الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حرب إبادة البشر وإبادة المرافق التي تخدم البشر

سعيد مضيه

2023 / 12 / 1
القضية الفلسطينية


ااجتثاث واسع النطاق للشعب الفلسطيني ، وليس حماس فقط.

لبروباغاندا الإسرائيلية حول مستشفى الشفاء بغزة اتخذت ستارا لتغطية حرب إبادة العرق التي شنتها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني بالقطاع. ثلاثة كتاب استقصاء أميركيين أجمعوا على أن حكاية المستشفى أكذوبة اخترعتها قيادة الجيش، إذ خططت لإبادة البشر ،وهي الغاية من جميع الغزوات الإسرائيلية. ليست أذا فشلا للمخابرات، حيث انها –ونكرر- اختلاق . إسرائيل لا ىخوض حربا ؛ إنها تقوم بإبادة البشر وترحيلهم. لكن فضائياتنا بسذاجة تزعم أن ما جرى "فشل استخباري"، الى جانب "فشل العدوان في تحقيق أي من أهدافه"؛ ونسمع إصرار نتنياهو على مواصلة حرب إبادة الجنس لتحقيق هدف مضمر يستحيل أن يعلن عنه المعتدي في أي حرب: ضم أراض جديدة بهدف الاستيطان. لإخراج مستشفى الشفاء ، المرفق الطبي الحيوي لم يكتفو ا بإخرج المرضى والكادر الطبي بل دمروا الأجهزة والمعدات . تم تفجير مولدات الكهرباء وأجهزة الأكسجين.

دحض حملة البروباعاندا ثلاثة من كتاب الاستقصاء الأميركيين، والاستقصاء بحث عما تخفيه الميديا الرئيسة لأنه من صلب أهداف النظام التي يتستر عليها ، وتتعمد ميديا التيار الرئيس إخفاءها ، حيث ان وظيفتها هي التضليل ونشر الوعي الزائف. صحفيو الاستقصاء يكرسون الجهود لكشف ما يتوصلون اليه من حقائق مخفية. أولهم غاري بورات ، صحفي ومؤرخ يكتب في السياسات الأميركية للأمن القومي. كتب في 15 نوفمبر:

الهجوم على مستشفى يعد انتهاكا لقواعد الحرب؛ تبرر قوات الجيش الإسرائيلي هجومها بالادعاء ان الشفاء استخدم طويلا غطاء مدنيا طبيا لمركز قيادة عمليات حروب حماس جميعها ولتخزين الأسلحة. خدعة إسرائيل للمرور الى إبادة المرفق الحيوي للبشر في غزة.
ادعاء إسرائيل ان أكبر مركز طبي في غزة يوفر الغطاء لحماس هو اطول موضوع تداولته البروباغاندا الإسرائيلية خلال 15 سنة ، يرجع الى الأبام الأولى لحرب عام 2009. فقد أبلغ يوفال ديستكين، رئيس استخبارات الشين بيت، عاموس هاريل، رئيس تحرير هآرتس، ان "العديد " من قادة حماس "يُعتقد" انهم مختبئون في الطوابق الأرضية لمسنشفى الشفاء، وان الإسرائيليين عرفوا كل شيء عن هذه الطوابق تحت الأرض لأن المصريين بنوها وأعاد الإسرائيليون تأثيثها في منتصف ثمانينات القرن الماضي.
وشرح ديتسكين لهاريل ان حماس واثقة انها لـن تهاجم بسبب المرضى في الطوابق العلوية. تصرف هاريل بامانة كافية فكتب ان من اتصل بهم من الفلسطينيين أبلغوه ان كبار قادة حماس لم يمكثوا في موقع واحد على الدوام ، بل تنقلوا باستمرار من موقع لآخر.
تضمن تقرير هاريل الصحفي أيضا كشفا- واضح من مصدر فلسطيني – أثار أسئلة حول خط البروباغاندا الإسرائيلي الرسمي. فقد كتب هاريل : "بعض الطوابق التي يستعملونها مربوطة بأنفاق بنتها حماس في السنوات الأخيرة ". الأنفاق مستقلة عن المستشفى.
في العام 2014 كرر جيش الاحتلال الادعاء كتبرير لمهاجمة المستشفى . فقد نشرت الواشنطون بوست في 15 تموز2014 ان قادة حماس يختبئون سرا في الطوابق الأرضية للمستشفى أياه، ويمكن رؤيتهم بالممرات وبالمكاتب". لم ير مراسل البوست قادة حماس في المستشفى، ولو شاهد لوصف المشهد وعرّف بشخصية حمساوية او اثنتين.
وفي 27 اكتوبر الماضي ادلى الناطق بلسان جيش الاحتلال ، الأدميرال دانييل هاغاري، بحديث مختصر لممثلي الصحافة حول الخطوط الرئيسة لموقف إسرائيل فيما يتعلق بمستشفى الشفاء. فهو القاعدة الرئيسة لعمليات حماس العسكرية، وان حماس تستخدم "عدة انفاق داخل وأسفل " المستشفى.هكذا "فقرع الطبول حول ما يزعم بوجود قيادة العمليات بالطوابق السفلى تبدو قضية زائفة من بدايتها ، هدفها ممارسة الضغوط على النظام الطبي ، أي إغلاق مستشفى الشفاء ، أكبر المشافي بالقطاع لخلق أكبرقدر من المكابدة لسكان القطاع. القصة التي لم يتحدث عتها أحد"، كتب غاري بورات.

