الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فهد سليمان يقدم رؤية الجبهة الديمقراطية لوقف إطلاق النار وضمان الحل الوطني لمستقبل القطاع

فهد سليمان

2023 / 11 / 25
القضية الفلسطينية


وصف «طوفان الأقصى» بالزلزال الكبير

■ أكد فهد سليمان، نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، أن الإغارة الفلسطينية على مجمع مستوطنات «غلاف غزة»، شكلت إنجازاً عسكرياً وسياسياً وإستراتيجياً إستثنائياً، نجح من خلاله قادة المقاومة، على تقديم أنفسهم إلى الرأي العام، وإلى المختصين بهذا الشأن، من موقع القادر على اجتراح أعمال عسكرية ذات تأثير شديد في إدارة الصراع ضد العدو الإسرائيلي وجيشه الغازي.
وكان فهد سليمان يتحدث في ندوة حوارية، في مخيم اليرموك، دعت لها الجبهة الديمقراطية، شارك فيها صف من قادة العمل الوطني الفلسطيني، والمنظمات الشعبية، ووفود من المخيمات الفلسطينية في دمشق، شهدت حواراً معمقاً، تناول مجريات الأوضاع الوطنية، خاصة ما يدور الآن في قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس، من حرب دموية وحشية يشنها جيش الاحتلال ضد شعبنا، متجاوزاً فيها كل الخطوط الحمر التي رسمها القانون الدولي والإنساني الدولي وشرعة حقوق الإنسان، و«إتفاقية جنيف» بشأن حماية المدنيين في الحروب، في تأكيد جديد على همجية المشروع الصهيوني، ووحشية جيش الاحتلال، وفاشية القيادة السياسية والعسكرية في دولة العدو.
كما أكد نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية، أن العملية الخارقة التي أطلق عليها اسم «طوفان الأقصى»، أحدثت زلزالاً كبيراً على الصعد كافة، وفرضت وقائعها نتائج سياسية كبرى، على الصعيدين الدولي والإقليمي، حتى قبل إنتهاء الحرب التي شنها العدو على شعبنا في قطاع غزة، بدعوى الرد على الصفعة المدوية التي وجهت له.
أصداء دولية وإقليمية
واستشهد فهد سليمان بحدثين كبيرين يؤكدان عمق التحولات التي فرضها «طوفان الأقصى»:
الأول: على الصعيد الدولي، حين استدارت الولايات المتحدة وأوروبا، نحو الشرق الأوسط، والإنشغال – كأولوية - بالحرب الدائرة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، على حساب انشغالها سابقاً بالحرب في أوكرانيا، وهو ما يؤكد في هذا السياق الأهمية الاستراتيجية الكبرى ليس لمنطقة الشرق الأوسط فحسب، بل للقضية الفلسطينية باعتبارها محور الوضع في الشرق الأوسط ومحركه الرئيس.
أما الثاني: فهو تجميد المسار الأميركي – الإسرائيلي العربي السعودي، لتعميم التطبيع العربي الإسرائيلي في الإقليم، وصولاً إلى ما يسميه الأميركيون استكمال هيكلة الإقليم، ودمج إسرائيل في المنظومة الإقليمية والعربية، ما يقود إلى تهميش القضية الفلسطينية، والمس بالحقوق الوطنية المشروعة لشعبنا الفلسطيني.
وخلص نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين إلى التأكيد، في هذا السياق، أن هذا من شأنه أن يؤكد أن القضية الفلسطينية، بما هي قضية شعب تحت الاحتلال، ولاجئ خارج وطنه، وبما هي قضية تحرر وطني للشعب الفلسطيني، لم تفقد وزنها وموقعها السياسي في معادلات الصراع في المنطقة، بل ما زالت هي القضية المحورية التي لا تنازعها في ذلك أية قضية في الإقليم.
الأهداف الحقيقية للحرب على شعبنا
