الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لمحات من السياسة الامريكية المعاصرة في العراق والشرق الأوسط

محمد رياض اسماعيل
باحث

(Mohammed Reyadh Ismail Sabir)

2023 / 12 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


1- امريكا تريد ان تحافظ على هيمنتها على العالم، فهي تعلم بان المال يصنع الحضارة، وان الرجال تصنع المال، فهو يحارب او يحاول محاربة كل دوله غنيه لكي لا ينافسها في حضارتها ورقيها، وتحاول ان تحطم الناس والمنظومة الاخلاقية القائمة في مجتمعاتها لئلا يتمكن من صنع المال، وتوظف في ذلك الوسائل العصرية. وهي تحاول حلبها من الموارد الطبيعية لكي لا تغتن وتوظفها لخدمة سياساتها في المنطقة والعالم.
2- امريكا اتبعت سياسة الاحتواء المزدوج جراء الحصار على العراق نهاية القرن المنصرم، وهي اضعاف الحكومة العراقية ونزع (سلاحها المدمر) من جهة ومن جهة اخرى حلبت الخليج!
3- هل كانت هناك مؤامرة على الشعب العراقي:
• ان الغزو هو المبرر لفرض العقوبات، فاقتادت حكومة العراق (بحسن نية من العراق او بتواطؤ منه) الى غزو الكويت. حيث تعلم أمريكا انه عندما يضعف صدام يستجيب وعندما يقوى يرفض.
• ان ازمه النظام السياسي في العراق في الحقبة المنصرمة هو انتهاك حقوق الانسان، اباده العراقيين في السجون والتعذيب العرقي والمذهبي والعقائدي واستباحه المدن..
• لم تتوفر في العراق مؤسسات دستوريه وكان النظام له اجنده معلنه واجنده سريه، وكذلك أمريكا.. المفروض البحث باستفاضة في جذور غزو الكويت وحرب إيران لمعرفة تلك الاجندات. فنائب الرئيس الامريكي قبل غزو الكويت التقى صدام حسين في الموصل، وصرح بعد ذلك اللقاء بانه "يجب ان يعود العراق عسكريا الى ما كانت عليه قبل حرب إيران".
• استخدم النظام العراقي الجيش في قمع الشعب، وقام بتطوير اسلحته لتصدي الطائرات الأمريكية!!
4- الجوانب الأخلاقية ليست واردة في معادلات السياسة الدولية للأمم المتحدة، المعادلة فيها طرفان امريكا والنظام العراقي، عمليا وضعت الأمم المتحدة آليه لعدم تكرار العراق حماقاتها وذلك بأسلوب الحصار! الذي أضر الشعب العراقي وحده، وكانت أمريكا في الواقع هي (صانعة القرار) وكانت تهدف الى اضعاف النظام ومحاسبته، وتقويه سيطرتها على الخليج.. ومن مقولات العجوز الراحل كيسنجر "خطر ترك منطقة الشرق الاوسط لقرارات حكومات المنطقة، وضروري ان تتدخل امريكا في صناعه القرار".
5- ووقف التحالف الغربي وراء أمريكا في استصدار القرارات، ولعبت أدوارها المزدوجة في سيناريوهات تلك القرارات بالتضامن، ففي الوقت التي ايدت فرنسا قرار الحصار، ارسلت وزير ماليه فرنسا الأسبق لينحني امام صدام حسين لإطلاق سراح الرهائن عام 1991!
6- ان تهيئة الظروف لرفع الحصار كانت مسؤولية النظام العراقي ويفترض ان يتحملها، وليس الشعب العراقي الذي فرض عليه ذلك الحصار! كان الشعب العراقي ضعيف امام حكومته، فان عيش الفرد العراقي كان معتمدا على النظام ( ولايزال للأسف)، وكما كان يعتش على النظام كل تجار المنطقة في الدول المجاورة لها، كانت سوريا تشتري النفط العراقي ب 14 دولار وكان سعره في السوق 25 دولار في عام 2000 و 2001 ، فكانت تبيع نفطها ب 25 دولار وتستفيد سنويا 2.5 مليار دولار جراء ذلك التصدير، كانت تصدر بحدود 150,000 برميل /اليوم، وكذلك مصر فقد بلغت تجارتها مع العراق 3.5 مليار دولار، وكانت الاردن اكثر استفادة لأنها كانت تبيع بضاعة رديئة للعراق مقابل مبالغ طائلة.. اذ استطاع النظام من استمالة دول المنطقة حوله واركع الشعب لحاجته أيضا، وهذا ما يطلق عليه بالنفاق السياسي. أضف لذلك الرشاوي التي كانت تُغدق على الصحافة والاعلام العربي بسخاء غير مبرر..
7- إذا تكلمنا عن موقف العراق تجاه القضية الفلسطينية، فان هذه المواقف كانت أعرق من النظام نفسه، فالعراقيون موقفهم مشهود عام 1948 وعام 1957 وعام 1967 ثم عام 1973..
8- امريكا نصبت الحكام في منطقه الشرق الاوسط والحكام نصبوا الجيش على الشعوب. فأمريكا هي التي تريد بسياستها هيمنة الدولة على الشعوب، وتكيل بمعيار الديمقراطية من جهة ثانيه!
9- الناشطون في الدول الإسلامية كانوا يصدرون من قبل حكوماتهم، كانت الدول تصدر نشطائها الدينيين الاصوليين بأمر من أمريكا، وتبعث بهم الى الشيشان والبلقان وأفغانستان.. وعاضدتهم بالسلاح والمال، ثم هاجمت السياسة التعليمية في تلك الدول! على انها تشجع على الأصولية!! فمن كان يستطيع الخروج بدون اذن الحكومات سابقا ولاحقا في دول المنطقة؟ ان سياسة امريكا بعد احداث 11 سبتمبر تخبطت كثيرا..
10- انا لا اعول على المصادر التي تأتي من مذكرات الشخصيات المتنفذة في الحكومات الغربية لاستقصاء الحقائق، فأغلبها جاءت لكتابه التاريخ الشخصي الطموح لديهم، هذه طبيعة الانسان في حب الشهرة وهي طبيعة مشروعه من وجهه العلوم السلوكية.
11- حذرت امريكا (اداره كارتر عام 1982) الكويت بمناوئتها للسياسة الأمريكية في المنطقة، ودعمها ومساندتها القضية الفلسطينية، ودفعت الكويت ثمنا باهظا لتلك السياسات لاحقا!
12- امريكا كانت ولازالت تمارس الارهاب الاقتصادي، خلال ضغطها على دول المنطقة لانزال سعر برميل النفط المستخرج من تلك البلدان.
13- ثم جاءت أمريكا بالعولمة التي هي نتاج التقدم الصناعي الكبير للغرب، وغلفتها بشعارات الديمقراطية والتحرر الاقتصادي وسوقتها للعالم بهدف الهيمنة على الشرق الأوسط والدول النامية. ان الشرق هي حكومات بدون شعوب، شعوب هجرتها وحكومات تتصرف كيفما تشاء.. ووقفت ضد العولمة اغلب حكومات تلك الدول، وأصبحت تحارب العولمة بتنشيط الأصولية والتطرف الديني! أنك لا تستطيع ان تحترم انسانا في الشرق، حيث نظب في الغالب منهم الابداع والاخلاق واستنفذت فيه القدرات، وان الانسان فيه مسلوب الإرادة ومنافق ويلهث وراء نزعته البيولوجية، فلا يفكر الحكام بان شعوبها راشدة، لذا لا يطلعها على اسرارها ولا يعطيها حق التصرف في ماله وافكاره، فالحكومات تبحث عن خرفان من الشعوب تطيعها، وكلاب تحرسها وقرود تسليها، لم نكن لنسال ذلك لو كان حالنا أفضل ومعيشتنا ممكنة ومستقرة وغير عرضه لتغييرات عنيفة..
14- قال علي صالح السعدي أحد قاده انقلاب الثامن من شباط عام 1963، لقد جئنا للحكم بقطار امريكي، وقال الملك حسين بن طلال بانه تعاون مع CIA في الكويت ومع البعثيين للإطاحة بالزعيم عبد الكريم قاسم والقيام بثوره شباط 1963 علما بان الذين تصدوا لقاسم عام 1959 كانوا بعثيين مدربين من قبل CIA. وعبد الكريم قاسم ابن عصره ووليد الصراع الانكلوامريكي للهيمنة على المنطقة في حينها، وهو كان يفكر بالطريقة التي كانت سائدة في زمنه وليس من المنصف الحكم عليه من المنظور الحالي، ولكن يمكن لنا القول بانه وقع في فخ ردود الأفعال، ففتح لنفسه في حينها جبهات عديده مثل شركات النفط، إيران، عبد الناصر والكويت وهي غير مقبولة سياسيا، اي ان ادارته للسياسة الخارجية لم تكن رشيدة..
15- لا نستطيع ان نقول بان حكام العرب كانوا خونة عام 1949 عام التآمر على بيع فلسطين، ولكن نستطيع ان نقول كان سوء تقدير من قبلهم، فهم اندفعوا بدافع (وخزة ضمير) مما جعلتهم تحت ضغط الجماهير لكي يبدؤا بالعمل لتحرير فلسطين، لا يمكن القول بملأ الفم بأنهم خونة جميعا..
16- تغيير نمط التعليم الديني في السعودية هو أحد مطالب امريكا فهي تريد ان يزج بتدريس الرياضيات والعلوم والإنجليزية في المدارس الدينية، لكي ينور الدارسين ويفتح افاقهم على الحياة في مرحله حساسة من الطفولة وجعلهم اقل راديكالية وتطرف..
