الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معارضة محور الهندوتفا-الصهيوني: دعم فلسطين

أحزاب اليسار و الشيوعية في الهند

2023 / 11 / 26
القضية الفلسطينية


لقد أصبح الاحتفال بيوم الطفل من خلال تذكر الأطفال الفلسطينيين الذين قتلوا في الحرب الإسرائيلية على غزة جريمة في الهند الجديدة. هذا ما حدث في 14 نوفمبر في مومباي عندما قام عدد قليل من الأشخاص، بينهم فتيات قاصرات، بأداء صلاة صامتة على شاطئ جوهو. وألقت الشرطة القبض على 17 منهم واحتجزتهم في مركز الشرطة حتى المساء. كلهم من الاقليات . بالنسبة لحكام حزب بهاراتيا جاناتا، فإن موت 5600 طفل في غزة ليس امرا ذا اهمية .

وفي اليوم نفسه، أرسلت شرطة دلهي إخطارًا إلى أئمة المساجد المختلفة تحذرهم فيه من ذكر فلسطين أو الهجوم الذي تشنه القوات الإسرائيلية على غزة أثناء الصلاة أو الخطب. وحتى الصلاة على ذكرى الآلاف الذين ماتوا في غزة ممنوعة. وهذا هجوم ليس فقط على الحق الأساسي في حرية التعبير، بل على الحرية الدينية.

وفي سريناجار، أمرت الإدارة بإغلاق المسجد الجامع، المسجد الرئيسي في المدينة، أثناء صلاة الجمعة يوم 13 أكتوبر وجميع أيام الجمعة المتعاقبة. وتأتي هذه الخطوة لمنع أي بادرة تضامن أثناء الصلاة مع أهل غزة. 

في جميع الولايات التي يحكمها حزب بهاراتيا جاناتا، تحظر الشرطة أو تمنع أي احتجاج أو مظاهرة لدعم فلسطين. حتى في دلهي، تم اعتقال الطلاب والمتظاهرين الآخرين أثناء احتجاجهم في جانتار مانتار.

كل هذه التصرفات تنبع من وجهة نظر حزب بهاراتيا جاناتا-آر اس اس التي تحتفي بإسرائيل وتصور النضال الفلسطيني على أنه إرهاب. وينعكس هذا أيضًا في التحول الكامل الذي أحدثته حكومة مودي في الدعم الصريح لإسرائيل ورفض دعم الدعوة لوقف إطلاق النار في الحرب ضد غزة والتي يطالب بها الجنوب العالمي بأكمله. 

الهندوتفا والصهيونية اليمينية شقيقتان أيديولوجيًا . كتب في دي سافاركار، منشئ مفهوم هندوتفا، في وقت مبكر من عام 1923 أنه يدعم إقامة دولة يهودية في فلسطين. كان سافاركار يدعم الصهيونية باستمرار لأنه كان يعتبرها معادية للمسلمين. وفي تناقض صارخ، كان غاندي حازما بنفس القدر في دعم القضية الفلسطينية. وكتب في عام 1938: «من الخطأ وغير الإنساني فرض اليهود على العرب. إن ما يجري في فلسطين اليوم لا يمكن تبريره بأي ميثاق أخلاقي”. 

إن تراجع حكومة مودي عن موقف الهند بشأن فلسطين كان بمثابة تتويج للعلاقات الإستراتيجية التي أقامتها حكومة فاجبايي الأولى بقيادة حزب بهاراتيا جاناتا مع إسرائيل. أدفاني، نائب رئيس الوزراء آنذاك، زار إسرائيل في عام 2000، وهو أول زعيم حكومي هندي رفيع المستوى يقوم بذلك. وأدى ذلك إلى علاقات عسكرية وأمنية مختلفة. وبعد ذلك، قام رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون، الذي كان يمثل اليمين الصهيوني، بزيارة الهند، وهو أول رئيس وزراء إسرائيلي يقوم بذلك.  

وقد عمّق ناريندرا مودي هذه العلاقة الاستراتيجية بشكل أكبر مع نظيره اليميني بنيامين نتنياهو. وأصبحت إسرائيل المورد الرئيسي للتكنولوجيا والمعدات لجهاز الأمن الداخلي لحكومة مودي. إحدى هذه التقنيات هي برنامج التجسس بيجاسوس Pegasus ، الذي قدمته شركة إسرائيلية بموافقة الحكومة الإسرائيلية. 

لقد أثار هجوم الإبادة الجماعية على غزة احتجاجاً وإدانة في جميع أنحاء العالم. وحتى في البلدان التي تقف حكوماتها بالكامل مع إسرائيل، خرج عشرات الآلاف من الأشخاص إلى الشوارع لإظهار دعمهم وتضامنهم مع شعب غزة وفلسطين. وفي بريطانيا، حيث تدعم حكومة المحافظين وقيادة حزب العمال المعارض بشكل كامل العدوان الإسرائيلي على غزة، يتظاهر مئات الآلاف من الناس كل يوم سبت. ونظمت احتجاجات في باريس وبرلين حيث منعت الحكومتان الفرنسية والألمانية مثل هذه الاحتجاجات أو عرض العلم الفلسطيني.

إن الإعلان عن هدنة لمدة أربعة أيام وتبادل 50 امرأة وطفلاً محتجزين كرهائن لدى حماس مقابل 150 امرأة وطفلاً فلسطينياً في السجون الإسرائيلية هو بمثابة فترة راحة مؤقتة. وأوضح نتنياهو أن الحرب ستستمر بعد فترة الهدنة. ولهذا السبب من المهم زيادة الضغط من أجل وقف دائم لإطلاق النار حتى يتم التوصل إلى حل سياسي.

وفي الهند، تعقد اجتماعات تضامنية كبيرة يشارك فيها آلاف الأشخاص في جميع مناطق ولاية كيرالا. كانت هناك مظاهرة كبيرة في كولكاتا نظمتها الأحزاب اليسارية. تنظم أحزاب اليسار أيضًا أنشطة واجتماعات تضامنية في ولايات مختلفة. 

ولكن بالنظر إلى السرد الطائفي السائد الذي يطرحه حزب بهاراتيا جاناتا ووسائل الإعلام التي تصور الفلسطينيين على أنهم "إرهابيون مسلمون"، ظلت أحزاب المعارضة العلمانية الأخرى سلبية بشأن هذه القضية. وهذا يزيد من أهمية قيام قوى اليسار بحملة واسعة النطاق ومستدامة لدعم وقف دائم لإطلاق النار، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية وإقامة دولة فلسطينية مستقلة. ويجب عليهم إشراك قوى علمانية وديمقراطية أخرى في هذه التعبئة وإحباط خطة حزب بهاراتيا جاناتا لتحويل هذه القضية إلى قضية معادية للإسلام.
 
(22 نوفمبر 2023)
 
جريدة ديمقراطية الشعب
لسان حال الحزب الشيوعي الهندي الماركسي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هجوم خاركيف.. الجيش الروسي يسيطر على 6 بلدات ويأسر 34 عسكريا


.. حضور للعلم الفلسطيني والكوفية في حفل تخرج جامعة أمريكية




.. مراسل الجزيرة يرصد آثار الغارات الإسرائيلية على مناطق وسط قط


.. كتائب القسام تقصف قوات إسرائيلية بقذائف الهاون بمعارك حي الز




.. انفجار ودمار في منطقة الزيتون بمدينة غزة عقب استهداف مبان سك