الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الغضب في -إلى أصحاب النذالة- جميل حمادة

رائد الحواري

2023 / 11 / 23
الادب والفن


الغضب في
"إلى أصحاب النذالة"
جميل حمادة
"الى أصحاب النذالة والحقارة والسفالة والغدر
إلى أصحاب جهنم قريبا باذن واحد أحد
=((*****************))=
انبحوا.. انبحوا .. انبحوا
وانهقوا.. انهقوا ..وانعقوا
أنبحوا.. أنبحوا.. يا كلاب الدشر
وانهقوا ..انهقوا يا حثالات البشر
وازعقوا، ازعقوا.. في مهرجان المساخر
وانهقوا ملء الحناجر..
في قمة الفسوق والعهر
انهقوا في مجالس البغاء والمواخر
وانعقوا يا بوم الخرائب
ما شاءت لكم مسوخكم
أن تنهقوا يا بغال المباعر
واشهقوا
انبحوا وانهقوا وانعقوا
وابعثوا خوار ثوركم إلى الأمم
يا ثلة الكلاب والثيران والغنم
وارسلوا خطاب الخنوع والولاء
والدعاء إلى الهكم معبودكم ذاك الصنم
يا زمرة الرمم..
يا قمة الفجور والفسوق والعدم
يا قمة الوساخات التي يأنف منها البجم
يا سادة الثغاء والنعيق والسقم
آن لكم أن تواصلوا نهيقكم وخواركم ونعيقكم
وتركعوا وتسجدوا لثور السامري الاله الصنم
يا أتباع الطاغوت الآبق
وأبناء الفسق وأتباع الشرك و
قولوا.. نعم.. لصنمكم قولوا نعم
يا فساق هذا العالم اللقيط
ويا رويبضات آخر الزمان
يا أبناء القردة.. يا لقطاء العصر
ام ظنكم أنا لا نعرف كيف أتيتم،
كيف سلبتم سدات الحكم
يا ألأولاد النطف الموبوءة
بالرق وبالذل يا عبدة الصنم
انبحوا وانهقوا وانعقوا
فقد حان وقت حسابكم
يا أيها الحثالات الرمم"..

قبل الدخول إلى النص نسأل: هل يجوز أدبيا أن تأتي ألفاظ النص الأدبي بصورة (عادية/شعبية)؟ أجيب: من مهام الأدب التعبير عن مشاعر الجماهير/الشعب، وفي الوقت ذاته كشف حقيقة ما يجري، فعندما تكتم الأفواه، ويمنع القلم، ويعدم الفعل وفي ظل ظروف قاهرة ومؤلمة كما يجري في غزة الآن، يكون الصوت العالي والمباشر مطلوب، وأعتقد أن قصيدة مظفر النواب "القدس عروس عروبتك" أفضل نموذج على هذا الأمر، وهذا الأمر أكدة "محمود درويش" في "مديح الظل العالي" حينما قال: "أقرأ باسم الفدائي الذي خلق ، خلق من جزمة أفقا، الله جربناك جربانك" وهناك نماذج كثيرة على هذا الأمر.
إذن الصوت العالي الذي يعكس تطلعات وهموم الجماهير/الشعب/الأمة ويمثل صوتها مطلوب وقت الضغط والمواقف الحاسمة، وقت تخاذل الأنظمة والحكام، من هنا يأتي دور الشاعر "جميل حمدي" الذي يتحدث نيابة عن كل مواطن عربي.
قبل الدخول إلى النص أنوه إلى أن الأديب يستحضر العديد من الحيوانات أما بطريقة مباشرة: "ثوركم، الكلاب، الثيران، بوم، بغال، الغنم، القردة" وأما من خلال أصواتها: "وانهقوا/نهيقكم، انبحوا، وازعقوا، خوار ثوركم، سادة الثغاء، انعقوا" وهذا ينم عن حجم الضغط الذي يعانيه الموطن العربي ـ وهنا الكاتب أحد أفراد الشعب ـ من هنا سنجد كم هائل من الإهانة للحكام: "الدشر، حثالات، الفسوق/الفسق/فساق، العهر، البغاء، المواخير، الخرائب، الصنم، الرمم، الوساخات، البجم، السقم، الطاغوت، الأبق، الشرك، اللقيط/لقطاء، الموبوءة، بالرق، بالذل، عبدة" وإذا ما علمنا أن العديد من الألفاظ تم تكرارها، نصل إلى أن النص قاسي وموجع، ليس على أذن المتلقي/المواطن، لأنه (بتفش الغل) ويشفي صدور قلوب مؤمنين، بل على أذن كل متنفذ في المنطقة العربية.
وبهذا يكون النص قد قدم اكثر من فائدة/غاية، تبيان حقيقة الحكام وكشف حقيقة تخاذلهم، إسماع صوت الشعب لهؤلاء الطغاة الذي يعيشون في كوكب غير الأرض ولا يمثلون الشعب لا من قريب ولا من بعيد، وبما أنه يمثل حالة تمرد على الواقع الرسمي، وبهذا يكون قد حملت بذور الثورة الشعبية على الحكام، وعلى الشعب رفع صوته عاليا، بعد أن تقدمهم الصفوة، الأدباء، الشعراء.
النص منشور على صفحة الشاعر
Jamil Hamada








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال