الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيسنجر احد بناة السياسة الشيطانية لأمريكا

طاهر مسلم البكاء

2023 / 12 / 1
سيرة ذاتية


أعلن صباح الخميس 30تشرين ثاني، وفاة هنري كيسنجر "في منزله في كونيتيكت".عن عمر يناهز 100 عام،وهوسياسي أمريكي، ودبلوماسي، وخبير استشاري جيوسياسي، اشتهر ببنيته الصغيرة وصوته الأجشّ ولهجته الألمانية الطاغية،وأعتبره البعض حكيما ،فيما يعتبره البعض الآخر مجرم حرب .
كان بالأصل لاجئ يهودي هرب مع عائلته من ألمانيا النازية عام 1938، وقد انضم إلى وحدة مكافحة التجسس في الجيش قبل أن يواصل دراسته في جامعة هارفرد العريقة .
عينه الرئيس الجمهوري ريتشادر نيسكون مستشارا للأمن القومي في العام 1969 ومن ثم وزيرا للخارجية عام 1973 ،ورغم استقالة نيكسون عام 1974 جراء فضيحة ووتريغيت، صمد كيسنجر في منصبه وزيراً للخارجية في عهد خلفه جيرالد فورد حتى العام 1977،ليصبح كيسنجر شخصية رئيسية في دبلوماسية الولايات المتحدة في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية ،وقد طبع بصمته على الدبلوماسية الأميركية، حتى بعدما ترك منصبه .
تشمل مساهمات كيسنجر كوزير للخارجية دعم إسرائيل خلال حرب الشرق الأوسط في عام 1973، والتوسط في مهمات الدبلوماسية الجوالة في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وإقامة علاقات مع الصين، وتنفيذ سياسة التقارب مع الاتحاد السوفييتي،واشتهر بالواقعية السياسية ، كما في مفاوضاته لإنهاء التدخل الأمريكي في حرب فيتنام،بعد ان لمس الخسائر والتعثر الأمريكي هناك .
سياسة شيطانية
ـــــــــــــــــــ
ارتبط كيسنجر أيضًا بسياسات وصمت صورة أمريكا المارقة في العالم ، مثل تورط الولايات المتحدة عام 1973 في انقلاب تشيلي، وإعطاء الضوء الأخضرإلى المجلس العسكري في الأرجنتين لحربهم القذرة، ودعم الولايات المتحدة لباكستان خلال حرب بنغلاديش على الرغم من الإبادة الجماعية التي ارتكبتها باكستان بحق بنغلادش.
بعد تركه الحكومة، أسس شركاء كيسنجر، وهي شركة استشارات جيوسياسية دولية. كتب كيسنجر أكثر من اثني عشر كتابًا في التاريخ الدبلوماسي والعلاقات الدولية.
كيسنجر والعراق
ــــــــــــــــــــــــ
وصف كيسنجر النظام البعثي في العراق بأنه تهديد محتمل للولايات المتحدة واعتقد أن بناء إيران ودعم البيشمركة هو أفضل ثقل موازن .
كيسنجر وحرب تشرين 1973
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد حوالي أسبوع من انتهاء القتال في حرب الاستنزاف ،وعد كيسنجر رئيسة الوزراء الإسرائيلية جولدا مائير بتعويضها خسائرها في المعدات الحربية، لكنه سعى في البداية لتأجيل شحنات الأسلحة إلى إسرائيل ، طلبت مائير ما قيمته 850 مليون دولار من الأسلحة والمعدات الأمريكية، وبدلاً من ذلك، أرسل نيكسون ما قيمته نحو ملياري دولار مما أثار غضب الملك فيصل ملك المملكة العربية السعودية، ورد في 20 تشرين اول 1973، بفرض حظر شامل على شحنات النفط إلى الولايات المتحدة، لتنضم إليه غالبية الدول العربية المنتجة للنفط .
وفي 7 تشرين الثاني 1973، سافر كيسنجر إلى الرياض للقاء الملك فيصل وطلب منه إنهاء الحظر النفطي مقابل الوعد بالتساوي في النزاع العربي الإسرائيلي، وعلى الرغم من كل جهود كيسنجر لإغرائه، رفض الملك فيصل إنهاء الحظر النفطي الذي استمر حتى 19 آذار 1974، حيث أنهى الملك الحظر النفطي، بعد أن أقنعه السادات أن الولايات المتحدة كانت أكثر عدالة ،وبعد أن وعد كيسنجر ببيع أسلحة للسعودية كان قد رفضها سابقا ً، على أساس أنها قد تستخدم ضد إسرائيل .
كانت المفاوضات مع السادات أكثر ثمارًا لكيسنجر وللصهيونية وإن لم تكن خالية من الصعوبات ، وشهدت هذه الخطوة دفئا ً في العلاقات المصرية الأمريكية ،أودت بالسادات الى حتفه ،اذ ان كيسنجر تمكن من خداع زعماء العرب المعتوهين ، وترك فلسطين محتلة وحتى يومنا الحاضربدون مقابل .
شخصية كيسنجر والسياسة الدولية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ظلّ كيسنجر حتى وفاته فاعلاً على الساحة السياسية الدولية ولم يثنه تقدّمه في السنّ عن السفر ولقاء الكثير من قادة العالم، وكان آخر محطاته الرئيس الصيني شي جينبينغ الذي التقاه في تمّوز الفائت في الصين، وأشاد شي به يومها قائلا إنه “دبلوماسي اسطوري”.
ووصف السفير الصيني لدى الولايات المتحدة شي فينغ وفاة كيسنجر بأنها "خسارة كبيرة"، وكتب الدبلوماسي الصيني عبر منصة اكس "أنا حزين جدا" لوفاة مهندس التقارب بين وواشنطن وبكين في السبعينات.
وأشاد رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا ب"مساهمات كيسنجر القيّمة في السلام والاستقرار" في آسيا و "لا سيما تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة والصين" .
وهناك من يعتبر سياسة اليد الممدودة التي انتهجها كيسنجر تجاه الصين ،العامل الرئيس الذي وضع حدا ً لعزلة العملاق الآسيوي وساهمت في بروز بكين كقوة اقتصادية كبرى على الساحة الدولية .
ومن مساهماته الشيطانية البارزة قيامه بسرية تامة بمفاوضات لوضع حد للحرب الفيتنامية فيما كان قصف هانوي قائما ً ومستمرا ً .
جائزة نوبل اعطيت للكثير من الشخصيات الدموية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حاز كيسنجرفي 1973، تقديراً لجهوده السلمية خلال حرب فيتنام، جائزة نوبل للسلام مناصفة مع الفيتنامي لي دوك ثو بعد التوصل إلى وقف لإطلاق النار في إطار النزاع، في ظل ظروف مثيرة للجدل، حيث استقال عضوان من اللجنة احتجاجًا على ذلك، سعى كيسنجر لاحقًا ً دون جدوى، إلى إعادة الجائزة بعد فشل وقف إطلاق النار.
وأثار هذا الخيار جدلا كبيرا ورفض دوك ثو الجائزة معتبرا أن الهدنة التي تم التفاوض بشأنها لا تحترم، فيما لم يتوجه كيسنجر إلى اوسلو خوفا من التظاهرات المناهضة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تطبيق يتيح خدمة -أبناء بديلون- لكبار السن الوحيدين ! | كليك


.. تزايد الحديث عن النووي الإيراني بعد التصعيد الإسرائيلي-الإير




.. منظمة -فاو-: الحرب تهدد الموسم الزراعي في السودان و توسع رقع


.. أ ف ب: حماس ستسلم الإثنين في القاهرة ردها على مقترح الهدنة ا




.. متظاهرون مؤيدون لفلسطين يلاحقون ضيوف حفل عشاء مراسلي البيت ا