الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صعوبات جدية تواجه تشكيل الحكومة الجديدة / اليمين الهولندي المتطرف يفوز في الانتخابات البرلمانية

رشيد غويلب

2023 / 11 / 25
العولمة وتطورات العالم المعاصر


الانتخابات البرلمانية العامة التي شهدتها هولندا الأحد الفائت، جاءت بمفاجأة حصول حزب “الحرية” اليميني المتطرف بزعامة العنصري خِيرْت فيلدرز بالموقع الأول، بعد حصوله على 37 مقعدا في البرلمان الجديد، وبزيادة قدرها 20 مقعدا عن الانتخابات العامة الأخيرة. وحل تحالف يسار الوسط لحزبي “العمل” و”الخضر” بالموقع الثاني بحصوله على 25 مقعدا، وبزيادة قدرها 8 مقاعد. وكان الموقع الثالث من نصيب اليمين المحافظ الذي قاد الحكومة المنتهية ولايتها، والذي حصل على 24 مقعدا، بخسارة 10 مقاعد. وجاء رابعا حزب “العقد الاجتماعي الجديد” اليميني بحصوله على 20 مقعدا. اما الحزب “الاشتراكي” الذي يمثل اليسار الجذري في البرلمان الهولندي فقد حصل على 5 مقاعد فقط، بخسارة 4 مقاعد، وبهذا تستمر سلسلة تراجعات الحزب، الذي شكل في السنين السابقة علامة فارقة في الحياة السياسية للبلاد وحقق نتائج انتخابية جيدة. ومن أبرز الخاسرين أيضا حزب “الديمقراطيين 66 “اليميني الليبرالي، الذي حصل على 9 مقاعد بخسارة 15 مقعدا. وحصل حزب “المزارعين – المواطنين” على 7 مقاعد بزيادة 6 مقاعد. وحصلت مجموعة من الأحزاب على 1 – 3 مقاعد. وبلغت نسبة المشاركة في التصويت 77,8 في المائة.
المنطلقات الأساسية لحزب الحرية
يمثل حزب “الحرية” اليميني المتطرف نسخة من أحزاب الفاشية الجديدة في أوربا، التي حققت في السنوات الأخيرة سلسلة من النجاحات الانتخابية في بلدان القارة وبلدان أخرى في العالم. ويستند الحزب على عدة من المنطلقات الأساسية منها: معاداة الأجانب وخصوصا اللاجئين والمهاجرين. لقد دعا فيلدرز الهولنديين بعد إعلان النتائج إلى “استعادة السيطرة على بلادهم”. وأضاف: “يجب وقف تسونامي اللجوء، ويجب أن يكون لدى الناس المزيد من الأموال في محافظهم”، ولا يغير من الأمر شيئا حديثه في نهاية الحملة الانتخابية عن الالتزام بالقانون، وانه سيكون رئيس وزراء كل الموجودين في هولندا. يدعو الحزب إلى الخروج من الاتحاد الأوربي على أساس نظرة قومية واستبدادية. وقد دعا برنامج فيلدرز الانتخابي إلى إجراء استفتاء على خروج هولندا من الاتحاد الأوروبي. ويحث هولندا على خفض مساهمتها المالية في الاتحاد بشكل كبير، وعدم قبول أي عضو جديد في الاتحاد الأوربي. ويعادي برنامج حزبه ايضا سياسة مكافحة الكارثة المناخية. ويعبر فيلدرز دوما عن إعجابه برئيس المجر اليميني المتطرف فيكتور أوربان. وهو مع توقف بلاده عن تقديم الأسلحة لأوكرانيا، قائلاً إنها بحاجة إلى الأسلحة حتى تتمكن من الدفاع عن نفسها. وينطلق موقفه هذا من رؤية قومية بعيدة عن فكرة السلام الأممية، والتي تريد تحميل الولايات المتحدة مسؤولية توريد الأسلحة، بالإضافة إلى دعمه للرئيس الروسي بوتين من منطلق بناء دول قومية مستبدة. وليس على أساس رفض سياسات الغرب والناتو بزعامة الولايات المتحدة الامريكية، على أساس نظرة ترفض الحرب وتدعو إلى السلم، على أسس إنسانية اممية.
وعلى أساس ما تقدم فان فيلدرز يمثل نسخة هولندية لشعبوية الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أو الرئيس الأرجنتيني المنتخب حديثاً خافيير ميلي.

