الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عملية طوفان الاقصى .. والموقف العربي المتخاذل

عبد الحسين العطواني

2023 / 11 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


تعد عملية طوفان الاقصى اكبر هجوم للمقاومة الفلسطينية التي شنتها في السابع من تشربن الاول ، فكانت عملية عسكرية مميزة ، جاءت ردا على جرائم الاحتلال الاسرائيلي ، في وقت انطلقت عشرات الرشقات الصاروخية من قطاع غزة ، فقد هزت هذه المعركة صورة اسرائيل العسكرية في ظل عدم امتلاك حماس جيشا نظاميا، بل عناصر او كتائب صغيرة بتسليح لايرقى الى ما بأيدي اسرائيل ، دخلت عملية طوفان الاقصى المباغتة ضد اسائيل بعد ان شكلت هجوما واسعا وتوغلا بريا وبحريا وجويا على مستوطنات ونقاط عسكرية اسرائيلية حساسة ، وهو مابدا اقرب الى تبادل ادوار ومواقع طالما كانت معتادة في الحروب السابقة بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال على مدى عقود ، ساهمت الطائرات الشراعية الالية والدراجات النارية في هذات الهجوم حيث تدفق مابين800 الى1000 رجل مسلح من غزة لمهاجمة مواقع متعددة وقتل المئات واسر عدد من القادة.والجنود الاسرائليين : والسيطرة على عدد من المعدات العسكرية على اختلاف انواعها .
كانت المرحلة الاولى لعملية طوفان الاقصى التي نفذتها المقاومة الفلسطينية حول غلاف غزة نوعية ومتكاملة وبمقاييس نظرية الامن الاسرائيلية كانت ضربة قاصمة، فقد افشلت المقاومة الفلسطينية في عملياتها المباغتة اجهزة ومعدات الاستشعار الاسرائيلية عن بعد ، حيث استطاع عناصر المقاومة تعطيلها بسرعة مما مكنهم من التسللل ومداهمة القواعد العسكرية والوصول الى الضباط والجنود وهم في اسرتهم ، ومواقعهم العسكرية ، وكانت هنالك حالة من الصدمة عندما نشرت صور للدبابات الاسرائيلية التي وقعت في ايدي حماس ، واجتياح نقاط الحماية العسكرية المحصنة بعد ان نجحت في التغلب على دفاعات اسرائيل ..
ورغم المجازر البشرية والقصف الجوي والصاروخي الذي نفذه العدو الاسرائيلي على قطاع غزة واستهداف المدنيين العزل باستشهاد وجرح الآلاف من الفلسطينيين وتدمير غزة بالكامل ، الا اننا نقول اصبحنا امام مشهد سياسي تأريخي جديد فيه تغيير في صورة الخارطة السياسية الفلسطينية هي اضافة ثورة شعبية ووطنية حطمت الترسانة العسكرية الاسرائلية ، ونظرية الامن الاسرائيلي التي تعتبر ان اسرائيل تتفوق على كل اعداءها وكذلك نظرية الردع التي تركز على التخويف من القوة الضاربة .
وفي هذه الظروف الحاسمة في حركة التاريخ الفلسطيني وبعد ان انكشف كل شئ ، يجب عدم التستر على الواقع المتخاذل، فالدواء الناجح يكمن في التشخيص الناجح ، فأن موقف التجاهل واغماض العيون والمداراة هو موقف يتهاون بل يتأمر على موقف الفلسطينيين .
ان الواجب القومي والشعور بالانتماء العربي الحقيقي ، لمواجهة العدوان الصهيوني على غزة واصرارها على مواصلة التدميروهدم المنازل وقتل الاطفال والشيوخ الفلسطينيين، وقطع الماء والكهرباء عنهم ، يتطلب موقف عربي شعبي يقف الى جانب الشعب الفلسطيني ، يفضح حقيقة التطبيع مع الكيان الصهيوني ، وكشف الستار عن مقوماته وارتباطاته التأريخية والسياسية ، الذي نتج عنه الابتعاد العربي عن السياسة المؤيدة للمقاومة الفلسطينية وادانتها ، وعدم الاكتفاء بالادانة ، بل اصرار البعض ممن يدعون الانسانية على تقديم المساعات اللوجستية للعدوان الصهيوني على غزة ، وهذا الدور العربي المتراجع ، والسياسة العربية غير المستقلة من اجل مصالحها الشخصية مع الولايات المتحدة الامريكية التي تهدف الى اجتذاب المنظمات اليهودية واعتبارات التمويل السياسي التي تدفع اعضاء الحزبين في الكونغرس الى تبني مواقف داعمة لعدوان اسرائيل وان تعارض مع مواقف غالبية الجمهور الامريكي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سائق يلتقط مشهدًا مخيفًا لإعصار مدمر يتحرك بالقرب منه بأمريك


.. إسرائيل -مستعدة- لتأجيل اجتياح رفح بحال التوصل -لاتفاق أسرى-




.. محمود عباس يطالب بوقف القتال وتزويد غزة بالمساعدات| #عاجل


.. ماكرون يدعو إلى نقاش حول الدفاع الأوروبي يشمل السلاح النووي




.. مسؤولون في الخارجية الأميركية يشككون في انتهاك إسرائيل للقان