الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من أجل ثقافة جماهيرية بديلة87

عبدالرحيم قروي

2023 / 12 / 3
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


اَلنَّصُ اَلْمُؤَسِّسُ وَمُجْتَمَعُه
اَلسِفْرُ اَلأَوَّلُ وَاَلثَانِى
خليل عبد الكريم
الحلقة السادسة

كتب الكثيرون, من المستحيل إحصاؤهم, عن إعجاز القرآن سواء من السلف أو الخلف ومن العرب والأعاجم وبغالبية اللغات وتطرقت بحوثهم القيمة لشتى وجوهه ولكن على حد علمنا لم يرقم أحدهم سطرًا فردًا عن هذا المقطع ونعنى به الإهتمام الشديد بالقائد والمجتمع وأفراده الفاعلين فيه وطوائفه المختلفة من كافة الزوايا التى ذكرنا حفنة منها ـ إذ أننا لم نستوفها عن بكرة أبيها ـ ولم يمد باحث منهم قلمه إلى العلاقة الجدلية التى ربطت بآصرة محكمة ألسر اولئك بالآيات الكريمة والتى بنظرنا نفحت القرآن الحميد الحيوية الفائقة والنضارة الدائمة والبكاة الخالدة وجعلت من مَعِينًا دفاقًا لا ينضب ماؤه ولا يغيض تدفقه ولا ينقص عطاؤه.
بهذه الميزة الرائعة والخاصية الفذة والصفة الفريدة هيمن على كتابىّ الديانتين الإبراهيميتين اللتين تقدمتا عليه فى تاريخ الظهور لا فى المكانة أو المنزلة أو المقام؟؟؟.
إن الإلتفات إلى المخاطبين فى جميع أوقاتهم وضروب معائشهم ومختلف مواقفهم, والأخذ بأيديهم إلى الأمثل, وهدايتهم إلى الأصوب, وإرشادهم إلى الأقوم دليل لا يقبل المحاجة وحجة لاترقى لمستواها المجادلة وبرهان لايناله الوهن على أنه الكتاب العرّى عن الشبيه, والعديم عن المثيل, والبعيد عن القرين.
بذات المستوى وفى نفس الدرجة بزغت حياطته بالقائد وشموله بالسهر والحدب عليه وإشعاره بأنه محط الموالاة وتحت مظلة الحفظ وداخل جناح الحراسة وفى بؤبؤ عين الصيانة.
إن كتابىّ الديانتين السابقتين تحدثا عن معجزات البطاركة الأكابر منهم إبراهيم, وموسى, وعيسى بيد أنهما صفرًا صفورًا تامًا " جاءا خليين" من التعريج على أحوالهما وفى مقدمها الخاصة والشخصية, فى حين أن ذلك شكّل معلمًا بارزًا فى الذكر الحكيم بالنسبة إلى من" جعلت له الأرض مسجدًا" وإلى المجتمعين المكى واليثربى.
إن تناول الخوارق يتعلق بالغيبيات والماورائيات والميتافيزيقا أو ما خلف الطبيعة, أما الكلام عن الشئون الحياتية والممارسات المعاشية والأنشطة اليومية, فهو يتصل بوثاقة محكمة بالناس فى مختلف تقلباتهم, وشتان من يقلق من أجل الهُشُوشة والهامشية والطرفية ومن يحصر همته فى القلب والمركز والجوف والمقارنة تغدو مجحفة بين من يصوب نظره إلى العرَض وبين من ينفذ ببصيرته إلى الجوهر.
إن العجائب والمدهشات والمذهلات موقوتة سرعان ما يخبو ضوؤها وتذهب لمعتها ويذبل نورها, فى حين أن المعايشات والحياتات والفعاليات ثابتة أصلية أساسية, بمعنى أن الأولى تحيّر من خوطبوا بها وتدلّه الذين عاينوها وتربك معاصريها, وعند هذا الحد يتبخر مفعولها ويغيض أثرها وتنتهى النتيجة المرجوة منها, أما الأخرى فهى تمس واقع المخاطبين بها ثم يمتد مسيلها إلى الأجيال والقرون المتطاولة التى تُخلق بعدهم. ولايفهم منه أن تطبيق النصوص التى حملتها يتم حرفيًا إنما نعنى الإستهداء بمعانيها والإسترشاد بقيمها والتفطن إلى أهدافها ومعرفة دوالها وإدراك مراميها وفقه غاياتها, فسنرى فيما يأتى من فصول أن بعضها قصد التخفيف فننقه أن ( = التخفيف ) منهج ( الحبل / القيم ). وآخر نهى عن اللعب أو الهزؤ بالألفاظ التى تتعلق بالروابط الأسرية فيترسخ لدينا اليقين بعظم شأنها, وثالث عاب تقديم الشئ الردئ عند إخراج الصدقة فنتأكد أنها ركن ركين يتوجب علينا أداؤه على الوجه المرضى, ورابع يحكى عن تآمر الضرائر فنخلص إلى أن نكاح مرتين أو ثلاث أو أربع خيبة قوية, وخامس يخبرنا عن صحابى نال من إمرأة ما دون فرجها وآخر ضرب حسناء جميلة على عجيزتها المكتنزة ثم استغفر كل منهما وصلى وورد أن الحسنات يذهبن السيئات, فندرك أن الضعف البشرى أمر وارد لأن كل بنى آدم خطاء وأن دواءه التوبة والإنابة .... وسادس ينقل إلينا صبر " متمم مكارم الأخلاق" على بذاءات اليهود والجدال العنيف الذى أثاره النصارى فنتعلم درسًا نحن فى أمس الحاجة إليه فى ضرورة التعايش مع أهل الكتاب والتحاور معهم بالتى هى أحسن. وسابع ينهى عن النكول عن أداء الشهادة فلا نتردد فى القيام بها ... ونكتفى بهذه الأمثلة السبعة لأن فيها غناء, وقد تعمدنا أن نبلغ بها العدد لأن له قداسة فى الديانات الإبراهيمية الثلاث وقيل إنهم نقشوا تقديسه من الديانات السامية التى سبقتها والتى ظلت مهيمنة على ذات المنطقة قرونًا متطاولة. والقرآن العظيم ينص على تداول الأيام بين الناس ولعل أبرز ما يؤكد صدقه هو أن عبادة آمون رع استمرت, على ما ذكر علماء المصريات " الإيجيبتولوجى" دهرًا مديدًا حتى قيل لن يتقطع" وهو شطر بيت لشاعر عربى".
ثم نؤوب إلى سياق البحث:
لعل من لديه أدنى مُسكة من عقل سليم قد اقتنع أن منهج القرآن الحميد فى هذه الخصوصية وهو الحِياطة بـ " صفوة البشر" والعناية بالمجتمع وأعضائه وانتصاب وشيجة متينة وتشابك متداخل وإلتفات ملتحم بين آياته وهؤلاء فى سائر ظروفهم وأوقاتهم, هو المنهج الأمثل وبه بزّ الكتابين المقدسين السابقين وفَلج عليهما وغدا بحق" كتاب الحياة".
يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Politics vs Religion - To Your Left: Palestine | فلسطين سياس


.. ماذا تريد الباطرونا من وراء تعديل مدونة الشغل؟ مداخلة إسماعي




.. الجزيرة ترصد مطالب متظاهرين مؤيدين لفلسطين في العاصمة البريط


.. آلاف المتظاهرين في مدريد يطالبون رئيس الوزراء الإسباني بمواص




.. اندلاع اشتباكات عنيفة بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهرين في تل