ودعا فهد سليمان إلى تفكيك الخطاب الدعاوي المغرض الذي تعتمده الولايات المتحدة وإسرائيل، لتبرير وحشية الحرب ودمويتها ضد شعبنا، وقال في هذا السياق: إن المستهدف في حقيقة الأمر، هو المقاومة الفلسطينية بأسرها، كخيار برنامجي، كفاحي وسياسي، لأبناء شعبنا للخلاص من الاحتلال، وإنجاز حقوقه الوطنية المشروعة.
ولفت فهد سليمان إلى أن المشروع الإسرائيلي، كما طورته حكومة نتنياهو، هو حسم المعركة مع شعبنا وحركته الوطنية ومقاومتنا الباسلة، وضم الأراضي المحتلة إلى دولة الاحتلال، لإقامة إسرائيل الكبرى، وقد شرعت بذلك حين باتت تستهدف بنى المقاومة الفدائية في المخيمات في الضفة الغربية، في سياق السعي لفرض هيمنتها الكاملة على أنحاء الضفة كافة، وإعادة هيكلة السلطة الفلسطينية لتتوافق بنيتها وآلياتها مع المعادلة الإسرائيلية الجديدة للوضع، مدعومة في هذا السياق بالمشروع الأميركي لتعميم التطبيع العربي – الإسرائيلي، واستعادة النفوذ الأميركي في الإقليم، في إطار التنافس مع النفوذين الروسي والصيني، بما في ذلك اعتماد سياسة تحشيد الأساطيل، وتعزيز التحالفات وفي القلب منها «تحالف أبراهام».
وأوضح نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، أن عملية «طوفان الأقصى» جاءت لتحدث إختراقاً إستراتيجياً في المعادلات الأميركية – الإسرائيلية في المنطقة، ما وضع التحالف الأطلسي - الإسرائيلي أمام وقائع جديدة، بدت فيها المقاومة في قطاع غزة ببنيتها المعروفة، هي العائق الأكبر أمام المشروع الأميركي – الإسرائيلي – الأطلسي، وبالتالي رسمت أهداف الحرب على أساس القضاء على المقاومة، ونزع سلاحها (وليس فقط القضاء على حماس)، وتدمير البنية التحتية المدنية والخدماتية لقطاع غزة (وليس البنية التحتية للمقاومة كما تدعي إسرائيل)، وتهجير أبناء القطاع وسكانه، ليس إلى سيناء فحسب، بل إلى غرب قناة السويس، حيث يمكن تذويب أكثر من مليوني فلسطيني في البحر البشري في مصر، ما يعني قطع نصف الشوط نحو «خطة الحسم»، التي يرفع رايتها المجرم العنصري سموتريتش، بانتظار مشهد مماثل، وإن بتفاصيل أخرى في الضفة الغربية، وهذا ما يفسر رد الفعل الوطني والقومي المسؤول في عمان، كما الذي سبقه في القاهرة، حين حذرت العاصمتان من مخاطر الهجمة في القطاع كمقدمة للتهجير في الضفة.
غزة، والقضية الوطنية إلى أين ؟! ...
في هذا السياق، لاحظ فهد سليمان، أن الدوائر الأطلسية وغيرها هي التي تطرح هذا السؤال، بصيغة «اليوم التالي» لغزة، ودعا إلى التنبه إلى خطورة هذه الصيغة، وعدم الإنجرار إليها وراء الإعلام الغربي واعتمادها في نقاشاتنا الفلسطينية، لأنها صيغة تنطلق من أن العدو الإسرائيلي بتحالفه مع الولايات المتحدة، سوف ينجح في محو حركة المقاومة، ونزع سلاحها في القطاع، وفرض إرادة الاستسلام على شعبنا فيه، واستعادة السيطرة الإسرائيلية الأمنية الكاملة على شئون القطاع.
كما لاحظ أن البعض يطرح مشاريع العودة إلى الانتدابات والاحتلالات والوصايات الإقليمية والدولية، مؤكداً في هذا السياق، أن كل هذه المشاريع مرفوضة من قبل شعبنا وحركته الوطنية بفصائلها ومقاومته، وأن ثمة إجماعاً وطنياً على أن مستقبل القطاع، يقرره الشعب الفلسطيني وحده، وليس أي طرف آخر، بما يؤدي إلى حل وطني، يوفر الحقوق الوطنية لشعبنا في تقرير مصيره، وقيام دولته المستقلة على كامل الأراضي المحتلة بعدوان حزيران 1967، فلا فصل بين الضفة والقطاع، ولا حل للضفة بدون القطاع، ولا للقطاع دون الضفة.
واعتبر نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، أن هدنة الأيام الأربعة، ونحن على مشارف اليوم الخمسين للحرب، تؤكد فشل جيش الاحتلال في تحقيق أياً من الأهداف التي تحدث عنها، كما تؤكد حجم الضغط الذي تعرضت له الولايات المتحدة وإسرائيل للرضوخ، للموقف الدولي الداعي لهذه الهدنة، وقال: لقد أصبحنا أمام المعادلة التالية: فشلت إسرائيل في إدراك أهدافها المعلنة، ما يشكل خطوة حاسمة على طريق إلحاق الهزيمة بمشروعها، ويرسخ صمود شعبنا ومقاومته، على طريق تحقيق النصر المؤزر؛ وتوقع – كاحتمال - أن تتلو هذه الهدنة ضغوط دولية لهدن جديدة، بما سيؤدي في نهاية المطاف على خلفية المأزق العسكري، الذي وقع في شباكه جيش العدو، إلى فرض وقف مستدام لإطلاق النار والعمليات الحربية ضد شعبنا، وإعلان الهزيمة النكراء لدولة الاحتلال في محو المقاومة، وتهجير شعبنا.
رؤية الجبهة الديمقراطية للحل
قال نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، أن الدوائر الغربية والإسرائيلية، بدأت تتحدث عن مستقبل القطاع، حتى قبل أن ينقشع غبار المعركة ودخانها، وبالتالي، فمن واجب القوى لوطنية أن تخوض معركة الحلول موضع التداول من خلال طرح حل وطني، يشكل الأساس المتين للوحدة الميدانية في التصدي للعدوان، والعمل على إنعقاد الشرط الوطني الذاتي لتحقيق هذا الحل. وفي هذا الإطار أكد فهد سليمان على الرؤية التالية:
• مواصلة الدفاع عن شعبنا ومقاومة الاحتلال والغزو البري في القطاع، خياراً ثابتاً لا تراجع عنه.
• في السياق نفسه، العمل من أجل وقف شامل للعدوان، وللعمليات الحربية لدولة الاحتلال.
• كسر الحصار وإدخال كل ما يحتاجه القطاع، لاستعادة القدرة على مواصلة الصمود ومعالجة آثار العدوان، بما في ذلك إعادة الإعمار.
• مقاومة كل أشكال التهجير تحت أي مسمى كان.
• إنهاء حالة الانقسام القائم الآن، بحيث بات المشهد الفلسطيني شديد الخطورة، فالقيادة الرسمية في السلطة ومنظمة التحرير باتت خارج المعادلة الحالية للصراع، في وقت تحتل فيه الموقع التمثيلي للشعب الفلسطيني أمام العالم؛ وبالمقابل باتت المقاومة، هي الطرف الفاعل في المعادلة، ومعها يجري التفاوض (غير المباشر) لوقف القتال، ما يضعنا أمام احتمال أن يبقى الوضع الانقسامي على حاله حتى في لحظة البت بمصير القطاع، ما يبقي م. ت. ف. الممثلة بالقيادة الرسمية خارج المعادلة، وهنا الخطورة الكبرى، حيث يصبح الموضوع الوطني الفلسطيني موزعاً بين أطراف إقليمية لكل منها رؤيته للحل إنطلاقاً من أولوياته.
ولقطع الطريق على هذا الاحتمال، دعا فهد سليمان إلى حوار وطني عاجل، لتشكيل إطار وطني جامع، ومرجعية وطنية ذات تمثيل شامل، تحت سقف م. ت. ف، يكون هو المعني بوضع التصور الوطني لما بعد الحرب، مستنداً إلى نقاط التوافق الوطني، كما وردت في مخرجات الحوارات الفلسطينية الشاملة، وإلى ما بات واضحاً من توافق حول الحل الوطني للقضية الفلسطينية بالعناوين المعروفة: تقرير المصير، والدولة المستقلة، وحق العودة للاجئين ■

الإعلام المركزي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فخر المطعم اليوناني.. هذه أسرار لفة الجيرو ! | يوروماكس


.. السليمانية.. قتلى ومصابين في الهجوم على حقل كورمور الغازي




.. طالب يؤدي الصلاة مكبل اليدين في كاليفورنيا


.. غارات إسرائيلية شمال وشرق مخيم النصيرات




.. نائب بالكونغرس ينضم للحراك الطلابي المؤيد لغزة