الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خسارة الولايات المتحدة من حرب غزة

سعيد مضيه

2023 / 11 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


الممرات التجارية مجال صراع سياسي - اقتصادي

يرى فيجاي براشاد ان حرب غزة، بهمجية مشعليها وفجورهم غير المسبوق ، قد اودت بمشروع الممر الذي عولت عليه الولايات المتحدة إفشال طريق الحرير الذي ترعاه الصين. يقول براشاد ان مشاريع ممرات كثيرة بادرت اليها الولايات المتحدة وفششلت في التنفيذ . الكاتب مؤرخ يركز اهتمامه على البلدان النامية ويدير مؤسسة ا[حاث للقارات الثلاث؛ آخر مؤلفاته صدر في آب 2022 بالاشتراك مع نوعام تشومسكي بعنوان "الانسحاب: العراق ، ليبيا ، أفغانستان وهشاشة السلطة الأميركية".


في 9 سبتمبر / أيلول 2023 ، أثناء مؤتمر في نيودلهي ، وقعت مجموعة الدول السبع والاتحاد الأوروبي على مذكرة تفاهم لإنشاء الممر الاقتصادي الهند-الشرق الأوسط – اوروبا. ثلاث دول فقط الهند، العربية السعودية والإمارات ستكون جزءً مباشرا في هذا الممر، يبدا من الهند ويمر بالخليج وينتهي باليونان.الدول الأوروبية (فرنسا وألمانيا وإيطاليا ) وكذلك الاتحاد الأوروبي منضمة لهذا المشروع لأنها توقعت ان الممر الاقتصادي سيكون طريقا تجارية تنقل سلعها عبره الى الهند، وتنقل السلع الهندية الى بلدانهم بتكاليف مخفضة ، كما يأملون.
الولايات المتحدة التي كانت من بين المبادرين لتشكيل الممر دفعت به كوسيلة لعزل الصين وإيران ، الى جانب تعجيل تطبيع العلاقات بين إسرائيل والعربية السعودية ، وتعميق الروابط مع الهند التي ، كما يبدو، ضعفت نتيجة امتناع الهند عن الانضمام الى الولايات المتحدة في السياسة تجاه روسيا.

غيرت حرب إسرائيل على غزة المعادلة بكاملها وجمدت الممر الاقتصادي؛ بات الآن غير مفهوم ان تدخل العربية السعودية ودولة الإمارات في مثل هذا المشروع مع إسرائيل. الرأي العام في العالم العربي ساخن لدرجة الاحمرار بسخط متوتر تجاه القصف العشوائي الذي تمارسه إسرائيل والخسائر الكارثية في الأرواح بين المدنيين. والبلدان في الإقليم -مثل الأردن وتركيا - ذات العلاقة مع إسرائيل بدت مضطرة الى إغلاظ الكلام مع إسرائيل. على المدي القصير على الأقل ، من المستحيل تصور تنفيذ مشروع الممر الاقتصادي.

محور آسيا

قبل سنتين من إعلان المشروع دشنت الصين " مشروعها " حزام واحد ، طريق واحد"، او مبادرة الحزام والطريق[بي آر آي] وقامت الولايات المتحدة بوضع خطة ممر تجاري ممول من قبل القطاع الخاص، يربط الهند بأوروبا ويمتن الروابط بين واشنطون ونيودلهي. في العام 2011 القت وزيرة خارجية الولايات المتحدة، هيلاري كينتون، خطابا بمدينة تشينايا بالهند، حيث تحدثت عن إنشاء طريق حرير جديدة تنطلق من الهند عبر باكستان وأسيا الوسطى . من شان هذه "الشبكة الدولية وشبكة الروابط الاقتصادية والترانزيت" الجديدة ان تكون الأداة التي تستخدمها الولايات المتحدة لإنشاء منبر متعدد الحكومات و "منطقة تجارة حرة"، ستكون الولايات المتحدة أحد أعضائها ( بنفس الأسلوب الذي تعد الولايات المتحدة جزءًأ من التعاون آسيا الباسيفيك - آبيك). كانت طريق الحرير الجديدة جزءًا من "محور آسيا " الأوسع ، كما طرحها الرئيس أوباما.. هذا "المحور" كان مقررا له ان يكبح بروز الصين ويمنع انتشار نفوذها في آسيا. يفهم من سياسة كلينتون الخارجية (" ربط أميركا بالباسيفيكي" 11اكتوبر / تشرين أول 2011) ان طريق الحرير الجديدة هذه لم تكن مناهضة للصين.على كل حال ، جاء كلام ال "محور"جنبا لجنب مفهوم الولايات المتحدة العسكري معركة الجو البحر الجديدة ، الذي صمم حول الصراع المباشر بين الولايات المتحدة والصين. ( مفهوم تشكل في دراسة أجراها البنتاغون عام 1999 اطلق عليها الاسم " آسيا 2025" التي لاحظت ان "التهديد يكمن في آسيا").
انقضت سنتان وصدر عن حكومة الصين انها سوف تشيد بنية تحتية ضخمة ومشروعا تجاريا يدعى " حزام واحد طريق واحدة"، والذي سيطلق عليه لاحقا مبادرة الحزام والطريق(بي آر آي) ز وخلال السنوات العشر التالية 2013-2023 ، بلغ الاساثمار في مبادرة الحزام والطريق 1.04 تريليون دولار وزعت على اكثر من 148 بلدا ( ثلاثة أرباع بلدان العالم). خلال هذه الفترة القصيرة تركت مبادرة الحزام والطريق علامة هائلة على العالم ، خاصة على البلدان الأفقر في أفريقيا وآسيا واميركا اللاتينية ، حيث المبادرة وفرت استثمارات لتشييد بنية تحتية وبناء صناعة.

حاولت الولايات المتحدة ، وقد شعرت بخطئها نتيجة النمو الذي احرزته مبادرة الحزام والطريق ، ان تضع سدا بوجهها من خلال أدوات مختلفة: أميركا كريس لاميركا اللاتينية و شركة تحدي الميلينيوم لجنوب آسيا. تبين ضعف هاتين المحاولتين ان كليهما استند الى التمويل من قطاع خاص غير متحمس للمشروع.

مضاعفات الممر الاقتصادي عبر الخليج

حتى قبل ان يبدأ قصف غزة بالقنابل الإسرائيلية واجه الممر عددا من التحديات الخطيرة.
اولا ، بدت محاولة عزل الصين وهمًا ،لان الميناء اليوناني الرئيس بالممر –بيرايوس-تديره الشركة الصينية للنقل عبر المحيط، وان موانئ دبي لديها استثمارات ضخمة من الميناء الصيني زينغبو -زاوشان والميناء البحري زيجيانغ. العربية السعودية والإمارات باتتا عضوين في بريكس ، وكلا البلدين شريكان بمنظمة شانغهاي التعاونية.
وثانيا، مشروع الممر بأكمله يتوقف على تمويل القطاع الخاص؛ مجموعة أداني – التي ترتبط بعلاقات وثيقة مع رئيس وزراء الهند / ماريندا مودي وباتت تحت الأضواء بسبب ممارسات فساد –وهي تمتلك ميناء موندرا ( غواجارات بالهند) وميناء حيفا (إسرائيل) وتسعى لتكون لها حصة بميناء بيرايوس. بعبارة اخرى يزود الممرالغطاء الجغرسياسي لاستثمارات أداني من اليونان حتى كوجارات
وثالثا ، الممر البحري بين حيفا وبيرايوس يعبر مياها متنازعا عليها بين تركيا واليونان. هذا "النزاع حول بحر إيجه" استفز حكومة تركيا لتهدد بالحرب على اليونان إن هي مضت مع المخططات.
رابعا، المشروع بأكمله يتوقف على " التطبيع" بين العربية السعودية وإسرائيل، وهو امتداد للاتفاقات الابراهيمية بمشاركة البحرين والمغرب والإمارات والولايات المتحدة تحدوها الرغبة في امور عدة منها "تحديث البنية التحتية "و "إدخال تطوير دروب ينخفض فيها الكربون"من خلال "مشاركة مشاريع خاصة". كانت هذه مقدمات الممر. لا التطبيع مع السعودية ولا عملية مجموعة التحالف الإبراهيمي بين الإمارات وإسرائيل تبدو ممكنة في هذا المناخ .ان قصف إسرائيل لقطاع غزة قد جمد هذه العملية.
مشاريع سابقة خططت لها الهند للطرق التجارية ، مثل الممر الدولي شمال –جنوب ( مع الهند وإيران وروسيا) وممر تنمية آسيا – إفريقيا ( تقوده الهند واليابان) لم تخرج عن الورق، وذلك لعدة أسباب . هذان المشروعان ، على الأقل، جديران بقابلية التنفيذ؛ والممر عبر الخليج سوف يلاقي نفس مصيرهما ، الى حد ما بسبب جريمة إسرائيل في غزة، ولكن أيضا بسبب خيال واشنطون بانها تستطيع " إلحاق الهزيمة" بالصين في حرب اقتصادية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماكرون يرحب بالتزام الصين -بالامتناع عن بيع أسلحة- لروسيا •


.. متجاهلا تحذيرات من -حمام دم-.. نتنياهو يخطو نحو اجتياح رفح ب




.. حماس توافق على المقترح المصري القطري لوقف إطلاق النار | #عاج


.. بعد رفح -وين نروح؟- كيف بدنا نعيش.. النازحون يتساءلون




.. فرحة عارمة في غزة بعد موافقة حماس على مقترح الهدنة | #عاجل