الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل الماركسية نظرية استعمارية نمطيه؟!!/2

عبدالامير الركابي

2023 / 11 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


يعتقد ماركس ابن المجتمعية الطبقية، ان جوهر الظاهرة المجتمعية "طبقي"، وانها سائرة الى اللاطبقية، ويحق لي كابن لمجتمعية الازدواج اللاارضوي الارضوي، ان ارى بان جوهر المجتمعية لاارضوي، وانها سائرة الى اللامجتمعية. هو يرى التاريخ مراحل خمسة، وانا اعتقد ان التاريخ ثلاث دورات، الاولى سومرية بابلية ابراهيمه، والثانيه عباسية قرمطية انتظارية، والثالثة الراهنه المستمرة من القرن السادس عشر هي دورة النطقية الكبرى، والتحولية العظمى من "الانسايوان" الى " الانسان"، ومن عالم النطقية اللسانيه، الى العقلية، ومن المجتمعية الجسدية الحاجاتيه، الى المجتمعية اللامجتمعية "العقلية".
وليس ماركس مسؤولا بذاته عما وقع تحت طائلته، و ما ارتكبه من توهمية كبرى، قد تكون من اكبر واخطر توهمات الفكر على مر التاريخ، فالامر لهذه الجهه منوط بحدود ماهو منه، من نوع مجتمعية ونمطيتها، مع حدودها الادراكية وبداهياتها، وهو ابن مجتمعية ارضوية وان تكن الاعلى ضمن نمطها وصنفها ديناميات، مايجعلها مؤهلة للوصول الى الذروة المتاحة والممكنه لنوعها عقليا، الامر الذي ماكان يتيح اختراق الحاجز البنيوي التكويني لنوعها، بالذات بمواجهة حدث من نوع الاله بما هي انقلاب مابعد مجتمعي، لاتنطبق عليه احكام المجتمعية العادية، والارضوية منها، تلك التي تذهب اساسا الى الاعتقاد الراسخ، بان الامر الحاصل اليوم، هو مجرد تعاقبية عادية، بين "انتاجية يدوية"، و "انتاجوية آلية"، بلا اي اثر تغييري نوعي على الظاهرة المجتمعية وليدة ( الكائن البشري / البيئة) والتاريخ. بعدما تحولت اليوم الى ( الكائن البشري/ البيئة + الالة)، بما يجعل منها مجتمعية اخرى مختلفة، خاضعه لنوع اليات واصطراعية، ومسارات مختلفة، لاعلاقة لها بالاولى اليدوية.
والحالة الناشئة راهنا،هي بالاحرى حالة اصطراع بين بنية موروثة، وعنصر من غير نوعها وطبيعتها، يتوفر على اسباب ومقومات التدخل في بنيتها، بما يجعل كل كينونتها التاريخيه المتعارف عليها، واولها "الطبقية"، من الماضي، فلا طبقات مع الاله، بينما الاحتدام الظاهر ابتداء، والذي اغرى شخصا مثل ماركس، واوهمه باعتماد ما لم يعد له وجود، منتظم ضمن سياقات الاصطراع المستجد، الاخذ بالمجتمعية الاولى اليدوية بمختلف صنوفها، الى التغيير غير الممكن تبين ابعاده في حينه وساعته، ومن هنا يكون ماركس قد كرس اكثر من اي احد غيره، ناحية في البنية الغربيه الاوربية وقتها، هي توهمية من نوع استثنائي، مخالف للحقيقة الحالة على العالم والظاهرة المجتمعية، ومن ثم على اجمالي مسار المجتمعات وحركة التاريخ، وقد غدت على مشارف وقفه استثناء امام اشتراطات وظروف، تضع العقل البشري وجوبا ومجددا، بمواجهة حالة افتكار اجباري غير عادي، تساوي، او تقارب من حيث الدلالة والمغزى، تلك التي واجهها العقل البشري ابتداء مع تبلور المجتمعية الاولى، بظل المجهول الكوني الكلي، والشامل، مع الحاحية وقسرية حل منطويات الوجود، والسعي لفك رموزه، كشرط للعيش في كنفه، وفي غمرته.
