الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بناء الدولة الوطنية من مسافة صفر !

خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)

2023 / 11 / 22
القضية الفلسطينية


لا نجازف بالقول أنه كان على الأرجح ، لدى الحكومة الإسرائيلية خطة معدة مسبقا الهدف منها تهجير الفلسطينيين قبل ضم قطاع غزة و الضفة الغربية إلى إسرائيل فتكتمل سيطرتها على فلسطين ، و أنها كانت تنتظر ظروفا مواتية للتعجيل في وتيرة تنفيذها ابتداء من الضفة الغربية ، و لكن يبدو أن الانتفاضة المسلحة التي بادرت إليها حركة حماس وفصائل المقاومة الأخرى في السابع من أكتوبر ، تشرين أول 2023 ، بدلت تسلسل مراحلها و غيّرت التوقعات و عدّلت الفرضيات .
لا شك في أن فصائل المقاومة في قطاع غزة فاجأت أعداءها لجهة قوتها الذاتية و قدراتها الميدانية بشكل عام ، و لجهة متابعتها عن قرب ، لما يجري في الضفة الغربية خصوصا من خلال مطالبتها بالإفراج عن الأسرى الفلسطينيين و عن سجناء الاعتقال الإداري و بعدم المس بالمسجد الأقصى رمزا مقدسا و رمزا وطنيا فلسطينيا .في المقابل كان رد فعل الجيش الإسرائيلي ، غير متوازن و عشوائيا ، كما أوحت بذلك وسائل إعلام إسرائيلية بالإشارة إلى أنه ليس مستبعدا أن تكون بعض المنازل التي دخلها المقاومون الفلسطينيون حزام غزة و الاماكن التي تجولوا فيها قد تعرضت لهجمات الطيران المروحي و لقنابل العربات المدرعة من هذا الجيش الإسرائيلي نفسه و بالتالي فهو يتحمل على الأقل جزءا من المسؤولية عن الحرائق التي شبت في المنازل و عن مقتل بعض المدنيين نتيجة تطبيق خطة " هانيبعل" التي تجيز له في بعض الظروف أطلاق النار على الرهائن و على الذين يحتجزونهم .
نستطيع استنادا إليه أن نتلمس إجابات على أسئلة كثيرة تلح علينا في هذه الظروف الصعبة ، منها على سبيل المثال لا الحصر ، لماذا استدعاء عسكر الاحتياط في الجيش الإسرائيلي ، علما أن هذا الإجراء لم يتخذ في الحروب الخمسة أو الستة السابقة ،على القطاع . و ما يدعم شكوكنا بوجود عوامل جديدة و مؤثرة ، لا مجال لاستعراضها هنا ، في الصراع بين المحتل من جهة و المحتلة أرضهم من جهة ثانية ، هو حشود اساطيل دول حلف الأطلسي بالمناسبة ، في شرق المتوسط ، توازيا مع هرولة رؤساء الدول الغربية الكبرى إلى إسرائيل . أضف إلى تصاعد التوتر في الساحات العراقية و السورية و اللبنانية و الليبية ، ينبني عليه أنه من المحتمل أن نكون حيال اضطرابات كبيرة على هذه الساحات و أدوار جديدة فيها لدول الناتو .
و يحق لنا أن نتساءل أيضا عن التطبيع ، هل اسقطته انتفاضة القطاع إلى جانب الكشف عن خطط الترحيل و النفي ؟ ، من تخلى عن التطبيع أو بالأحرى من سيكون مجبرا على التخلي عنه و من سيكون راضيا به ، متمسكا ، محتميا خلف جدرانه الفاصلة؟؟ هل سقط التطبيع نتيجة تلاشي عروة العروبة ، فلا يبقى إلا أهل مصر و بلاد الشام و العراق في مواجهة مباشرة ضد مشروع إسرائيلي توسعي متناسق مع مشروع إمبريالي أطلسي ، وإن كره حكام هذه البلدان ؟؟
هل يستوي مصطلح " المقاومة من مسافة صفر " الذي أبتدعه المقاومون في القطاع ؟ هل سيدخل هذا المصطلح إلى لبنان ، و سورية و العراق ، اليمن و الجزائر ، التي ضربها على التوالي " الربيع العربي " فأطاح شبه الدولة فيها ؟ هل ستنجح شعوب هذه البلدان ببعث دولتها الوطنية الحقيقية عن طريق استئناف " ألمقاومة من مسافة صفر" ضد العدو الخارجي ، الذي انتصر ، لا شك في ذلك ، على شبه الدولة فخربها ، و انتصر أيضاً على المطبعين الخائبين .
و أخيرا ، إن الدولة الوطنية مشروع سياسي ، يتشارك في تحقيقه المواطنون على اختلاف معتقداتهم و آرائهم و اصولهم العرقية ، و ليس مشروعا تبشيريا دينيا . الصراع الديني ، حيث تتعدد الديانات ، هو في جوهره اقتتال داخلي ، مرادف للافتراق و الانفصال في الوطن و صولا إلى " التطبيع " أو التهجير . لاشك في المقابل أن هناك نهج وطني يتبعه مؤمنون ، بصرف النظر عن دياناتهم ، فيأخذون مكانهم الطبيعي كاملا في المقاومة الوطنية ، ذودا على البلاد و أهلها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 10 سنوات من الحرب.. أطفال اليمن، أجيال مهددة بالضياع!


.. ماكرون يقامر بانتخابات مبكرة... هل يتكرر سيناريو ديغول أم شي




.. فرنسا: متى حُلّت الجمعية الوطنية في تاريخ الجمهورية الخامسة


.. مجلس الحرب الإسرائيلي.. دوره ومهماته | #الظهيرة




.. هزة داخلية إسرائيلية.. وحراك أميركي لتحقيق الهدنة | #الظهيرة