الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاستيطان الصهيوني تكرارا للتاريخ

اسامة نعيسة

2023 / 12 / 3
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


د. اسامة نعيسة
خاطرة على هامش احداث غزة؟

الاستيطان القسري والمنمق بالعقائد والايديولوجيا ت الميتافيزيقية جر مأسي وكوارث على سكان منطقتنا , وهو ليس حديث العهد او طارئا عليها ومازالت عالقة في أذهان البشر يتناقلها الناس ,جيلا بعد جيل. هذه الغزوات الاستيطانية متقاربة من حيث المنشأ ومن حيث الاطار العقائدي لها وان كانت تختلف بالمسميات وتتفق من حيث ان مصدرها واحد وهي تجمع لشعوب مختلفة ونماذج بشرية مغامرة تبحث عبر اساطيرها الى أحلام ضبابية غير واضحة , هدفها الوحيد غير المعلن تتبناه في الخفاء غرف مظلمة وهو السيطرة وابتزاز المنطقة شعبا وارضا وخيرات ..... وحتى يقال لم تنهض اوروبا الا بعد الحملات الصليبية المتكررة ونهب ثروات الشرق كله التي كانت متمركزة في الشرق الاوسط؟
الاستيطان الاخير في عصرنا هذا هو ادعاء مجموعة بشرية غير متجانسة عرقيا وثقافيا احقيتهم في ارض فلسطين .... بناء على اسطورة الميعاد من الاله (يهوه) قبل الاف من السنين..؟
لابد ان يظهر لنا سؤال : اين هم الصليبيون ,وجموعهم الغفيرة من بلدان واجناس مختلفة؟ واين هي ادعاءاتهم التي تم حقن تلك الجموع الغازية بمفاهيم عقائدية كتحرير الاراضي المقدسة من الكفر والبرابرة ؟ وكأنما من اتى غازيا وجرف بطريقه حتى مدينة القسطنطينية وقتل اهلها وذبح الالاف من سكان المنطقة هم دعاة الايمان والحضارة؟
قد يكون هذا السرد بديهيا ولكن السؤال المهم اين هم الصليبيون؟ أماراتهم وجيوشهم وأساطيلهم ؟ وأين اختفت قطعانهم المهووسة بالقتل والدمار بعد قرنيين من تواجدهم وعربدتهم على هذه الارض مع كل المآسي و الخراب التي مارسوها على سكان هذه المنطقة؟
ان سقوط العقيدة اللامنطقية للصليبين جعل الغرب كله يرفع يديه محاولا تناسيها او عدم تحمل مسؤوليتها , الصليبيون اختفوا اما قتلا.... / قتل من قتل منهم /في معارك انتصروا في بعضها وخسروا بعضها ودامت هذه الحال لعشرات لسنيين ( الا تذكرنا هذه بالحالة الراهنة مع كيان استيطاني مازال يمارس الابادة على الفلسطينيين كما مارسها ريتشارد قلب الاسد في يافا والقدس ) ,وعاد قسم منهم الى بلده التي جاء منها ,الفرنسي أو الفرنج الى فرنسا ,والانكليزي والالماني وغيرهم عاد الى منشأه الاول منبوذين من قبل مجتمعاتهم ومن بقي منهم ذاب في المنطقة واصبح مع الزمن جزءا منها ولكن بذاكرة هي نفس ذاكرة وثقافة سكان المنطقة الأصليين وحتى اصبحت عقائدهم جزءا من عقيدتها وبقي سكان المنطقة نفسهم وجودا وحضارة وثقافة ؟؟ ومازلنا نحن سكان هذه الارض نتناقل ذكرى تلك المرحلة القاسية التي مر بها اجدادنا ولكن كتاريخ؟
الصراع الحالي الصهيوني الغربي مع شعبنا هو على المستوى العام يميل لصالح أصحاب الارض وهي تشبه في كثير بل في اغلب مسارتها نفس الصراع السابق مع الصليبيين وبنفس المقاييس ولكن بأدوات اكثر احترافية وبشاعة , الصراع دائر منذ عقود تارة نخسر وتارة نربح ولكن الذي نستطيع ان نلاحظه وخاصة الحرب في قطاع غزة الأن هو ان ذروة الصراع هذا قد بدأ العد التنازلي واضحا أي ان إمكانيات الاستيطان قد بدأت بالانخفاض وان الصراع في مرحلة الانحدار مع تأزم الوضع الداخلي للكيان وظهور المفارقات الاجتماعية والثقافية لتجمعاته البشرية التي اتت من اماكن مختلفة ثقافيا وحضاريا والملل والاحباط المهيمن على مجتمعهم وهبوط الثقة بالنفس واهتزاز بالمشاعر والقناعة بأن السقوط في الهاوية قد بدأ بشكل متسارع كما ان ارادة التوسع والثبات على الأرض لمتطرقيهم زادت من هذا الشعور و قد احبطت شرائح واسعة من مجتمع الكيان....... اذا كانت الارض نفسها ترفضهم والبحر والنهر لم يتقبلا وجودهم الى حدود الصحراء وان الخطين الأزرقين متاهة اخرى حولهم .
أن تأزمهم في المعارك والخسائر التي تصيبهم اصبحت بالنسبة لهم جحيم غير قابل للتحسن واسقطت كل مقولاتهم الدينية والاسطورية و خاصة بأ ن الميعاد لن يكون على هذه الارض ؟
حتمية التاريخ واضحة وما عنادهم و دمويتهم الا دلالة على فقدانهم لأمل في استمراريتهم بالبقاء على ارض لا تتحمل وجودهم بهذا الشكل العنيف والسادي والنرجسي .؟
وما الحرب الان الا فصل من فصول التاريخ تكتب لهذه الارض وهي ذروة الحروب وبداية الهبوط والتراجع للمد الاسطوري لميعاد (يهوه)...ومن المؤكد بان كل شعوب الغرب وحتى المحافل الماسونية والمتنورين و لوبيات امريكا الصهيونية لن تستطيع وقف الانحدار الذي بات واضحا في الفترة الاخيرة.؟.
ان بداية السقوط المؤكد بدأت مؤشراته في العقد الاخير من الزمن.... ان زمن الفرسان ذوي الشعر الاشقر والاجساد الضخمة والقنابل الفسفورية ولا حتى النووي سيعيد( ليهوه )املة بميعاد قد تجاوزته حركة التاريخ والبشرية كلها..... لن يؤثر الكذب وتحوير الحقائق ولا الابادة لبعض المناطق على التاريخ وحتميته وقانون الطبيعة وما الضحايا الذين سقطوا او سيسقطون بعد الا جزء وثمن لحركة التاريخ هذه ويجب ان نقبل بها فان العواصف تدمر وتلحق الاهوال والخراب لكن الطبيعة ستنظف ما شوهته عواصف الدمار وستصبح الارض والطبيعة اجمل وانظف وسيذوب جزء من الكيان في سكان المنطقة اصحاب الارض وسيكتب في التاريخ بان حملة صليبية محدثة انتهت فصولها على الشاطئ الشرقي للمتوسط قد ذابت واختفت للأبد ...؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التعبئة الطلابية التضامنية مع الفلسطينيين تمتد إلى مزيد من ا


.. غزة لأول مرة بدون امتحانات ثانوية عامة بسبب استمرار الحرب ال




.. هرباً من واقع الحرب.. أطفال يتدربون على الدبكة الفلسطينية في


.. مراسل الجزيرة: إطلاق نار من المنزل المهدوم باتجاه جيش الاحتل




.. مديرة الاتصالات السابقة بالبيت الأبيض تبكي في محاكمة ترمب أث