17- اتهام امريكا للسعودية وحملتها الإعلامية ضدها كانت تصب في جوهر التعليم الديني، أي منهجيه التعليم الديني والتي تؤدي الى التعصب الاعمى واختلاق مفاهيم ارهابيه اي تتحول الى صراع حضارات بشكل او باخر. وقد قامت منظمه حقوق الانسان بحمله قاسية على السعودية كانت رد السعودية بانها تطبق الشريعة الإسلامية في احكامها على الناس لتحقق العدالة وفق ما تراها الشريعة وليس وفق مفاهيم منظمه العفو الدولية، تلك التي تحكم على السعودية بموجب معاييرها الأوروبية. وقد اجابت المنظمة بانها تحاسب وتقيم السعودية وفق المواثيق والعهود والالتزامات التي وقعتها السعودية دوريا مثل حقوق الانسان، حق الدفاع، نبذ التعذيب الى اخره وكانت السعودية تستخدم معايير مزدوجة في هذه الحالات.
18- هناك ضرورة ملحه لتقليص عدد السكان والحد من الزيادة السكانية الذي يجعل استهلاك الماء والغذاء وزيادة الفضلات في نسب غير معقوله، لذلك وجب وضع خطط على المدى البعيد، وليس خطط انيه من خلال تنظيم الأسرة وتقليل عدد افرادها. ان اتفاقيات عالميه كثيره تحاول ان تجعل الحياه ممكنه على كوكبنا مثل اتفاقيه كيوتو للحد من انبعاث غاز CO2 وهناك اتفاقيات لاستخدام المياه الإقليمية التي تشترك بها عدة دول مثل تقسيم المياه بين اسرائيل وسوريا والأردن، فالذي يتفق عليه الاطراف المختلفة يمكن تطبيقه وتنفيذه كخطوة أولى، فهذا يخلق الاستقرار اي ان التفاوض من وجهه نظر اسرائيل هو تحقيق الممكن المتفق عليه من قبل الطرفين، اما غير المتفق فيؤجل النظر فيه دون ابطاء التنفيذ للأشياء المتفقه عليه، وهناك رأي سوري يقول بان اسرائيل تحتل الارض السورية وتريد مناقشه تقسيم المياه وهذه ليست عادلة، ويرى الجانب الامريكي بان في كمب ديفيد تفاوضت مصر مع اسرائيل دون شرط الانسحاب من سيناء، وتدعي سوريا بان اسرائيل تسعى دائما لتنفيذ مشاريع سدود في تركيا لحجب الماء عن سوريا والعراق، وكذلك في الصومال لحجب نهر النيل عن مصر، ان الإجابة هنا يكمن في ان يكون الاتفاقيات برعاية الامم المتحدة وبحضور دول أخرى، ولكن اذا تحدثت عن عده اجتماعات فان الموضوع ميت!
19- ان مراكز الاقتصاد والتنمية ستكون في الدول الاسيوية والافريقية، التي فيها النمو السكاني في زيادة مضطردة، في الوقت نفسه فان الدول الأوروبية في تضاؤل سكاني خطير. تتجه السياسة الامريكية لاحتواء شراهة الصين لبلع تلك المناطق من خلال الاستثمارات الضخمة والتسهيلات الأنية التي تعرضها عليهم، واثبات وجودها بل وتمتينها بأسلوب افتعال الازمات والدخول في معترك الاحداث بحجج تتبدل في كل حقبة، من مكافحة الإرهاب الى الدول المارقة ثم الى حماية الأعراق من بين عشرات الصراعات العرقية والقومية والعقائدية التي تتنوع لتقسم البشر على الكرة الأرضية، وتولد الصراعات والحروب..
في ضوء اللمحات المذكورة أعلاه، يتجسد مقولة كيسنجر (ليس من مصلحة أمريكا حل اية مشكلة في أي مكان بالعالم بل من مصلحتها ان تحرك خيوط المشكلة لمصلحة أمريكا بكل الوسائل والطرق)، واترك البقية لفراسة القارئ الكريم لاستنباط حال الحقبة القادمة في ضوء الشراهة الاستعمارية والتنافس على المصالح لدول المحور الغربي والدول الصاعدة الكبرى في الشرق، تلك التي ستجلب الويلات على دول الشرق الأوسط المتخلفة والنامية إذا بقيت حال سبات شعوبها..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. علماء يضعون كاميرات على أسماك قرش النمر في جزر البهاما.. شاه


.. حماس تعلن عودة وفدها إلى القاهرة لاستكمال مباحثات التهدئة بـ




.. مكتب نتنياهو يصيغ خطة بشأن مستقبل غزة بعد الحرب


.. رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي: الجيش يخوض حربا طويلة وهو عازم




.. مقتل 48 شخصاً على الأقل في انهيار أرضي بطريق سريع في الصين