصهيونية. وأن تدمير نصف مساكن أهل غزة العزل بالطائرات والقنابل الامريكية أم الطنين ونصف الطن وتجويعهم هو التطبيق لحقوق الانسان. أما نسف المستشفيات وقتل الطواقم الطبية وموظفي الأمم المتحدة والصحفيين ونسف والمدارس فهو التجلي لليبرالية الشمولية الصدامية السلفية وللعلمانية التنويرية التطورية. تالله لأن قطرة واحدة من دم غزاوي في محرقة بايدن نتانياهو لتشرف كل الامبرياليين النازيين الداعشيين الشموليين المطنطنين باالشعارات الكاذبة الذين عرفتهم البشرية وكنسهم التاريخ طوال خمسة قرون. أما ذبابهم الناشر للاوبئة الفتاكة فهو جزء لا يتجزأ من ماكنة اباداتهم الجماعية ومحارقهم التي عمت كل مكان في العالم بلا استثناء .


5 - تناقض الماركسية واللينينية في المسالة القومية
منير كريم ( 2023 / 11 / 23 - 13:54 )
باعتبارك يا استاذ مقلد صاحب تجربة جدية في الحزب الشيوعي اللبناني لابد ان تطلع على موقف ماركس نفسه من القضية القومية وما كتب عن الاستمار البريطاني للهند والفرنسي للجزائر وموقفه من القضية الايرلندية والجيكية ومن شعب المكسيك
وتميز هذا الموقف عن الموقف الغوغائي للينين الذي ابتدع مفهوم الامبريالية الخاطيء ليبرر الشوفينية القومية الروسية وليجعل القوى الدينية الرجعية ذات دور تقدمي مناهض للامبريالية
وهذا ما سار عليه الشيوعيون
الموضوع اكاديمي علمي دقيق لا يمكن معالجته بالسعار والعدوانية والدونية الواردة في تعليق 4
شكرا لك


6 - أي منا هو المتطفل!!؟
حميد فكري ( 2023 / 11 / 24 - 15:56 )
صاحب التعليقات 5,3,1
يقول في التعليق 5
(الموضوع اكاديمي علمي دقيق لا يمكن معالجته بالسعار والعدوانية والدونية الواردة في تعليق 4)

إذا كان الموضوع أكاديمي علمي ،فعلى أي أساس نظري تناقشه ؟
إن كانت الماركسية ،فأنت القائل إن الماركسية والإشتراكية قد سقطت جميعها واصبحت مضحكة.
ترى من هو المضحك الآن أهي الماركسية التي جعلتها قديمة ساقطة مضحكة ،أم أنت الذي يستشهد بمؤسسها حول الإستعمار البريطاني للهند والفرنسي للجزائر وموقفه من المسألة الإرلندية !!؟ إذن أي منا هو المتطفل .
وإن كان أساسك النظري ليبراليا ، فلماذا لا تستنجد به !؟

وأنا أرد عليك ،بالفعل الموضوع أكاديمي علمي ،وأتحداك أن تأتينا بشيء فيه من أيديولوحيتك الرجعية.
أليست أيديولوجيتك الرجعية هذه هي التي جعلتك تصف القضية الفلسطينية ،بالقضية القديمة الساقطة المضحكة .
فعلا ،إن لم تستحي فقل ماشئت .


7 - غرضهم اسكات الرأي المخالف
منير كريم ( 2023 / 11 / 25 - 13:40 )
شكرا دكتور لبيب على تعليقك
غرض هؤلاء اسكات الراي المخالف وخاصة الراي الديمقراطي
هم عجزوا عن الحوار علميا فلجأوا الى الاسلوب الرخيص مستغلين تساهل ادارة الحوار المتمدن
الحل الاستمرار بالتعبير الحر عن الراي وقراء وقارئات الحوار المتمدن يميزوا الجيد من السيء
شكر لك


8 - ليبرالية صهيونية
طلال بغدادي ( 2023 / 11 / 25 - 16:38 )
‎ اليهود يؤمنون أن فلسطين هي أرض الميعاد ولهم الحق في الهحرة إليها، ليس لأسباب ليبرالية، بل لأسباب دينية ولاهوتية عقائدية.
‎إن ما يدفع يهود العالم (ذوي الجنسية المزدوجة) إلى ترك أوطانهم حول العالم والانتقال إلى فلسطين وحمل السلاح وتهجير أهلها له أسباب دينية لاهوتية. دولة دينية صهيونية متنكرة ليبرالي
أول المبادئ الرسمية للحكومة الإسرائيلية والذي يقول: -للشعب اليهودي حق حصري وغير قابل للتصرف في جميع أجزاء أرض إسرائيل. ستعمل الحكومة على تعزيز وتطوير الاستيطان في جميع أجزاء أرض إسرائيل: في الجليل والنقب والجولان ويهودا والسامرة (الضفة الغربية
احد المع كتاب الحوار المتمدن طيب الذكر يعقوب إبراهيمي ( يهودي عراقي الأصل) أعطى أقصر تعريف للصهيوني -هو من يؤمن ان فلسطين هي ارض الميعاد لليهود -وهذا ما أقره الرئيس الأمريكي ، المؤمنون بالعهد القديم والجديد صهاينة والكثير بين العرب اصبحوا صهاينة


9 - مرة آخرى أتحداك أنت وصاحبك الظلامي الأمي الدكتور
حميد فكري ( 2023 / 11 / 25 - 19:40 )
يقول صاحب شعار فلسطين والماركسية سقطت .(هم عجزوا عن الحوار علميا)

عن أي حوار علمي تتكلم ! وأنت لا تستطيع الرد على أسئلتي في التعليق 6
وأكرر أتحداك ،كما أتحدى العجوز الأمي الظلامي الدكتور أن تجيبا على الأسئلة .
ولا تحاول الهروب تحت أي مبرر.
عند الإمتحان يعز المرء أو يهان.


10 - تخمين
منير كريم ( 2023 / 11 / 25 - 22:44 )

الاستاذ طلال بغدادي المحترم

تخمين

لو تتطور منطقتنا العربية وتزدهر ثقافتنا فتصبح هذه المنطقة مستنيرة وعلمانية وديمقراطية

فتتكون امم متعددة الاعراق والديانات , فستكون اسرائيل جزءا متكاملا معنا
لان هذه الشعوب هي شعوب المنطقة
ومن يطلع على التاريخ الاوربي سيجد هذا التخمين قد تحقق هناك
شكرا


11 - وآخيرا
حميد فكري ( 2023 / 11 / 27 - 00:12 )
بحذف التعليق 7 تكون هيئة الرقابة في الحوار المتمدن محايدة موضوعية.

اخر الافلام

.. Brigands : حين تتزعم فاتنة ايطالية عصابات قطاع الطرق


.. الطلاب المعتصمون في جامعة كولومبيا أيام ينتمون لخلفيات عرقية




.. خلاف بين نتنياهو وحلفائه.. مجلس الحرب الإسرائيلي يبحث ملف ال


.. تواصل فعاليات معرض تونس الدولي للكتاب بمشاركة 25 دولة| #مراس




.. السيول تجتاح عدة مناطق في اليمن بسبب الأمطار الغزيرة| #مراسل