صعوبة تشكيل حكومة ائتلافية
فوز فيلدرز سيحدث تحوّلاً جذرياً في السياسة الهولندية، حتى إذا لم يتمكن من تجميع أكثرية برلمانية (76 مقعدا)، نتيجة لإعلان العديد من الأحزاب الفائزة عن رفضها العمل مع حزب الحرية، بسبب مواقفه العنصرية المتشددة.
لقد بدأ فيلدرز جهود ملموسة للحديث مع الأحزاب الفائزة التي يعتقد بإمكانية اقناعها، ولعل أبرزها حزب “لعقد الاجتماعي الجديد”، بزعامة بيتر أومتسيغت، الحاصل على 20 مقعدا، الذي ابدى موقفا مرنا واكد ً إنه “مُتاح”، مضيفا إن محادثات الائتلاف “لن تكون سهلة”. وعلى الرغم من إمكانية توريط اليمين المحافظ بهذه اللعبة، إلا أن المهمة تبدو صعبة جدا.
لقد اقترح فيلدرز تشكيل تحالف حاكم يضم اليمين المحافظ، حزب رئيس الوزراء المنتهية ولايته روته، وحزب “العقد الاجتماعي الجديد” و”حركة المزارعين – المواطنين”. سيكون لهذه الأحزاب مجتمعة 86 مقعداً لو توصلت إلى الاتفاق على برنامج حكومي.
إن عدم تحقيق معسكر اليمين المحافظ والمتطرف والليبرالي الأكثرية المطلوبة سيسمح لقوى المعارضة الأخرى تشكيل حكومة يسار وسط، على غرار التجربة الإسبانية، مع الاختلاف بطبيعة القوى، ولكن يبقى المشترك هو حكومة تقدمية تبعد شبح اليمين المتطرف المخيف.

هل يتعظ اليمين المحافظ؟
إن صعود اليمين المتطرف في الكثير من البلدان الاوربية يعود ضمن أسباب عديدة، إلى محاولة اليمين المحافظ والليبرالي احتوائه بواسطة تبني الكثير من أهدافه وخطابه السياسي. وبدلا من معالجة المشاكل الاكثر إلحاحاً في هولندا، مثل النقص الحاد في المساكن، والافتقار إلى السكن الميسر، الأمر الذي يحتل رأس قائمة اهتمامات الكثير من الناس ويحتاج إلى حل سياسي، عمل اليمين المحافظ على التحريض ضد اللاجئين مانحا الشرعية المجتمعية لخطاب اليمين المتطرف، وبالتالي سمم المناقشات. والدرس الذي على قوى اليمين تعلمه، هو عدم إمكانية إضعاف اليمين المتطرف بتبني مطالبه وشعاراته.
إن الدفاع عن الديمقراطية يتطلب عدم الانجرار وراء تمثيليات اليمين المتطرف الهزيلة، لان هؤلاء يحتقرون الديمقراطية ويفضلون فرض الحكم الاستبدادي وترحيل أجزاء من السكان. وعلى جميع الديمقراطيين عدم الاعتياد على المتطرفين والشعوبيين، وعدم التسامح مع تحريضهم، وتبني لغتهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ريبورتاج: تحت دوي الاشتباكات...تلاميذ فلسطينيون يستعيدون متع


.. 70 زوبعة قوية تضرب وسط الولايات المتحدة #سوشال_سكاي




.. تضرر ناقلة نفط إثر تعرضها لهجوم صاروخي بالبحر الأحمر| #الظهي


.. مفاوضات القاهرة تنشُد «صيغة نهائية» للتهدئة رغم المصاعب| #ال




.. حزب الله يعلن مقتل اثنين من عناصره في غارة إسرائيلية بجنوب ل