الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حديث البيدق/ طوفان الأقصى.. حتى لا ننسى (6)

نورالدين علاك الاسفي

2023 / 11 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


كل واحد من الأشياء حاله في الوجود حاله في الحق.. و لسنا نعرف الحق دون أن نعرف علته.
ما بعد الطبيعة – أرسطو.

في المدة الفاصلة بين من 14 إلى 17 نوفمبر 2023؛ كانت وجهات مساعي العالم على جبهات غير قارة.
هبات النسيم من الشمال تندفع بتؤدة غربا؛ عناوينها تواكب تحديثا على جرعات، بعمليتها العسكرية؛ ذهبت روسيا شوطا في إقرارها؛ شنت هجوما كبير على أوكرانيا؛ تضررت منه بنى تحتية. و جعلت زيلينسكي يصدع بأن مستودعات الذخيرة باتت فارغة؛ و مع حرب غزة؛ شحنات القذائف "انخفضت".
بوتين في رأي المتابعين يجني من حرب غزة فوائد سياسية واقتصادية.لذا المفوضية الأوروبية تجتهد في اقتراح عقوبات جديدة ضد موسكو؛ التي بدا أنها ماضية على نهج لن تحيد عنه. فقد غرمت محكمة روسية غوغل بعد "أزمة المعلومات الشخصية"؛ لتنهي بالفعل أعمال العملاق الأمريكي.
أما إفريقيا فقد استقبلت أولى شحناتها المجانية من الحبوب الروسية. لتذكر الجميع بإجابة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين ذات مرة على سؤال حول أين تنتهي روسيا، فرد: هناك إلى أقصى ما يمكن أن يصل إليه الشعب الروسي، هناك نضطر إلى التوقف".
رياح أخرى هبت من الشرق غربا بعد ركود. زار الرئيس الصيني، شي جين بينغ الولايات المتحدة، وذلك للمرة الأولى منذ العام 2017، التقى بتاريخ 17 نوفمبر؛ نظيره الأميركي جو بايدن، بالتزامن مع قمة منتدى التعاون آسيا المحيط الهادئ (أبيك) التي تستضيفها سان فرانسيسكو.
الزعيم الأحمر حمل معه عبق من ذكرى قريبة عن بعد؛ صداها ما انفك يتردد بعيدا عن قرب. فصل فيها الخطاب عند زيارته لروسيا. قال شي مخاطبا بوتين :"في الوقت الحالي هناك تغييرات -لم نشهد مثلها منذ 100 عام- ونحن الذين نقود هذه التغييرات معا".
خبراء أميركيون اعتبروا هذا التصريح حينها بمثابة تحد ثنائي للنظام الدولي الذي وضعت أسسه الولايات المتحدة عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية.
بايدن، و في مؤتمر صحافي أجراه بمفرده عقب قمته مع شي، ما يزال يحمل في دخيلته شيء من حتى؛ تنازعه في مواضيع شتى. لذا أجاب عندما سُئل عما إذا كان لا يزال يرى أن شي ديكتاتوراً، وهو ما سبق أن ذكره في تصريحات سابقة: "إنه كذلك. إنه ديكتاتور بمعنى أنه رجل يدير دولة شيوعية تقوم على شكل حكومة مختلفة تماماً عن نظامنا".
المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينج ردت في إيجاز صحافي يومي في بكين، قائلة إن التصريحات خاطئة للغاية، واعتبرتها بمثابة "تلاعب سياسي غير مسؤول".
أما عن شي فقد نقلت وسائل إعلام رسمية صينية قوله إن الصين "ليس لديها خطط للتفوق على الولايات المتحدة أو الإطاحة بها، ولا ينبغي للولايات المتحدة أن تخطط لقمع الصين أو احتوائها"، كما نقل عن شي قوله لبايدن، إنّ الصين لا تسعى إلى "تجاوز الولايات المتحدة أو إزاحتها"، مشددا على أنه بالمقابل "لا ينبغي للولايات المتحدة أن تسعى لقمع الصين واحتوائها".
