الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


*توطئة و انطباع حول مروية: عن أصلان .. و « قطط اسطنبول » و الأفكار المُجنّحة !

لخضر خلفاوي
(Lakhdar Khelfaoui)

2023 / 11 / 27
الادب والفن


-لخضر خلفاوي/باريس
ـ إن نزاهة الضمير الفكري الإبداعي هي مفصلية و هامة جدا لدى كل مبدع و مثقف يشق طريقه في هذا المجال بحيث يترفّع عن كل شوائب النفس التي تسوّل لأصحابها كل سلوكات -اللامصداقبة - المبنية على حسابات شخصية ضيقة جدا .. الحقيقي هو الذي يعترف بمحاسن و ميزات إبداع غيره و لو كان متضادا معه في أفكاره و رؤاه من باب تقديس حب الجمال أينما كان . الاعتراف بقيمة ما ينتجه الآخر حتى و لو كانوا خصومنا و أندادنا هي فضيلة ترفع من شأن و قدر أصحابها و لا تنقص منهم في شيء . هكذا -قد تصبحُ - الحركة الإبداعية ربما ذات يوم بخير على النّحو الذي ننتظره بصبر فَرِغ.!
-الأشخاص أمثال ( زياد القنطار)، نُدْرٌ كما الأحجار الكريمة و نزْر قليل منهم من يجعلك تمحو - مفردة- اللوم معهم في قاموسك إذا غابوا عنك قليلا، بل إذا غابوا تتهلهل بعض مشاعرك قلقا و خوفا عليهم خاصّة إذا كانوا يعيشون في جغرافيا إنسانية و ثقافية و ترابية و اجتماعية تسيّرها أهوال دنيوية مجحفة تسببت فيها أهواء من بأيديهم مقاليد ( التعقيد و الرّبط )؛ هؤلاء لم يمتلكوا أبداً في رقعتنا العربية الكبيرة الوجع مقاليد ( الحلول!)، الحلول معناها استقلال الفرد العربي من تبعية ( البؤس و الحرمان )، و إذا تخلّص الفرد العربي بمثقفه من هذه البلاء المُسلّط عليه بالوراثة و العمالة و الخيانات الداخلية و الخارجية معناه أخذه بنفسه ( زمام الأمور ) في تشييد حقيقي شامل لمفهوم وطن سيادي واعٍ و متحضر ، متقدّم و فوق كل هذا وطن إنساني بتحقيق مفهوم الكرامة الجمعية و المجتمعية . -أشخاص مثل هذا الشفيف العقل و القلب (زياد) واحد من الـ“ نُّذر” الرَبّانية بَذَرَهم الله في أرضه كي يعدّلون قدر المستطاع انعكاسات ( القُبح ) في مرايا هذا المشهد - الإبداعي - الكارثي الذي نعيشه في ألفية ( الضلال العظيم )!. كما يعلم الجميع و القاصي و الداني أن صحيفة ( الفيصل)من باريس من أولى التجارب الجريئة في زمن ( العهر الشامل) و المنابر الإعلامية و التي اقتحمت عالم هذا العالم لتعديل أمزجة و مذاقات الحركة الإبداعبة بتصوّرات ذات أسقف ( مرتفعة جدا )، فكانت يدها ممدودة و أبوابها مُشرّعة لكل الورشات الواعدة في المجال الإبداع الأدبي في الوطن العربي بعقلية جد جادة و ملتزمة و محايدة لتغليب النّص الإبداعي على منطق شكليات و قشوريات العلاقات الشخصية و الفعل الإطرائي السلبي و المجاملات المقيتة المُحرّفة لقيمة النصوص و ترويج القبح و الرداءة .. و نُهِش من لحم و دم ( فكر الفيصل ) من جميع الأطراف التي هالتها دباجة و عصارات التجربة الفيصلية من باريس مذ سنوات .. نعم نُهِش من لحمنا دون تردد من سرقات أفكارنا الإعلامية و الفكرية و الفنية و الثقافية : بعض من مجلّات و صحف و منابر إلكترونية مشرقية ظنّا منهم أنهم سوف يرتقون بهكذا فعل شنيع دون الاعتراف بأصول ( النَّزلة الإبداعبة الفنية و الثقافية ) التي جاء بها فكر ( الفيصل) الفريد . كم “أنا” فخور بـ- إرشاد- هؤلاء الوجهة الأبلغ الأصح التي يجب أن تكون للأخذ بيد المبدع الحقيقي و إعطائه الصوت الذي يستحقه كي ينتشر وعي ( الكتابة ) خارج محاولات تمييع النصوص بنزعة العبث السردي و قبح حكي الثِّيم المتناولة و ابتذال الوصف الوقائحي في الرُّمّة السردية لشدّ الانتباه إلى منجزات الكتابات الفاسدة التي زجّ بها داخل ( المشهد المُفترض) دون طائل معرفي و لا إبداعي و لا أخلاقي و لا فكري يستطيع التعمير طويلا . كانت لـ (الفيصل) مع مجموعة “مُلتقى السويداء للقصّة القصيرة جدا -ونقدها-“ و كثير من الملتقيات العربية وقفة و تجربة -دفعية-، تحفيزية و تشجيعية للرفع معا أسقف -الفعل الإبداعي- و كان الأخ الصديق (زياد) على رأس المجموعة و الملتقى حيث يلتقي معنا في نفس نقاط. تقاطع الحرص على -تخريج الجيّد - من المنظومة التعبيرية الإبداعية و يتشاطر معنا بكل غيرته الفكرية على مدى أهمّية ( التعامل ) مع النصوص دون النظر إلى شكل و لا لون و لا معتقد و لا جندر ( الكاتب )!. -لهذا أبقى سعيدا بوجود هذا الرجل المبدع كوني أثق في -ميزان عقله الإبداعي - و رجاحة حبره و أثق في رؤاه المتّصلة بمنظومة كل نص؛ كونه مذ أن عرفته و توصّلت إلى كشف الجانب النّقدي الصّريح من شخصيته ؛ و الذي يتناول الأشياء بمصداقية دون مداهنات يفرضها عالم ( الافتراض الأزرق) البغي في عمومه للأسف.
ـ -لكم سُعدتُ و اطمأنيتُ لقراءتك السريعة هذه يا (زياد) لنصّي:* (عن أصلان .. و « قطط اسطنبول » و الأفكار المُجنّحة !) :

ــــ
**زياد القنطار / سوريا:
(… مساء الخير والجمال.... -هذه المسرودة الجميلة، تنتمي من حيث توليفتها السردية إلى أدب الرحلات، بما يحمله التقصي من لذة الكشف وإماطة اللثام عن تفاصيل الأمكنة، وكشف ستر خصوصيتها، لذلك أقول في المفصل الأول أنني استمتعت بتتبع خطواتك، وحسبتني أسير بجانبك. في المفصل الثاني. وهو القبض على الفكرة، فالمقولات السردية، والشعرية، كمان الغزلان الجافلة، والصيّاد الماهر هو من يستطيع القبض عليها في الوقت والمكان المناسبين. -يقول أستاذي الذي آلمني رحيله، الناقد العربي الجزائري الكبير عبد الملك مرتاض... أنه لا وجود للفكرة الجديدة والنص الجديد، فكل الافكار والنصوص متناصة، والتناص يخلق الحالة الإبداعبة الجديدة من خلال تعاط مغاير، ومعالجة مغايرة، في سياقات الأدب المتعددة، النثرية والشعرية.. فاكتب ياصديقي عن أُستاذك الحزن، لو كتب عنه نزار فكلاكما تعيشان تجربة مختلفة وحزنكما لو تقاربت مباعثه إلا أنّ لكل حزن فرادته.. واكتب عن قطط اسطنبول، ولسوف نرى الجهة الأخرى أو الوجنة الأخرى لقطط اسطنبول.. -نصٌّ جميل، وهو نواة وبؤرة لحدث سردي روائي، قد يتجاوز حزنه حزن نزار، ويتجاوز شوارع اسطنبول وقططها..).
ـــ
* .. ممتن لتجاوبك -على الخاص- مع حيثيات عتباته المختلفة صديقي زياد البهي. نزاهة فكرك و ضميرك الإبداعي تجمّلك أكثر.
ـ باريس ـ نوفمبر 23








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب


.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع




.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة


.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟




.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا