الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دعوى أجر المثل بين الشركاء في العقار بين القانون المدني والشريعة الإسلامية ح 7

عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)

2023 / 11 / 24
دراسات وابحاث قانونية


3. التغرير وتعريفه قانونا أن خداع أحد المتعاقدين للآخر بوسائل احتيالية قولية أو فعلية تحمله على الرضا بما لم يكن ليرضى به بغيرها، يلاحظ في تعريف التغرير أنه لا يعتبر في الواقع عيباً من عيوب الرضا، وإنما هو لعلة (الغلط في محل العقد)، ولأنه قد يكون تلقائياً أي ينزلق إليه الشخص من تلقاء نفسه نتيجة عوامل إدراكية عقلية أو نفسية، أو يكون مستثاراً بسبب رغبة قوية مانعة من الإدراك والتقدير، أي أننا يمكن أن نصغه على أنه إثارة في الذهن نتيجة الحيل التي استعملت مع العاقد وفي كلا الحالتين يكون العقد معيباً حسب المادة 86 الفقرة 1 من القانون المدني "يجوز إبطال العقد للتدليس إذا كانت الحيل التي لجأ إليها المتعاقدين أو النائب عنه، من الجسام بحيث لولاها لما إبرم الطرف الثاني العقد ".
أنواع التغرير : والتغرير نوعان هما:.
• قولي أي أنه ناتج عن قول المتعاقد الآخر (كقوله هذه الساعة كانت تعود ملكيتها في يوم من الأيام لشخص مشهور أو تعود لزمن بعيد، فيقع ذلك في نفس المشتري ويقبل بالشراء ظنناً منه أنها ثرية أو أثرية).
• فعلي أي تكون ناتج عن فعل المتعاقد الآخر وتدخله الإيجابي في ماهية الشيء وتغيير حقيقته (كصبغ الثوب القديم ليظهر بأنه جديد وهكذا).
عناصر التغرير :لكي يكون التغرير عيباً من عيوب الرضا أو يعد كذلك لا بد له من عناصر أو شروط وهي :
• استعمال الحيلة : لأن الحيلة قد تكون بصور شتى ومختلفة بإختلاف حالة العاقد المغرور، فهي بذلك تكون وفق معيار ذاتي، بحيث تتكون هذه الحيل من وقائع إيجابية أي من تأكيدات كاذبة تسندها طرق احتيالية بقصد إخفاء حقيقة الأمر عن المتعاقد.
• نية التضليل للوصول إلى غرض غير مشروع فلابد أن يكون في الحلية التي يستعملها المتعاقد في التغرير مصحوبة بنية التضليل والخداع للوصول إلى هدف غير مشروع، فبدون نية التضليل والخداع لا نكون أمام تغرير كحال بعض الباعة الذين يختارون أحسن الأوصاف لسلعهم والتي تصل إلى درجة المبالغة بغرض الترويج لها، فهذا يعتبر من قبيل الكذب المباح الذي لا يؤثر على صحة الرضا ، وحتى لو ابرم المتعاقد العقد نتيجة لهذا العمل فله الحق بالطعن في هذا العقد على أساس الغلط لا على أساس التغرير أو التدليس...
• أن تكون الحيلة مؤثرة بشكل يقصد بها أن تكون بها قد بلغت من الجسامة حداُ يعتبر دافعاً أساسيا للمتعاقد على التعاقد، وجسامة الحيلة يرجع فيها إلى معيار ذاتي أي متعلق بشخصية المغرور، أي أنها تتوقف على حالة المغرور، فهناك أناس يسهل خداعهم وأناس من الصعب خداعهم.
فمفهوم عدم الرضا في القانون كما الشريعة إذا له مظهران".
الأول أن يقبله نهائيا ويمضيه مع الشعور السلبي تجاه من أصابه بالظلم أو حيف، ويترك الأمر إلى ضمير المقابل أو ينتظر من الله مثلا أن يحق الحق، هنا لا يمكن لمن رضي بالحالة سواء كان ظلما أو حيفا أو تعسفا بما في الغصب أن يطالب من القضاء أن تحكم له بالفترة التي رضي بها، لأن الطرف الأخر وللشك الحاصل بالقبول الساكت يفسر لمصلحته من ظن بالقبول إجمالا وبني تصرفه بحق غيره على إنه موافقة ورضا وقبول، هذا بعيدا عن موقفه الأخلاقي وما يتعلق بالذمة فالقانون والقضاء لا يتعاملان بما في ضمير الإنسان وأخلاقياته طالما أنها لا تمتحن ماديا.
الثاني أن يعلنه بشكل واضح وصريح متى ما توفرت له الفرصة في ذلك وزال المانع الذي جعله يسلم أو يستسلم للرضا، وهنا يبدأ حال جديد يتحول فيه الرضا أو القبول به على مضض، إلى مطالبة قانونية أو شرعية أو عرفية يتحول معها يد من حصل على الشيء خلافا للرضا الحقيقي مع توفر غطاءه القانوني من يد أمان إلى يد ضمان، وهذا الأمر فصلته الشريعة والقانون بشكل لا لبس فيه وبمختلف حالاته وصوره وأثاره.
عموما يحدث الرضا عندما يوافق شخص طواعية على اقتراح أو رغبة أو تصرف من شخص أخر دون أن يجهر أو يبين أو بقول قولا مخالفا يظهر عدم موافقته أو أعتراضه أو ممانعته، وهو مصطلح عام في الأحاديث الجارية، ولكن قد يكون له تعاريف أكثر تخصصًا في مجالات عديدة مثل القانون والقضاء والبحوث والعلاقات التجارية مثلا.
أنواع الرضا متعددة وتتضمن الرضا الضمني، والرضا الصريح، والرضا المستنير والرضا بالإجماع، قد يختلف مفهوم الرضا بالنسبة لسياقات الجمل والمعاني المحددة التي يتواجد فيها.
الرضا الضمني هو شكل من أشكال الموافقة (الرضا) التي لا تُمنح بشكل صريح من قبل شخص، بل يتم الاستدلال عليها من أفعال الشخص ووقائع وظروف موقف معين أو في بعض الحالات عن طريق "صمت الشخص أو عدم تصرفه" وهو ما يطلق عليه شرعا وقضاء قاعدة (السكوت في معرض الحاجة بيان)، وقد تشمل بعض الأمثلة الموافقة الضمنية على اتباع القواعد والعروض أو اللوائح في الموضوعة مثلا في أجل معين ومضي الأجل دون أعتراض لسبب ما.
الرضا الصريح يتم التعبير عنه بشكل واضح وليس بشكل ضمني ومباشر وملموس، يمكن تقديمه كتابةً إذ وجبت أو بالكلام (شفهيًا) إن لم يكن هناك شرط أخر، أو حتى دون الكتابة أو التلفظ به على سبيل المثال من خلال لفتة واضحة مثل إيماءة أو رفع اليد وغيرها من المتعرف عليه في المجتمع، وقد يتم الطعن في الموافقة الصريحة غير المكتوبة التي لا يُستدل عليها بالشهود أو تسجيل الصوت أو الفيديو إذا نفى طرف أنه قد منحها.
الرضا المؤكد أو المكرر وهو نوع خاص من أنواع الرضا الصريح الذي لا يكتفي المطالب به أن يبديه كتابة أو شفاها إلا بالتأكيد عليه والتعبير عن فهم معنى الرضا وحدوده وخاصة في مجال الطب هي موافقة (رضا) التي يمنحها شخص لديه تقدير وفهم واضح للحقائق والآثار والعواقب المستقبلية للعمل، كذلك في الموافقة المعطاة من المشتري في المزايدات العلية إذ يتطلب التأكيد على الموافقة الصريحة لأكثر من مرة، يُستخدم المصطلح أيضًا في سياقات أخرى منها ما جرى في عقود الزواج عند بعض طوائف المسلمين بتكرار موافقة الزوجة لعرض الزواج لأكثر من مرة.
وقد يكون الرضا موافقة على أمر ما وتسليم بما هو متوقع أو طبيعي أو مباشر أو أي نتيجة لا تخالف ولا تختلف عن النية التي أرادها الراضي برضاه، بمعنى أن لا قيمة للرضا مع وجود فعل الأحتيال أو الغش أو الإيهام أو التغرير من قبل العارض للتصرف، وهذه المفاهيم وأحكامها تسمى من عيوب الرضا، كما لا قيمة حقيقية للرضا بكل أنواعه من مفسدات الرضا الناتجة عن الإلجاء المعتبر والقهر وفقدان الإرادة بشكل عام، كما لا قيمة لرضا من لا يملك حق الرضا أو منتقص منه أو لا يصح رضاه قانونا وشرعا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بالحبر الجديد | نتنياهو يخشى مذكرة اعتقال بحقه من المحكمة ال


.. فعالية للترفيه عن الأطفال النازحين في رفح




.. موجز أخبار الواحدة ظهرًا - اعتقال عشرات المؤيدين لفلسطين في


.. العربية ترصد معاناة النازحين السودانيين في مخيمات أدرى شرق ت




.. أطفال يتظاهرون في جامعة سيدني بأستراليا ويدعون لانتفاضة شعبي