الحال مع الشرق الأوسط ترك لرياح قنابل الفوسفور تهب عليه؛ تتقاذفها طائرات الكيان الإسرائيلي؛ و الحرب سجال من طوفان الأقصى؛ و قد دخلت على الحين في أيام الذروة من التقتيل و الإبادة الجماعية و التهجير القسري.
أما سعار اللوبي الصهيوني بالغرب فلهاثها على أشده؛ حاجرا عليه بالتعتيم و الانتصار للسردية الإسرائيلية. منصة تيك توك شددت الرقابة على الأخبار التي ترتبط بطوفان الأقصى. و نواب بالكونغرس الأميركي دعوا وبضغط من منظمة إيباك لإجراء رقابة على أخبار طوفان الأقصى. بدا أن الكيان بعد مجازر دباباته؛ شرع في خوض الحرب بأجواء التقنيات الرقمية.
في خضم هذا التوقيت الاستثناني؛ يطلع علينا جو بايدن بتاريخ 18نوفمبر 2023 بمقال / تقرير على صحيفة الواشنطن بوست؛ عنوانه جاء بصيغة الآمر؛ مدخولة بتحد واثق.
جو بايدن: الولايات المتحدة لن تتراجع عن تحدي بوتين وحماس.
إذا غابت عن اللبيب الإشارة على الصريح؛ فسينتبه من توه إلى فهم القصد و المرام؛ بحصر المعنى على المطلوب بغير إعمال كثير فكر؛ حتى لا يسرح به الظن على ما وطن. فالذي يعلم الطرفين على حد قول المناطقة؛ يعلم جميع الأسباب.
و لمن لا يعرف صاحب المقال. فقد أشيد به من غير إبطاء بالحرف.
جو بايدن؛ رئيس الولايات المتحدة الأمريكية.
مع أول فقرة من تصدير مقاله نقرأ:
"اليوم، يواجه العالم نقطة انعطاف، حيث الخيارات التي نتخذها — بما في ذلك في الأزمات في أوروبا والشرق الأوسط — ستحدد اتجاه مستقبلنا للأجيال القادمة".
عبارة بايدن أحكم صياغتها؛ و أوثقت معانيها؛ فغدت في حل من أمر توصيفها. لقد بث فيها و لاح المنعطف متشكلا بعد طول مسار؛ استحضاره الآن من قبيل تحصيل الحاصل. لكنه معلق إلى حين؛ في انتظار العمل على تفاصيله.
لذا فان آخر العمل أول التفكير. أما آخر التفكير فالجدال نال من محصلته.لن يغني من المكاشفة بشيء. فالخيارات التي اتخذت؛ هي إيذان بالشروع في التفكير.
و مقتضى الحال؛ يحرص على تضمين أزمات بالحصر؛ يأتي على ذكر ما هما من البال على قرب. أوربا و على الترتيب الشرق الأوسط يليها بلا تحديد قار. الجملة باعتراض محصورة الفهم؛ و في قصدها الجلي لم تحسم. و الحرص شديد على الإبقاء عليها مرفوعة من غير بث فيها . سيذكي التفكير المربك. فالانعطاف تم و الخيارات محمولة عليها بالضرورة. عليها ستؤشر بوصلة مستقبل تلك الأجيال القادمة؛ التي انتخب آباؤهم ذات يوما بايدن؛ فما كان منه؛ هو و إدارته؛ إلا العمل على جعل تفويضهم علة لي عنق إرادة العالم.
و حتى لا تنصهر الخيارات في واقع استشراف محمول على الأماني.. جو بايدن يأتي بعاجل الاستدراك. غامسا على السريع خيارات متردد وحيرة الأزمات في بوتقة الصراعات، و بلفظه أقحم عنوة استفهام المآل في متاهة الدائرة الرمادية:
"كيف سيبدو عالمنا على الجانب الآخر من هذه الصراعات"؟.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اليمن.. حملة لإنقاذ سمعة -المانجو-! • فرانس 24 / FRANCE 24


.. ردا على الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين: مجلس النواب الأمريكي




.. -العملاق الجديد-.. الصين تقتحم السوق العالمية للسيارات الكهر


.. عائلات الرهائن تمارس مزيدا من الضغط على نتنياهو وحكومته لإبر




.. أقمار صناعية تكشف.. الحوثيون يحفرون منشآت عسكرية جديدة وكبير