الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اضواء على تجربة البناء الاشتراكي في جمهورية فيتنام *

نجم الدليمي

2023 / 11 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


ترجمة واعداد: الدكتور نجم الدليمي

بتاريخ 17--20-9-2021، نشرت جريدة البرافدا في عددها 102(31162)، مقالة لسكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الفيتنامي البروفيسور نوغين فو جونغ بعنوان (( حول بعض القضايا النظرية والعملية للاشتراكية وطريق فيتنام لهذا البناء)). خلال المدة (2018--2021) فان نوغين اضافة الى رئاسته للحزب فهو رئيس الدولة الفيتنامية. نظراً لاهمية الأفكار المطروحة ارتأينا ترجمة المقالة للغة العربية من اجل تحقيق الفائدة العلمية للقارئ والأحزاب السياسية الوطنية والتقدمية واليسارية والشيوعية.

المطلب الاول :: الاشتراكية طريقنا --- والراسمالية ليست حلا.

ان طريق الاشتراكية في فيتنام يعتبر طريق اساسي ورئيسي من الناحية النظرية والعملية وتوجد عدة اساليب - طرق لتحقيق هذا الهدف ويتطلب منا عملاً جاداً ودقيقا ومحكما وعملاً علمياً، وكما يتطلب ربط الاستنتاج بالواقع العلمي والموضوعي لعملية البناء الاشتراكي وفي اطار هذه المقالة اريد ان اتطرق لوجهات النظر والتي تنطلق من الواقع الموضوعي الفيتنامي وتحديد بعض القضايا الهامة في عملية البناء الاشتراكي.

سؤال: لماذا اختارت فيتنام الاشتراكية؟ وكيف تتم عملية البناء الاشتراكي في فيتنام؟ وما هي القضايا الرئيسة التي نضعها امامنا للبناء الاشتراكي؟ واي طريق يتم اختياره لبناء الاشتراكية في فيتنام في الوقت الحاضر وما هو جوهر سياسة التجديد.

كما هو معروف، ان فهم الاشتراكية له ثلاث جوانب مهمة وهي: كنظرية وكحركة وكبناء ولكل جانب من هذه الجوانب توجد وجهة نظر تتعلق بالدرجة الأولى بالعقيدة ومستوى التطور الاقتصادي والاجتماعي في المرحلة التاريخية المحددة وهنا ننوه تحديداً حول الاشتراكية -- اي الاشتراكية العلمية التي تستند على النظرية الماركسية-- اللينينية في يومنا هذا وعلى هذا الأساس علينا كيف ان نفهم الاشتراكية ونطبقها على واقع فيتنام وبما يتوافق - يتطابق مع الواقع الموضوعي والحقيقي لجمهورية فيتنام.

عندما كان الاتحاد السوفيتي والنظام الاشتراكي قائماً، نحن لم نناقش الخيار الاشتراكي لانه بالنسبة لنا خيار ثابت وليس لدينا اي تردد في ذلك ولكن بعد تفكيك الاتحاد السوفيتي في عام 1991 وما حدث لبلدان اوربا الشرقية وما حدث للحركة الشيوعية العالمية ودخولها في ازمة، اصبح لدينا نقاش حاد داخل الحزب الشيوعي الفيتنامي حول مستقبل التطور نحو الاشتراكية في جمهورية فيتنام.

ان القوى المعادية للشيوعية من الأحزاب التحريفية -- الانتهازية قد شوهوا الحقيقة وشنوا هجوماً مضادا ضد الشيوعية وظهرت افكار تشويش وأفكار تحبط من عزيمة الشغيلة حول مستقبل الاشتراكية العلمية مدعين ( مستندين) على حجة الا وهي تفكيك الاتحاد السوفيتي وبقية دول اوربا الشرقية ( تم ذلك بفعل قوى الثالوث العالمي وحلفائهم ودور الخيانة العظمى في قيادة الحزب الشيوعي السوفيتي، غورباتشوف وياكوفلييف وشيفيرنادزة ويلسين...) وحملوا ويحملون مسؤولية ما حدث للجزء الهام من المعسكر الاشتراكي هو خطأ النظرية الماركسية اللينينية وعلى هذا الأساس وهذا الادعاء الغير علمي من قبل خصوم الاشتراكية فانهم قد توصلوا الى استنتاج كاذب مفاده ان هذه البلدان التي اختارت الطريق الاشتراكي كان اختيار غير صحيح وعليه يجب ان يتم اختيار طريق اخر( المقصود اختيار الراسمالية) وقسما منهم قد هاجم الاشتراكية في الاتحاد السوفيتي انموذجا وطالبوا بتبني الراسمالية وهؤلاء كانوا سابقاً متبتين النظرية الماركسية اللينينية والاشتراكية ( المقصود غورباتشوف وفريقه المرتد للمدة 1985-1991 ومن ايدهم في نهجهم الهدام والتخريبي).

