الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عندما تحيا مصر لثلاث مرات

محمد حسين يونس

2023 / 11 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


الفلسفات الكلية المعروفة (الماركسية و الوجودية و البراجماتية أونظريات دارون و أينشتين و فرويد)..تطورت خلال القرن التاسع عشر.. ثم تركت مكانها للابحاث التفصيلية التي اثرت و غيرت من توجهاتها لتصبح حاوية لمئات الالاف من التفاصيل و الاختبارات و الافكار الجنينية التي إذا لم يصل صاحبها لنتيجة فإن من يلية من الباحثين و العلماء سيفعلون
إنه نظام و إسلوب حياة و طرق بحث و أهداف لا يدركها أغلب أصحاب (المونوتون) ..
الدعاة و المصلحون الذين وردوا علي البشرية ..سواء في قدم حكماء بابل و أشور و مصر و كنعان والهند ..أو في حداثة نسبية لبوذا و كونفوشيس و لاوتسى و ماني و زرادشيت ..أوأنبياء العبرانية و المسيحية .. بعد المرشد الأول تغيرت خطابات فلسفاتهم أو ديانتهم
و جاء مفكرون و فلاسفة و أنبياء .. في أعقابة .. عدلوا من التعاليم الاولي .. و جعلوا من الخطاب الديني معاصرا لزمنهم.. بحيث يضع في الإعتبار التطورات التي حدثت عبر السنين و التغيرات التي تمت علي فكر و ثقافة الناس و إسلوب حياتهم ..
هل حدث هذا مع الإسلام
الإسلام من بداية إنتشاره بين الناس .. و حتي منتصف العصر العباسي .. لم يتوقف عن إدارة المناقشات و الحوارات .. لجعل الخطاب مفهوما لمؤمنين جدد جاءوا من خارج إطار البداوة .
لقد دون القرآن بعد وفاة الرسول (صلعم )..و وضع علي حروفه النقط و التشكيل في زمن لاحق (( منتصف القرن الأول الهجري، في عهد الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان))..... و كتبت السيرة و جمعت الأحاديث بعد 100 سنة من حدوثها ..أو أكثر في حالة البخارى .. و تناقش الناس حول القضايا الفقهية و أداء الطقوس حتي أصبح هناك فسطاطين كبيرين ( سني و شيعي ) داخل كل منهما العديد من الأحزاب تجاوز العشرات لدى الشيعة وضم أربعة مذاهب سنية ( حنفية و مالكية و شافعية .. و حنبلية )
ثم توقف النقاش و التطوير بعد سقوط بغداد بواسطة(( المغول بقيادة هولاكو خان يوم 9 صفر 656 هـ المُوافق فيه 10 فبراير 1258م..)) و لم يعد مسموحا لإعمال العقل فيما جاء بنص ..
جمد الناس عند حدود إبن تيمية .. يسعون بكل الطرق لوقف أى فكر لا يتطابق مع رؤيته. .. حتي من قال أن الأرض كروية و تدور حول الشمس أو أن الجنين لا يبق في رحم أمه أكثر من تسعة شهور واجهوه الفقهاء بهجوم ضارى
أغلب من خرجتهم المعاهد الدينية لسوق العمل من المتخصصين كانوا علي درجة كبيرة من الجمود وإفتقاد المنطق العلمي (رغم أن بعضهم يحمل درجة دكتوراه )..
لقد إرتبطبوا بالكتب الصفراء لفقهاء زمن المماليك .. و تحولوا داخل وظائفهم إلي بؤر تمثل حوائط الصد للتغيير .. وتمنع أن يصبح الشيخ طه حسين ..دكتورطه حسين... أوينتشر فكر الدكتور نصر حامد أبو زيد. .((بأن النص الديني هو منتج ثقافي، وأن الله سبحانه يخاطب البشر وفقاً لثقافتهم.)) ..
وضاعت جهود إبن رشد و إبن سيناء و جابر بن حيان و عبد اللة بن المقفع .. والأفغاني و محمد عبدة .. طه حسين ..و خالد محمد خالد ..و سيد القمني ..ونصر حامد أبو زيد و غيرهم كثيرون لمعوا ثم إنطفئوا في كل العصور و الأزمنة
و سيطر الفكر السلفي ببطء في مصر ..علي المدارس و الجامعات.. ونشر كوادرهم و إسلوبهم في التعليم .منذ زمن الرئيس المؤمن
و أصبحنا كأمة غير قادرة علي مواكبة علوم العصر و تقديم سيمفونية عمل متعددة الالحان و الايقاعات .. او حل معادلة بها ثلاث مجاهيل فقط .
حتي عندما جلس علي كرسي العرش مليونيرات من الضباط و رجال البنوك و الاعمال .. لم تكن الاولوية لديهم هو تغيير نظم التعليم لتناسب العصر ..أو تشجيع الخطاب العلماني في وسائل البث و الدعاية .. أو خفض تطرف الجماعات المكفرة للمواطنين .. أو بناء المدارس و مراكز البحث.. أو حتي تطوير القائم..
و هكذا اعرف عن يقين دون حاجة لكاهنات ( دلفي ) أننا ..أصبحنا.. أمة متجهه إلي طريق الجمود ..و أننا لا نمتلك البنية التحتية المناسبة التي يمكن أن تخرج بنا من قمقم عدم اللحاق بقطار حضارة العالم فائق السرعة.
