الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أكتوبر ونيف

عمار أسامة جبر
كاتب

(Ammar Jabr)

2023 / 11 / 25
القضية الفلسطينية


هدوء يشوبه الحذر، تفوح منه رائحة الموت والدمار الذي تعجز أمامه كل المصطلحات لوصف حجمه الحقيقي، وبل استشعار مدى الحقد الدفين لدى المحتل الذي تعامل مع الحرب بدونكوشيتيه مطلقة محارباً طواحين الهواء، وواضعاً المشافي ودور العبادة والأبراج السكنية على رأس قائمة أهدافه الثمينة، والتي قصفت المرة تلو المرة، مدعياً أنها مراكز قيادة للعمل ضده، ومن ثم ينكر بالأساس أنه الفاعل وكأنما السماء محتلة من مخلوقات فضائية، هي من تمارس الإبادة الجماعية!!، وهذه المرة كانت الجريمة بمباركة ورعاية أممية في عجز واضح لما يسمى "مجلس الأمن"، وفيه تخاذل وتواطؤ وعدم مقدرة على مجابهة الفيتو الأمريكي، وعدم الإنصات لصوت الشعوب الحرة التي خرجت طيلة الفترة السابقة لتدين حكوماتها وسياسيها وصناع القرار فيها، ولم تمنعهم قوانين منع رفع العلم الفلسطيني، ولم ترهبهم مطرقة معاداة السامية، تلك الأكذوبة التي روج لها وأشاع الخوف منها اللوبي الصهيوني، ولكن "أبناء الرب" كما يدعون محللٌ لهم ما هو محرم على باقي الأمم.


أربعة أيام هي ما منحتنا إياها مفاوضات هزيلة، لم يستطع فيها الوسطاء الإيفاء بشرطها الأهم، وقف إطلاق النار، فمارست قوات الاحتلال في ساعاتها الأولى هوايتها المفضلة (قنص الفلسطينيين)، وهم عائدون إلى مناطق سكناهم، ولم يستطع الوسطاء إخراج الأسرى الفلسطينيين في ساعات الصباح الباكر بالتزامن مع إخراج الصهاينة في الأسر، ولم يستطع الوسطاء منع اعتقال وإصابة واحد وثلاثين فلسطينياً تواجدوا أمام سجن عوفر بالأمس، وبل لم يكلف الوسطاء أنفسهم بالتدقيق في تاريخ اعتقال الأسرى، فأحد الأشبال المحررين تم اعتقاله بتاريخ ٣٠ أكتوبر هذا العام، أي أن الاحتلال يقدم أسرى تم اعتقالهم في الفترة السابقة وليس من الأسرى الذي يعانون بشكل مرير وقاهر داخل المعتقل، كان يتوجب أن يكون على رأس القائمة أسرى مهم إخراجهم قبل أن نفقدهم بلا عودة، مثل الأسير ناهض الأقرع والأسير أحمد مناصرة والأسيرة إسراء جعابيص، والعديد من أبطالنا الأسرى الذين يعانون من امراض مزمنة وعجز عن الحركة والأهم التركيز على الاسرى الذي اوصلهم الاحتلال الى المعاناة من ارهاق نفسي لإيصاله الى مريض نفسي، مثل الاسير المحرر باسل عيايدة والاسير المحرر منصور الشحاتيت، الذي أمضى ثلاثة عشر عاما من أصل سبعة عشر عاما في السجن الانفرادي، والاسير الشبل أحمد مناصرة الذي ما زال يقبع في السجن الانفرادي منذ اعتقاله ليشخص أخيراً بالفصام والاكتئاب الحاد، يضاف اليهم خمسة وثلاثون أسيرا في السجن الانفرادي، ومهددين بالوصول الى نفس الامر، مُطالبين وبشدة التعلم من دروس سابقة، مطالبين بالتوقف أم أدق التفاصيل لسد الثغرات، وما أصعبها أن لا يعي من يدير ملف التفاوض أن اطلاق الدفعة الأولى من المحررين صادف أكبر عملية تبادل في تاريخ الثورة الفلسطينية، ستة جنود صهاينة مقابل أربعة آلاف وسبعمائة أسير في معتقل انصار السيء، لم يذعن خلالها المفاوض الفلسطيني للاحتلال ولم يسمح للوسطاء بإلقاء الفتات له بل أصر على تبييض سجن أنصار بالكامل، بلا عودة واعادة اعتقال كما حدث في الآونة الأخيرة.


الكرامة والنصر صباح اليوم بطعم الموت، والموت في حالتنا الذي سيواري الثرى تحت اسم (مجهول)، لن نستطيع أن نحسن غسله ولا دفنه أو نكرمه بشاهد قبر، في قبور جماعية منها المعلوم ومنها المجهول، حظي منهم بصلاة جنازة على عجل والطيران ينتهز فرصة لقتل الإمام والمأموم وإعادة قتل الشهيد مرة أخرى، وما زالت عنتريات البعض تتشدق بنصر طواحين الهواء، وكأنما هو نصر بجلاء الاحتلال وأول سجدة في الأقصى، لعل تعريف النصر منقوص في حالتنا، فالأسرى في الوضع الطبيعي يجب أن يحررهم القانون الدولي بموجب اتفاقية جنيف التي نظمت ما يحدث على الأرض في حالة الحروب، ولا بد بدءا من الآن أن نتقدم كفلسطينيين بالمضي سعياً بشكل قوي بوضع فلسطين تحت الفصل السابع وتنفيذ المادتين ٤٣ و ٥١، على وجه الخصوص، للجم قوات الاحتلال ووقف اعتداءات قطعان المستوطنين التي تعتدي على الفلسطينيين في كل مكان.


رحم الله الشهداء، وشفى الجرحى، ووهبنا فرحة تبييض السجون بالكامل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بهجمات متبادلة.. تضرر مصفاة نفط روسية ومنشآت طاقة أوكرانية|


.. الأردن يجدد رفضه محاولات الزج به في الصراع بين إسرائيل وإيرا




.. كيف يعيش ربع سكان -الشرق الأوسط- تحت سيطرة المليشيات المسلحة


.. “قتل في بث مباشر-.. جريمة صادمة لطفل تُثير الجدل والخوف في م




.. تأجيل زيارة أردوغان إلى واشنطن.. ما الأسباب الفعلية لهذه الخ