## الراسمالية ليست حلا.
ان الراسمالية كنظام سياسي واقتصادي واجتماعي نظام مازوم بنيويا وما حدث في ازمة (2008--2009) الا دليل وبرهان حي وملموس على ذلك ونحن شهود على هذه الأزمة المالية لهذا النظام وقد عكست هذه الأزمة المالية هشاشة هذا النظام المالي الراسمالي وما رافق ذلك من انهيارات للبنوك والشركات وتدهور الانتاج والفوضى وتدهور المستوى المعيشي للمواطنين في هذه البلدان -- اميركا انموذجا. ان قادة الدول البرجوازية في الغرب الامبريالي قد خصصوا الاموال الهائلة من اجل انقاذ الشركات العابرة للحدود والبنوك والمجمع الصناعي...، واصبحت هذه الازمة المالية تحمل طابعاً دولياً وشملت الدول الراسمالية وغالبية دول الاطراف واليوم نشاهد تعمق هذه الأزمة في ميدان قطاع الصحة وفي الميدان الاقتصادى والاجتماعي والسياسي والدور السلبي لفيروس كورونا على الاقتصاد العالمي بشكل عام والاقتصاد الراسمالي بشكل خاص.

ان تدهور الاقتصاد الراسمالي، قد كشف واظهر عيوب هذا النظام حول غياب العدالة الاجتماعية والاقتصادية في المجتمع الراسمالي وتدهور المستوى المعيشي للغالبية العظمى من المواطنين وتنامي معدلات البطالة والتضخم وتعمق الفجوة الاجتماعية والاقتصادية لصالح الاقلية من المجتمع الطبقي الراسمالي وتفاقم الصراعات العرقية واندلاع المظاهرات الشعبية والتي حملت الطابع السياسي والاقتصادي والاجتماعي بالإضافة إلى ذلك تعمق الأزمة المالية وأزمة الطاقة والأزمة الغذائية وتدهور البيئة وتناقص الموارد الطبيعية وسوء استخدامها العقلاني. ان هذه المشاكل وغيرها هي نتائج حقيقية وخطيرة نابعة من جوهر النظام الاقتصادي والاجتماعي للراسمالية، اي من اسلوب الانتاج الراسمالي، اذ يلاحظ، ان 1 بالمئة من المجتمع البرجوازي يستحوذ على حصة الأسد من ثروة الشعب في الميدان المالي والاقتصادي وكذالك من وسائل الانتاج ناهيك عن هيمنتهم على وسائل الإعلام وهي اشبه بالاحتكار المطلق وان شعار العدالة الاجتماعية هو شعار مخادع ووهمي تم تبنيه اعلاميا فقط، وتم كل ذلك وغيره تحت شعارات الديمقراطية وحقوق الإنسان...، وان نظام التعددية السياسية هو نظام قائم على الاستبداد ( نظام الحزب الواحد عملياً والمعبر عن مصالح الطبقة البرجوازية الحاكمة، اي ديكتاتورية الحزب الواحد) وديكتاتورية راس المال وسلطة الشركات العابرة للقارات.

معروف، ان الشعب الفيتنامي قد خاض نضالا ثوريا وبطوليا ضد الكولينيالية والعدوان الامبريالي الاميركي من اجل تحقيق الاستقلال والسيادة الوطنية وحرية وسعادة المواطنين وتم ذلك تحت شعار ((لم يكن شيئ اغلى من الاستقلال والحرية)). ان الاستقلال الوطني لشعبنا وبلدنا مرتبط ارتباط وثيق الصلة بالبناء الاشتراكي في فيتنام وهو يعتبر نهجاً ثوريا ثابتاً للثورة الفيتنامية ومفتاح رئيس وارث حقيقي لنهج الرئيس هوشي منه الذي امتلك الخبرة والتجربة العملية في ربط الثورة بالنظرية الماركسية اللينينية. ان الرئيس هوشي منه قد توصل الى استنتاج مهم الا وهو ان الاشتراكية والشيوعية هي التي تضمن وتحقق بالكامل السيادة والاستقلال الوطني وتضمن للشعب الفيتنامي وبصورة لا ئقة الحرية والسعادة والعدالة الاجتماعية في الحياة.

منذ تأسيس الحزب الشيوعي الفيتنامي وتاريخه الثوري، كان الحزب، يعتقد ويؤمن، ان الاشتراكية تعتبر اسمى عقيدة للحزب والشعب الفيتنامي وان الانتقال للاشتراكية يعد ضرورة موضوعية وحتمية في طريق الثورة الفيتنامية. في عام 1930 وفي البرنامج السياسي للحزب تم تحديد، ان الثورة الوطنية -- الديمقراطية تتم تحت قيادة الطبقة العاملة وحزبها السياسي، الحزب الشيوعي الفيتنامي والانتقال إلى الاشتراكية من دون المرور بمرحلة الراسمالية. في نهاية القرن العشرين عندما تم تفكيك الاتحاد السوفيتي ( في عام 1991) ودول اوربا الشرقية سابقاً واجهت الحركة الشيوعية العالمية صعوبات عديدة، بل دخلت في ازمة، في حين ان الحزب الشيوعي الفيتنامي قد برهن على ان حزبنا وشعبنا مصممين ( مؤكدين) على مواصلة اتباع الطريق الاشتراكي وعلى اساس النظرية الماركسية-- اللينينية وايديولوجية الرئيس هوشي منه. في المؤتمر الحادي عشر للحزب الشيوعي الفيتنامي المنعقد في كانون الثاني عام 2011 وفي برنامجه السياسي لتطور البلد وخلال مرحلة الانتقال للاشتراكية اكد الحزب ومن جديد ان (( الانتقال الى الاشتراكية يعبر عن رغبة وطموح الشعب الفيتنامي، وهو طريق صائب وسليم قد اختاره الحزب الشيوعي الفيتنامي والرئيس هوشي منه وهو طريق يتطابق مع حتمية التطور التاريخي)).

يواجهنا سؤال :: ما هي الاشتراكية وكيف يتم الانتقال اليها؟. نحن نفكر بإستمرار حول الانتقال التدريجي نحو الاشتراكية في فيتنام ومن اجل تحقيق هذا التوجه وهذه الايديولوجية تم الاخذ بنظر الاعتبار : يواجهنا سؤال :: ما هي الاشتراكية؟ وكيف يتم الانتقال اليها؟. نحن نفكر بإستمرار حول الانتقال التدريجي نحو الاشتراكية في فيتنام ومن اجل تحقيق هذا التوجه وهذه الايديولوجية تم الاخذ بنظر الاعتبار واقع وظروف الوضع في فيتنام وتواجهنا اليوم قضايا كثيرة حول عملية البناء الاشتراكي.
ان الهدف الرئيس من بناء المجتمع الاشتراكي هو تحقيق مجتمع الرفاهية والسعادة للشعب الفيتنامي، مجتمع يتم فيه تحقيق العدالة الاجتماعية، وبناء بلد حضاري، وان كل شيء يعود للشعب الفيتنامي، بناء مجتمع لديه اقتصاد متطور يعتمد على قوى انتاج متطورة وان الكفاءة والمهارة للقوى المنتجة تتطابق مع علاقات الانتاج الاشتراكية وكما يرافق ذلك تطور الثقافة والوعي الاشتراكي للمواطنين، مجتمع يحقق الرفاهية والحرية والحياة السعيدة للمواطنين وان كل الظروف متوفرة لتحقيق هذه الاهداف.

ان تحقيق وضمان التطور والمساواة والاحترام الكامل للشعب الفيتنامي وانجاز الهدف العام الذي يكمن في بناء وتطور المجتمع الاشتراكي وبناء دولة العدالة الاجتماعية الاشتراكية وكل الثروات تعود للشعب الفيتنامي وان تحقيق ذلك يتم تحت قيادة الحزب الشيوعي الفيتنامي الذي يقود المجتمع والدولة وفق الدستور، وان جمهورية فيتنام لديها علاقات صداقة وتعاون واسعة مع اغلب دول العالم وفي كافة المجالات.

ان تحقيق هذه الأهداف يتطلب التركيز على سياسة التصنيع بالدرجة الأولى ( هذا التوجه قام به ستالين خلال فترة حكمه وخاصة قبل الحرب الوطنية العظمى) وتحديث وتطوير البلاد وتطوير الاقتصاد الوطني على اساس اقتصاد السوق الاشتراكي الذي يعتمد على الثورة العلمية والتكنولوجية وكما يتطلب خلق الوعي والثقافة الاشتراكية في المجتمع مع تحسين مستمر لحياة المواطنين وعبر التقدم والعدالة الاجتماعية والعمل ايضاً على تعزيز القدرة الدفاعية للوطن الاشتراكي وضمان الامن والاستقرار الداخلي.

يتبع
تشرين الثاني - 2023








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كلام مغلوط
على سالم ( 2023 / 11 / 23 - 22:08 )
ماهذا ايها الاخ الدليمى ؟ كلامك اكيد غير دقيق وخطأ , المعلوم جيدا ان فييتنام الان فهمت جيدا اخطاء الشيوعيه والدليل انها الان تؤمن بالرأسماليه ولها علاقات قويه مع الغرب الرأسمالى وتحديدا اميركا , ارجو ان تتوثق من معلوماتك ومصادرك


2 - هاي شنو نجومي مو قبل اسابيع استقبلوا الرئيس بايدن
المتابع ( 2023 / 11 / 24 - 02:32 )
ونقلت الاخبار ان المسؤلين الفيتنام باسوا ليس فقط يدي بايدن-شنو انت تقراء فقط الاخبار اللي تعجبك وربما العتيكه فقط -اخي نجومي الدنيا تبدلت والدولار والتجاره وسحر التقدم الموجود في بلاد الدمقراطيه بدلت الناس العاقله-هاي بس انت معاند وبعدك تردد بكتابات الدفتتر العتيكه-ميصير اخي بطل-ههههههههههههه-تحياتي

اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -