الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


آن الوقت للاعتراف الدولي بالحق الفلسطيني ..!

فؤاد الصلاحي
استاذ علم الاجتماع السياسي

(Fuad Alsalahi)

2023 / 11 / 26
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية


وفقا لكل مظاهر المشهد العسكري الراهن وما نجم عنه من تدمير مخطط ومقصود للبنى التحتية ودور السكن وقتل المدنيين واجبار اكثر من مليون مواطن للنزوح من منازلهم وتزايد معاناتهم صحيا وغذائيا وانسانيا مع مشاهد مماثلة في مدن الضفة الغربية فانه لزاما على المنظمة الأممية ان ترتفع بمستوى أدائها ومسؤولياتها نحو إقرار واقع سياسي جديد يتمثل بالاعتراف بالدولة الفلسطينية ، واظن هذا الامر من أوجب الواجبات على دول الاتحاد الأوربي الذي ان فعل ذلك ستتغير المعادلة السياسية كثيرا ..
نحن نعلم ان إسرائيل ترفض حل الدولتين الذي وافقت عليه سابقا ضمن محادثات مدريد للسلام ، فكانت تضمر عدم تنفيذ هذا الامر ، ولذلك فان سياساتها خلال السنوات العشر الأخيرة خصوصا تؤكد مسعاها الى عدم الاعتراف بدولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو للعام 67 ..فاسرائيل تتوغل داخل الأراضي الفلسطينية وتنشئ المستوطنات وتعتقل مئات المدنيين رجال ونساء وأطفال وتحظى بدعم لامحدود من البيت الأبيض بل ان هذه الأخيرة منحت اسرائيل موافقة كاملة لكل العمليات العسكرية في غزة وبررت ذلك ووقفت ضد كل من انتقد او أراد التوسط لوقف اطلاق النار ..
حماس بعمليتها النوعية يوم السابع من أكتوبر حركت المشهد السياسي والعسكري لكن الخسائر الفلسطينية اكثر بعشرين ضعف مثيلتها في إسرائيل .. في هذا السياق اذا ارادت الدول العربية والإسلامية وغيرها من دول العالم مساعدة الفلسطينيين عليهم دعم تمديد وقف اطلاق النار الذي حدد له أربعة أيام وممارسة الضغوط على الإدارة الامريكية للموافقة على هذا التمديد والتحرك السياسي داخل المنظمة الأممية للاعتراف بدولة فلسطين بغض النظر عن اعتراف إسرائيل بذلك .. هنا نثمن عاليا الإعلان السياسي لرؤساء الحكومات في اسبانيا وبلجيكا يوم امس الداعي الى الاعتراف بدولة فلسطين والناقد للعمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة .
على السلطة الفلسطينية التحرك سياسيا ودبلوماسيا عربيا وعالميا لتشكيل موقف داعم لمطالبها في سياق مؤتمر دولي للسلام يرتكز على اعتراف بحق الفلسطينيين بدولتهم وعاصمتها القدس الشرقية ، ثم مناقشة كل الترتيبات السياسية والأمنية اللازمة وفق مجموعات عمل إقليمية ودولية ضمن سقف زمني محدد ..الجدير بالذكر انه لابد وان تجري انتخابات جديدة للمجلس الوطني الفلسطيني والرئاسة أيضا من اجل توسيع حجم المشاركة السياسية وإعادة ترتيب الخارطة السياسية لتشمل كل الفعاليات الفلسطينية في الضفة وغزة وفي المهجر من اجل ان يتحمل كل الفسطينيين مسؤلياتهم تجاه شعبهم وقضيتهم .
المقاومة حق مشروع لكنها ليست الا أداة للعمل السياسي ، من هنا يجب ان يكون لدى حماس رؤية سياسية لما بعد المشهد الراهن ، بل ان يكون لديها سيناريوهات متعددة ضمن تفاهمات مع مواقف الدول العربية والاقلمية والدولية .. فالمسار السياسي في فلسطين وهي لاتزال تحت الاحتلال سيكون بالتأكيد محل توافقات دولية وإقليمية بالدرجة الأولى ، من هنا على القوى الفلسطينية ان توصل رسالتها للاشقاء والأصدقاء ومراكز القرار السياسي الدولي ليكون محل نظر واهتمام حال اعتماد توافقات نحو الحل النهائي .. وهذه فرصة تاريخية قد لاتتكرر الابعد سنوات ، وعلى الفسطينيين والعرب عدم إضاعة الفرصة الراهنة كما اضاعوا فرص مماثلة من قبل .
مؤكد ان العرب جميعا – اعني الموقف الرسمي- لايمتلكون أوراق سياسية ضاغطة كثيرا ولكن القرارات الدولية بشأن القضية الفلسطينية ومتغيرات المشهد الراهن من حيث الدعم الشعبي العالمي ، خاصة تحركات الشارع الأوربي ضدا من مواقف حكوماتهم ، كل ذلك يجب استثماره لصالح تمرير حل سياسي ، و الدخول في مسار العملية السياسية نحو حل نهائي يضمن حق الفلسطينين في ارضهم ودولتهم وحق عودة اللاجئيين وبناء دولة مستقلة بحماية دولية وفق ترتيبات يتم التوافق عليها فلسطينيا وإقليميا ودوليا ..
الحل السياسي هو الغاية التي يجب العمل من اجلها باستثمار المشهد الراهن واعتماد سيناريوهات متعددة لهذا الحل ، مع الالتزام الفلسطيني برؤية وطنية للحل السياسي تسعي لكسب توافقات حولها وتشكل مدخلا للحوار والمساومات ، وهذه الأخيرة من صميم الحوارات السياسية ..
العقبة الكبرى هنا ليست إسرائيل فقط بل أمريكا التي تكيل بمكيالين وتتكشف اكاذيبها حال اعلاناتها الرسمية بحل الدولتين ، وخاصة اذا وصل الحزب الجمهوري الى السلطة في الانتخابات القادمة لانه لايعترف من الأساس بهذا الحل المقر امميا ..، ناهيك عن ثبات الإدارة الامريكية عمليا في تأييد اسرائيل في مواقفها المتصلبة برفض هذا الحل واعتماد الحرب والعدوان سبيلا لتفكيك التجمعات الفلسطينية واحداث اهتزاز في الوعي الفلسطيني وفق صدمات ناجمة عن التهجير والتدمير وتزايد المعاناة الإنسانية ،، كل ذلك قد يفضي بقبول حلول جزئية ليس من بينها الحل النهائي وفق حل الدولتين ، الذي من شأن تخفيض منسوب العنف والصراعات في منطقة الشرق الأوسط والتأسيس لمسارات إنمائية وتعزيز الاستقرار السياسي .
كل ما اسلفنا القول به لايتحقق تلقائيا ولا برغبات وتمنيات الطيبين من الناس بل بعمل دؤوب فلسطيني وعربي ومن الأصدقاء في العالم حتى تتبلور مقاربات سياسية تمكن أصحاب الحق التاريخي من دولتهم وفقا لقرارات الشرعية الدولية التي تناستها المنظمة الأممية وهمشتها الإدارات الامريكية قصدا ، بكلمة أخيرة لابد من عودة الوعي والضمير عالميا وإقليميا وعربيا أيضا تجاه قضية إنسانية وسياسية تجاهلها العالم اكثر من نصف قرن وآن الأوان لحل هذه القضية وإقرار الحق التاريخي لاصحابها وشعبها ..!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فصل جديد من التوتر بين تركيا وإسرائيل.. والعنوان حرب غزة | #


.. تونس.. مساع لمنع وباء زراعي من إتلاف أشجار التين الشوكي | #م




.. رويترز: لمسات أخيرة على اتفاق أمني سعودي أمريكي| #الظهيرة


.. أوضاع كارثية في رفح.. وخوف من اجتياح إسرائيلي مرتقب




.. واشنطن والرياض.. اتفاقية أمنية قد تُستثنى منها إسرائيل |#غرف