الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نظام وشعب .. بحاجة الى وصاية

شكري شيخاني

2023 / 11 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


نعم لنعترف نحن أبناء الشعب السوري بكل فئاته ومكوناته وطوائفه ومذاهبه لنعترف مهما كانت الحقيقة صعبة ومرة, هذه الحقيقة التي لا مفر منها .. لنعترف أن فئة كبيرة من هذا الشعب ولا أي شىء.. لنعترف أنه لاقيمة لوجودنا,
مع كل الزعبرات التي نفعلها ونفتعلها. لنعترف وبكل حرقة اننا لسنا سوى ريشة تطير بالهواء وليس لها اي فائدة ترجى منها. سئم العالم منا الى درجة الملل والقرف من احاديثنا ونفاقنا وحتى من وجودنا.. بالأمس كانت ترتسم في مدينة حلب الشهباء أبشع صور التزلف والنفاق وتمسيح الجوخ. العلني.وأستشهد هنا بما كتبه الاستاذ وديد في مقالة. مهمة جدا .وهي بالطبع لا تعني كل اهل حلب... ...في حلب رأيت العجب :

لما كنت بحلب كنت شاهد عيان على تدميرها ومقتل خيرة أبنائها وتهجير القسم الأكبر من سكانها وخطف أهم مطرانين فيها وفي سورية كلها ايضا ، كل ذلك كان مصدرا لأحزاني و كان يبكيني في السر والعلن ، وفي إحدى سفرياتي إلى دمشق عام ٢٠١٤ على ما اذكر ، مر البولمان من شرق حمص من المشرفة عبورا بتير معلة ومن هناك تبدأ الأهوال، منظر حمص المدمرة شيء فضيع جدا ، تستغرب وتسأل نفسك هل من إنسان يرى هذا المشهد ويبقى بكامل قواه العقلية، فكيف بمن فعلها أو كان له اليد الأولى في فعلتها وبينما انت منغمس في التفكير ولا يقطع تفكيرك الا حاجز القطيفة المرعب ، تصل إلى مشارف العاصمة دمشق فيتجدد المشهد نفسه فتتجمد الدمعة في الأحداق ، والكلمة في الصدر المتعب .

استكمل تدمير حلب بعد مغادرتي إياها بحوالي العام ، لا أدري كمية الدمار الذي أضيفت للسابق ولكن بالتأكيد ليس مهما لأن نصفها تماما كان مهدما .
خلال اقامتي في حلب ورغم محبتي لأهلها إنما كان لساني ينطق هذه الجملة على مسامعهم : في حلب رأيت العجب .

ومن الشخصيات التي لايمكن لأحد عاش في حلب أن يناساها ولا يمكن إلا أن يحبها هي شخصية المصور ديكران في السليمانية ، كانت جملته المشهورة دوما لحظة اخذ الصورة وبأرمنيته الجميلة :(إعمل حالك مبسوط ) يعني مثل تمثيل إنك مبسوط لكي تخرج الصورة رائعة .
شخصيا أنا لم استغرب قهقته في حلب بالأمس، فالذي استطاع أن يضحك ويرمي النكات في خطابه الشهير في مجلس الشعب عام ٢٠١١، والذي زار باب عمرو وداريا ضاحكا مبتسما والذي يعتبر تدمير سوريا نصرا الهيا لا غرابة عليه الضحك والقهقهة في حلب ، ما آثار قرفي هو منظر الحلبية والحلبيات الذين كانوا في اسعد لحظات حياتهم وهم يلتفون حوله ، يضحكون ويتسابقون لكي يلمسون طرف ثوبه ، ماهذا يا عديمي الاحساس، أليس من ديكران واحد يقول لك ولكم ( اعملوا حالكم حزنانين ) أليس من مصور سينمائي يصنع اللقطة صناعة .
هل هذا منظر ناس مرعوبة ، هل هذا منظر ناس لم تدفن موتاها بعد ، بربكم ماهذا، فعلا في حلب رأيت العجب ويبدو لازلت أراه وأهم جملة في الزيارة قيلت ،:
كانت حلب منكوبة اما بعد زيارتكم
.......فلم تعد منكوبة .

