الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حديث البيدق/ طوفان الأقصى.. حتى لا ننسى (7)

نورالدين علاك الاسفي

2023 / 11 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


"ونحن ننكر على حماس القدرة على تنفيذ الشر المحض".
و الآن،فلتنظر بعين قريرة؛ حتى لا تجترح رأيا؛ يدفع ما اختلج بالسريرة. الخطاب بإقرار محابي يتحسس مسارا على مدارج الألفاظ؛ و البال على سامع؛ ليس مفترضا؛ أنت به أعلم؛ فأنعم به و أكرم.
كانت الرسالة على قدر السمع حتى لا يتأذى. و توصيف 7 أكتوبر ما عتم يتعثر في جبة الإرهاب المجاني و قد داسته أقدام أحرار العالم.
الكلام أعلاه؛ طلع بمقال / تقرير جو بايدن؛ بتاريخ 18نوفمبر 2023 على صحيفة الواشنطن بوست. بنكهة العلاقات العامة.
و انظره بتاريخ 28 نوفمبر 2023؛ بايدن نشر على منصة "إكس" منشورا اتهم فيه حركة "حماس" بمحاولة تقويض "التعايش السلمي" بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
"لقد شنت حماس هجوما إرهابيا لأن أكثر شيء تخشاه هو أن يعيش الإسرائيليون والفلسطينيون جنبا إلى جنب في سلام".
وأضاف "إن الاستمرار في السير على طريق الإرهاب والعنف والقتل والحرب هو بمثابة إعطاء حماس ما تسعى إليه. لا يمكننا أن نفعل ذلك".
Hamas unleashed a terrorist attack because they fear nothing more than Israelis and Palestinians living side by side in peace.
To continue down the path of terror, violence, killing, and war is to give Hamas what they seek.
We can’t do that.
— Joe Biden (@JoeBiden) November 28, 2023
من ينتصر لما بات حقيقة لديه؛ لا يكل من تكراره. بايدن تشرب ممارسة روح الدعاية؛ "فالهدف من الخطاب السياسي؛ على حد تعبير غوبلز؛ هو إقناع الناس بما نعتقد أنه صحيح".
"هل سيعيش الإسرائيليون والفلسطينيون يوما ما جنبا إلى جنب في سلام, في دولتين لشعبين"؟
بايدن؛ رئيس أمريكا؛ بهذه الجملة يتابع في مقاله الحدث. قبل أن يساوره شك في ما يتعشمه؛ لا يفصل فيه. قد يراه بعيدا و نراه قريبا. لكن من موقع رد الأرض السليبة بالكامل لأهلها؛ إنصافا للتاريخ. من غير مشاركة من غاصب؛ إلا من موقع تعايش يصون كرامة الإنسان.
بهذا الوجه؛ و في منشور سابق لبايدن؛ أعلن أن الولايات المتحدة لن تتوانى عن العمل حتى تحقيق "حل الدولتين الإسرائيلية والفلسطينية". فمن جعبة حساباته؛ "حل الدولتين هو السبيل الوحيد لضمان الأمن الطويل الأمد للشعبين الإسرائيلي والفلسطيني. ومن أجل التأكد من أن الإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء يعيشون على قدم المساواة من الحرية والكرامة، فإننا لن نتخلى عن العمل لتحقيق هذا الهدف".
هذا؛ محصلة الاجتهاد أم إعلان عن "المزمع الكون" و قد طفح درج المناورات بحزمة الأوراق المتكدسة؛ إسرائيل ورعاتها لما يجدون الأفق؛ سدت فتحاته؛ و بعيدا من المأمول راحوا. يسارعون إلى نفض الغبار عنها. لعلها تسعفهم في مزيد وقت؛ في انتظار أجندا جديدة.
فوفق ما ذكر الإعلام العبري. و خلال محادثات مع نواب في حزب "الليكود"؛ صرح بنيامين نتنياهو بأنه "الوحيد الذي سيمنع دولة فلسطينية في غزة والضفة الغربية"، و تبعا لهيئة البث الرسمية، تابع قائلا لنواب في الكنيست: "الأمريكيون لم يرغبوا بأن ندخل في عملية برية.. لم يرغبوا بأن ندخل إلى مجمع الشفاء، قمنا بهذا وبذاك أيضا..أنا أعرف الرئيس الأمريكي جو بايدن منذ أكثر منذ 40 عاما، ويمكنني التحدث إلى الجمهور في الولايات المتحدة".
و من لسانهم حجة. لا إسرائيل كبرى وطنوا؛ ولا منطقة الشرق الأوسط؛ بالفوضى الخلاقة دانت لهم ، و لا الشرق الأوسط الجديد يوما؛ خضع لهم، و لا اتفاقات أبراهام كانت عند رغبتهم. و هي تجد في تكريس تطبيع كسيح؛ ما أن لاح منها العتم في أروقة الخنوع و الخضوع حتى تبخرت آثارها؛ فالشعوب العربية مسحت بها الأرض؛ من غير أن تمنحها فرصة النفس الأخير.
و من موقع إدراك أن ما سواه بايدن مع حماس جار تحصيل نتائجه؛ يقفز على الحال؛ من غير أن ينشد منح ترتيب الأحداث فرصة؛ مفوتا على التعاقب فرصة تلقيها؛ و منطق السياق المدرك سار.
فبعد أن انجر ظرفا إلى ما يراه عنوة بيده آخذ ؛ وعلى واقع أزمة؛ الغرب فيها حاصل، بايدن وجد نفسه قد حاد عنها غير باث فيها. لنعود على بدء. بتقرير رامه في تصدير مقالته؛ مفاده أن الولايات المتحدة لن تتراجع عن تحدي بوتين وحماس معا؛ على حد زعمه.
و ما كاد يباشر الحديث تفصيلا في ما استنتج؛ إذا به يعود القهقرى. ليدرك ما سقط منه سهوا؛ هو علة الإرباك الذي بلسان حاله جاهر.
"ونحن نحمل فلاديمير بوتين للمساءلة عن عدوانه، حتى شعب أوكرانيا يمكن أن يعيش حرا وتبقى أوروبا مرساة للسلام والأمن العالميين؟.
على ثلاثة أثافي ينصب بايدن قدره؛ و ظرفه بمعطى جلل يمور ، لا يرتفع؛ إلا ليقر تاريخا؛ كل من جاسه يريد أن يتعداه على السريع. و رئيس أمريكا لم يخلف الفصل في ما بات حقيقا بالنظر؛ لكن بؤرة الاستبصار؛ تقدح في أخذ الموقع الذي أخذت منه الصورة؛ و على اعتبارها قيمت.
بوتين / العدوان. شعب أوكرانيا/العيشة الحرة. بقاء أوربا/مرساة السلم و الأمن. و الكل محمول على العالم و قد توزعته أهواء غرب؛ ناكر على الجميع صواب رأي؛ فمن صميمه بات على يقين؛ قاصيا كل أحد يبغي مراجعته.
بوتين في عملية عسكرية ينتصر لشعب الدونباس الذي طالته الإبادة. و أوكرانيا سلب منها قرارها السيادي في انقلاب الميدان. و الغرب /أوربا برعاية أمريكا لا يكفان عن التوسع في عقيدة الناتو شرقا. ليبقى العالم شاهدا على بعد نظر؛ ذكي كفاية ليعلن يوما أن بلادته قد طبقت الآفاق؛ و أنه يوما سيغدو ضحية ما اعتقده صوابا لا يرتفع أو يمكن التراجع عنه.
بايدن و من معه يدركون جليا أن كل خطاب؛ تتداول همسا عباراته؛ حقيق بأن يربك المسار. لذا سارع إلى القول قبل أن تنكشف تبعات ما رامه جديرا بالاحتفاء.
"والسؤال الشامل: هل سنتابع بلا هوادة رؤيتنا الإيجابية للمستقبل، أم أننا نسمح لأولئك الذين لا يشاركوننا قيمنا بسحب العالم إلى مكان أكثر خطورة وانقساما؟
هل الاستفهام بهكذا صيغة استعلائية حري بإدراجه في عام الشمول. بايدن يقترحه من وجه أنه سؤال جامع؛ في ذاته ما يقر أن صائب؛ الحياد على صدقية ما يطرحه لا يأتيه ؛ و يراه أهلا بإثارة الاستفهام الخجول.
أما من جهة المنع؛ فالحديث فيه ساقط العبارة؛ بعد أن أدرك الشمول؛ وهو دون التفاصيل؛ أقصاها من غير أن يأتي على ذكرها؛ حتى لا يوفر لها ملاذا بين عبارته؛ من شأنه أن يزكي لها وسطا؛ تحايث من موقعه رأيا كاشفا.
بايدن؛ و من الكلام على عموم الوضع؛ و رغبة في الاستمرار على وضع استاتيكو؛ حسم الرؤية لمستقبل الغرب على الإيجاب المزمع التحقق؛ بقياس مغالط؛ مسلوب التوقع.
إن من لا يشارك قيم الغرب؛ فهو بالضرورة يعاديه. و يراه محصلة؛ إلى حين تدارك الثالث المرفوع. حيث سحب العالم إلى مكان أكثر خطورة و انقساما. و كأننا بتنا في حرب العوالم. و الأصل معمورة واعدة؛ بحضارات عدة و قيم شتى.
"يقاتل كل من بوتين وحماس للقضاء على الديمقراطية المجاورة. ويأمل كل من بوتين وحماس في انهيار الاستقرار والتكامل الإقليميين الأوسع والاستفادة من الفوضى ".
تلكم هي المحصلة؛ و الكلام الآنف من لسان بايدن صادح. هل نفهمه على الصريح؛ أم ننخله بالمضمر؛ من أول وهلة؛ يلوح مردودا على صاحبه. من وجه. أن لا مقارنة مع فارق. بين روسيا و عودتها الجسورة إلى صنع التاريخ؛ ذات يوم؛ تخلت عن ركبه قسرا ؛ و بين حماس التحررية تعيد بالدم و النار؛ التاريخ إلى مساره الصحيح؛ على درب استرجاع فلسطين السليبة؛ كان الغرب يوما و ما يزال شاهدا على نكبتها.
أما روح الفوضى الخلاقة فهي ديدن مواضعات جيوسياسية الغرب؛ بيادقها مرعية التحرك بانتظام، و كل يوم هو في حرب لتحيينها، و العين على مكتسبات الاستعمار الجديد حتى لا تضيع منه.
و الجواب الفيصل. هو ما سندركه بعد خطوة. فقد صدع بايدن حاسما.
"لا يمكن لأمريكا، ولن تسمح، بحدوث ذلك. لمصالحنا الأمنية الوطنية؛ و لصالح العالم بأسره".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موسكو تنفي اتهامات واشنطن باستخدام الجيش الروسي للكيماوي في 


.. واشنطن تقول إن إسرائيل قدمت تنازلات بشأن صفقة التبادل ونتنيا




.. مطالبات بسحب الثقة من رئيسة جامعة كولومبيا الأمريكية نعمت شف


.. فيضانات عارمة اجتاحت جنوب البرازيل تسببت بمقتل 30 شخصاً وفقد




.. بايدن أمام خيارات صعبة في التعامل مع احتجاجات الجامعات