الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحرب أخطر أنواع الكراهيات

عائشة التاج

2023 / 11 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


يعيش جزء هام من البشرية على إيقاع الكراهيات بأنواعها ،ينغمس داخل هستيريتها الشعواء , مسببا لبعضه البعض آلاما منقطعة النظير ,,,,ومن المؤسف أن كل هذه الكراهيات تتم تحت تسميات رنانة ،تخدر العقول وتشرعن لأفعال من المخزي أن يتم نسبها للبشر ,,,فبالأحرى أن تنسب لله ،خالق الأكوان
فكيف يخلق الله الإنسان في أحسن تقويم ويأمر إنسانا آخر ،بضمير الجمع بقتله والانتقام منه مكان الله ؟
وكيف لهذا الخالق أن يفضل نوعا من البشر عن نوع آخر ،ويعتبرهم الأفضل والأرقى من باقي مخلوقاته البشرية ، علما أنهم جميعا يحملون نفس المواصفات
،بل جميعهم من نفس المصدر ؟
أسئلة محيرة فعلا وتدعو للتساؤل العميق .

تفرعات الكراهية :

تتفرع الكراهية إلى كراهيات متنوعة : فالعنصرية والتمييز والاحتقار كراهيات تنتج عنها أفعال تسبب الأذى للغير عن سبق ترصد و إصرار ،وتخلق أنواعا من الألم والبؤس المادي و المعنوي ,,,,,
وبالتالي فالاحتكار بأنواعه كراهية ،والظلم كراهية ،والتسلط والاستبداد والشطط كراهية .....وعندما تحضر هكذا أمور ،تنبثق عنها الأحقاد والغل
فتتحول لانتقامات متنوعة ,,,تضخ العنف والدمار وهكذا ينتشر العنف بأنواعه ,

العنف أنواع : هناك العنف الفكري الذي يؤسس للعنصرية والتمييز واحتقار الآخر ، وهو ما ينتج العنف الإعلامي واللغوي الذي يؤجج الانفعالات الغاضبة ويضخ المزيد من الكراهية في الوجدان العام ,,,,
وقد يصل العنف إلى مداه الأقصى عندما يتحول لاقتتالات وحروب ,,,,,,
فيتم الزج بآلاف الجنود و المقاتلين نحو جحيم القتل والقتل المضاد ,,,,,
وتتم صياغة أناشيد حماسية تبرر هكذا أفعال وتحولها لبطولات يتم الانتشاء ،بل الافتخار بها عبر عقود من الزمن بل عبر التاريخ ,,,,

الأقلية المقررة والأغلبية الضحية

قرارات الحروب و الاقتتالات تأخذها أقلية تسمي نفسها نخبة ،
ومن المؤسف أن الضحايا يكونون دائما و أبدا من بين البسطاء ،الأبرياء الذين لا تربطهم أية علاقة بهكذا قرارات
البسطاء ،هم الذين يقتلون ،تقطف أرواحهم بالجملة بضربة صواريخ أو بنادق أو أية أسلحة في رمشة عين
وإن أفلتوا من القتل ،هدمت بيوتهم ،وشردوا وهاموا على وجوههم فوق أرض أضحت عبارة عن متاهات مملوءة بالرعب والخوف والقهر بأنواعه
البسطاء من يصابون في أجسادهم بالضربات ،ويكملون ما تبقى من حياتهم بعاهات جسدية أو نفسية أو حتى عقلية
البسطاء من يفقدون أهلهم وذويهم ويعيشون ما تبقى من حياتهم يحملون آلام فقد أحبابهم ودورهم وممتلكاتهم ،بل وأمانهم الداخلي والخارجي ,,,,
أطفال الفقراء من ييتمون ويعيشون بدون أب أو أم أو معيل ,,,,
نساء البسطاء من يعانين من الترمل وفقدان الزوج أو الأب المعيل ,,,
نساء البسطاء من تتعرضن للاغتصاب والعنف والذل بأنواعه من طرف العدو أو حتى أثناء تشردهن وهن يبحثن عن ملاذ ,,,
البسطاء من يعانون من الجوع والألم والقهر ,,,
أما من يسمون بالكبار ،فهم محميون بسياجات متنوعة ،محميون بعضلات أبناء الفقراء ، وبعقول أبناء البسطاء الذين يهتفون لبطولاتهم المفترضة ....يواصلون حياتهم بشكل شبه عادي ،زوجاتهم وأبناؤهم خارج منطقة الحرب ,,,,
وهم في ملاذات تحمي أجسادهم وممتلكاتهم وتؤمن مستقبلهم بل حتى أحلامهم بالدخول للتاريخ بهكذا أفعال يسمونها بطولات

الحرب أكبر البشاعات :

الحرب أكبر كارثة يمكن أن تواجه مجموعة بشرية ،أظن أنها أخطر من الكوارث الطبيعية ليس فقط من حيث آثارها المادية ،بل أيضا من حيث ركامات الأحقاد والآلام المتنوعة التي تفرزها والتداعيات التي تنتج عنها من حيث تجديد الكراهيات والثأر والانتقام الخ ,,,
ويبدو لي أن اتخاذ قرارات الحرب ، يجب أن يكون الخيار الأخير هذا إذا لم يكن ممكنا تفاديه نهائيا ,,,,
الحرب ،اكبر إدانة لبشرية لم تتوصل بعد لتدبير خلافاتها بطريقة سلمية تتناسب ومواهبها العقلية التي حباها الله بها ,,,
الحرب هدر خطير للأموال والأرواح والممتلكات ،وإنه لبؤس عظيم أن تلتهم المنافسة نحو التسلح جزءا هاما جدا من موارد الدول ،كان من الأجدر توظيفه ضد الجهل والفقر والمرض والجوع والبؤس بأنواعه ,

من المؤسف أيضا ،أن صوت محبي السلام لازال مبحوحا أمام ضجيج
أولئك الذين ينتشون بمظاهر الاقتتالات البشعة بين الإنسان وأخيه الإنسان ,,,,,
أعرف أن هذا الكلام يبدو مثاليا ،لا علاقة له بما يجري هنا والآن
ولكنني مقتنعة تماما ،بأن الإنسانية لن تحقق إنسانيتها الحقيقية إلا بحمايتها لأرواح الناس الأبرياء بعيدا عن تلك الصراعات بين الساسة
الذين بينهم مرضى نفسانيون ،ساديون ،يتلذذون بتعذيب غيرهم فقط لأنهم يملكون سلطة النفوذ ومشتقاته
ومما لا شك فيه ،اننا جميعا فوق هذه الأرض ،أو على الأقل المهتمون منا ،نعاني بشكل ما مما يحدث ،تعتصر قلوبنا ألما وحزنا ونحن نقتسم مع الضحايا شيئا من آلامهم التي وصلتنا عبر الإعلام الرسمي أو المواطن,,,,
لا أحد منا يعيش حياته كما كان في السابق ،وهذا الرذاذ من ويلات الحرب التي تصلنا ،كاف ليجعلنا جميعا ندرك خطورة الحروب ،
خطورة العنف بأنواعه وبالتالي الضرورة الملحة لتجاوز هذا العنف نحو مسارات تناسب إنسانية الإنسان في هذه الألفية التي يفترض أن توظف إنجازاتها العلمية لصالح الإنسان أينما كان
نحتاج إلى صوت الحكماء ، في هكذا ظرفية لإحقاق السلم والسلام في العالم ,ومن أجل ذلك التأسيس لقيم جديدة من شأنها أن ترقى بالإنسان
لعله يقطع مع كل ما يجره نحو المنحى الحيواني الذي يتمظهر من خلال النزوع للعنف والاقتتالات وكأننا في غاب شعاره البقاء لللأقوى ,,,,ليس إلا ,
نعم ، نحتاج صوت العقل أكثر من أي وقت مضى ،وعلى العقلاء والحكماء والفلاسفة أن يقوموا بدورهم لإخراج الإنسان من عنق زجاجة الحروب والعنف ,








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة: انتعاش الآمال بالتوصل إلى هدنة في ظل حراك دبلوماسي مكثف


.. كتاب --من إسطنبول إلى حيفا -- : كيف غير خمسة إخوة وجه التاري




.. سوريا: بين صراع الفصائل المسلحة والتجاذبات الإقليمية.. ما مس


.. مراسلنا: قصف مدفعي إسرائيلي على بلدة علما الشعب جنوبي لبنان




.. القيادة الوسطى الأميركية: قواتنا اشتبكت ودمرت مسيرة تابعة لل