عام 2030 نهاية الفترة الرابعة لحكم الرئيس السيسي لمصر التي منحته إياها التعديلات الدستورية ( غير الدستورية ) ...ليكمل مدة قدرها سته عشر سنة بدأت من 2014 ممسكا خيوط كل مجال من مجالات الحياة لم يرخيها ليوم
سنة 2030 يكون النظام المتحالف مع رجال الدين الإسلامي والمسيحي ( القبط ) .. قد أتم بناء عاصمتة الصيفية علي البحر المتوسط .. و الشتوية في الصحراء الشرقية و سكن فيهما ..وزودهما بالقطارات السريعة .. و المنوريل .. و الحدائق الغناء ( مش عارف حيرويها منين ) .. و المفاعل الذرى لإنتاج كهرباء (معوضة لنقص كهرباء السد العالي ) ..وسيكون بذلك قد تسبب في ديون متلتلة ..وتغييرات إقتصادية جعلت الدولار يساوى مائة جنية ..
في هذا الزمن نسبه الفقر قد تصل إلي 85% ..و قد تختفي الطبقة الوسطي ليحل محلها أخرى هشة ضئيلة من (المالتي) مليونيرات الذين كسبوا ثرواتهم من أعمال الإنشاء و الإستيراد و التجاور مع موزعي الأرزاق من أصحاب (( يد تبني .... )) بالهيئة الهندسية .
في سنة 2030 تصبح حصيلة الضرائب و الجمارك أقل من أن تغطي فوائد الديون ..فتتراكم .. و يعوض الدائنون بمنحهم إمتيازات تشكيل شركات لإدارة قناة السويس ....أو الترويج السياحي لمنطقة الهرم و المتحف المستجد .. أو تحويل مدينة الأقصر لمحمية أثرية .. مع بيع وحدات القطاع العام و الحكومي كضمان لديونهم
في نفس هذا الزمن لسوء الحظ يتوقع علماء بريطانيا و أمريكا و روسيا .. أن العالم سيواجهه تغيرا مناخيا مؤثرا علي سير الحياة فوق الكوكب
((في هذا الإطار تبدو نتائج الدراسات التي أجرتها (الجمعية الفلكية البريطانية)، مثيرة لقلق البشر بالفعل، ولا سيما أنها تؤكد أن نشاط الشمس مرشح للانخفاض بنسبة 60 في المئة في أفق 2030-2040، ما يعني انخفاض درجة حرارة الكرةالأرضية))
بمعني عصر جليدى مصغر لمدة عقد يبدأ ب 2030 .. سترتبك خلاله الحياة بين سكان الجزء الأكبر من كوكبنا .
((سيكون مناخ الأرض خلال عصر الجليد غير مناسب لعدد من سكانها ، ومن المؤكد أنه ستكون هناك مجاعة واسعة النطاق، إلى جانب حروب أهلية، مما سيؤدي إلى هلاك غالبية الجنس البشري )) .
و هكذا سنواجه هذه التغيرات المناخية و الإقتصادية ..و نحن في أضعف حالتنا .. فيطلب البرلمان أن يجدد الرئيس ولايته حتي نهاية عمر سيادته ليواجه خطر التجمد كما واجه الكورونا و الحرب الأوكرانية ..و الصراع بين حماس و إسرائيل .. و نقص الغاز و الكهرباء .. وسيقبل هذا الشعب المذعور
لتبدأ فترة ما قبل النهاية شديدة الصعوبة من 2030 حتي 2040 يعيش فيها المصريون بدون ماء ..و تحت رحمة مناخ بارد متجمد .. بدون قدرة علي عمل منتج .. بدون ناس متفهمين .. بدون حكومة تحسن التصرف .. فيفقدون أسباب المقاومة ..ثم يتزايد الضعف بمتوالية هندسية .. تنتهي بمصر صحراء غير مأهولة.
هل إنتهت القصة .. يقول الكومبيوتر صاحب الرؤية المستقبلية . (( و ستبقي أرضكم لسنين تالية تعد بالقرون صحراء مقفرة .. حتي يبدأ العصر الجليدى التالي .. ويجعل المنطقتين حول القطبين .. و حتي المدارين غير صالحة للحياة فينزح البشر من أوروبا .. إلي المساحات المدارية من إفريقيا .. و منها الصحراء الكبرى فيعمرونها ))
و هكذا في هذا المكان سيتعلم المهاجرون..كيف يوجهون الأمطار .. في إتجاة الصحراء.. وكيف يزرعونها.. لصالح من تبقي من البشر .. فيبدأ التاريخ دورة (تحضر ) جديدة للمرة الثانية أو الثالثة علي هذه الأرض.. تحيا بها مصر لثلاث مرات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - فيه كاتب عراقي هنا في الحوار المتمدن
مجدي محروس عبدالله ( 2023 / 11 / 26 - 07:00 )
له رؤية مستقبلية ستكون اقرب للواقع من وجهة نظري و هو ظهور الزومبي اي الميتون الاحياء
و أنها ستكون حقيقة و ليست خيال علمي في منطقة الشرق الأوسط و ذلك عندما يضج العالم من مشاكل العرب و المسلمين فيقررونوعزلهم و بناء اسوار حديدية لحمايته منهم و تصبح البشر في المنطقة الموبؤةوهذه يعيشون كالموتى أو والحيوانات و تضج بلادنا بتجارة الاعضاء كقطع غيار بشرية لدول العالم المتقدم و نصبح مكب للنقابات النووية و نعمل اعمال خطرة انتحارية يأنف الشعوب الأخرى على فعلها غير تجارة الرقيق الأبيض و الغلمان التي سوف تصبح رائجة في مجتمعاتنا العربية الإسلامية و سيحافظ الشعوب المتقدمة علينا من الفناء لأننا سنكون بمثابة كلاب الحراسة لهم و ايد عاملة رخيصة أو عبيد بمعنى ادق