وقد يكون من المستغرب ان يعجزماركس في حينه عن التمييز، وهو يضع اسس "المادية التاريخيه"، بين نوعين من الاصطراعية الطبقية، تلك التي كانت قائمه بين الفلاحين والاقطاع، مقارنه بالصراع الناشب بين العمال والراسماليين، فلا يلاحظ كون الامر يتعلق بنوعين من الاصطراعية، الاول يدوي، عنصراه البيئة والكائن البشري، والثاني ثلاثي، مع الانقلابيه النوعية الطارئة على الاليات المجتمعية، بما يجعل جزيرة معزوله مثل بريطانيه تتحول الى "امبراطورية لاتغيب عن ممالكها الشمس"، بقوة الاله، ودفعها الهائل للديناميات المجتمعية، وسياقات التحوير الطارئة عليها، بما يجعل الصراع الحالي صراعا بين "عمال"، و"راسماليين"، لا بين "طبقة عامله"، و "طبقة راسمالية"، ماعاد لهما وجود، بحكم ان نوعهما ومايماثلهما، يدوي لاآلي محكوم لسياقات وديناميات مختلفة، وغايات ومستهدفات اخرى.
وهنا وعند هذا المفصل تتجلى ناحية اخرى قائمه اصلا على افتراض خاطيء، فماركس الذي يفرض على المجتمعات البشرية الخضوع للنمطية الاوربية، جاعلا اياها كلها من دون استثناء، مجتمعات طبقية سائرة الى التطور البرجوازي والاشتراكي، يسهم بالاحرى بقوة في التوهمية الغربية الحداثية الاجمالية، كما انه يكرس ناحية جوهرية في الفعل الاستعماري الغربي، فالاستعمار ليس مجرد "اقتصاد" ولا ماصار متوفرا من قدرات مادية تصل حد الابادة للامم والشعوب، كما حصل بالنسبة للمجتمع الامريكي حين تم الاجهاز على اكثر من ستين مليون انسان من سكان القارة الامريكية الاصليين، او في الحرب الثانيه مع مقتل سبعين مليون، وابادة هيروشيما وناكازاكي، مع السلسله التي تصل حد ابادة الكيانيه العراقية، فهذا كله لم يكن ليمارس على المدى المعروف والمستمر الى اليوم، من دون الجانب "النموذجي" الرسالي، اوربيا باسم " التقدم"، ثم امريكيا باسك "الرسالة الالهية المزيفه"، ولا فصل ممكنا على الاطلاق بين النموذجية والاكراهية التوهمية الاتباعية، والاستعماركممارسه، لاشك ان ماركس يحتل ضمنه الموقع المتقدم الاول.
وكمثال تطبيقي حي فان الشيوعيه في العراق، التحقت مع تشكلاتها الاولى والسارية الى اليوم، بالمفهوم الاستعماري الويرلندي عن العراق، والمقصود هنا المفهوم الذي ارساه الضابط الانكليزي الملحق بالحملة البريطانيه فليب ويرلند عن " العراق الحديث"، وكيف تشكل(1) الامر الذي لم يكن من الوارد، بسط الممكن من النفوذ الاستعماري على ارض الرافدين من دون ارسائه، بما يجعل من "النموذجية" الكيانيه الغربية في هذا الموضع من العالم، عنصرا فاصلا، لاتكفي، لاالقدرات العسكرية، ولا الالية من دونه، لضمان قدر من استمرار النفوذ المشار اليه، بما يجعل منه بوضوح نمطا استعماريا، يجوز اطلاق اسم "الاستعمار النموذجي" وهو مااتخذ صيغة الاكراهيبة الابادية للنموذج الكوني الامبراطوري الرافديني، المتعدي تاريخيا للكيانوية، والذي لم يسبق له ان عرفها ابان تاريخه الاطول بين التواريخ البشرية على الاطلاق، وبينما كان الملح ساعتها البحث في الخاصيات مافوق الكيانوية للبلاد، ومنطوياتها وماتدل علية تاريخيا ونوعا نمطيا، راح من يسمون بالشيوعين ومازالوا، يرددون بايمان لايتزحزح، معزوفة الكيانيه الاستعمارية الحديثة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصادر: ورقة السداسية العربية تتضمن خريطة طريق لإقامة الدولة 


.. -الصدع- داخل حلف الناتو.. أي هزات ارتدادية على الحرب الأوكرا




.. لأول مرة منذ اندلاع الحرب.. الاحتلال الإسرائيلي يفتح معبر إي


.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم مناطق عدة في الضفة الغربية




.. مراسل الجزيرة: صدور أموار بفض مخيم الاعتصام في حرم جامعة كال