الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حزب العمال الأيرلندي: مهرجان كراهية إجرامي نظمته القوى اليمينية والفاشية في دبلن

أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا

2023 / 11 / 27
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة


لا يمكن للأحداث المروعة التي وقعت يوم أمس في دبلن أن تكون مفاجأة. لقد صُدم الناس بالطبع من الهجوم المروع بالسكين على أطفال المدارس الأبرياء ومعلميهم، لكن هذا لم يكن السبب وراء موجة العنف الرجعي التي تعرض فيها العمال للهجوم، ونُهبت المتاجر والخدمات العامة وعمالها، بما في ذلك المستجيبون الأوائل، حيث استهدفوا و أسيئت معاملتهم .

لم ينشأ العنف بسبب القلق على الأطفال أو معلميهم. والتهديدات التي تتعرض لها المستشفيات والمدارس القريبة تشهد على ذلك. لقد كان هذا مهرجان كراهية إجرامي نظمته القوى اليمينية والفاشية وأظهر قدرتها على إثارة العنف في الشوارع بإستعمال شبكات الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي. ومن الضروري فضح وإدانة وسائل التواصل الاجتماعي التي غذت المعلومات الكاذبة وردود الفعل العنصرية و الاقتصاص خارج القانون.

في جوهره، كان هذا هجومًا عنصريًا ومناهضًا للعمال من قبل عناصر إجرامية وعنصرية و دعاة تفوق البيض ، أثارتها القوى الرجعية التي تستغل المظالم الاقتصادية والاجتماعية لتعزيز أجنداتها السامة من خلال محاولة إلقاء اللوم لاوضاعهم على الأبرياء، بما في ذلك المواطنين الأيرلنديين من خلفيات عرقية وإثنية مختلفة، وعلى العمال المهاجرين واللاجئين، بدلاً من إلقاء اللوم حيث يقع على عاتق النظام الرأسمالي الذي يستغل العمال وأسرهم والحكومة والأحزاب التي تدعمه. يقدم العمال المهاجرون دعمًا حيويًا لأنظمة التعليم والصحة والرعاية الاجتماعية والنقل وتجارة التجزئة والضيافة.

إن الاحتجاجات الواهية التي نظمتها الأحزاب البرجوازية والديمقراطية الاشتراكية بشأن السلوك المناهض للمجتمع تكذب افتقارها إلى فهم القضايا الأساسية وفشلها في إدراك التهديد المتنامي في مختلف أنحاء أوروبا والذي تجلى في الانتخابات الأخيرة.

إن التهديد المتزايد الذي تشكله الفاشية والتطرف اليميني في مختلف أنحاء أوروبا يتطلب الاستجابة. لا توجد الفاشية بمعزل عن الرأسمالية، فهي مظهر خاص للرأسمالية الاحتكارية الحديثة في ظل ظروف معينة. لقد تم إنشاؤها بواسطة الرأسمالية وهي نتاج لها. تحدث هذه الأحداث في وقت يتزايد فيه النضال العمالي والنقابي والمقاومة للشروط التي تفرضها الأزمة الرأسمالية.  

تسعى هذه العناصر اليمينية والفاشية، التي تتظاهر كأن انصارها "راديكاليون" و"وطنيون"، إلى استخدام السرد السام للقومية لتقسيم العمال، و اعاقة وعرقلة عمل أولئك الذين يناضلون في ظل ظروف الأزمة من أجل تغيير النظام الاجتماعي. وهي لا تهدف إلى استبدال الرأسمالية ولكنها تسعى إلى الحفاظ على النظام الاجتماعي القائم على الاستغلال.

ولا يمكن هزيمة هذه القوى بمجرد الإدانات أو الدعوة إلى ظروف العمل، رغم أن مسألة الأمن العام تحتاج إلى معالجة عاجلة. ولابد من معالجة المشكلة من جذورها. ويجب التنديد بالعنصرية والفاشية والقومية  والطائفية الدينية والطائفية ورد الفعل ومواجهتها في مكان العمل والمجتمعات المحلية وفي جميع أنحاء المجتمع ومن خلال التضامن النشط والدعم لجميع العمال وأسرهم، بما في ذلك المهاجرين واللاجئين. ولا يمكن أن يكون هناك مكان للاختباء لمروجي الكراهية.

ومع ذلك، لا يمكن مقاومة هذه الأفكار والأفعال السامة وهزيمتها إلا من خلال الإجراءات الموحدة لطبقة عاملة قوية تتقدم نحو هدف خلق مجتمع جديد؛ مجتمع اشتراكي يضمن سلطة العمال والمساواة والتقدم الاجتماعي.   



‏Workerspartyirelandorg.wordpress.com








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صحن طائر أو بالون عادي.. ما هي حقيقة الجسم الغريب فوق نيويور


.. دولة الإمارات تنقل الدفعة الـ 17 من مصابي الحرب في غزة للعلا




.. مستشار الأمن القومي: هناك جهود قطرية مصرية جارية لمحاولة الت


.. كيف استطاع طبيب مغربي الدخول إلى غزة؟ وهل وجد أسلحة في المست




.. جامعة كولومبيا الأمريكية تؤجل فض الاعتصام الطلابي المؤيد لفل