2 - القادم سئ
على سالم ( 2023 / 11 / 27 - 01:19 )
الاستاذ محمد هذا مقال اكيد هام لمن اراد ان يضع خارطه الطريق لبلد ضل الطريق , من المؤكد اننا نعيش حاله الجمود والتنبله والتوهان فى كل شئ وهذا معناه ان البوصله تم تعطيلها بواسطه قطبى السياسه والدين لغرض فى نفس يعقوب ؟ وجدان الشعب المصرى منذ حقب طويله تم تلويثه وافساده واعطابه بالمعتقد الدينى الصحراوى ومنظومه عروبيه بدويه تم فرضها علينا فرضا , هذه عمليه تراكميه طويله واكيد اثرها على الامد الطويل كارثى ونحن اليوم نرى النتيجه السوداء فى كل الاصعده , هذا الشعب المطلوب تأهيله واعداده من الصفر مع التأكد ان العوامل الدينيه والاجتماعيه والثقافيه والفكريه لهذا الشعب تمثل تحدى كبير لفرض التغيير المطلوب , بالنسبه للعوامل المناخيه القادمه فهذا اكيد شئ مرعب وكارثى واذا تحققت هذا النبؤات المناخيه فأن العالم اجمع مهدد بالاندثار والزوال

اخر الافلام

.. تطبيق يتيح خدمة -أبناء بديلون- لكبار السن الوحيدين ! | كليك


.. تزايد الحديث عن النووي الإيراني بعد التصعيد الإسرائيلي-الإير




.. منظمة -فاو-: الحرب تهدد الموسم الزراعي في السودان و توسع رقع


.. أ ف ب: حماس ستسلم الإثنين في القاهرة ردها على مقترح الهدنة ا




.. متظاهرون مؤيدون لفلسطين يلاحقون ضيوف حفل عشاء مراسلي البيت ا