الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا كشفت حرب غزه للعالم ؟

محمد رضا عباس

2023 / 11 / 26
حقوق الانسان


قدمت غزه العز والكرامة دروس بالغة في الفداء من اجل الحرية والانعتاق من الاحتلال البغيض . وان ما مر به هذا القطاع الصغير بمساحته , العظيم بسكانه من نكبات ومحن سوف لن تمحى من ذاكرة التاريخ مهما حاول " خبراء" الكذب والتدليس من محو ذاكرة الخيرين على هذه الأرض من تلك الجرائم التي استهدفت الأطفال والنساء والكبار , وتدمير المستشفيات من اجل قتل اكبر عدد ممكن من سكان هذا القطاع الابي . والتاريخ سوف لن يرحم أولئك الزعماء من الكيان الصهيوني والذين اطلقوا تصريحات تفوح منها العنصرية والكراهية والدعوة الى الإبادة الجماعية لأهل غزه .
الحرب ستقف اجلا ام عاجلا , واعتقد اذا وقفت فان المستفيد الأول منه هو الغرب الذي بالغ في عداوته ولابد من حفظ ما تبقى من ماء وجه, وكذلك بعض الزعامات العربية التي احرجتهم صيحات الشعوب الحرة وقف القتال في كل مكان . ومع هذا نستطع تعداد بعض ما كشفت هذه الحرب من مواقف :
1. ان العرب ليس لهم المعدة للحرب وإنقاذ فلسطين من محنتها . لقد انتصر الغرب في اقناع العرب , بالقوة او بالعافية , على التخلي من قرار التحرير , واستجاب العرب له . بالحقيقة , كانت هناك دولا عربية دعمت الكيان الصهيوني في حربه على أبناء غزه بحجج واهية .
2. لهذا السبب فأننا لم تصبنا الدهشة من عدم استطاعة قادة العرب , المطبعين وغير المطبعين منهم , من وقف الحرب ودعم اهل غزه . لقد اختصر قادة العرب الطريق عليهم بأطلاق بيانات الشجب والادانة , فيما تركوا اهل غزه , مثل سمكة في حوض ماء , ليس لها مصير الا الموت. الحرب كشفت عن مقدار قيمة قادة العرب عند " اصدقائهم".
3. وبالوقت الذي تفرق قادة العرب مثل الخراف التي استفردتهم الذئاب , اتحد الغرب مع كل خلافاتهم لدعم الكيان الصهيوني والقضاء على القضية الفلسطينية . الحرب كشفت زيف هذه الدول بمناداتهم بحقوق الانسان وحق تقرير المصير , ولا يكترثون بهذه الشعارات الا عندما تمس مصالحهم .
4. لقد كشفت هذه الحرب قدرة الكيان الصهيوني في ممارسة ابشع أنواع الاجرام دون الاكتراث بالقوانين الدولية . ان ممارسات قوات الكيان الصهيوني ضد أبناء غزه زادت من معاملة النازية لهم , اكثر من 5000 طفل من بينهم 4000 طالب مدرسة يستشهدون خلال شهر واحد ما هو الا دليل على استهتار هذا النظام بحرمة قتل البشر , وأصبحت " منظمات حقوق الانسان " نكته يتداولها الناس هذه الأيام .
5. ولهذا السبب وقفت المنظمات الإنسانية العالمية عاجزة ومكتوفة اليد امام اندفاع القوات الصهيونية لقتل اكبر عدد ممكن من اهل غزه . والحقيقة ان تباطىء المنظمات الإنسانية لتقديم خدماتها للمدنيين في قطاع غزه له علاقة بسياسة الدول الداعمة لها كما ستكشفه الأيام . لو أصرت "الدول المتحضرة" بتفعيل هذه المنظمات في غزه , لما كان في مقدور الدولة الصهيونية الرفض ولما كانت هذه المجازر.
6. لقد نجح الموقف الأمريكي بعدم تمدد الحرب ليشمل مناطق أخرى من الشرق الأوسط , ولكن هذا النجاح جاء على حساب العرب وكرامتهم . ارسال قوات أمريكية ضخمة بما فيها حاملة الطائرات والبوارج الحربية وحتى حاملات القنابل الذرية اعطى الإشارة الى العرب والى قوى الرفض ان هذا السلاح موجه لكم لا لغيركم . ولو اجتهدت الإدارة الامريكية في حل النزاع بقدر اجتهادها بدعم تواجدها العسكري بعد 7 أكتوبر في الشرق الأوسط , لكان هناك سلام دائم , خاصة وان الفلسطينيون قبلوا بواقع الحال , وهو حل الدولتين.
7. على الرغم من ظهور جيش من أصحاب اللحى والدشاديش القصيرة وهم يلعنون حماس وفلسطين وشعب فلسطين , الا انه بالمقابل ظهر ملايين من البشر بكل الجنسيات والأديان والمذاهب يدعون لنصرة الشعب الفلسطيني , وبذلك كشفت حرب غزه , لمن لم يكتشف بعد , ان جميع المنظمات الجهادية التي ظهرت على ساحة الشرق الأوسط ما هي الا منظمات من صنع الدوائر السياسية , لا حبا بالجهاد ولا حبا برفع راية الإسلام عالية . ان ما عملوا هؤلاء ضد الإسلام يفوق كل ما فعلته الحروب من فعله ضد المسلمين.
8. احد حجج اهل اللحى هو ان حماس " تركت السنة و تبنت السيف" , والحقيقة ان السيد أبو مازن , محمود عباس, استخدم السنة اكثر من عشرون عاما ولم ينتج عنها الا القتل و السجن لأهل الضفة الغربية. الكيان الصهيوني اتخذ من سياسة السيد أبو مازن طريقا لتثبيت الاحتلال و بناء المستوطنات الواحدة بعد الأخرى حتى أصبحت الضفة الغربية مثل " جلد النمر".
9. وللحقيقة , فان ليست " عمائم السلطة" وحدهم من وقف ضد المقاومة في غزه , وانما كان هناك من أصحاب قلم أيضا كشفوا عن هويتهم التي كانت تحجبها غيوم الكلمات المتقاطعة . الوطن العربي في خطر ان لم يقوم الاحرار من هذه الامة من تثقيف شعوبهم معنى الوطنية . لان أي انسان يرضى بانتهاك حقوق شعب , حتى وان كان هذا الشعب عبر البحار والمحيطات , سوف لن يشكل له مشكلة بخيانة شعبه وبلده.
10. ومهما قيل وقال عن حرب غزه , فان هذه الحرب قد حركت القضية الفلسطينية في أروقة الدول الصديقة والعدوة للقضية الفلسطينية . لقد قام الكثير من قادة الدول الصغيرة والكبيرة بالدعوة الى حل الدولتين . الحقيقة ان الشعب الفلسطيني بعد 7 أكتوبر ليس ما قبله . هذه الحرب و صبر شعب غزه فيها افشل مخطط إسرائيل بتفريغ غزه , جعلها غير قابلة للعيش فيها ,واعطت المثل الأعلى لكل الاحرار في العالم ان الحرية ليست بدون ثمن باهظ.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ??مراسلة الجزيرة: آلاف الإسرائيليين يتظاهرون أمام وزارة الدف


.. -لتضامنهم مع غزة-.. كتابة عبارات شكر لطلاب الجامعات الأميركي




.. برنامج الأغذية العالمي: الشاحنات التي تدخل غزة ليست كافية


.. كاميرا العربية ترصد نقل قوارب المهاجرين غير الشرعيين عبر الق




.. هل يمكن أن يتراجع نتنياهو عن أسلوب الضغط العسكري من أجل تحري