الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفوضى سيدة الموقف

علي تولي

2023 / 11 / 27
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


لكأن الشمس لم تعد تشرق على سماء السودان فانبهم كل شيء عن كل الناس حتى دهاقنة التحليل السياسي وأساطين السياسة عن رسم أسس لخلاص الشعب من ما حاق به، لقد كنا نصف وما زلنا الحقب الشمولية والدكتاتوريات الغاشمة بعهود الظلام ونظل نواجه هذا الإنغلاق وانسداد الأفق أمام أعيننا حتى نأتي بفجر الخلاص وشروق شمس الحرية المتجسد في خلاصنا من براثن وحوش الحقبة الظالمة حين كنا نغني مع محمد وري برائعة الشاعر الفذ الفيتوري
أصبح الصبح ولا السجن ولا السجَّن باقي
.. أما الآن فقد بتنا بين براثن وأنياب عراك الدكتاتوريات التي لم تعد دكتاتورية واحدة بل هي كما قال الشاعر:
لو كان الهم واحد لاحتملته
ولكنه هـــــــمٌ وثـــانٍ وثــــــــــــالثُ
نعم هي في الأصل دكتاتورية صنعت دكتاتورية يتمثل هذا في الذي تم صنيعه بأيدي الخبث الكيزاني فرباه ورعاه في أقصى ما كان عليه في حالات الترف السلطوي..
ومن أكثر الأشياء التي تكدر صفو العاقلين من أصحاب الضمير الوطني والوازع الأخلاقي والإنساني هو طيش كثير من شرائح المجتمع من شاكلة نفس المباركين لأفعال الكيزان والراضين عنهم عبر نكباتهم المتلاحقة التي كانوا يصنعون لها تجاوزات على التجاوزات المفضوحة، وبكل (قوَّة عين) يفعلون ما يستنكره الدين والعقل البشري ويصرون على الولوغ فيه حتى الثمالة..
لم يكن خافٍ على المتابعين نظرات البرهان وتعابير وجهه التي تراوح ما بين الخوف من خطر الشريك الذي كان حارسًا للبشير وبين مطامحه الذاتية التي يحلم بها كما حلم والده في منامه، فظل وما زال يمنِّي نفسه بما أخبره به أبوه حين قال له : إني أرى في المنام أنك قد صرت رئيسًا.. ولكنه قد قصص رؤيا والده فكاد له شريكه كيدا بات يلاقيه في كل فج، حتى صارت الخرطوم بلدا محرمًا لدخوله، ولقد ابتلينا به جاهلاً يقارع من هو أجهل منه..
انبهم الوضع بالسودان الذي يفاخر بأبنائه، ممن يمثلون مشاعل تنير لهم السبل ليهتدوا ويغتدوا بهم .. ولكن أتت الحقبة الكيزانية الظلامية فأغطش كون السودان حتى صار نهاره كليله.. باستحكام الجهل الذي لن ينفك عن الوصف بالظلام أيضا.. فكان التعالم شر من يؤمُّ الناس ويتفنن في إيرادهم المهالك بتربية العداوات والأحقاد خاصة ضد المستنيرين فبات معظم الشعب يلاحق خيرة أبنائه وفي ذلكم شر صنعتموه عظيم، فأضحيتم تكيلون لهم السباب، وتنعتونهم بالمارقين عن الملة ، وأنهم أتباع اليهود والنصارى، أي نعم عرف الكيزان كيف ومن أين يأكلون كتف الشعب حتى لم يعد يكف عن ملاحقة من يريدون له الخير في الحياة الكريمة وحق العيش بسلام وأمن.. في مشاهد أشبه بمن كانوا يحاربون الرسول ويوصون على عدم الاستماع للقرآن بل أوصوهم على أن يلغوا فيه.. هكذا الحال في مغالبة الجهل.. ومحاربة مصادر التجهيل.. صنعوا حميدتي فوجد ما وجد عليه جماعته الكيزان من الولاء له بل زاد في المناولة في مساومات رخيصة مع الإدارات الأهلية فأغرقهم بالهبات والعطايا.. وغيرهم من المشائخ والإعلاميين وقائمة الإنتهازيين تطول..
انبهم الوضع فغابت رؤى الحلول، ولم يعد ممكنًا أن يلتئم الساسة والأحزاب ومنظمات المجتمع المدني، أمام الثنائيات الفجَّة التي أضحت حالة ملازمة أو حالة مرضية من ضمن ما أصاب العقل السودان حتى أفسدت روح الخطاب والتخاطب.. نشأت الثنائية عن غباء في مماحكات الفريقين المتسلحين الجيش ومليشيا حميدتي.. التي لمعها البشير وزمرته ومن سار على نهجه العسكري الآفن البرهان ومن حوله من جنرالات سفك دماء الشعب.. أسموه الدعم السريع..
انبهم الوضع فلا بوارق لقوى السياسة السودانية أن تتوحد في خطوط واضحة.. وكلنا يعلم أن قوى الحرية والتغيير أصبحت سبة بسبب هشاشة المواقف التي افضت بأن تجهض الفعل الثوري قبل أن تجف دماء شهداء القيادة.. ممن ارتموا بأحضان القتلة من اللجنة الأمنية والجنجويد..
لابد أن يضع الشعب حدًا فاصلا أمام هذه الفوضى بصنع كيان يناهض كل هذه الفوضى ويرفع من شعاراته الوطنية والإنسانية ومخاطبة العقول بعيدا عن هاشمية القلوب ومرضها البغيض.. وتحطيم أصنام القبلية والجهوية ودك حصون الجهالة.. وحرق معاقل العمالة.. حتى يعود الوطن لأهله ويثوب من كان سكراناً في دياجي الإنتهازية والأطماع الزائفة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مظاهرات في لندن تطالب بوقف الحرب الإسرائيلية على غزة


.. كاميرا سكاي نيوز عربية تكشف حجم الدمار في بلدة كفرشوبا جنوب




.. نتنياهو أمام قرار مصيري.. اجتياح رفح أو التطبيع مع السعودية


.. الحوثيون يهددون أميركا: أصبحنا قوة إقليمية!! | #التاسعة




.. روسيا تستشرس وزيلينسكي يستغيث.. الباتريوت مفقودة في واشنطن!!