الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محاضرات في البلاغة مح 8 (من أبواب علم المعاني الإنشاء الطلبي، النداء).

مديح الصادق

2023 / 11 / 30
الادب والفن


أسلوب النداء: هو طلب الانتباه، أو الإقبال؛ لتهيئة المُنادى لما يقال بعد النداء، وقد يكون ذلك جملة إنشائية (الأمر أو النهي أو الاستفهام...)
أو جملة خبرية.
عناصر النداء: (أداة النداء، المُنادى، وما يُراد من النداء).
المُنادى حكمه النصب على أنه مفعول به لفعل محذوف تقديره: أُنادي، أو أدعو، وقد عمل حرف النداء نيابة عنه.
{يا آدَمُ، هَلْ أَدُلُّكَ عَلى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لا يَبْلى؟}. {يا مَرْيَمُ، اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ}.
{يا أَرْضُ، ابْلَعِي ماءَكِ وَيا سَماءُ أَقْلِعِي}. {يا أُخْتَ هارُونَ، ما كانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ}. {يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ، ما غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ؟}.
{قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ، تَعالَوْا إِلى كَلِمَةٍ سَواءٍ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ}.
(يا صائغاً الشِعرَ، كُنْ أميناً على لُغتِكَ). (يا هذا الناكرُ فضلَ صديقِهِ، لا خيرَ في ناكرٍ للجميلِ).
في بيت لعبد يغوث بن وقاص الحارثي:
"أيا راكباً، إمّا عرَضْتَ فبلّغنَ ... ندامايَ مِنْ نجرانَ أنْ لا تلاقِيا".
........................
حروف النداء:
1- الهمزة لنداء القريب، نحو: (أزينبُ، ادخلي الفصلَ).
2- (يا، أي، آ، آي، أيا، هَيا): لنداء البعيد، نحو: (أيْ صديقَ أخي، لا تتأخرْ عن الدرسِ).
3- (يا): للاستغاثة، نحو: يا لَمحمدٍ لِعليٍّ.
4- (وا وأحياناً يا)؛ للمُتفَجَّع عليه، أو المُتوَجَّع منه (النُدبة): (وا عليَّاهْ، وا ضِلعاهْ)، (يا زيدَاهْ).
أكثر حروف النداء استعمالاً (يا)، وتُستعمل للاستغاثة، والنُدبة، ووحدها تُنادى بها كلمة (الله)، وكلمة (أيُّ)،
وتُقدّر عند حذف أداة النداء.
هذا ما شرحنا عن النداء في النحو، واليوم نأتي على النداء في البلاغة، وهو أحد فنون باب (الإنشاء الطلبي في علم المعاني) في البلاغة.
...........................
ذكرنا أنَّ المعنى الأصلي للنداء طلب الانتباه، أو الإقبال؛ لتهيئة المُنادى لما يقال بعد النداء؛ أما ما يهمنا في هذه المحاضرة
فهو أنَّ ألفاظ النداء قد تخرج عن معناها الأصلي إلى معانٍ بلاغية أخرى، تُفهم من السياق استناداً للقرائن، ومن أهم تلك المعاني:
1- الإغراء، نحو قولك لمن تشجعه على فعل الخير: (يا ساعياً للخيرِ، بوركَ هذا الفعلُ النبيلُ).
2- الاستغاثة، نحو: يا لَلعربِ لِشعبِ فلسطينَ).
3- النُّدبة، نحو:" فوا عجباً كم يدَّعي الفضلَ ناقصٌ!... ووا أسفاً كم يُظهِرُ النقصَ فاضلُ!".
4- التعجب، نحو: "يا لكِ من قُبَّرة بمَعْمَرِ!... خلا لكِ الجوُّ فبيضِي واصفرِي".
5- الزجر، نحو: "أفؤادي، متى المتابُ ألمَّا... تصحُّ والشيبُ فوقَ رأسي ألمَّا".
6- التحسُّر والتوجُّع، نحو: {يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا}.
قول الشاعر: "أيا قبرَ مَعْنٍ، كيفَ واريتَ جودَهُ... وقد كانَ منهُ البرُّ والبحرُ مَتْرَعَا؟".
7- التذكّر، نحو: "أيا منزِلَيْ سلمَى سلامٌ عليكُما... هل الأزمنُ اللاتِي مضينَ رواجعُ؟".
8- التحيُّر والتضجُّر، نحو: "أيا منازلَ سلمَى، أين سلماكِ... مِنْ أَجْلِ هذا بكينَاهَا بكيناكِ".
و" أيا شجرَ الخابورِ، ما لكَ مورقاً؟... كأنكَ لم تجزعْ على ابنِ طريفِ".
9- التحدي: (يا أيُّها الظالمُ، الظلمُ مردودٌ على مَن ظلَمَ).
10- اللوم، نحو: "أيُّها القلبُ، قد قضيتَ مراماً... فإلامَ الولوعُ بالشهواتِ؟".
11- العتاب، نحو: "يا أعدلَ الناسِ إلّا في معاملتِي... فيكَ الخصامُ وأنتَ الخصمُ والحكمُ".
12- الدعاء، نحو: "يا رحمةَ اللهِ، حلِّي في منازلِنا... وجاورينَا فدتْكِ النفسُ مِن جارِ".
13- اللوم، نحو: " يا قلبُ، ويحَكَ، ما سمعتَ لناصحٍ... لمَا ارتمَيتَ ولا اتَّقيتَ ملامَا".
14- التمني، نحو:
"أريحانةَ العينَينِ والأنفِ والحَشَا... ألا ليتَ شِعري هلْ تغيَّرتِ مِن بعدِي".
15- التشريف، نحو: " يا قُدسُ، يا وطنَ النبيِّينَ الأُولَى... حملُوا إلى الدُنيا الضِّياءَ وبشَّروا".
وهناك أغراض بلاغية أخرى يخرج لها النداء عن معناه الحقيقي، تُفهم من القرائن وسياق الكلام.
.....................
نلتقي وإياكم في الحلقة 9 القادمة (من أبواب علم المعاني القصر).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال


.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي




.. ميتا أشوفك أشوفك ياقلبي مبسوط?? انبسطوا مع فرقة فلكلوريتا