الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أشَدّ الهَديل

باسم فرات

2006 / 11 / 20
الادب والفن


لست إلهاً
لأحبك كما يجب
قبابك عالية
و الملائكة يحرسون ظلالك من غبطتهم
في يدي بقايا حروب ليس لي فيها سوى الانكسارات
وفي صدرك يبتهج الصباح
بينما قميصي ملطخ بصفارة العريف
قلت: أن الريح أطلقتها من خصلات شعري
لكنني أرى عناقيد النجوم ناضجة في شفتيك
ثمت حماقات على وسادتك هي أمطاري
التي خبأتها لكي لا تبتل السماء
ثمت حزن يستفيق في نظراتنا
تاريخه موشى بالارتباكات
لماذا النوارس في حقولك متوهجة على الدوام
و على الدوام قلبي مفعم بالمرارات أيضاً
ليس لي إلا بقية أمنيات
قدمتها خاشعاً
فسخرت من مزاميري
جعلت معابدي خاوية إلا من الأرق
وأمرت كلماتي أن تحج الى ملكوتك المطلق
ونظراتي الى طلعتك
والى هيبتك روحي
ثم زعمت
إني ابحت شغفي الى الفراشات
وعلمت البلابل أن تكتب اسمك في تغريدتها
والشحارير تتوج مشاكساتها على الأمواج
وأغريتُ الحمائم أن تلوذ بك من شدة الهديل




والنسيم أن ينشر بشاراته باسمي
في خزائنها الرياح تحفظ عشقي و طلاسمه
ثم تنثره كما ينثر الرب نجومه في مرايانا
بين أصابعك نوافذي حبلى بالأسى
وأنا أغدق مدائحي
لم تلتفتي لاندلاق إشتعالاتي
لم تلتفتي لحضوري الممتلئ خجلا في الزنابق
أو لحضورك القسري في حنجرتي
طرقتُ بابك مرارا
فأغلقت كل السبل
طويت صباحاتي
وتركت أحلامي مترملة بلا بوصلة
لأني كثير الاندهاش بسهولك
فأنا بلا دليل
غوايتك للبنفسج
جعلت مشاعري جديرة بالرثاء
من فرط ما آويت الحمام الى تنهداتك
إرتكبت حماقاتي بقصديةٍ تامة
وأشعلت البحار بأخطائي
(أخطائي التي أستطيع تعدادها
أب هارب من الخدمة العسكرية
تزوج من فتاة وبعد ثلاث سنوات ونصف
غادرها الى مجهول يسمى حياة الأبدية
فكنت عاقا
لأن نزوته أغرت نزوة الموت مبكراً)
لماذا إحتطبني الوجد في صيفك دون النساء
بينما ضياعي يرتق شوارعه من المارة
كيف لي أن أباعد بين لسانك والعسل
وفي يديك تتفتح الأزهار
لكن في يدي آثار هزائم وبقايا أزيز المدافع

أمواج من القبل الناعمة
تضطرب في زوايا جسدك الوثير
وفي جيدك يرتعش الياسمين
هكذا
في إبطيك أشجار الصفصاف تراقص النسيم
وتحت كنزتك البيضاء
هدهد يتبغدد
وطواويس تطوف مبتهجة
فكيف أُغرى العنادل
بعدم التحليق حواليك
كيف أُغري الأنهار
أن ينابيعك ليست خضرا
لذا عبثا تحاول السماء انتشال النجوم
من بحيراتك الدافئة
وعبثاً دمي يغزل إحتراقاته
وأنت تضحكين
بعد إنطفاء الألف في النار المقدسة
وتوهج الواو في نورك السرمدي
حبيبتي


لكي تسترعي إنتباهك الغابات
صارت تعزف أشواقي
ومن فرط جنوني
إشتد عناق الفرات لدجلة
ونثرت الوردة في وجهك عطرها وأنينها
لماذا رياحي لا تشير إلا إليك ؟
وليلي لا يستدل إلا بضيائك ؟
ونهاري لا يستمد إشراقته إلا من فجرك ؟
آه
هل قلت أحبك
لكنني لست إلهاً
لأقول: أحبك كما يجب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم شقو يضيف مليون جنيه لإيراداته ويصل 57 مليونًا


.. أدونيس: الابداع يوحد البشر والقدماء كانوا أكثر حداثة • فرانس




.. صباح العربية | بينها اللغة العربية.. رواتب خيالية لمتقني هذه


.. أغاني اليوم بموسيقى الزمن الجميل.. -صباح العربية- يلتقي فرقة




.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى