الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ذَلِكَ الشَّيْءُ الذِي ...

عبد الله خطوري

2023 / 12 / 1
الادب والفن


إنه جيل صغير مفعم حركة وحيوية .. داخل البلدة الصغيرة يعيشون .. مِن عائلات معوزة ينحدرون أغلبها تقتات من ذلك الشيء المستورد، يمارسونه علنا أو سرا سيااان .. يستقبلك مَنْ يستقبلك فيما يشبه بيتًا طينيا من تلك الدور الواطئة الخلفية .. يهش في وجهك بريبة ملتبسة، خليط بين التوجس والوجل والحيطة وعدم الاكتراث .. تهرول إحداهن تستحث أخرى ممن هن تحت سقفها لتجهيز اللازم .. وتدخل المطبخ تعد الشاي أو ما يشبه الشاي .. يستقبلونك بحفاوة كأنك أحد معارفهم .. تأكل الخبز وإياهم. تتبادل أطراف الحديث في شؤون الحياة المختلفة، ومن لحين لآخر، يتبادر إلى سمعك صوت طفل يراجع دروسه بصوت مرتفع أو رضيع يوعوع أو هرة تموء بضراوة؛ وفي أحايينَ كثيرة، تمتزج هذه الأصوات المتشابكة بلهاث نشاز خفي لشيء ما يحدث في زاوية ما .. لقد غدا كل شيء عادي هنا مذ غادر الأجانب المكان بزبانيتهم وزنازنهم وصلف حديدهم المسلح .. هم على وعي بهذا الوضع المستشري، لذلك تجد البعض يعمل جهده ينتشل شهادة مدرسية كيفما كانت ويخرج من البلدة النائية لا يعود إليها أبدا .. يأخذ العائلة والحوائج يقلع جذوره من جذورها غير نادم أو متردد ينصرفُ بلا نِيّة في أوبة كيفما كانت؛ بيد أن هذا الحل صعب جدا على الكثيرين في ظل الظروف الراهنة التي يغطس فيها الجميع؛ لكن، بعضهم نجح في ذلك .. نعم، غير أن وقتا يمر قصير أو طويل يعتريهم ما يعتريهم فيعودون أدراجهم من حيث ذهبوا لا يلوون على شيء .. أثبت التجربة ذلك مرارا .. بحنق ذهبوا بخفي حنين يؤوبون ناكسي الرؤوس كارهين حياة الزفت بما ضاقت وبما رحبت .. تبا .. عيشة الضنك كَفَنٌ جماعي في الحياة لا مفر منه .. اوووف .. لا مفر .. أولئك الصغار، رغم كل شيء، رغم كل ما خبروه مِن تجارب مَن سبقوهم، يصخبون في وجوه بعضهم البعض يضحكون يأتون المدرسة، هكذا، لأن سببا ما، لنقل الصدفة مثلا، هي التي تدفعهم للمجيء إلى حجرات درس يلجؤون إليها ربما فرارا من مجالات أكثر ضيقا وخنقا للنفس .. بعضهم لا يستمر .. بعضهم يعمل أعمالا أخرى تفرغ الجهد تقلل التركيز، آخرون يعضون بالنواجد على مواظبتهم كي يخرجوا بورقة تنقذهم من الطوق الذي يحسونه مفروضا على رقابهم .. سهلٌ أن يحكم مُدرسُ المدرسة على إنجازات أحدهم بقيمة معينة تقيس مهارات محتملة لديهم ومدى مسايرتهم للمكتسبات التي يتدربون عليها في إطار معارف مقررة؛ لكن، العسير هو إدراك حواسهم بوضعياتهم الخاصة، أحلامهم، طموحاتهم، أمانيهم ورغباتهم والعراقيل التي تقفُ أحجار عثرات في طرقهم المعقوفة المتشعبة غير الَّلاحبة .. اُوووف .. يعلمون أن آنكبابهم هكذا على المجيء والذهاب لا يعدو ان يكون عادة من العادات آعتادوها وكفى، قد تسفر عن نتيجة معينة أو تنتهي بهم إلى بِرَك آسنة أشد شراسة ليست تجود إلا بفاقاعات فارغة لا جدوى منها .. لكنهم؛ رغم ذلك، ينخرطون في اللعبة حتى نهايتها التي بلا نهاية و .. ينتظرون .. ربما ربما ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفلسطينيين بيستعملوا المياه خمس مرات ! فيلم حقيقي -إعادة تد


.. تفتح الشباك ترجع 100 سنة لورا?? فيلم قرابين من مشروع رشيد مش




.. 22 فيلم من داخل غزة?? بالفن رشيد مشهراوي وصل الصوت??


.. فيلم كارتون لأطفال غزة معجزة صنعت تحت القصف??




.. فنانة تشكيلية فلسطينية قصفولها المرسم??