وكاتب آخر ، نيفيه غوردن ، الأستاذ السابق للعلوم السياسية بجامعة بار إيلان بإسرائيل، معارض للاحتلال ؛ ونظر للا ديمقراطية النظام السياسي بإسرائيل اضطر للخروج أستاذا زائرا بقسم الشئون السياسية والدراسات الدولية بجامعة ليفيرهولمه ومشارك في الكتابة بنشرة "من أجل هيمنة حقوق الإنسان". عنوان مقالته :"لماذا تقصف إسرائيل مستشفى الشفاء وسيارات الإسعاف؟ يتوسع الكاتب في ذكر جرائم العدوان فيتطرق الى نماذج الإبادة المتبعة في هذا العدوان غير المسبوق. كل ذلك من أجل ’الانتصار‘ ". يقول غوردون:
يبدو أن هناك إجماع بين الإسرائيليين على ان نصرا من أي نمط لا يتحقق إلا من خلال إغراق القطاع بالفوضى ؛ وإلا فكيف نفسر لماذا يتعرض الناس ، وهم هاربون الى الجنوب الذي قال عنه الجيش أنه آمن، يضربون بقسوة ، وسمع أكثر من صوت في الميديا الرئيسة ينتقد الهجوم؟.. بالنسبة للإسرائيليين "كسب الحرب " يبدو مبررا لأي عنف. إن تدمير 50 بالمائة من البيوت السكنية بالقطاع وترك 10 بالمائة أخرى غير قابلة للسكن، لا يهم أغلبية الإسرائيليين. حوالي 70 بالمائة من ال 2.3 مليون، سكان غزة قد أجبروا على مغادرة أماكن إقامتنهم بسبب قصف القنابل والغارات.

سيبدو جليا ان الإسرائيليين يقبلون أن "الانتصار" يفترض قتل ستة أطفال بالمعدل كل ساعة منذ 7 اكتوبر ، وتحويل غزة الى "مقبرة للأطفال"، كما صرح أنطونيو غوتيريش امين عام المنظمة الدولية.
قتل آلاف المدنيين وترحيل جماعي للسكان والتدمير المفرط للأماكن المدنية كل ذلك "تدمير جانبي" مشروع.
يفضح غوردون الغاية من التدمير والإبادة ؛ تهيئة شمال غزة للاستيطان وإحداث نكبة ثانية للفلسطينيين!
بالنسبة لليمين المتدين مجزرة حماس الشريرة فرصة لإعادة استيطان القطاع بالمستوطنين المتدينين. إن إعادة الاستيطان ، على كل حال، جزء من خطة اكبر لتهويد المنطقة بكاملها. فالمستوطنون التابعون لهذه الفئة يقومون بطرد التجمعات الفلسطينية من التلال شرقي رام الله ووادي الأردن والتلال الجتوبية لمدينة الخليل بالضفة الغربية . و"النصر" في نظرهم إكمال النكبة مرة وإلى الأبد عن طريق إحلال اليهود محل سكان البلاد الأصليين في أرض التوراة الإسرائيلية.
"الانتصار" ينطوي على اجتثاث واسع النطاق للشعب الفلسطيني ، وليس حماس فقط.
ليس سوى اقلية ضئيلة من الإسرائيليين يرفضون هذه الأنماط من "الانتصار"، ويطالبون بوقف فوري لإطلاق النيران.
بالنسبة لهذه المجموعة شعار " معا سننتصر" لا يقتصر على الاستثنائية اليهودية الحاكمة في إسرائيل ( وفي مناطق أخرى في أرجاء العالم)، إنما المقصود ائتلاف يهودي –فلسطيني ، شيئ ما يبدو في الوقت الراهن حلما بعيد المنال. هذه الرؤية النبوئية ، على كل حال، هي الفكرة الوحيدة للانتصار التي تستحق الكفاح من أجلها. أملنا الوحيد في مستقبل سلمي فوق الأرض التاريخية .

