الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أهل غزة : هل هم من سلالة البشر !!!

سفيان ميمون
كاتب

2023 / 12 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


لم نشهد الحرب العالمية الأولى ولا الثانية ولم نشهد أحداث 8 ماي 1945 في الجزائر ، وإن كانت رواية هذه الأحداث في كتب التاريخ وعلى لسان أجدادنا ممن عايشوا هذه الأحداث كافية للدلالة على همجية وبربرية من لبسوا ثوب الحضارة وارتدوا قبعة الأخلاق والإنسانية منذ الثورة الفرنسية وعصر التنوير الأوروبي ، لكننا اليوم مع أحداث غزة أمام حقيقة لايمكن إخفاؤها وهي ان إنسان الحضارة ليس أوروبيا بالضرورة وأن البرابرة الذين أمعنت في توصيفهم مؤلفات الأنثروبولوجيين ليسوا بالضرورة من يسكنون خلف البحر ..لقد سقط القناع تماما ، تماما تماما ، وسقط معه وهم التنوير وأخلاقه ، وهم الإنسانية والديمقراطية وحقوق الإنسان ...آه ، ربما كان للإنسانية حدود جغرافية وعرقية لاتتعداها ، ربما كان الانسان الأوروبي ومعه إنسان أمريكا الشمالية الذي تنحدر أصوله من اوروبا وحده المقصود بالإنسانية والحضارة و الديمقراطية ، اما الآخرون فليسوا من سلالة البشر ..، لطالما تغنى ألكسيس دي توكفيل بالديمقراطية الأمريكية ، بحق الناس في تشكيل الجمعيات والتنظيمات والمطالبة بالحقوق لكن الوجه الآخر لتوكفيل ورؤيته باعتباره نائبا في البرلمان الفرنسي هو الإمعان في قتل الجزائريين وسلبهم حقوقهم ، هذا هو توكفيل الذي يتغنى بالديمقراطية في الشمال ويدعو لدفنها في الجنوب .
مازال موقف الكثير من الأوروبيين والمسؤولين منهم على وجه التحديد يستعيرون رؤية دي توكفيل حيث الإسرائيلين الذين هاجمتهم حماس في السابع من اكتوبر خلال طوفان الأقصى وحدهم من يحملون صفة إنسان دون بقية الأطفال والنساء الذين نكل بجثثم الكيان الغاصب في أبشع مجزرة على مر التاريخ وثقتها الكاميرات بالصورة والصوت بما لايدع أي مجال للإدعاء أو الشك ، لقد كان توكفيل حاضرا في جوف كثير من المسؤولين الأوروبيين كلما تعلق الامر بالتعليق على مايحدث في غزة ، ذلك مايبرزه أحد الفيديوهات من داخل قبة البرلمان السويدي حينما ألزمت إحدى النائبات من أصول مصرية رئيس الوزراء بالإجابة عما إذا كان ماترتكبه إسرائيل في غزة من قتل للمدنين جريمة حرب ، فكانت الإجابة عن " جريمة " هجوم السابع من أكتوبر في حق الإسرائيليين!!!
الذين يقرؤون التاريخ يعرفون جيدا زيف حضارة الغرب ووهم الإنسانية لديه ، لاشيء تغير ، عقدة التفوق الغربي وعقيدة المصلحة هي نفسها مازالت كما كانت لدى الأنظمة الاستعمارية الغربية ، لكن الذي تغير وحسم المعركة هو إعادة رسم خرائط الانتماء والولاء ، وإعادة تحديد الهويات السياسية من خلال الانخراط في مشروع التطبيع الذي خطط له بنجاح الكيان الغاصب وحلفاؤه وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الامريكية بالشكل جعل أيادي الدول العربية والإسلامية مكبلة بخيوط من حديد ، بما يضعنا أمام رسم جديد للهويات السياسية لا جود فيه لما سمي في وقت مضى بالقومية العربية كتحديد هوياتي ساهم خلال الحروب الماضية ضد اسرائيل في حفظ ماء الوجه .
تفكيك الهويات القديمة في الشرق دبر له بنجاح من قبل الغرب ، من خلال الحرص على تنصيب أنظمة سياسية موالية وزجها إلى مستنقع التطبيع مع الكيان الغاصب حتى إذا هب هذا الكيان لذبح الأطفال والنساء في غزة لم يجد من يقول له كفى...!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعتصامات الجامعات الأميركية وانعكاسها على الحملات الانتخابية


.. ترامب يكثف جهوده لتجاوز تحديات الانتخابات الرئاسية | #أميركا




.. دمار غزة بكاميرا موظفة في الا?ونروا


.. رئيس مجلس النواب الأمريكي يهدد بإسقاط التا?شيرة الا?مريكية ع




.. 9 شهداء بينهم 4 أطفال في قصف إسرائيلي على منزل في حي التنور