الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تيارات الاسلام السياسي،مأزق البقاء في المشهد السياسي

فلاح علوان

2003 / 6 / 19
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


 
    
 
افرزت المرحلة الراهنة التي يمر بها العراق اوضاعا غاية في التنوع.و تبعا لتنوع الاوضاع سارعت القوى السيايسة لابراز مواقفها و طرح بدائلها و رؤاها السياسdة فاتضحت عن عناوينها السياسية الحقيقية بالنتيجة .
 
بعض القوى اصطفت مع قوات التحالف مباشرة معتبرة اياها قوات محررة و هذا نابع من تطابق رؤاها السياسية مع النهج السياسي الذي تبغي امريكا و بريطانيا فرض ملامحه على المنطقة، لان هذه القوى ليست بذات ثقل اجتماعي اولا كما وانها لا تملك بدائل و لوائح سياسية تختط بموجبها مسارها السياسي .
 الفصائل الاسلامية التي تراهن على بعض الاوساط الاجتماعية و تحاول تثبيت مواقعها بين الجماهير و بخاصة " الشيعية " منها، استغلت غياب السلطة فبرزت في الايام الاولى لزوال السلطة بصورة واسعة نسبيا و زجت نفسها في بعض ميادين الحياة اليومية للجماهير مثل دخول المستشفيات كمسلحين برفقة جماعة من رجال الدين او وضع المفارز ونقاط التفتيش او دخول بعض المخازن بدعوى حراستها و غيرها من الممارسات .
ثم استغلال المناسبات الدينية باقصى الاشكال الدعائية و التعبوية، اعقبتها فترة من تهديد طالبات الجامعات و تهديد النساء و فرض الحجاب و محاولة التدخل في شؤون الجامعات و لم تكن هذه الممارسات موفقة بالمرة، بل اكثر من هذا فانها واجهت احتجاجات عريضة من قبل الاوساط التحررية و بخاصة اوساط المعنيين بالتهديد. ثم حلت فترة تهديد دور السينما ومخازن الخمور بالحرق و التدمير. وفي كل مرة كانت نواياهم و تحريضاتهم تواجه اما بالرفض و المقاومة واما بالاستهجان و الانتقاد الشديد. و معلوم ان هذه الافعال ابعد من ان تكون كافية لطرح بدائل سياسية او الاجابة على مسالة السلطة السياسية. بل الاكثر من هذا انها اشرت بوضوح مسار تراجع سريع جدا و محاولة للتشبث باي صورة بالمشهد السياي والبقاء ضمن اطار الاحداث .
 
و فضلا عن عجز كل فئة من الفئات المذكورة على تصدر لائحة القوى الاسلامية فان هذه القوى غير متجانسة و لا تمتلك اية آفاق مشتركة رغم اعلانها بان منابع فلسفتها واحدة و ان نهجها واحد. و هي تتعرض يوميا الى التراجع و العزلة، خاصة امام بروز حركة اجتماعية جماهيرية واسعة و نهوض القوى الاشتراكية و اليسارية بصورة متسارعة و واسعة .
 كل هذه العوامل وضعت قوى الاسلام السياسي في مواجهة مصير مجهول و غامض و امام انسداد افق و بشكل جلي _لذا اكتست لهجتها في الاونة الاخيرة بالتهديد باعلان " الجهاد " على الامريكان .
 ليس الغرض من اعلان الجهاد هو تحرير جماهير العراق من السيطرة الامريكية و البريطانية انما هو محاولة لجر الجماهير الى نزاعات طاحنة كي تديم هذه القوى تواجدها وتوسع نفوذها داخل الاوساط الاجتماعية، وهو محاولة للالتفاف على افلاسها السياسي.
ان اغلب القوى التي تلمح الان الى "الجهاد " كانت تشاطر القادة و السياسين الامريكان طاولات التباحث حول شن الحرب و ازالة نظام البعث و كانت من المؤيدين بل المتحمسين لشن الحرب .ان بعض السياسين الاسلاميين يفكرون على النحو التالي: اذا قامت امريكا بقتل بعض الناس سيزداد الحقد ثم يتوسع و تنفجر "الثورة " . يجب الوقوف بحزم ضد اي محاولة تجري من وراء الجمهور لزجه في حرب لمنفعة و مصلحة القوى الرجعية، التي تستغل التذمر الجماهيري الواسع و المتصاعد من الوجود الامركي البريطاني لتطرح اسلوبها في التدخل في الممارسة السياسية . ان هذه القوى التي تواجه الافلاس و الانذار تريد حقن نفسها بمصل من دماء وجراح الجماهير .
1-6-2003
 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -بلطجي الإسماعيلية-.. فيديو يُثير الجدل في #مصر.. ووزارة الد


.. جدل بشأن عدد قتلى الأطفال والنساء في قطاع غزة




.. أكسيوس: واشنطن أجرت محادثات غير مباشرة مع طهران لتجنب التصعي


.. مراسل الجزيرة: المقاومة تخوض معارك ضارية ضد قوات الاحتلال ال




.. جيش الاحتلال ينشر فيديو لمقاومين قاتلوا حتى الاستشهاد في جبا