وينزل كريس هيدجز صحفي الاستقصاء الجذري ، يتحرى كل ما يتعلق بالمخفي من أهداف النظام وحلفاء النظام. مقالته في 22 نوفمبر/ تشرين ثاني الجاري تكشف كل ما يتعلق ب "لغز " الهدف المعلن "حرب إسرائيل على المشافي"، وكذلك يحذر من العواقب الكارثية على إسرائيل لافتعال الحروب الذي لا يتوقف :
إسرائيل لا تهاجم المستشفيات في غزة لأنها " مراكز قياة لحماس"؛ بصورة ممنهجة وبتعمد تقوم بتدمير البنى التحتية الطبية كجزء من حرب الأ{ض المحروقة لجعل القطاع غير قابل للسكن وتصعد ازمة إنسانية . فهي ترمي لطرد 2.3 مليون فلسطيني عبر الحدود المصرية ، حيث لن يعودوا أبدا.
يجري تفجير سيارات الإسعاف وقطع الطاقة والمياه ، ووقف التزود بالخدمات الطبية . لا يوجد مخففات الألم ولا مضادات الحيوية والأكسجين.
عشرات آلاف الفلسطينيين أجبروا على ترك بيوتهم بعد تفجيرها ويبحثون عن مأوى من قصف لا يتوقف عن طريق الاستقرار حول مستشفيات غزة؛ غير ان إسرائيل لم تمتثل لميثاق جنيف ومن ثم فهي لا تخوض حربا ، إنها تمارس إبادة العرق ؛ وفي إبادة العرق يجري القضاء على السكان وكل ما يحافظ على بقاء السكان.
في دلالة مشؤومة بأن إسرائيل سوف تتحول الى الفلسطينيين بالضفة الغربية حال الانتهاء من غزة ، رأينا العربات المسلحة تحيط بمستشفيات الضفة ، ابن سينا تعرض لغارة الجنود الإسرائيليين مع مستشفي القدس الشرقية.
دولة المستوطنين الإسرائيليين الكولنيالية تأسست على الأكاذيب؛ وهي بالأكاذيب تحافظ على البقاء. في الوقت الراهن حين تقرر مواصلة أسوأ مجزرة وتطهير عرقي للفلسطينيين منذ نكبة 1948 ، التي شهدت طرد 750000 فلسطيني من ديارهم وقتل 50000 على أيدي الميليشيات اليهودية فإنها تبصق سخافة بعد أخرى. تقول ان الفلسطينين ليسوا بشرا، لا وجود لأمهات وآباء ومعلمين وأطباء ومحامين وشعراء وسواق تكسي وأصحاب محلات؛ الفلسطينيون حسب الهراء الإسرائيلي، وباء يجب استئصاله. راقبوا هذا الفيديو لتلاميذ مدرسة إسرائيلية يغنون ،"سوف نبيد كل فرد " في غزة.
شبيبة هتلر اعتادوا ترديد أغنيات عن اليهود مثيلة لهذه الأغنية.
كل من يأخذ على عاتقه مثل مشاريع الفتل هذه يكذب لتجنب ضرب معنويات جمهوره؛ كما يخدعون الضحايا لكي يصدقوا أنهم لن يطالهم الإفناء ويقفوا بعيدا عن اللعبة . زعم النازيون ان اليهود المحشورون في القطارات الى معسكرات الإبادة ظنوا انهم ذاهبون الى العمل وسينالون عناية طبية جيدة والطعام الملائم. كان اليهود يبادون بينما منظمة الصليب الأحمر الدولي تعتقد انهم يتلقون معاملة جيدة. منعت إسرائيل الصحافة الأجنبية من دخول غزة ، نفذوا بضع جولات صحفية مصممة بحرص على أيدي الجيش.
لكن من سوء حظ نتنياهو ان الإعلام أشاع الجريمة على نطاق واسه فهب الملايين يستنكرون ويطالبون بوقف إطلاق النار
ترغم إسرائيل 1.1 مليون فلسطيني على الرحيل جنوبا وتقوم بقصفهم بقنابل من الجو وهم هاربون. هؤلاء اللاجئون ينقصهم الطعام والماء والوقود وخدمة النظافة، وسوف يصابون بمختلف الأمراض والأوبئة .

سوف تدون الأكاذيب في الكتب المدرسية الإسرائيلية؛ وسوف تكرر الأكاذيب بلسان سياسيين و صحافيين ومؤرخين ؛ وسوف تبث على التلفزة وفي الأفلام . الإسرائيليون ضحايا دائمين ، والفلسطينيون هم الشر المطلق ؛ لم تحدث إبادة جنس.
الأكاذيب دفاع يقي من المحاسبة ، ذلك ان إسرائيل إذا رفضت الاعتراف بالحقيقة فلن تضطر على الاستجابة للواقع . الأكاذيب تخلق مفارقة إدراكية ؛ حيث الحقيقة تغدو بدعة والبدعة تغدو حقيقة . الأكاذيب تجعل من المستحيل أي مناقشة للإبادة اوحدوث مصالحة.
بدعم من إدارة بايدن سوف تواصل إسرائيل قطع مرافق تحلية المياه والمصانع والمزارع والشقق السكنية والبيوت. وسوف تتظاهر إسرائيل، شأن جميع القتلة في حملات إبادة الجنس السابقة، انها لم تحدث أبدا.
سوف تستهلك المجتمع الإسرائيلي؛ أكاذيب إسرائيل كي تعفي نفسها من المسئولية؛ سوف تدمرحيا ة المجتمع الأخلاقيه والمدنية والدينية والثقافية والسياسية. وسوف ترفع مجرمي الحرب الى أبطال وتشيطن من يتمسكون بالضمير. إبادة الجنس التي تقترفها إسرائيل، شأن المجزرة الجماعية في أندونيسيا عام 1965 سوف تتم أسطرتها (من أسطورة) معركة ضد الشر والبربرية ، تماما مثلما أسطر الأميركيون إبادة السكاتن الأصليين ، وحولت المستوطنين والقتلة ووحدات الخيالة منفذي الاغتيالات الى أبطال.
القتلة في حرب اندونيسيا ضد الشيوعيين يُذكرون بالهتافات في المظاهرات كمنقذين؛ اجريت معهم مقابلات حول المعارك "البطولية "التي خاضوها قبل سنة عقود تقريبا. وسوف تقوم إسرائيل بنفس الأمر؛ سوف تبدل سحنتها، سوف تحتفي بجرائمها ، تحول الشر الى جيد، وسوف توجد وسط خرافة تصنعها بنفسها . الحقيقة سوف تطرد ، كما هو الأمر مع جميع أنظمة الاستبداد؛ إسرائيل ، الوحش تجاه الشعب الفلسطيني ، سوف تكون وحشا تجاه ذاتها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفاصيل بنود العرض الإسرائيلي المقدم لحماس من أجل وقف إطلاق ا


.. أمريكا وفرنسا تبحثان عن مدخل جديد لإفريقيا عبر ليبيا لطرد ال




.. طالب أمريكي: مستمرون في حراكنا الداعم لفلسطين حتى تحقيق جميع


.. شاهد | روسيا تنظم معرضا لا?ليات غربية استولى عليها الجيش في




.. متظاهرون بجامعة كاليفورنيا يغلقون الطريق أمام عناصر الشرطة