مايهم الانتهازيين والانتهازيات الآن أن الزلزال سيحدث انفراجات سياسية واقتصادية لسوريا وأن بابا للسرقة كبير قد فتح ، وكما قال كاهنهم الأكبر الياس زحلاوي: سنتذكر شهداء الزلزال بأنهم ضحوا بأنفسهم من أجل ولادة سورية من جديد .

نعم احب حلب اكثر من اي حلبي يدعي ذلك ولكن أصر على كلامي : في حلب رأيت العجب ، لله درك ياحلب ..أرأيتم. لقد
سئم العالم من تخلفنا وجهلنا ,الذي يزداد بشكل اسرع من تطورهم وتقدمهم حتى وصل الحال بنا ان نترحم على ايام وجود من سميناه استعمار واحتلال.. وطوابير انتظارنا على ابواب سفاراتهم باتت اطول من طوابير الوقوف على الافران ومحطات الوقود . ولا يظنن احد ان هذه الكلمات هي ينبوع تشاؤم واكتئاب لا ابدا" بل هي حزن واسف لحقائق باتت بين ايدينا ومفروضة علينا... ومن تظنه موسى بيطلع فرعون.. وهذا ينطبق على النظام وعلى من اطلقوا على انفسهم معارضة وأخص بالقول المجندين لتلك الدولة او او تلك فلا الحاكم صالح ولا الرعية ملائكة حتى صدق المثل كما تكونوا يولى عليكم..قام نصف الشعب ليفير النظام وهو اي الشعب على حق .. ولكن هم انفسهم لم يغيروا.. وهذا يعني اننا ((نظام وشعب)) شركاء فيما وصلنا اليه ... ومخطىء تماما" من يحمل النظام وحده مسؤولية ما جرى وما سيجري.فالمسؤولية كما ذكرت في العديد من مقالاتي السابقة.. المسؤولية فيفتي. فيفتي شعب ونظام .. واذا ما جلسنا الى انفسنا قليلا" بجلسة صدق وتصالح مع الذات واستعرضنا سلوكنا كأفراد وكيف كنا نتصرف مع شرطة المرور وتعاليم الاشارات.. كيف كنا نتصرف مع موظفي الضرائب والجباية المالية. كيف كنا نعمل على تشجيع النفوس الضعيفة من كافة شرائح الموظفين على الرشوة وبأي طريقة.. وكيف كانت الاغلبية تسعى سعيا" محموما" لكي تجنب اولادها الخدمة العسكرية وان خدمها نعمل جاهدين على تفييش اسمه (( ليسند خاصرة امه .)). وكيف نتعامل مع اصحاب النفوس الضعيفة اساسا" في مؤسسات الجمارك والامن والداخلية .وكان شعارنا كشعب اللهم اسأك نفسي ومن بعدي الطوفان. حتى وصلنا الى الطوفان حقيقة... وكان ذلك هو ما يتمناه كل فاسد من هنا وهناك.. ولنعود الى ما بدأنا عليه اننا نظام وشعب بحاجة الى فترة وصاية دولية لأننا بنظر الجميع لازلنا قاصرين على ادارة انفسنا بأنفسنا.. ولان شعار التخوين والتشكيك لازال يسيطر على عقول نسبة كبيرة من ابناء الامة..ولا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ...صدق الله العظيم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الانتخابات الرئاسية الأمريكية: نهاية سباق ضيق


.. احتجاجًا على -التطبيق التعسفي لقواعد اللباس-.. طالبة تتجرد م




.. هذا ما ستفعله إيران قبل تنصيب الرئيس الأميركي القادم | #التا


.. متظاهرون بباريس يحتجون على الحرب الإسرائيلية في غزة ولبنان




.. أبرز ما جاء في الصحف الدولية بشأن التصعيد الإسرائيلي في الشر